بسم الله الرحمن الرحيم ...
اتمنى من جميع المسلمين الابتعاد عما يسمى بالاعجاز العددي وعدم الاغترلر به فالبعض يظن انه وسيلة لنشر الاسلام ولكنه في الحقيقة وسيلة لاضعافه خصوصا وان بعض الدجالين استغلوه في كسب المال والشهرة باستخدام الدين قناعا والاسلام بريء منهم
الاعجاز العددي لا يصح ان نسميه اعجازا فمعنى اعجاز اي انه يعجز البشر عن الاتيان بمثله ولكن ما يسمى بالاعجاز العددي يستطيع الاف البشر ان يصنعو كتبا فيها ما يسمى بالاعجاز العددي فهل كتبهم هذه ستكون معجزة ؟
ومن خلال بحثي في ما يسمى بالاعجاز العددي ساقسمه للانواع التالية :
1- قابلية القسمة
2- تكرار كلمتين بالتساوي
3- دلالات رقمية
ولعل هنك حالات تخرج عن هذه الانواع لكنني لا اذكرها الان وساقوم بتفنيد الانواع الثلاثة بدء بقابلية القسمة

قابلية القسمة :
كثيرا ما نسمع من يقول انظروا الى اعجاز القرآن وكيف ان هذه الاية عدد حروفها يقبل القسمة على 7 او شخص اخر يقول على 19 (هذان الرقمان هما الاكثر انتشارا)
فهل فعلا كون عدد حروف جملة يقبل القسمة على 7 يعتبر اعجازا
الاجابة هي لا علميا وتطبيقيا
ففي علم الاحتمالات احتمال ان يقبل عدد حروف جملة او اية القسمة على 7 هو 1/7 وهذا قريب من احتمال رمي مكعب الارقام وظهور العدد الذي اختاره فهل هذا اعجاز ؟
ولكن متى يكون ذلك اعجازا ؟
اذا رميت مكعب الارقام 6300 مرة وكانت النتيجة دائما الرقم الذي تختاره فعندها يكون الاحتمال قريبا جدا من الصفر
ولكن هذا غير حاصل في القرآن فليست كل آياته يقبل عدد حروفها القسمة على 7 فتكفينا الآية (الم) عدد حروفها 3 لا يقبل القسمة على 7 ولا حتى على 19
لماذا تختارون آيات محددة وتقولون انظروا كيف يقبل عدد حروفها القسمة على 7 او 19
لماذا تتغاضون عن بقية الآيات التي لا يقبل عدد حروفها القسمة على 7 او 19 ؟
اذا رميت مكعب الارقام 10 مرات واصبت في التخمين مرتين وقلت لك انظر لقد اصبت في المرة الثانية والتاسعة انه اعجاز ... سترد علي بكل بساطة لماذا تتغاضى عن بقية المرات التي أخطأت فيها ؟
كما يمكنني ان اكتب جملا يقبل عدد حروفها القسمة على 19 مثلا فهل ساكون عندها معجزا ؟
تفضلوا هذه الجملة : "لا وجود للاعجاز العددي" تتكون من 19 حرف اذا تقبل القسمة على 19
وطبعا هنك من يقول عدد الكلمات بدلا من عدد الحروف وهنك من يقول ضع تحت كل كلمة عدد حروفها ثم اجعلهم رقم واحدا له عدة منازل
كل هذه الطرق وغيرها يرد عليها بنفس الرد السابق

تكرار كلمتين بالتساوي :
هذا القسم هو من اكثر الاقسام التي يكثر فيها الخطأ في الحساب وهو ينقسم الى انواع :
1- كلمتان متضادتان : وهو النوع الاكثر انتشارا في هذا القسم حيث تكون كلمة عكس الاخرى وموجودتان بنفس العدد مثل الملائكة والشياطين
2- كلمتان مترادفتان : لهما نفس المعنى وهذا نادر الاستخدام لكنه موجود
3- كلمتان بينهما علاقة : مثل ادم وعيسى
وكل هذه الانواع لها ردود مشتركة ساكتفي بذكرها منها انه لا يصح اخذ الكلمة بدون معانيها الاخرى فاذا سمحتم بذلك وهذا ما تفعلونه لامكنني ان اقوم بكتابة كتاب واعد فيه كم مرة ذكرت كلمة ملائكة وكم مرة كتبت شياطين فاذا وجدتهم 50 "شياطين" و60 "ملائكة" مثلا يمكنني ان احول 10 من كلمة "الملائكة" الى كلمة "الزبانية" فتصبح كل من الملائكة والشياطين ذكروا 50 مرة وياله من اعجاز عظيم !!!
نستنتج من هذا ان حساب عدد مرات تكرار الكلمة لا يكفي بل يجب حساب عدد مرات تكرار الكلمة مع مرادفاتها
فاذا حسبت عيسى علي احتساب المسيح ايضا معها
ومن الردود المشركة ايضا ان تكرر كلمتين بنفس عدد المرات في كتاب واحد ليس اعجازا ويمكن ان تجده في اي كتاب كما تجده في القرآن الكريم فهو ليس اعجازا لربما قلنا انه اعجاز اذا وجدنا كل كلمتين متضاتين ذكرتا بنفس عدد المرات (وذلك حين نحسب الكلمة مع مرادفاتها) ولكن هذا غير حاصل في القرآن الكريم

دلالات رقمية :
وهذا القسم تكثر فيه الاخطاء الحسابية ايضا وللاسف لا استطيع ان اضع ردا شاملا لكل امثلته ولكن لكل منها رد او لكل مجموعة رد
فمنها مثلا تكررت كلمة الشهر 12 مرة على عدد شهور السنة
وعندها نقول بان هذا ليس اعجازا فيمكن لاي شخص ان يكتب كتابا فاذا وجد مثلا ان عدد مرات كلمة الشهر 11 مرة يقوم بتحويل كلمة سنة الى "اثنا عشر شهرا" فتصبح 12 مرة وياله من اعجاز عظيم !!!
ومنها مثل عيسى كمثل ادم وكلاهما ذكر بنفس عدد المرات
وهنا نرد بانه قد اخذ بكلمة عيسى بدون ما يماثلها في الدلالة او المعنى كالمسيح مثلا
وهنك امثلة كثيرة اخرى لا يمكنني حصرها في هذا المنشور وساكتفي بما ذكرته
واتمنى من الاخوة المسلمين الا ينخدعوا بما يسمى بالاعجاز العددي والا يقوموا بنشره بعد اليوم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم : إبراهيم جودة