إن آخر مرحلة من مراحل الاستضعاف والضيق; هي بداية النصر والفرج من الله، ففرعون كان يذبح ويقتل الأبناء ويستحيي النساء فهو متكبر جبار، والله وعد في ملكوته قائلا : {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} فحقق الله مراده هذا في قوله تعالى : {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها} أي أورث الله المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة مشارق الأرض ومغاربها أي أرض مصر والشام!... وكذا يوم جاء إخوة يوسف أباهم بنبأ فقد أخيهم الآخر فرد عليهم : {عسى الله أن يأتيني بهم جميعا} ثم أمر فقال : {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله}...وكذا يخبرنا الله عز وجل عن رسله عند ضيق الحال وانتظار الفرج منه سبحانه وهم في أحوج الأوقات وأحرج المواقف للنصر والفرج فيقول : {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء}!.. وعلى صعيد آخر لو تأملنا وقوع هذه الآية أي آية نصر الرسل وهي في سورة يوسف لوجدناها تتناسب مع موقف يعقوب وقوله عندما قال : {ولا تيأسوا من روح الله}الآية فكلاهما في سورة يوسف... فتأمل
يكثر على ألسنة الدعاة والخطباء أن قوله تعالى : {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} فهنا لم يأت ب(قل) لقرب العبد من ربه فهو قريب بلا واسطة بخلاف مثلا {يسألونك عن الشهر الحرام قل...} والخ!!.. انتهى. أقول : وما قالوه حسن إلا أني أجد الأمر على غير ما يذكرونه حيث إن الأسئلة أتت عن الشهر الحرام والمحيض والجبال والإنفاق وغير فلا إشكال من ذكر {قل} في الآية وأما السؤال هنا عن الذات العلية سبحانه وتعالى فلو جاءت {قل إني قريب} لأشكل الضمير في قل! فمن سيكون المراد بالقرب : الله أم محمدا صلى الله عليه وسلم؟! فعلى هذا لم تجئ (قل) هنا وجاءت هناك في غير ذكر ذاته سبحانه. والله أعلم
المفضلات