التاءات هنا المقصود بها تاء الثأنيث للدلالة على أنها مؤنثة، وتأتي على صورتين في الخط:
1- (ت): وتسمى مبسوطة، فإذا وقفنا عليها نقف بالتاء.
2- (ة): وتسمى مربوطة، فإذا وقفنا عليها نقف بالهاء.

وهناك بعض الكلمات في القرآن الكريم رسمت في بعض المواضع بالتاء المبسوطة وفي مواضع أخرى بالتاء المربوطة.
ولكي تعرف أن هذه التاء مبسوطة أو مربوطة اتبع الخطوات التالية:


أولاً: لابد أن تكون الكلمة التي فيها التاء مضافة، مثل " رَحْمَتُ اللهِ"
، " امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ" ؛ على سبيل المثال.

ثانياً: إذا وجدناها مضافة ننظر في أبيات باب التاءات في المنظومة الجزرية، فإذا وُجدت الكلمة ضمن الأبيات؛ فهي مبسوطة التاء، وإذا لم توجد فتاؤها مربوطة.

قواعد هامّة:
- كل تاء مبسوطة فهي مضافة وليست كلُّ تاءٍ مضافةٍ مبسوطةً.
- وكل (امرأة) أضيفت إلى زوجها فهي مبسوطة، مثل: " امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ" وغيرها.
- التاء المنونة مربوطة لأن التنوين يقطع الإضافة.
ثم بدأ الناظم رحمه الله تعالى في ذكر الكلمات المضافة المبسوطة، أي الموجودة في الأبيات وهي التي سنذكرها الآن.
كلمة " رَحْمَتَ" :
قال الناظم: (وَرَحْمَتُ الزُّخْرُفِ بِالتَّا زَبَرَهْ) ،أي كتبت بالتاء المبسوطة، وَ:(زَبَرَه) أي: كتبه، ومنه الزبور: الكتاب الذي أنزل على سيدنا داود- عليه السلام - ، أي: المكتوب.
ثم ذكر الناظم المواضع التي رسمت بالتاء المبسوطة وهي:
1- " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَت رَبِّكَ" [الزخرف 32].
2- " وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" [الزخرف 32].
3- " إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" [الأعراف 56].
4- " فَانظُرْ إِلَى ءَاثَرِ رَحْمَتِ اللهِ" [الروم 50].
5- " رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُو عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ" [هود 73].
6- " ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُو زَكَرِيَّا" بسورة كاف، أي [مريم 2].
7- " أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ" [البقرة 218].
وما عدا هذه المواضع فقد رسم بالتاء المربوطة.
كلمة " نِعْمَتَ" : ثم ذكر الناظم كلمة " نِعْمَتَ"
التي وردت بالتاء المبسوطة في المواضع التالية:
1- موضع البقرة وإليه أشار بقوله: (نِعْمَتُهَا)، فالضمير (هَا) يعود على آخر مذكور في البيت السابق وهو البقرة في قوله تعالى: " وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ" [البقرة 231].
2- ثلاثة مواضع بالنحل وهي الأخيرة في قوله تعالى:
أ- " أَفَبِالْبَطِلِ يُؤْمِنُونُ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" [النحل 72].
ب- " يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَفرون" [النحل 83].
ج- " وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" [النحل 114].
3- موضعين بإبراهيم (الأخيرين) في قوله تعالى: أ- " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً" [إبراهيم 28].
ب- " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا" [إبراهيم 34].
وإليهما أشار بكلمة (معاً) أي: موضعان، ثم قال: (أَخِيرَاتٌ) وهي عائدة على المواضع الأخيرة لكلمة " نِعْمَتَ" في:
أ- الموضع الأخير في البقرة.
ب- المواضع الثلاثة الأخيرة في النحل.
ج- الموضعين الأخيرين في إبراهيم.
4- (عُقُودُ الثَّانِ : هَمّ) أي الموضع الثاني في سورة العقود - أي المائدة - ، وكلمة (الثَّانِ) قيد احترازي حتى يخرج الموضع الأول، وكلمة (هَمّ) قيد بياني حتى يبين الموضع وهو : " اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ" [المائدة 11].
5- (لُقْمَانُ) أي موضع سورة لقمان، وَهُوَ: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ ءَايَتِهِ" [31].
6- (ثُمَّ فَاطِرٌ) في قوله تعالى: " يَأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ" [الآية 3].
7- (كَالطُّورِ) في قوله تعالى: " فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ" [الآية 29].
8- (عِمْرَانَ) في قوله تعالى: " وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً" [آية 103].
وما عدا ذلك فرسم بالتاء المربوطة.
كلمة " لَعْنَتَ" : ثم ذكر الناظم كلمة قرآنية جديدة رسمت بالتاء المبسوطة وهي كلمة " لَعْنَتَ"
فِي المواضع التالية:
1- (عِِمْرَانَ. لَعْنَتَ: بِهَا) فكلمة بها عائدة على آخر مذكور وهو سورة آل عمران في قوله تعالى: " ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَذِبِينَ" [آل عمران 61]، فرسمت بالتاء المبسوطة.
2- (وَالنُّورِ) في الموضع الأول من سورة النور وَهُوَ قوله تعالى: " وَالْخَمِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَذِبِينَ" [النور 7]، أما الموضع الثاني فتاؤه مربوطة.
وما عدا هذين الموضعين فقد رسم بالتاء المربوطة.
ثم قال الناظم رحمه الله:
وَامْرَأَتٌ: يُوسُفَ،عِمْرَانَ، الْقَصَصْ ... تَحْرِيمُ.مَعْصِيَتْ بِـ: قَدْ سَمِعْ يُخَصّ
شَجَرتَ: الدُّخَانِ. سُنَّتْ :فَاطِرِ ... كُلاًّ، وَالاَنْفَالِ، وَأُخْرَى غَافِرِ
قُرَّتُ عَيْنٍ. جَنَّتٌ: فِي وَقَعَتْ ... فِطْرَتْ . بَقِيَّتْ. وَابْنَتٌ. وَكَلِمَتْ أَوْسَطَ الاَعْرَافِ . وَكلُّ مَا اختُلفْ ... جَمْعاً وَفَرْداً فِيهِ بِالتَّاءِ عُرِفْ
كلمة " امْرَأَتُ" : ثم بدأ الناظم رحمه الله تعالى في ذكر بعض الكلمات الأخرى التي رسمت بالتاء المبسوطة ومنها كلمة " امْرَأَتُ" ، والتي رسمت بالتاء المبسوطة في المواضع الآتية:
1- " امْرَأَتُ الْعَزِيزِ" [يوسف 30-51].
2- " امْرَأَتُ عِمْرَنَ" [آل عمران 35].
3- " وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ" [القصص 9].
4- " امْرَأَتَ نُوحٍ" [التحريم 10].
5- " وَ امْرَأَتَ لُوطٍ" [التحريم 10].
6- " امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ" [التحريم 11].
وما عدا ذلك فرسم بالتاء المربوطة.
كلمة " وَمَعْصِيَتِ" : رسمت بالتاء المبسوطة في موضعين من سورة المجادلة التي أشار إليها الناظم بقوله: (بِقَدْ سَمِعْ)، في قوله تعالى: " وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ" [المجادلة 8-9].
كلمة " شَجَرَتَ" : بالتاء المبسوطة في سورة الدخَانِ في قوله تعالى: " إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ"
[الدخان 43].
وما عدا هذا الموضع فقد رسم بالتاء المربوطة.
كلمة " سُنَّتَ" : رسمت بالتاء المبسوطة في المواضع الآتية:
1- سورة فاطر في ثلاثة مواضع من آية واحدة هي:
أ- " سُنَّتَ الأَوَّلِينَ" [43].
ب- " فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً " [43].
ج- " وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً " [43].
ولهذا أشار الناظم بقوله (كُلاًّ) أي كل مواضع سورة فاطر.
2- سورة الأنفال في قوله تعالى: " وَإِن يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ" [38].
3- سورة غافر في قوله تعالى: " سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ " [85]، في آخر السورة، وهذا معنى قوله (وَأُخْرَى غَافِرِ)، وليس معناه أن هناك موضعين في السورة والمراد هو الأخير.
كلمة " قُرَّتُ عَيْنٍ" : رسمت هذه الكلمة بالتاء المبسوطة في سورة القصص في قوله تعالى: " قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ" [القصص 9]. كلمة " وَجَنَّتُ" : رسمت بالتاء المبسوطة في (وَقَعَتْ)، أي سورة الواقعة في قوله تعالى: " وَجَنَّتُ نَعِيمٍ" [89]، وهي مبسوطةٌ فيه لآنها مفتوحة في وجوه هؤلاء المقرّبين.
وما عداه فقد رسم بالتاء المربوطة.
وأما موضع المعارج: " أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ" فالتاء فيه مربوطة، لأن الجنة مغلقة أمامهم، فهم يطمعون فيها ولا يدخلونها.
كلمة " فِطْرَتَ" : رسمت بالتاء المبسوطة حيث وقعت وكانت مضافةً، مثل: " فِطْرَتَ اللهِ " الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" [الروم 30].
كلمة " بَقِيَّتُ" : رسمت بالتاء المبسوطة حيث وقعت مضافةً، ولم يقع هذا إلا في قوله تعالى: "
بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" [هود 86].
كلمة " ابْنَتَ" : رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى: " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَن" [التحريم 12].
كلمة " كَلِمَتُ" : رسمت بالتاء المبسوطة في وسط سورة الأعراف في قوله تعالى: " وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ" [137].
كلمات اختُلف فيها بين الإفراد والجمع:
ثم قال الناظم رحمه الله تعالى:
.............. وَكلُّ مَا اخْتُلفْ ... جَمْعاً وَفَرْداً فِيهِ بِالتَّاءِ عُرِفْ
أي: كلُّ ما اختلف القراء فيه بين الإفراد والجمع رسم بالتاء المبسوطة حتى يحتويَها الرسم العثماني، وقد جمعها العلامة المتَولي رحمه الله تعالى في منظومته المسماة: "اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة من المرسوم":
وَ كُلُّ مَا فِيهِ الْخِلاَفُ يَجْرِي ... جَمْعاً وَ فَرْداً فَبِتَاءٍ فَادْرِ
وَذَا: جِملتٌ ، وَآيَتٌ ، أَتَى ... فِي يُوسُفَ وَالْعَنْكَبُوتِ يَا فَتَى
وَ كَلِمَتُ : وَ هْوَ فِي الطَّوْلِ مَعَ ... أَنْعَامِهِ ثُمَّ بُِيونُسَ مَعَا
وَالْغُرُفَتِ : فِي سَبَأْ ، وَبَيِّنَتْ : ... فِي فَاطِرٍ ، وَ ثَمَرَ1تٍ فُصِّلَتْ غَيَبَتِ الْجُبِّ، وَخُلْفُ ثَانِي ... يُونُسَ وَالطَّوْلِ فَعِ الْمَعَانِي
فكل هذه المواضع فيها خلاف بين القرّاء، فمنهم من قرأها بالإفراد، ومنهم من قرأها بالجمع، ولذلك رسمت بالتاء المبسوطة، وهي:
كلمة " جِمَلَتٌ" : في قوله تعالى: " كَأَنَّهُو جِمَلَتٌ صُفْرٌ" [المرسلات 33].
كلمة " ءَايَتٌ" : ورسمت بالتاء المبسوطة في الموضعين التاليين:
1- " ءَايَتٌ لِّلسَّآئِلِينَ " [يوسف 7].
2- " لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَتٌ مِّن رَّبِّهِ" [العنكبوت 50].
كلمة " كَلِمَتُ" : وهي مرسومة بالتاء المبسوطة في المواضع التالية:
1- " وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً " [الأنعام 115].
2- " كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوآ" [يونس33].
3- " إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ" [يونس 96].
4- " وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّهُمْ أَصْحَبُ النَّارِ" [غافر 6].
وهذان الموضعان الأخيران وهما: الموضع الثاني من سورة يونس (وَخُلْفُ ثَانِي يُونُسَ) وموضع سورة غافر (وَالطَّوْلِ) وقع فيهما الخلاف في رسمهما بين التاء المبسوطة والمربوطة، هذا لمن قرأهما بالإفراد، وأما من قرأهما بالجمع فالتّاء مبسوطة عنده قولاً واحداً.
وهذا معنى قوله: (وَخُلْفُ ثَانِي يُونُسَ وَالطَّوْلِ فَعِ الْمَعَانِي).
كلمة " الْغُرُفَتِ" : في قوله تعالى: " وَهُمْ فِي الْغُرُفَتِ ءَامِنُونَ" [سبأ 37].
كلمة " بَيِّنَتٍ" : في قوله تعالى: " أَمْ ءَاتَيْنَهُمْ كِتَباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِّنْهُ" [فاطر 40].
كلمة " ثَمَرَتٍ" : في قوله تعالى: " وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا" [فصلت 47].
كلمة " غَيَبَتِ الْجُبِّ" : في قوله تعالى: " وَأَلْقُوهُ فِي غَيَبَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ" [يوسف 10].
وفي قوله تعالى : " أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَبَتِ الْجُبِّ" [يوسف15].