قال تعالى في سورة آل عمران


إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {3/45}



اخبرنا الله عز و جل في كتابه العزيز ان المسيح ابن مريم اسمه "عيسى" . بينما تسميه كتب النصارى العرب "يسوع" . فهل كان الناس ينادونه في ذلك الزمان باسم يسوع فعلا ؟ ام ان هذا الاسم هو نتاج عملية تحريف طويلة طالت حتى اسمه عليه السلام ؟
والعجيب ان النصارى غير العرب يسمونه "جيسوس" او (Jesus) فما هو قول اهل العلم في هذه المسألة ؟


ولكن قبل ذلك نبين ان لغة اهل فلسطين في عصر المسيح كانت اللغة الآرامية ، وهي لغة سامية كانت منتشرة في الشام خلال ألفية ما قبل الميلاد ، ومع ذلك فإن المخطوطات الأقدم لكتب العهد الجديد كانت باللغة اليونانية . ومع ان الاسماء من المفترض ان تنقل كما هي بدون ترجمة ام تحريف ، فقد تم ادخال تعديلات عديدة على اسم المسيح ابن مريم عليه السلام حتى اصبح غريبا عن الاصل . فهل كانت ام المسيح تنادي عليه باسم "يسوع" ؟


تقول موسوعة كامبريدج للغة الانجليزية :

"IESU" (pronounced [yesu] or [i-e-s-u] i as in bin, e as in set, u as oo in root) is the holy name above every name. This name has been used in the Bible for more than 1900 years. "Iesou" (pronounced [yesu] or [i-e-s-u]) was used in the original Greek New Testament. The Authorized Bible has the name "Iesus" from 1611 to 1628; year 1629 version has "Jesus" (letter I changed to J. "There was uncertainty about the upper-case distinction 'of letter I and J' even as late as the early 19th century." From The Cambridge Encyclopedia of The English Language, by David Crystal, Cambridge University Press, 1995, p.260.)
[url]https://www.lord-iesu.org/LORD-IESU/[/ur
l]


تعليق :
الموسوعة الانجليزية تقول ان اسم المسيح المقدس كان "ايسو" لمئات السنين في البايبل اليوناني الاصلي . ثم اصبح "ايسوس" من 1611 الى 1628 . ثم في نسخة 1629 اصبح "جيسوس" . وقد كان (Iesu) في نسخة 1535 .











ثم تطور الامر فأصبح "ايسوس" :





ولما كان اليونان يضيفون حرف (s) للأسماء في حالات معينة حسب موقعه في الجملة ، فأصبح الاسم "ايسوس"





ثم ازداد تطورا حيث تم ابدال اول حرف من الاسم (I) بحرف (J) مع الاحتفاظ بالنطق :





ثم اصبح استعمال اسم "جيسوس" عالميا بسبب انتشار الترجمات الانجليزية و الكتب و الافلام السينمائية وينطق كما هو بالانجليزية.
ماذا عن اللغة العربية ؟


يقول النصارى :
كلمة "يسوع" تعني "الله مخلص". ولقد سمى المسيح باسم "يسوع" حسب قول الملاك ليوسف في الإنجيل كما كتبه متى 20:1ـ23 ، "يا يوسف ابن داود‍ لا تخف أن تأتي بمريم عروسك إلى بيتك، لأن الذي هو حبلى به إنما هو من الروح القدس. فستلد ابناً, وأنت تسميه يسوع، لانه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم". حدث هذا كله ليتم ما قاله الرب بلسان النبي القائل (إشعياء النبي): "ها إن العذراء تحبل، وتلد ابنا، ويدعى عمانوئيل أي "الله معنا".


http://www.thegrace.com/answers/thename.htm
تعليق :


هل المسيح اسمه "يسوع" ام "عمانوئيل" ؟
هل ناداه احد باسم "عمانوئيل" ابدا ؟


وجه الاعجاز في الآية :
القرآن سمى المسيح باسم "عيسى ابن مريم" أما كتاب النصارى المقدس فلم يذكر ذلك الوصف (ابن مريم) كما لم يذكر اسم "عيسى" ابدا ، ومن الواضح
ان الاسم الذي يقولون عليه اصل اسم المسيح الصحيح "ايسو" ما هو إلا تطورا آخر لأسم المسيح الحقيقي "عيسى" .
والحقيقة الاكيدة ان "جيسوس" او "يسوع" لم يكن مستعملا في عصر المسيح ، والحقيقة الثانية انه "ابن مريم" وقد تجاهل كتابهم هذه الصفة مع انها الحقيقة .
فإن كان القرآن ما هو إلا نقل عن التوراه والانجيل كما يدعون ، فلماذا سماه القرآن "عيسى" و لم يسمه "يسوع"؟
هذا فضلا عن انه لم تكن هناك ترجمات عربية للانجيل في عصر النبي صلى الله عليه و سلم ، تقول دائرة المعارف الكتابية :


http://www.alkalema.net/encyc/3/55.htm
ـ أقدم الترجمات العربية : يبدو أن المسيحيين العرب كانوا يستخدمون الترجمة السريانية التي تمت منذ القرن الثاني للميلاد، وان كان البعض يظنون انه كانت هناك ترجمة عربية استخدمها بعض العرب ولكنها اختفت ولم يبق لها اثر.
ولكن بعد أن انتشر العرب في كل أقطار الشرق، هي اللغة العربية هي اللغة الرسمية في تلك الأقطار، لم يجد المسيحيون بدا من ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية. والمعتقد أن أقدم ترجمة عربية يعرفها التاريخ هي هي التي وضعها أسقف إشبيلية في أسبانيا في 724 م نقلا عن الفولجاتا اللاتينية، ولكن يبدو أن هذه الترجمة لم تصل إلى الشروق. كما انه عثر على نسخة عربية للأناجيل الألرامية ورسائل الرسول بولس في دير مار سابا بالقرب من أورد يرجع تاريخها إلى منتصف القرن الثامن أيضاً، كما عثر على نسخة عربية لرسائل بولس الرسول في دير سانت كاترين بسيناء ترجع إلى نفس العصر.
ــ الترجمات العربية في العصور الوسطى : في بداية القرن الطبيعي، فقام رجل يهودي، أشتهر باسم سعديا الفيومي، بترجمة كل العهد القديم أو أكثره إلى اللغة العربية وكتبه بحروف عبرية لمنفعة اليهود الناطقين بالعربية مستعينا بترجوم " اونكلوس " والترجمة السبعينية، ولكنه ترجم الأسفار الخمسة عن النص العبري المسوري، وقد طبع هذا الجزء في القسطنطينية في 1546 م بالأحرف العبرية, ثم أعيد طبعه بعد ذلك فى مجموعة متعددة اللغات فهي 1645 م، ثم في مجموعة لندن في 1657 بالحروف العربية.
ويقال أن حنين بن اسحق قد ترجم العهد القديم عن السبعينية إلى العربية في القرن التاسع الميلادي، كما أن هناك ترجمات أخرى عربية لبعض أسفارالكتاب يرجع تاريخها إلى القرنين العاشر والحادي عشر منها ترجمة أنجيل لوقا في 946 م في قرطبة بواسطة اسحق فالكنز. وأحياناً كانت توضع الترجمتان السريانية والعربية جنباً إلى جنب في عمودين متوازيين في مخطوطة واحدة، وقد حصل العالم الألماني تيشندورف على نسخة منها في أديرة وادي النطرون، وهى موجودة الآن في المتحف البريطاني.
انتهى
حتى الترجمات العربية القديمة سمته "يسوع" :





تعليق :

إذاً ، لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يعرف اسم "يسوع" هذا ولم يكن لديه ايه فكرة عن هذا الموضوع مع ذلك ذكر اسمه و اسم امه والظروف التي ولد فيها

وكيف كانت امه في الهيكل ومن كفلها وكيف كان حالها من عبادتها و قربها من الله و كيف كانت كرامة الله لها ومعجزة ولادتها بدون زوج.
كل هذه معلومات كانت مجهولة له و لقومه . قال تعالى :


وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {3/42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {3/43} ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {3/44} إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {3/45}وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ {3/46} قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {3/47} وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3/48} وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {3/49} وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ {3/50} إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {3/51}

لاحظ انه ليس في الاناجيل المعاصرة خبر عن معجزة خلق طير من الطين و احيائه و معجزة الاخبار بما يدخرون في بيوتهم و لا كلام المسيح في المهد . كل ذلك ينفي تماما اي اقتباس للقرآن من الاناجيل . كما ان الاناجيل لم تقل ان الله علمه التوراة و الانجيل صراحة . وفي قول الله تعالى "وما كنت لديهم" اشارة الى عدم معرفته السابقة بهذه المعلومات
وإن كان هناك تصريح من الله تعالى في صورة هود بعدم معرفة النبي صلى الله عليه و سلم بأي معلومات عن الانبياء السابقين ولا حتى قومه :

تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {11/49}


وهذا دليل دامغ على غياب هذه المعلومات عن اهل الجزيرة العربية تماما ، إذ لو كان هناك من يعلمها لقام وقال بل انا كنت اعلمها .
فمن اين اتى النبي صلى الله عليه وسلم بكل هذه المعلومات إلا من عند الله ؟ ولو كان يريد المخالفة لخالف النصارى في الحمل العذري وليس في الاسم . ولو خالف لما لامه احد ، فليس هناك دين آخر في العالم يؤمن بالحمل العذري سوى الاسلام ولكنه اتخذ طريق الحق وإن كان الطريق الصعب .


والحمد لله على نعمة الاسلام