الدسقولية نص مُقدس لا يستطيع أي قس إنكاره .... ويُمكن أن يسأل النصارى كبارهم إن كانت الدسقولية حقاً أم لا ....دون أن يشيروا لهم بما فيها ...حتى لا يمنعهم هواية وأد الحق من التضليل !.





_________



فكما ان للمسلمين مصدرين للتشريع:


1- المصدر الأول : القرآن الكريم.

2- المصدر الثاني : الحديث الشريف


فإن للنصارى أيضاً مصدرين للتشريع:


1- المصدر الأول : الكتاب المُقدس

2- المصدر الثاني : الدسقولية تعاليم الرُسُل

________________



كلا المصدرين لم يظهرا في أيدي العامة ... واقتصر علمهم على القساوسة فقط !!





1- بعد القرن السادس عشر .... طُبع وانتشر الإنجيل بين العامة بعد ظهور المُجددين البروتستانت


2- وبعد القرن التاسع عشر ..... ظهرت الدسقولية بين العامة إلا أنها مازالت غير معروفة بين مسيحيي العرب !.


يعرفها القساوسة جيداً ويؤمنون بها .... وما فيه راهباتهم من حجاب ومافيه قساوستهم من إطلاق للحى لا مصدر له إلا الدسقولية والتي منها استقى آباء الكنائس أحكامهم وقوانينهم على مر العصور.


__________



الدسقولية اقتصر وجودها في الكنيسة إلى أن ضاعت منهم وفُقدت أصولها ...


فما بقي لهم منها إلا ما اقتبسوه قبل ضياعها في مواعظهم.


إلى أن ظهرت أخيراً جُل نُسخها ومخطوطاتها في القرن الثامن عشر جاهزة للنشر.



والله أعلم من كان وراء ضياعها أو لنقل إخفائها ...



_______________



بالنسبة للكنيسة المصرية ....فإنه لا يوجد من مخطوطاتها لهم إلا :


1- صورة محفوظة بمكتبة البطريركية بالقاهرة.

2- صورة أخرى تخص جناب القمص المُتنيح / بطرس عوض الله راعي كنيسة القديسين بطرس وبولس بالعباسية.

3-صورة ثالثة تخص المُتنيح/ القمص ابراهيم لوقا.. راعي الكاتدرائية القبطية بأسيوط.

وجميع هذه النُسخ تعود إلى مئتي عام.

وجميعها مُترجمة عن النص الأصلي المفقود

وجميعهم بينهم خلافات لفظية ... يقول حافظ داود ( القمص مرقس داود) انها تعود للترجمة.

أما الخلافات في المعاني بين المخطوطات الثلاثة فقد وضعها في أقواس.

____

ثم أخيرا تم العثور على :

4- نُسخة يونانية بالكنيسة اليونانية الأرثوذكسية بالإسكندرية وهي المنشورة حالياً على الإنترنت بالإنجليزية , ومجموعة في قوانين الرُسل للآباء الشرقيين والتي جمعها مني (Migne) .

5- نسخة أخرى موجودة بمكتبة المُتحف المصري بالقاهرة.

_______


وقد حدث تحريف للنصوص وإضافات ....


1- فقد أضيف مثلاً لأحد المخطوطات بسم الآب ضابط الكل والإبن يسوع المسيح والروح القدس بالبارقليط.... وغير موجودة في النُسخ الاخرى .....


2- وقد حدث محو لبعض النصوص التي تُشير صراحة إلى الناموس واتباعه في المخطوطة اليونانية إلا أنها مازالت في المخطوطة القبطية....


3- ومن مُشكلات ذلك الكتاب الذي قد يكون سبباً لتأخر ظهوره وانتشاره بين عامة النصارى ...أنه يؤكد على الناموس في كل مرة واتباع تعاليمه ..... بل و ينقل فقرات عن الناموس من إنجيل متى ....تُشير واضحة للناموس ... وغير موجود حالياً في إنجيل متى بهذه الصورة ...مما قد يعني التلاعب بالنص الإنجيلي لمتى لتخفيف حدة التأكيد على اتباع ناموس موسى .


1- في صفحة 17 .... لأن المسيح يقول في الكتاب المقدس في أحد الفصول , ويثبت ويكمل العشر كلمات التي في الناموس " مكتوب بالناموس لا تزنِ , وأنا اقول لكم أني أنا الذي نطقتُ بالناموس من فم موسى " ... فأين هذه من الإنجيل الحالي؟!!! ....نتحدى أي مسيحي أن يُخرج لنا من الإنجيل هذه الجملة التي قالها المسيح : وأنا اقول لكم أني أنا الذي نطقتُ بالناموس من فم موسى .....!!!!!!!!

2- أقول لكم في صفحة 18 ... لأنه قال في الإنجيل " أحبوا أعدائكم , احسِنوا إلى مُبغِضيكُم , وصلوا عن ظالميكُم , , والذين يطردونكم , فتكونوا ابناء أبيكُم الذي في السموات , لأنه يُشرِقُ شمسُه على الأخيار و الأشرار , ويُمْطِرُ غيثُهُ على الصالحين والطالحين " وهكذا نلحظ عدم وجود كلمة "باركوا لاعنيكم" ,في هذه الفقرة عيْنِها , بل وِجِدت في مكان آخر , فمن نقلها هنا كما هو الحال اليوم في الأناجيل؟!!.. اي انها اضافة لاحِقة ....
4- ومن نماذِج التحريف المنسوبة للمسيح وأنه قالها في الإنجيل ولا نجِد لها وجوداً في انجيل اليوم ... هو ما يقول في صفحة 36 .....( و يوقر من أخطأ بالناموس , ويدعه جالساً في الكنيسة , فقد صار غير سامع لقول الرب الحق القائِل " أُعْدوا في طلب الحق والعدل , ولا تأخذ بالوجوه في الحكم , ولا تبرر المنافِق , ولا تأخذ الرشوة على نفس , فإن الرشوة تغمض اعين الحكماء , وتفسد كلام الأبرار"..)

أين قال المسيح ذلِك في الكِتاب المُقدس كُله ؟!!!.... السطر الأخير فقط الخاص بالأشرار موجود في سفر الخروج , أما باقي الكلمات فأين هي من انجيل اليوم ؟



___________



ومع ذلِك فالدسقولية تظلُّ نص مُقدس ... برغم ذلك عندهم... ولا يُنكر أي قس ذلك.


وما فيه من قوانين سيف على رقاب النصارى واجب التنفيذ


وقد استغل القساوسة الجهل المسيحي بالدسقولية ...


وتركوا شعبهم في غياهب الحرام والظُلمة يُمنونهم بالغفران بالخلاص وكفى ...


ولا حول ولا قوة إلا بالله



ولنتذكر قول المسيح عليه السلام لهم حين أمرهم بعدم اتباع افعال الفريسيين :


متى 23 : 1- 4 :حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. 4 فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ



ولكن ماذا كان يفعل الكتبة والفريسيون؟!!!!!....لقد ضلوا وأضلوا ....!!!!


ولكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ




وياليتهم سمعوا كلام المسيح ... لقد تنبأ عنهم المسيح قائلاً :


متى7 : 22- 23 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!



برغم معجزاتهم وعجائبهم إلا أن المسيح لن يعرفهم ....هم فعلة الإثم


________


ضلوا وأضلوا .....


لو كان عند قساوسة النصارى من الحق ما يكفي ....


لأظهروا على الملأ ما يُخفونه من الحق....


لو كانوا على حق لاعترفوا بوجوب الحجاب والنقاب واعفاء اللحى وتحريم لبس الذهب للرجال ......




إلا أن كل منهم خاف على مركزه ... وخاف على سلطته .....وفضل الجلوس على أريكته....وسُحقاً لأتباع كنيسته ...لا يهمهم إن ضلوا ولا يُحرك ساكناً فيهم أن يتخيلوا يوماً أنهم مُسائلون أمام الله عن كتمان الحق