كتاب جديد أعلن عن صدوره اليوم 2014/8/25م في باريس بعنوان:"اقتباس القرآن من العبرية والآرمية اليهودية" لـ كاترين بيناكيوLes emprunts à l’hébreu et au judéo-araméen dans le Coranسبق للأستاذ أبو المجد أن كتب عن مشروع أكاديمية برلين براندنبورغ للعلوم والإنسانيات"كوربيس كورانيكوم" بتاريخ 1434/7/6هـ الذي يهدف بزعم أصحابه الى اصدار نسخة "محققة"من القرآن الكريم وذلك باعتماد المصحف المطبوع بالقاهرة 1923م ومقابلته مع عدد من مخطوطات المصاحف التي جمعت في اطار هذا المشروع،مع ادخال القراءات المختلفة صحيحة كانت أو شاذة،واضافة نصوص التوراة والأناجيل التي قد تتضمن بزعم القوم نفس ما جاء به القرآن للخروج في النهاية بطبعة نقدية للمصحف الذي بين أيدي الناس اليوم، لأن طبعة القاهرة 1923م وما جاء بعدها من طبعات المصاحف غير محققة تبعا للمنهج الاستشراقي الذي حطه آرثر جفري.وهذا المشروع كما ذكرت من قبل يشارك فيه عدد من المستشرقين الفرنسيين العاملين مع المركز الوطني للبحث العلمي في باريس تبعا للبرنامج البحثي الممول برقم UMR816.ومن المنخرطين فيه من فرنسا د.كاترين بيناكيوCatherine Pennacchio أستاذة العبرية في معهد راشي للدراسات العبرية في باريس...وهذه المرأة حصلت على الدكتوراه من "المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية INALCO" في باريس عام 2011م برسالة موضوعها:"دراسة في الألفاظ المشتركة بين القرآن والكتابات اليهودية قبل الاسلام:الاقتراض المعجمي أنموذجا".وبالنسبة للاصدار الجديد للمؤلفة :"اقتباس القرآن من العبرية والآرمية اليهودية"فقد قالت المؤلفة عن ملخص الاصدار بأنها قسمت ما تدعيه من اقتباس الى قسمين:- اقتباسات ترجع الى ألفاظ اللغة العربية قبل ظهور الاسلام مثل لفظ (تجارة)،(فرات)...- واقتباسات أرجعتها الى زمن النبوة محمد وهي بزعمها مصطلحات شرعية دخلت القرآن اعتبارا لعلاقة رسوله والصحابة مع يهود الحجاز مثل لفظ (راعنا)...وهذا الذي حاولت المؤلفة أن تركب عليه لادعاء أخذ القرآن من التراث اليهودي... كتب فيه العلماء قديما فيما اصطلحوا عليه بـ"المعرب" أي الألفاظ التي وجدت في العربية وفي غيرها...لكن الكاتبة هنا وسعت من ذلك وأرادت جعله دليلا على أخذ القرآن من غيره...وهذا جزء من مشروع الكوربيس لتحقيق المصحف عن طريق ربطه بتاريخ سابق على عهد نبوة محمد .لماذا اعتمد مشروع الـ corpus coranicum على طبعة المصحف لعام 1337هـ (1923م) ؟يرجع سبب ذلك الى "عقيدة" نفر من المستشرقين بخصوص علم القراءات القرآنية التي يرون أن اختلافها يرجع الى "حرية الاختيار"أو ان شئنا فوضى القراءات...،أي أن أهل القرآن ظلوا يقرأونه على هواهم حتى وجد هذا المصحف في عام 1923م ( أيام حكم الملك فؤاد الأول) ففرضت عليهم بواسطته نسخة موحدة من القرآن برواية حفص عن عاصم .وهذه العقيدة الاستشراقية بخصوص أصل اختلاف القراءات قررها آرتر جفري في مقدمة نشره لكتاب المصاحف قبل ثمانين سنة حين قال في الصفحة التاسعة من مقدمته:"...على هذا نرى ستة أطوار في تاريخ تطور قراءات القرآن وهي:1- طور المصاحف القديمة.2- طور المصاحف العثمانية.3- طور حرية الاختيار.4- طور تسلط السبعة أو العشرة.5- طور الاختيار في روايات العشرة.6- طور تعميم قراءة حفص وهو طور النسخ المطبوعة..."واذا كان جفري قد أخطأ خطأ فاحشا حين أقر هذه الأطوار وبخاصة الأخير منها وهو يعلم علم اليقين أن المطبعة المصرية كما طبعت عام 1923م المصحف الأميري برواية حفص فقد طبعت في عام 1929م موافق 1347هـ مصحفا آخر برواية ورش عن نافع (المعروف باسم خطاطه أحمد بن الحسن زويتن)فبين طباعة هذين المصحفين بقراءتين مختلفتين ست سنوات.بل خلال الفترة التي طبع فيها المصحفان بالقاهرة كان جفري مقيما بالقاهرة نفسها يتتلمذ على براجستراسرولا يمكن أن يجهل صدور مصحف ورش ...لكن التعصب للفرضية الاستشراقية (الكاذبة) جعله يتجاهل كل ما ينسف "العقيدة الاستشراقية"في موضوع أصل القراءات...ويرتبط بذلك في مشروع "الكوربيس كورانيكوم corpus coranicum" شيء آخر وهو أن أنجيليكا نويفرت وتلامذتها في برلين ومن معها من الفرنسيين لما اعتمدوا على طبعة المصحف الأميري لعام 1923م فلغرض معين:أولا- يهدفون الى تقرير هذه العقيدة الاستشراقية في مجال الدراسات القرآنية.وثانيا-يريدون -كما يظهر من المشروع حتى الآن- أن ينطلقوا من هذه الطبعة (1923م)ويرجعون القهقري تبعا لتسلسل تلك الأطوار الستة السابقة حتى يضيفوا الى متن المصحف ما نقل عن الكذابين والزنادقة من روايات موضوعة في القراءات...وينتقلوا من ذلك الى اضافة ما نسخ من القرآن زمن النبوة والرسالة...وهكذا تتم صناعة "متن corpus المصحف".وهم في ذلك ينطلقون من دافع نفسي ذكرته في الملتقى من قبل خلاصته..." أن القوم يؤرقهم أن للقرآن نسخة واحدة وللانجيل نسخ متعددة فأرادوا أن يختلقوا مصاحف أخرى بهذه الطريقة حتى يشاركهم أهل القرآن في وعيهم الشقي الراجع الى تعدد واختلاف كتبهم (المقدسة)."