هل أمر رسول الإسلام بهدم الأصنام ... ؟

قالوا: هل من رحمة نبي الإسلام أن يهدم أصنام يتعبد بها الغير.... أين حرية العقدية ؟
والعجيب أنه أمر أصحابه بهدم أي صنم، مثل أبو الهول ، وتماثيل الأقصر...؟

تعلقوا على ذلك بما جاء في الآتي :

1- المعجم الأوسط للطبراني برقم 2303 حدثنا إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا الثوري عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن عبد الله بن مسعود أن النبي r دخل مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها فتساقط على وجهها وهو يقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ).

2- صحيح مسلم برقم 1609 عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ r أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ ".

الرد على الشبهة

أولًا: إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أعطى لغيره الحرية في العقيدة؛ دلت على ذلك آيات القرآن الكريم كما يلي:

2- قوله : لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) (البقرة).

3- قوله : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) ( يونس).

3- قوله : وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29) (الكهف).

4- قوله: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) ( الْكَافِرُونَ).

ثانيًا : إن كسر النبي rللأصنام والأمر بكسرها ؛ هو أمر من الله لنبيه ومحمد ومن قبله موسى وغيره... لأن العقل رفض عبادة الأصنام بعد الحجج البالغة الدامغة....

والمقصودُ بالصنم: هو التمثال الذي يُعبد من دون الله ، وليس كما زعم المعترض أن الواجب على المسلمين أن يحطموا تمثال أبو الهول ، وتماثيل الأقصر... وفقد دخل الصحابة الأوائل مصر وعلى رأسهم عمرو بن العاص ولم يكسر تمثال أبو الهول والتماثيل الموجود بأرض مصر....

ثالثًا: إن الكتاب المقدس ذكر أن الرب أمر أنبياءه بكسر الأصنام، والمذابح ... التي يُعبد فيها غيره.... جاء ذلك في الآتي :

1- سفر الخروج إصحاح 23 عدد24 "لا تسجد لآلهتهم ولا تعبدها ولا تعمل كأعمالهم.بل تبيدهم وتكسر أنصابهم".

2- سفر الخروج إصحاح 34 عدد13 "بل تهدمون مذابحهم وتكسّرون أنصابهم وتقطعون سواريهم".

4- سفر التثنية إصحاح 7 عدد 5" ولكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسّرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار".

4- سفر التثنية إصحاح 12 عدد 3 "وتهدمون مذابحهم وتكسّرون أنصابهم وتحرقون سواريهم بالنار وتقطعون تماثيل آلهتهم وتمحون اسمهم من ذلك المكان".

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو جواب المعترضين على تلك النصوص...؟

كتبه / أكرم حسن مرسي
نقلًا عن كتابي/ رد السهام عن خير الأنام محمد -عليه السلام-.