-
هل كان إبليسُ من الجنِ أم من الملائكةِ ؟!
هل كان إبليسُ من الجنِ أم من الملائكةِ ؟!
من الشبهاتِ التي أُثيرت حول قصةِ آدمu أنهم قالوا: إن هناك تناقضًا في القرآنِ الكريمِ حول خلق إبليس أكان من الجن أم كان من الملائكة ...؟
ثم قالوا: الواضح لنا أنه كان من الملائكة...
جاء اعتراضُهم من خلال استنتاجات من آيات الله الكريمات من وجهين :
الوجهُ الأول: إبليسُ من الملائكةِ:
1- قوله I : ]وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) [ (البقرة) .
2- قولهI : ] وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) [ (الأعراف).
3- قوله I: ]وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) [ (الإسراء).
2- قوله I: ]إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) [ (طه).
الوجهُ الثاني: إبليسُ من الجنِ :
قوله I :] وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) [ (الكهف).
الرد على الشبهة
أولًا: إنّ العلماءَ اختلفوا في هذه المسألة؛ هل كان إبليسُ من الجن أم كان من الملائكة؟
فقال بعضُهم : كان من الملائكةِ ، وقال الجمهورُ كان من الجنِ، والأخيرُ صحيحٌ – إن شاء الله - ؛ هذا الخلافُ هو نتاجُ اجتهادٍ في فهم الآيات لكل منهم....
ثانيًا : إن إبليسَ كان من الجن ولم يكن من الملائكة ، ولا يوجد تعارض في القرآن الكريم أبدًا ، ويزول هذا التعارض المزعوم من خلال الجمع بين الآيات ؛ فالخطاب كان موجهًا للملائكة الحضور وكان إبليسُ حاضرًا بينهم...
إبْلِيس: هُوَ أَبُو الْجِنّ كَانَ بَيْن الْمَلَائِكَة ولم يكن منهم، ولكنه كان من المقربين لشيء يعلمه الله إما أنه كان كثيرَ الطاعةِ فأصبح رئيسًا للملائكة....
فلما أمر اللهُ تعالى بالسجود لآدم سجدت الملائكة الحضور إلا إبليس لم يكن من الملائكة ، ولم يسجد ؛ بل امتنع وتكبر ....
والدليل على ذلك هذه الآية التي خصصت الآيات العامة التي استشهد بها المعترضون –تذكر أن إبليس كان من الجن- قال I: ] وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) [ (الكهف).
يدلل على ما سبق ما جاء في الآتي :
1- قوله I: ] قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) [ (الأعراف).
2- قوله I :] وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) [ (الحجر).
3- قولهI : ]قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) [ (ص).
4- قوله I: ]خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) [ (الرحمن).
5- صحيح مسلم برقم 5314 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ : " رَسُولُ اللَّهِ rخُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ ".
6- جاء في تفسير بن كثير في تفسيره : وقولهI : { فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ } أي : خانه أصله ؛ فإنه خلق من مارج من نار، وأصل خلق الملائكة من نور، كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة، عن رسول الله r أنه قال : "خُلِقت الملائكة من نور، وخُلق إبليس من مارج من نار، خُلق آدم مما وصف لكم" . فعند الحاجة نضح كل وعاء بما فيه، وخانه الطبع عند الحاجة، وذلك أنه كان قد تَوَسَّم بأفعال الملائكة وتشبه بهم، وتعبد وتنسك، فلهذا دخل في خطابهم، وعصى بالمخالفة . ونبه I هاهنا على أنه { مِنَ الْجِنِّ } أي: إنه خُلِق من نار، كما قال: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } [الأعراف:12، ص 76]
قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قَط، وإنه لأصل الجن ، كما أن آدمu أصل البشر. رواه ابن جرير بإسناد صحيح عنه . اهـ
ثالثًا : إن إنجيل برنابا الذي لا يؤمن به المعترضون ذكر أن إبليس كان من الجن ولكن كان صالحًا إلى درجة ارتقى بها إلى رئيس الملائكة ، أو كما يقول المفسرون المسلمون : " طاوس الملائكة " ... جاء ذلك في الإصحاح 35 عدد 1-4 " وانصرف يسوع من أورشليم ، وذهب إلى البرية وراء الأردن ، فقال تلاميذه الذين كانوا جالسين حوله : يا معلم قل لنا كيف سقط الشيطان بكبريائه
لأننا كنا نعلم أنه سقط بسبب العصيان ، ولأنه كان دائمًا يفتن الإنسان ليفعل شرًا؟
أجاب يسوع : لما خلق الله كتلة من التراب ، وتركها خمسًا وعشرين ألف سنة بدون أن يفعل شيئا آخر.
علم الشيطانُ الذي كان بمثابة كاهن ورئيس للملائكة لما كان عليه من الإدراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مائة وأربعة وأربعين ألفا موسومين بسمة النبوة ورسول الله الذي خلق الله روحه قبل كل شيء آخر بستين ألف سنة ".
وعليه : فهذا شاهدٌ آخر من غير كتب المسلمين يشهد لما سبق بيانه ؛ فهو أصدق من كتبهم المعتمدة لأن برنابا من أصحاب المسيح ومن الكتبة... وبهذا يكون قد اتضح الأمر- بفضل الله I - .
كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الاديان
-
بارك الله فيك .. لقد سالت الشيخ اليوم نفس السؤال ^_^
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات