أثار المشككون الشغب حول تفسير {وَيَعْلَمُ مَا في الأَرْحَامِ} بعمومه على أنه أحد الغيوب الخمس التي لا يعلمها إلا الله، وقالوا لقد بات العلماء يعرفون ما في الأرحام من ذكورة الجنين أو أنوثته، والتشوهات الخلقية فيه، وهو في بطن أمه بأجهزة التصوير والتحاليل الدقيقة، وأصبح في مقدور العلماء إنزال المطر من السحب، بواسطة بعض التقنيات العلمية، فأثاروا البلبلة في أذهان الكثيرين من العوام، وعند غير الراسخين في العلم بهذا الموضوع، وهب بعض العلماء المعاصرين يدفعون الشبهة وينافحون عن تفسير النص القرآني.
وعلى هذه الشبهة يرد ابن كثير في تفسيره لتلك الآية قائلا: "وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً عَلَّمَ الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه".

وفي شرح لقوله تعالى: "وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ" يقول الشيخ محمد بن عثيمين (رحمه الله): "(ما) اسم موصول يفيد العموم، وتعلق العلم بهذا العام هو تعلق عام أيضاً. فعلم ما في الأرحام لا يقتصر على كونه ذكراً أو أنثى، واحداً أو متعدداً، بل علم ما في الأرحام أشمل من ذلك. ويقول (رحمه الله): "الأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه وحياته وعمله، ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكراً أم أنثى، قبل أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة والتي لو أزيلت لتبين أمره، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله - تعالى - من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكراً أم أنثى، وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك. راجع (مجموع فتاوى ورسائل) للشيخ بن عثيمين: (1/68-70).


المصدر: بوابة القاهرة الإخبارية
http://www.cairoportal.com/suspicions-and-untruths/30051