بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم الكافرون؟الجزء السادس
------------------------------
الكافرون على غرار كفر ابليس-(1)
----------------------------------
خلق الله الكون،وأول ما خلق الله سبحانه القلم كما جاء بأحاديث رسول الله(ص)،وخلق الكتاب،ثم قال سبحانه للقلم أن أكتب أقدار الخلائق،فكتب بأمر الله كل كبيرة وصغيرة،عن كل الأشياء،ضخما مهما كانت ضخامته، وضئيلا مهما كانت ضألته،فى الحياة الدنيا وفى الأخرة وذلك قبل خلق الدنيا بأكملها،فخلق العرش والماء والكرسى،ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن من جمادات صلبة ولدنة وسائلة وغازية،ونباتات،وحيوانات،وذلك قبل أن يخلق الملائكة والجن،حتى لا يظن بعض ضعيفى الايمان أن الملائكة يعاونون الله فى ادارة ملكه،تعالى الله عما يصفون،وقد كنت منهم حتى هدانى الله صراطه المستقيم،فرأيت الحق عينه بعونه سبحانه،ساجدا لسلطانه وعظمته وجبروته،ورحمته وحكمته ورأفته،قائلا له سبحانه كما قالت له الملائكة من قبل:بسم الله الرحمن الرحيم(سبحانك،لا علم لنا الا ما علمتنا،انك أنت العليم الحكيم)،صدق الله العظيم،32-سورة البقرة.
فبعدما خلق الله الملائكة والجن،وكان الملائكة قد خلقهم ربنا العزيز الحميد من النور،وهم ليسوا نورا،مجبولين على الطاعة،أى أنه لا توجد فى طبيعة خلقتهم الا الطاعة،ولا يعرفون شيئا الا الطاعة المطلقة لله خالقهم وخالقنا جميعا،فقد قال الله سبحانه عنهم:بسم الله الرحمن الرحيم(يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة،عليها ملائكة غلاظ،شداد،لا يعصون الله ما أمرهم،ويفعلون ما يؤمرون)،صدق الله العظيم،6-سورة التحريم،وقال عنهم كذلك:بسم الله الرحمن الرحيم(يخافون ربهم من فوقهم،ويفعلون ما يؤمرون)،صدق الله العظيم،50-سورة النحل.
وكان الجن قد خلقهم ربنا العزيز الحميد من النار،وهم ليسوا نارا،وهم أول خلق الله الذين قدر سبحانه عليهم أن يتركهم لأنفسهم،يستطيعون الاختيار بين الحق والباطل،والايمان والكفر،بعدما يظهر لهم طريق الهداية والنور جليا،مؤديا بهم الى مرضاته فالايمان به،فنعيمه فى جناته،ويظهر لهم كذلك طريق الضلال والظلمات حالكا،مؤديا بهم الى غضبه والكفر به،فعذابه بنار الجحيم.
وكان الجن قبل أن يخلق الله أول البشر أدم(ص) لا يعرفون شيئا اسمه الكفر بالله،ولكنهم لما أسكنهم الأرض قبل خلق أدم(ص)،وتركهم لأنفسهم عرفوا معنى المعصية،متأثرين بأنفسهم وهواهم والدنيا،ففسدوا فيها وسفكوا الدماء،كما قال سبحانه عنهم :بسم الله الرحمن الرحيم(واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة،قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها،ويسفك الدماء،ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك،قال انى أعلم ما لا تعلمون)،صدق الله العظيم،30-سورة البقرة.
وكان من بين الجن ابليس ويبدو أنه كان أنشطهم فكرا،والله أعلى وأعلم،فرأى الحقيقة الكبرى،حيث أن الله خالقه وخالقنا وخالق كل شىء،خلقه وخلق جنسه أجمعين مرة واحدة،ولم يكن من قبل ذكرا مذكورا،فكان يقينه بالله أنه خالقه لا يهتز قيد أنملة،فكان من العابدين من الملائكة والجن طائعا لأوامر ربه سبحانه فلا يوجد من هو أحق بالعبادة من الله،ولا يعرف خالقا غيره سبحانه،وأنه سبحانه مالك الكون لا مالك له الا هو سبحانه،وملك الكون لا ملك له الا هو سبحانه،فكان ابليس يعبد الله حق عبادته كما أمرهم الله أجمعين من الملائكة والجن.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.