رد شبهة : زواجُ النَّبِيِّ r من زينبَ بنت جحش- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - .

ادعوا أن محمدًاr تزوج زوجةَ ابنِه بالتبني ، وذلك لما رآها وأعجبتَه ، فقال: سبحان مُقلبُ القلوبَ ، فأمر زيدً بتطليقِها وتزوجها هو ....

فأنزل اللهُ I : ] وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ]37[ مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ]38[ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ]39 [ [ (الأحزاب) .
الرد على الشبهة
أولًا: إن هذه الآيات من الآياتِ التي تدل على أن القرآنَ الكريم كلام حقا ويقينًا I بخلافِ ما يقوله المعترضون : إن القران من تأليف رسول الإسلام.... لوجهين:
الوجه الأول: لو كتب محمدٌ r القرآنَ الكريم بيده ما كان يكتب مثل هذه الآياتِ ؛لأن فيها عتابٌ له من اللهِI له بل كان يظهرُ r في أحسنِ مظهرٍ، ولا يعاتبُ نفسَه مرةً واحدةً كما جاء في هذه الآياتِ وغيرها ....

الوجه الثاني : إن هذه الآيات من الآيات التي تدلل على أن النبيَّ r ما أخفى آيةً واحدةً من كتاب الله U بل أدى الرسالةَ والأمانة على أتمِ وجهٍ .... دل على ذلك ما يلي :

1- صحيح مسلم برقم 259 قَالَتْ عائشة: " َلَوْ كَانَ مُحَمَّدٌ r كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ : " وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ".

2- تفسير الطبري (ج 20 / ص 274 ) : عن عائشة قالت : لو كتم رسولُ الله r شيئا مما أوحي إليه من كتاب الله لكتم : " وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ " .

ثانيًا : إن هذه الشبهة أوهن من بيتِ العنكبوتِ لو كانوا يعلمون؛ لأن الرواياتِ التي يستدلون بها للطعنِ في النبيِّr من خلالِها لا تصح.... حَكمَ عليها بذلك علماءٌ أجلاءٌ كما يلي:

1- قال ابنُ كثيرٍ في تفسيره بعد أن ذكر الروايات الصحيحة : ذكر ابن أبي حاتم والطبري ها هنا آثاراً عن بعض السلف - رضي اللهُ عنهم- أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها فلا نوردها . يريد بذلك أمثال : " فوقعت في قلبه " و " سبحان مقلب القلوب " . فهذه كلها آثار لم تثبت صحتها. اهـ

2- قال القرطبيُّ بعد أن ذكر التفسير الصحيح لما كان يخفيه r ، وما الذي كان يخشاه من الناس: وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية، وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين، كالزهري والقاضي بكر بن العلاء القشيري والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم. فأما ما روي أن النبيَّ r هوى زينب امرأة زيد وربما أطلق بعض المُجّان لفظ عشق فهذا إنما صدر عن جاهل بعصمة النبيِّ r عن مثل هذا، أو مستخف بحرمته.اهـ

3- قال ابنُ العربي في كتابه أحكام القرآن بعد أن ذكر ملخص هذه الروايات ، و بين عصمة النبيِّ r : هذه الروايات كلها ساقطة الأسانيد . اهـ


4- قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ بعد أن ذكر الروايات الصحيحة : ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري و نقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها. اهـ

5- قال الشيخُ محمد رشيد رضا : وللقصاص في هذه القصة كلام لا ينبغي أن يجعل في حيز القبول، و يجب صيانة النبيِّ rعن هذه الترهات التي نُسِبت إليه زورًا و بهتانًا. محمد رسول الله r . اهـ


ثالثًا : جاء في تفسيرِ الطبري (ج 20 / ص 271 ) ، وتفسير ابن كثير ( ج 6 / ص 421) الآتي : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36) } . قال العوفي ، عن ابن عباس: قوله: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ } الآية، وذلك أن رسول الله r انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها، فقالت: لست بناكحته، فقال رسول اللهr : "بل فانكحيه". قالت: يا رسول الله، أؤامر في نفسي. فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله r: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا } الآية ، قالت : قد رضيته لي منكحا يا رسول الله؟ قال: "نعم". قالت: إذًا لا أعصي رسول الله r ، قد أنكحته نفس . اهـ

إذًا لو كان رسولُ الله r يريدُ زينبَ زوجةً له ؛ لأخذها قبل أن يزوجها زيدًا ، فقد كانت من عائلته ، وتكبر أمامه على مدار الأيام ، حتى صارت شابة ، وبعدها قام ليخطبها لزيد t ..... وبهذا تبطل الشبهة !

رابعًا : إن قيل : لماذا ذُكرت هذا الأخبار في كتبِ التفاسيرِ بالرُغم من أنها ضعيفة ؟!
قلتُ : إن هذا من باب الثراء العلمي ؛ إنهم - رحمهم اللهُ - يجمعون كل ما قيل عن الآية ، وبعد ذلك يحققون ، وأحيانًا يحذرون المسلمين من مثل هذه الروايات الباطلة كما تقدم معنا في الرد على شبهة الغرانيق، ومثل : ما قاله ابنُ كثير في الآيات التي معنا : ذكر ابن أبي حاتم والطبري ها هنا آثاراً عن بعض السلف y أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها فلا نوردها اهـ.
يريد بذلك أمثال : " فوقعت في قلبه " و " سبحان مقلب القلوب ." فهذه كلها آثار لم تثبُت صحتها، وهذا ما ذهب إليه المحققون من المفسرين كالزهري ، والقاضي بكر بن العلاء القشيري ، و القاضي أبي بكر بن العربي ، والقاضي عياض في الشفاء.

خامسًا : إن قيل: ما هو التفسير الصحيح للآيات، وما هي قصه زواج رسول الله r من زينب بنت جحش ؟

قلتُ : إن الجواب على ذلك يكون في التفصيل التالي:

1- زواج زيد بن حارثة tمن زينب - رضي الله عنها- :
زينب بنت جحش هي إحدى زوجات النَّبِيِّ r ، وقد تزوج بها الرسولr في السنة الخامسة من الهجرة ، و هي بنت أمية بنت عبد المطلب عمة النَّبِيِّ r وكانت زوجة لزيد بن حارثة قبل أن تصبح زوجة لرسول الله . r أما زيد بن حارثة t زوج زينب قبل الرسول r فكان يُدعى قبل الإسلام بزيد بن محمد لكنه لم يكن من أولاد الرسول r ، بل كان غلاما اشترته خديجة بعد زواجها من النَّبِيِّ r ثم أهدته إلى النَّبِيِّ r فأعتقه r في سبيل الله ، ثم تبنّاه r تبنياً اعتباريا على عادة العرب لرفع مكانته الاجتماعية بعدما عامله والده و قومه بالهجران و الطرد ، وهكذا فقد منحه الرسول r احتراما كبيرا وشرفا عظيما ورفع من شأنه بين الناس حتى صار يُدعى بين الناس زيد بن محمد .و عندما أحس النبيُّ r بحاجة زيد إلى الزواج أمره بخطبة بنت عمته زينب بنت جحش ، لكن زينب رفضت ذلك تبعا للتقاليد السائدة في تلك الأيام و لاستنكاف الحرة من الزواج من العبد المعتق ، خاصة وإن زينب كانت من عائلة ذات حسب ونسب و شأن ، فنزلت الآية الكريمة التالية] وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا[ )الأحزاب36)، فأخبرت زينبُ النبيَّ r بقبولها بهذا الزواج ، وهكذا فقد تم الزواج برضا زينب ، نزولاً عند رغبة رسولِ الله r و خضوعًا لحكم الله
.
2 - طلاق زينب : بعد ذلك تأثرت العلاقة الزوجية بين الزوجين ـ زينب و زيد رضي الله عنهما - و آل أمرهما إلى الطلاق والانفصال رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها النبيُّ r لمنع وقوع الطلاق ، و لم تؤثر نصائح النَّبِيِّ r في زيد ، ولم يفلح في تغيير قرار زيد فوقع الطلاق.

3- زواج النبي r من زينب :
وبعد أن مضى على طلاقِ زينب فترة قرر النبيُّ r أن يتزوج ابنة عمته زينب تعويضًا لما حصل لها بأمر من الله I ، غير أن النبيَّ r كان يخشى العادات و التقاليد التي تُحرم زواج الرجل من زوجة ابنه من التبني لاعتباره ابناً حقيقيًا ، فالله I قد أعلمه أن زينب ستكون زوجة له قبل طلاقها ، وكان يخفي ذلك في نفسه ، ويقول لزيد : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ " ثم عاتبه ربه I في ذلك قائلا : ]وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ [ (الأحزاب37). ثم إن زواج النبي r من زينب إنما كان بأمر من الله I ، كما تشهد بذلك تتمة الآية السابقة ؛ يقول ] : I فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا]37[ مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ]38[ [ (الأحزاب) .

فإن قيل : ما معنى قولِهI :" وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ " .
قلتُ : إن اللهَ I قد أعلم النبيَّ r أن زينبَ سوف تطلقُ من زيد ، وسوف تكون زوجة له، وكان النبيُّ r يخفى ذلك خشية أن يقول الناسُ:" تزوج من زوجة ابنه" . لذلك عاتبه ربُّه I قائلًا له : " وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ" .
وليس المعنى كما جاء في الروايات المكذوبة: أنه لما رأى زينب قال: سبحان مقلب القلوب فعلقت في نفسه وكان يخفى ذلك ...." فكانت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - تقول لزوجات النَّبِيِّ r : زوجكن أهلكن ، وزوجني ربى من فوق سبع سماوات.

الخلاصة في أمر زواج النبيِّ r من زينب عدة أسباب :
1- تعديل ما حصل لابنة عمته و تضررها بالطلاق ؛ حيث إنها رضيت بالزواج من زيد بأمر من الله و رسوله ، فأراد الرسول r أن يكرمها و يعوضها عن ما حصل لها ، وذلك بأمر من اللهِ تعالى .
2- كسر العادات و التقاليد الخاطئة التي تمنع الزواج من زوجة الابن من التبنّي ، رغم كونه ابنًا اعتباريًا لا غير تشريع في صورة عملية ؛ حيث إن الإسلام من خلال القرآن الكريم رفض الاعتراف بالتبني الذي كان سائداً بين العرب في الجاهلية، فالتبني يهدم الأحساب والأنساب، فقد كانوا ينسبون زيد بن حارثة إلى رسول اللهr فيقولون زيد بن محمد ، وجاء الرفض القرآني حاسمًا من خلالِ قولِه I ] :وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ]4 [ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُم ْ ]5 [ (سورة الأحزاب ).
و قوله I : ]مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً[ (الأحزاب 40). وكان التوجيه القرآني للرسول r بالزواج من مطلَّقة (زيد بن حارثة) لأجل تأكيد تجاهل المشرع الإسلامي للعرف الجاهلي ، لتكون ممارسة الرسول r رافعة لكل التباس قد يبقى عالقاً في الأذهان ، علماً أن تزويج الرسول r كان بعد تطليقها من جانب زيد بن حارثة فلم تكن هذه المرأة مرتبطة بأكثر من رجل .ثم إن من مهام الأنبياء إزالة العادات الخاطئة ، والسنن الظالمة ، وهذا ما فعله النبيُّ r كما كان يفعل جميع الأنبياء من قبل في قضايا مشابهة ، فمهمة الأنبياء لا تقبل التعلل ، والخوف ، والمجاملة ، فهم يحملون على عواتقهم رسالةَ سماويةَ حمّلهم إياها ربُ العالمين ، و إلى هذه الحقيقة تشير الآية الكريمة ] : مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا[ (الأحزاب 38) .

سادسًا: إنني افترض جدلًا أن الروايات التي ذكرها المعترضون صحيحة ...
اتسآءل: هل هذه الروايات تقدح في نبوتِهr بحسبِ معاييرِ النبوةِ في الكتابِ المقدس؟

الجواب: لا تقدح في نبوتِه r أبدًا ؛ لأننا لو قارنّا بين فعلِ النَّبِيِّ محمدr بحسب تلك الروايات المكذوبة ، لما رأى زينبَ بنت جحش وأعجبته ، وبين داودَ uكما يذكر العهد القديم في سفر صَمُوئِيلَ الثَّانِي 11 عدد1-27 أن النبيَّ داود زنى بزوجة أوريا الحثي، وقتله غدرًا وحيلة ، وذلك لما رآها وهي تستحم فأعجبته ... نقرأ سويا 1وَكَانَ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ، فِي وَقْتِ خُرُوجِ الْمُلُوكِ، أَنَّ دَاوُدَ أَرْسَلَ يُوآبَ وَعَبِيدَهُ مَعَهُ وَجَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فَأَخْرَبُوا بَنِي عَمُّونَ وَحَاصَرُوا رِبَّةَ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 2وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا. 3فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟». 4فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 5وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى». 6فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. 7فَأَتَى أُورِيَّا إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ الشَّعْبِ وَنَجَاحِ الْحَرْبِ. 8وَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ. 9وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. 10فأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟» 11فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجعَ مَعَ امْرَأَتِي؟ وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ، لاَ أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ». 12فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ أَيْضًا، وَغَدًا أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذلِكَ الْيَوْمَ وَغَدَهُ. 13وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ. 14وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوبًا إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. 15وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ». 16وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ. 17فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا. 18فَأَرْسَلَ يُوآبُ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ. 19وَأَوْصَى الرَّسُولَ قَائِلاً: «عِنْدَمَا تَفْرَغُ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ الْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ، 20فَإِنِ اشْتَعَلَ غَضَبُ الْمَلِكِ، وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ عَلَى 21مَنْ قَتَلَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ امْرَأَةٌ بِقِطْعَةِ رَحًى مِنْ عَلَى السُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ السُّورِ؟ فَقُلْ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا». .
إذًا لما رأى النبيُّ r زينبَ وأعجبته بحسب الروايات المكذوبة لم يزن بها كما زنى داودُ بزوجةِ أوريا الحثي وقتل زوجها بالغدر والحيلة.... بزعم الكتاب المقدس .
وعليه: فإن الشبهة محلها عند المعترضين ، وليست عندنا فتلك النصوص تعلمنا أن نبي الله داود قدوة لنا ؛يعلمنا كيف نزني بامرأة جميلة حينما نراها وهي تستحم ، وكيف نقتل زوجها بعد ذلك غدرًا..........
واتسآءل : هل هؤلاء هم الأنبياء الأفاضل عند المعترضين ؟ إن كانوا كذلك فأنا أكفر بهم !