لماذا أمر رسولُ الإسلامِ بإطلاقِ اللحية للرجال؟كثُرت الثرثرةُ والاستهزاءُ من المعترضين حول أمر النبيِّ ص للمسلمين بإطلاق اللحية لكل رجل فيهم...وقالوا عنها:إنها هذه رجعية وعدم نظافة .. ومنهم من قال:"موس بربع جنيه تحلق دقنك وترجع نظيف"....!تعلقوا على استهزائهم بما جاء في الآتي :1-صحيح البخاري برقم 381 عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَعَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُ أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وَإِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ.2-صحيح مسلم برقم 384 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :"عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ قَصُّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَالسِّوَاكُ وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ وَقَصُّ الْأَظْفَارِ وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَنَتْفُ الْإِبِطِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ". قَالَ زَكَرِيَّاءُ: قَالَ مُصْعَبٌ :وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.3-مسند أحمد برقم 902 عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَا قَصِيرٌ وَلَا طَوِيلٌ عَظِيمَ الرَّأْسِ رَجِلَهُ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ مُشْرَبًا حُمْرَةً طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ عَظِيمَ الْكَرَادِيسِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَهْبِطُ فِي صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".تعليق شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره.الرد على الشبهةأولًا:إن اللحية من زينة الرجل؛ مهما كان دينه ومعتقده، فلا علاقة لها بدين أو معتقد... فسبحان من زين الرجال باللحية وزين النساء بضفائر شعرها....فالفارق بين وجه الرجل والمرأة هو اللحية والشارب...وكان الأنبياءُ جميعًا مطلقون للحاهم كما جاء وصفهم في الكتب المقدسة ، ولم يرسل اللهُ رسولًا إلا كان مطلقًا اللحية .... ولما بعثَ اللهُ محمدًاr كان أهل مكة وغيرهم يطلقون لحاهم ،لأنها سمة من سمات الرجولة... حتى أبو جهل وأبو لهب وغيرهم كانوا يطلقون لحاهم ... لكنّ النبيَّ الكريم r أمر بخفِ الشاربِ حتى لا يتشبه المسلم بالكافر...وذلك في مسند أحمد برقم 8430 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ :"جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَاعْفُوا اللِّحَى وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ".تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم.وكان يقول: "عشرة من الفطرة "،منها إعفاء اللحية و وقص الشارب ...وهذا يعني أن من يطلق شاربه إلى أن يسقط إلى فمه فقد خالف سنة الأنبياء ...وهذا نبينا الكريمُ r كان صاحب لحية عظيمة ، كما كان من الأنبياء قبله، ولم يكن بدعا منهم...ونحن -المسلمين- نتأسى به وبمن سبقه ، فإن التشبه بالكرام فلاح....ثم إن هذه الشبهة هي نتاج خيال مريض وجهل عريض من أشباه الرجل، ولا رجال ...فليتهم يقلدون يسوع المرسوم في صورهم أو الرهبان بدأً من بولس صاحب اللحية العظيمة....!ثانيًّا : إن العجيب في هذه المسألة أن المعترضين يجهلون تمامًا ما جاء في كتابهم المقدس؛ حيث أمر الربُّ بإطلاق اللحية، وعدم قص أي جزء منها أبدًا ....وذلك في سفر اََلاَّوِيِّينَ إصحاح 19 عدد 27 " لا تحلقوا رؤوسكم حول أطرافها، ولا تقصوا شيئا من لحاكم".(الترجمة العربية المشتركة).ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا يعترضون على نبينا وعلى أمره بإعفاء اللحية للرجال المسلمين... وهذا هو كتابهم ففيه يأمر الربُّ بإعفائها وعدمِ قصِ شيء منها ... ؟! لا تعليق!كتبه / أكرم حسن مرسي