: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول:جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلاً، فاضربوا له مثلاً، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمةً، والقلب يقظان، فقالوا: مَثَلُهُ كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيها مأدبة وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أوِّلوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة، والداعي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أطاع محمداً صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله، ومن عصى محمداً صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم فرَّق بين الناسرواه البخاري.l مجئ الملائكة بهذه الصورة طريقة من طرق الوحى الي الانبياء .. اذ يوحى الله علي نبيه بالرؤيا الصالحة ورؤيا الانبياء حق ..كما اخبر النبي عليه السلام وقولهم ان العين نائمة والقلب يقظان فهذه والله اعلم من خصائص النبي عليه السلام فقد خصه الله وهيئه بخواص ليس عند غيره من البشر حتى يتحمل نزول كلام الله عليه ..فقد اخبرنا الله عن ثقل كلام الله والقران اذا قال "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.." وقال تعالي : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى )..الرعد ..واخبرنا ان الحجارة الصماء تتفجر وتهبط من خشية الله اذا ذكر الله ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ) وتذكرون قصة الجزع وحنينه وبكاءه لذكر الله ومقام الرسول عليه .. وما قصة شق بطن وصدر النبي عنا ببعيدة فقد القته الملائكة علي الارض وهو صغير في ديار حليمة السعدية ووضعوه في طست من الذهب واجروا له عملية جراحية وشقوا بطنه واستخرجوا منه حظ الشيطان وملؤا قلبه ايمانا وحكمة وغسلوا صدره وقلبه وجوفه بماء طاهر قد يكون من زمزم او من ماء من السماء او من الجنة ..فهذه التجهيزات الكبيرة لنبينا عليه السلام ترشدنا الى نقطة مهمة وهى كذب من يدعي انه اوحى اليه او انه جاء بجديد في الشريعة عبر الالهام او الرؤيا المنامية او الوجد فقد ختم الدين .. " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " .. وتركنا الحبيب عليه السلام علي المحجة البيضاء لا يزيغ عنها الا هالك.. واما الادعاء او التقول علي الله ليس بسهل فاليعلم المتقولون ان الوحى من الله بكل صوره يحتاج اعداد ربانى ومادى علي جسد وقلب من يستقبل وحى الله او ينقل ويوقع عن الله..اما قول الملائكة.. مَثَلُهُ كمثل رجل بنى داراً.. فقد ضربو له مثلا والامثال تعتبر نوع وطريقة رئيسية من طرق التعليم في القران .. وحتى في العلوم الحديثة مثل الرياضيات وهى طريقة مستخدمة بفعالية الى يومنا هذا.. وهى كثيرة في القران تنبه لها اخى الكريم وتتبعها تجد فيها العلم والهداية ..هنا الملائكة ضربت له مثلا .. برجل بنى دارا .. ولله المثل الاعلي بعد ان اكمل بنيان الدار قدم صاحب الدار دعوة للجميع عبر رجلا من اهل القرية او المدينة ومن افضل اهل القرية واكثرهم صدقا واحتراما وحري" باهل القرية ان يسمعوا له ويطيعوه لعلمهم باخلاص هذا الداعى ونصحه لهم "والداعى هنا هو النبي محمد " قدم للناس دعوة عبر كل الوسائل سرا وجهرا بلسانه اوعبر مختلف وسائل التبليغ ويذيع للناس في السوق ويجوس خلال الديار ويقدم الدعوة للناس جميعا صغيرم وكبيرهم .. ذكرهم وانثاهم .. بطريقة فيها احسان وحنيه وتلطف وحب الخير للمدعويين .. لاجل ان يروا جمال البناء وعجائبه كذلك ليتناولو شهي الطعام واطايب الاكل الوفير غير المنقطع فقد صنع صاحب الدار لهم طعاما شهيا يتناسب مع شكل وهيئة داره الفخمة والكبيرة وكانت الدعوة مفتوحة للجميع .. فكل من رائ البيت وجماله وفخامته يتاكد ان الوليمة تكون دسمة والطعام وفير ومتنوع وشهى يتناسب مع هذه الدار الكبيرة والدعوة مفتوحة والمعلن عن الدعوة رجلا ليس بكذاب.. يصدقوه اكثر مما يصدقون انفسهم .. يقينا سوف يلبي ويحضر ويجئ لهذه الوليمة الجميع زرافات ووحدانا .. اما بقصد ان ياكل الشهى من الطعام او ان يمتع ناظريه بهذا البناء العجيب الذي ليس له نظير في منطقته ولم تر اعينهم مثله من قبل .. او للغرضيين معا مثم بعد ذلك فسرت الملائكة هذا المثل ووضحته للنبي وعللو ذلك حتى يفهم النبي ونفهم نحن اتباع النبي هذا المثل ونتدبره ونخرج بكنوز من المعرفة تزيدنا يقينا وثباتا علي الحق ..قال تعالى : إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقينوجاء تاويلهم بان الدار هي الجنة وان البانى هو الله وان الداعي للجنة والى مادبة الله هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة،يعنى اطاع النبي واتبعه دخل الجنة ونال رضى الله واستحق النعيم المقيم بالجنة .. ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ومن اعرض عن النبي ولم يصدق كلامه واعرض عن ما جاء به لا يدخل الجنة ولاينال من النعيم المقيم بالجنة.. فاحزر اخى المسلم من مخالفة النبي واجعل كل تحركاتك وفق نهج النبي وارتسم خطواته يقينا تنال الجزاء العظيم وتورد المورد العذب وتنال فضل الله ونعيمه المقيم في جنانه قال تعالي "مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً قال تعالى : "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وقال ايضا { ومن يطع اللّه والرسول فأولئك مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} .. نسال الله حسن الخاتمة وان يجعلنا من اتباع نبيه قولا وعملا اميين اميين .. يارب العالمين