الرد على سلسلة تدليس بعنوان أخطاء القرآن الأخلاقية

تدليس رقم 8 / 9 " الادعاء بتحليل الانتقام
"

نشر أحد النصارى على موقع YOUTUBE فيديو بالعنوان أعلاه .... ادعى فيه أن الإسلام يحلل الانتقام بدليل قوله تعالى :

" الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " البقرة 194
و قال نحن نرى الأثر السيئ لمبدأ الأخذ بالثأر متفشيا بسبب هذا القول .. وكم تعب رجال الشرطة من نتائجه و بحت أصوات المعلمين في التعليم ضده !!! و هل الاعتداء على من اعتدى علاج للجريمة ؟؟ إن العنف يولد المزيد من العنف ...
قال المسيح .....
" و أما انأ فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم " متى 5 / 44
و قال أيضا
" سمعتم انه قيل عين بعين و سن بسن .. و أما انأ فأقول لكم لا تقاوموا الشر ... بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الأخر أيضا " متى 5 / 38 & 39
و قال الرسول بولس في روميه 12 / 19 -21 " لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء ... بل أعطوا مكانا للغضب ... لأنه مكتوب لي النقمة .. أنا أجازي .. يقول الرب .. فان جاع عدوك فأطعمه .. وإن عطش فاسقه .. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه ... لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير"
و قال بطرس الرسول في رسالته الأولى 2 / 21 - 23 " لأنكم لهذا دعيتم .. فان المسيح أيضا تألم لأجلنا ... تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته ... الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر .. الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا ... و إذ تألم لم يكن يهدد ... بل كان يسلم لمن يقضي بعدل " ..

الرد على التدليس

· و نحن أيضا نضم صوتنا لصوت السيد المدلس في حرصه على محاربة مبدأ الأخذ بالثأر ....... و نثنى على شعوره لتعب رجال الشرطة من ذلك و نتائجه .. و نسأل الله الشفاء لأصوات المعلمين التي قال سيادته أنها بحت في التعليم ...... إلا أن محاولة سيادته الاستدلال بتلك الآية الكريمة على أنها تبرر مبدأ الأخذ بالثأر هو استدلال ساذج ..... و لماذا ...... لأن من البديهي و المعروف أن الشريعة الإسلامية قد جَعلتِ موضوع القصاص وإقامة الحدود من اختصاص ولي الأمـر الشرعي ( أي الدولة و أجهزتها و مؤسساتها ) الذي يمنع الجريمة .. وهو الذي يَضبطها إن وقعت .... وهو الذي يَحكم فيها بحُكم الله ورسوله .. وهو الذي يُحدِّد موعد الاستيفاء .. وهو الذي يُشرِف على التنفيذ بعد التمكين من القاتل .. و خلافه ...

·
و الدليل على ذلك قول الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى } البقرة 178.. قال الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية : لَا خِلَافَ أَنَّ الْقِصَاصَ فِي الْقَتْلِ لا يقيمه إلا أولو الْأَمْرِ..... فقد فُرِضَ عَلَيْهِمُ النُّهُوضُ بِالْقِصَاصِ وَإِقَامَةُ الْحُدُودِ وَغَيْرُ ذَلِكَ ... لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قد خَاطَبَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْقِصَاصِ ... و حيث لَا يَتَهَيَّأُ لِلْمُؤْمِنِينَ جَمِيعًـا أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَى الْقِصَاصِ .. و لذلك أَقَامُوا السُّلْطَانَ مَقَامَ أنفسهم فِي إِقَامَةِ الْقِصَاصِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْحُدُودِ ... وَلَيْسَ الْقِصَاصُ بِلَازِمٍ إِنَّمَا اللَّازِمُ .. أَلَّا يُتَجَاوَزَ الْقِصَاصُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْحُدُودِ إِلَى الِاعْتِدَاءِ .. فَـأَمَّا إِذَا وَقَعَ الرِّضَا بِدُونِ الْقِصَاصِ .. مِنْ دِيَةٍ أَوْ عَفْوٍ ... فَذَلِكَ مُبَاحٌ ...



· وقد ورد أيضاً في كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق صفحة 536 تحت عنوان القصاص من حق الحاكم ..
" إن المطالبة بالقصاص حق لولى الدم ... و تمكين ولى الدم من الاستيفاء حق الحاكم ... فحيث ثبت القتل عمدا و عدوانا .. وجب على الحاكم الشرعي أن يمكن ولى المقتول من القاتل .. فيفعل فيه الحاكم ما يختاره الولي : من القتل .. أو العفو .. أو الدية .. و لا يجوز للولي التسلط على القاتل من غير إذن الحاكم .. لأنه فيه فسادا و تخريبا ... فإذا قتله قبل إذن الحاكم عزر ( أي عوقب) ....

·
هذا و لا ينكر عاقل بالطبع - أن هناك فرقاً كبيراً بين الإسلام وبين المسلمين .. فإن كانت أخطاء بعض الأفراد وممارساتهم غير مقبولة .. فالمنهج الإسلامي لا يتحمل تبعات تلك الممارسات الخاطئة ....

· و لكن لماذا عبر القرآن الكريم عن رد العدوان بكلمة عدوان أيضا ..... في قوله تعالى
" فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ " ... إن هذا يسمى في اللغة .. المشاكلة اللفظية ...... و هي أن يُستخدم لفظ واحد ( و هو هنا الاعتداء ) لفاعلين مختلفين و متلاصقين في الجملة ..... مع اختلاف معنى هذا اللفظ مع كل فاعل .... و تفسـير ذلك أن الاعتداء الأول هو من المعتدين و هو مذموم .. لأنه يقوم على البغي و الظلم ... أمـا الاعتداء الثاني ( أي من المسلمين ) فهو بمعنى دفع عدوان المعتدين ... وهو بالطبع محمود و ممدوح .... و لماذا ..... لأنه يقوم بالطبع على مواجهة و دفع العدوان لإيقاف توغله .. واتساع نطاق شره ..

·
و لو أن الناس لم يقاوموا الشر و الباطل لطغى الفساد وانتشر الظلم ... و لو أن القاتل أو المجرم لم يجد القصاص العادل منه ( بواسطة الدولة و ليس الأفراد بالطبع ) .. بل و أدرنا له خدنا الأيسر بعد أن لطمنا على الأيمن .. ثم بعد خدنا الأيسر أدرنا له .. ثم بعد .. و هكذا ... إذن فما الذي يردعه عن أن يكرر و يكرر ذلك .. بل و يعيث في الأرض فساداً !!!!! و لـو أن كل دولة لم تتحصن بالشرطة و القضاء لما استتب أمنها الداخلي .. و بجيش يدافع عن حدودها لغزاها كل طامع .......

· و قبل أن نذكر تفسير الآية الكريمة من
سورة البقرة رقم 194 .. " الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " و التي حاول المدلس أن يلوى عنقها ليطعن الإسلام بها .. يجب أن نرجع للآية التي قبلها رقم 190 .." وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " حيث لا يحتاج أي صاحب عقل أو منطق إلا أن يسجد لله احتراما لما فيها من عظمة التشريع ..

·
إذن فما هو تفسير الآية الكريمة من سورة البقرة رقم 194 كما ورد في تفسير المنتخب ... انه " فإذا اعتدوا عليكم في الشهر الحرام فلا تقعدوا عن قتالهم فيه فإنه حرام عليهم .. كما هو حرام عليكم .. وإذا انتهكوا حرمته عندكم ... فقابلوا ذلك بالدفاع عن أنفسكم فيه .. وفى الحرمات والمقدسات شرع القصاص والمعاملة بالمثل .... فمن اعتدى عليكم في مقدساتكم فادفعوا هذا العدوان بمثله .. واتقوا الله فلا تسرفوا في المجازاة والقصاص .. واعلموا أن الله ناصر المتقين " .

· أما سبب نزول هذه الآية الكريمة طبقا لما ورد في التفسير الوسيط للطنطاوي ...
" هذه الآيات قد وردت في الإذن بالقتال للمحرمين في الأشهر الحرم ..... إذا فوجئوا بالقتال بغيا وعدوانا .. والقتال : محاولة الرجل قتل من يحاول قتله .. والتقاتل : محاولة كل واحد من المتعاديين قتل الآخر ...

·
و ورد في التفسير الواضح أن الآية نزلت في صلح الحديبية .. لما صد المشركون النبي صلّى الله عليه وسلّم عن البيت الحرام .. وصالحوه على أن يرجع في عامه المقبل .. ويخلوا مكة له ثلاثة أيام .. للنسك والطواف ...
فلما جاء العام التالي تجهز النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه لعمرة القضاء .. وخافوا ألا تفي لهم قريش .. وأن تصدهم عن المسجد الحرام بالقوة .. ويقاتلوهم كما فعلوا في العام السابق .. وكره الصحابة قتالهم في الحرم والأشهر الحرم ... فأنزل الله هذه الآية ...


· لقد تناولت هذه الآية الكريمة شرع القصاص والمعاملة بالمثل
" وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ " .. و القصاص : هو أن يوقع على الجاني مثل ما جني .. أي أن النفس بالنفس .. فمن قتل يقتل ... و القاتل إذا علم أنه سيدفع حياته ثمنا لحياة الآخرين فسوف يردعه ذلك عن فكرة القتل .. وبهذا تستقيم الحياة .. وحيث أن الإسلام قد ساوى بين أفراد المجتمع في الحقوق .. ومنع سلب حقوق الآخرين .. و لذلك .. شرّع أن يأخذ القاضي و أجهزة الدولة الحق من المعتدي ويرده لصاحبه .

·
لذا فإن عقوبة القصاص بعيدة كل البعد عن شبهة الانتقام .. لأن من ينظر إلى العقوبة التي شرعها الله - عز وجل - في جرائم الاعتداء على النفس وما دونها .. يظهر له الفرق الكبير بين القصاص والانتقام ..

· إن الذي يدفع إلى الانتقام هو الحقد .. و الانتقام يقوم - في الغالب - على الشبهات والظنون التي تثور.. و يقوم به الفرد بنفسه أو أقرب الناس إليه ... و قد يوجه إلى غير القاتل .....

·
أما القصاص فهو لطلب العدل والمساواة و يتولاه ولي الأمر ( القاضي و أجهزة الدولة ) .. ولا يكون إلا بإذن منه .. ويوجه إلى القاتل دون غيره ... و لا يحكم به إلا بناء على دليل يقيني من القاضي .. بالإضافة إلى العدل في التنفيذ ..

· من الجدير بالذكر أن الإسلام قد شرع القصاص لرد الاعتداء .. كما شرع حرية الصفح عن الجاني و اخذ الدية ( تعويض مادي ) إذا أراد أهل القتيل ذلك ..
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " البقرة 178

· و تفسير ذلك كما ورد في تفسير المنتخب .. " ومن الشرائع التي فرضناها على المؤمنين أحكام القتل العمد .. فقد فرضنا عليكم القصاصَ بسبب القتل .. ولا تأخذوا بظلم أهل الجاهلية الذين كانوا يقتلون الحر غير القاتل بالعبد .. والذكر الذي لم يقتل بالأنثى .. والرئيس غير القاتل بالمرءوس القاتل .. دون مجازاة القاتل نفسه ( أي كعادة الثأر في مجتمعاتنا ) .. فالحر القاتل يقتل بالحر المقتول .. وكذلك العبد بالعبد والأنثى بالأنثى .. فأساس القصاص هو دفع الاعتداء في القتل بقتل القاتل .. للتشفي ومنع البغي .. فإن سَمَت نفوس أهل الدم .. ودفعوا بالتي هي أحسن .. فآثروا العفو عن إخوانهم .. وجب لهم دية قتيلهم ( تعويض مادي ) .. وعلى أولياء الدم إتباع هذا الحكم بالتسامح دون إجهاد للقاتل أو تعنيف .. وعلى القاتل أداء الدين دون مماطلة أو بخس.. وفى حكم القتل الذي فرضناه على هذا الوجه تخفيف على المؤمنين بالنسبة إلى حكم التوراة الذي يوجب في القتل القصاص ... كما فيه رحمة بهم بالنسبة إلى الذين يدعون إلى العفو من غير تعرض للقاتل .. فمن جاوز هذا الحكم بعد ذلك فله عذاب أليم في الدنيا والآخرة " ...

·
ورد الاعتداء فرض في التوراة .. و لا يوجد صفح عن الجاني في مقابل دفع الدية .. إذا قبل أهل القتيل ذلك" وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْسًا بِنَفْسٍ .. وَعَيْنًا بِعَيْنٍ .. وَسِنًّا بِسِنٍّ .. وَيَدًا بِيَدٍ .. وَرِجْلاً بِرِجْل .. وَكَيًّا بِكَيٍّ ... وَجُرْحًا بِجُرْحٍ " خر 21 : 23 - 25 .... فجاء الإسلام فخفف من الحكم القديم الذي كان في التوراة وهو عدم قبول الدية .. و جعله اختياريا ....


الانتقام فى الكتاب المقدس

· أما ما استدل به المدلس من قول منسوب لـلسيد المسيح عليه السلام .."
سمعتم انه قيل عين بعين و سن بسن ... و أما انأ فأقول لكم لا تقاوموا الشر ... بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الأخر أيضا " متى 5 / 38 & 39 .. فـهناك سؤالا يطرح نفسه .. ماذا لو طلب القاتل أو السارق أو المجرم في المحكمة من القاضي أن يطبق هذا النص و يعفو عنه .... بل و يتيح له تكرار و تكرار جريمته .. وأن يتقبلها الطرف المعتدى عليه بكل ود و محبة و مباركة و إحسان .. " و أما انأ فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم " متى 5 / 38 .. فهل بذلك سيتحقق السلام و الموادعة بين الناس ... أم سيعم الظلم و ينتشر الفساد !!!!!

·
هذا و قد ورد في إنجيل متى 5 / 18 ..... " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ - مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ " .. و في هذا تعهد واضح من السيد المسيح بأنه لن ينقض أو يلغى أي منهج أو شريعة سابقه أو أفعال للأنبياء من قبله .. و بالتالي فان الواجب أن يسرى بالطبع على أتباع العهد الجديد في موضوع رد الاعتداء ...... ما كان مفروضا في التوراة على أتباع العهد القديم و هو القصاص .. و لكننا لا ندرى لماذا هذا النقض الذي حدث ... بل و نحول للقاتل والمجرم خدنا الآخر ليلطمنا عليه .. الأمر الذي لا يطبقه أي إنسان أو دولة في العالم .. و إلا ... لعمّ الظلم و أنتشر الفساد ..

·
و أخيرا نطلب من السيد المدلس تفسير النصوص الآتية بأسلوب يتفق مع ألفاظها و ليس بأسلوب عاطفي يدغدغ فيه مشاعر السطحيين :

·
سفر العدد 31 / 1- 11 " وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً : « اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ، ثُمَّ تُضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ » ... فَكَلَّمَ مُوسَى الشَّعْبِ قَائِلاً : « جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلْجُنْدِ .. فَيَكُونُوا عَلَى مِدْيَانَ .. لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلَى مِدْيَانَ .. فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ .. وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ .. وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاَهُمْ : أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابعَ .. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ .. وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ.. قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ .. وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالَهُمْ .. وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ .. وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُلَّ أَمْلاَكِهِمْ .. وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ .. وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ .. وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ " ...

·
تكوين 4 / 15 : فقَالَ لَهُ الرَّبُّ : « لِذلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ .. فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ » ...




و الخلاصة فانه ليس هناك أي وجه لصحة الادعاء القائل أن القرآن يدعو إلى الانتقام والقتل وسفك الدم وذلك للآتي :

· القرآن دعا إلى القصاص .... وليس الانتقام .. والقصاص عقوبة مقدرة توجب حقاً على الواقعة الإجرامية بمثلها

تماما .. فهناك فرق شاسع بين القصاص والانتقام ...

·
والآية التي استدل بها الزاعمون إنما تأمر بالدفاع عن النفس .. لا الاعتداء على الغير .... وهذا ملاحظ من خلال

السياق قبلها وبعدها ... وسبب نزولها ..

· الإسلام شرع القصاص ( بمعرفة الدولة و أجهزتها و مؤسساتها ) ..... حتى يطهر المجتمع من الجريمة تطهيرا

شافيا .. و بذلك يحفظ النفس البشرية .. و لا علاقة للإسلام بجريمة الثار كما حاول المدلس أن يزج بذلك ..

·
القصاص حياة للأمم على الرغم من إزهاق النفوس به .. فبه تحفظ الأنفس .. ويتحقق الأمن والاستقرار .. وهو

استجابة للفطرة التي فطر الله الناس عليها .. وهي الدفاع عن النفس ضد المعتدي عليها ...

· رد الاعتداء و القصاص كان موجودا في العهد القديم .. و لكن نقضه و ألغاه العهد الجديد تماما .. و على نحو يستحيل تطبيقه في أي دولة في العالم ... لأنه لو منع القصاص العادل سيعم الظلم و ينتشر الفساد ..

·
طلب من المدلس تفسير بعض نصوص الانتقام بالكتاب المقدس بأسلوب يتفق مع ألفاظها و ليس بأسلوب عاطفي

يدغدغ فيه مشاعر السطحيين ...