بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم المؤمنون؟-4
--------------------
فالمؤمنون هم أرقى من المسلمين فى علاقاتهم بخالقهم وبالكون الذى يعيشون فيه وبالبشر أجمعين ويخصون المسلمين والمؤمنين من دون البشر بالاخوة التى أعلنها الله سبحانه بشهادته وشهادة نبيه المصطفى(صلى الله عليه وسلم) وملائكته وكتبه وباقى رسله فى قوله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(انما المؤمنون اخوة)،صدق الله العظيم،10-سورة الأحزاب،فى قاعدة الاهية من لدنه لا ينكرها بل من لا يقيمها الا من كان ظالما لنفسه وللناس أجمعين.
ويمكن لكل منا بتوفيق الله أن يرتقى بدرجته الانسانية من درجة المسلمين الى درجة المؤمنين ان جاهد نفسه وأعانها على المعاصى وطوعها الى سبيل الله وتقواه،وقيد هواه فيما يرضى الله،وأرضى نفسه بدنياه،وأفشل ابليس اللعين فى مبتغاه،ومن أخطأ فان الله الرحمن الرحيم الغفور الشكور قد فتح أبواب رحمته للتائبين كما جاء بكتابه المبين:بسم الله الرحمن الرحيم(وانى لغفار لمن تاب وأمن وعمل صالحا)،صدق الله العظيم،82-سورة طه،وقوله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فان الله يتوب عليه،ان الله غفور رحيم*ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض،يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء،والله على كل شىء قدير )،صدق الله العظيم،40،39-سورة المائدة،وهى من قواعد الله فى ملكه الى يوم الدين لا ينكرها الا من كان جاحدا لأنعم الله فى خلقه سبحانه.
ومن أكمل ما وصف الله به بنى أدم الى يوم القيامة من قواعد ملكه ما جاء فى قوله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(ان الانسان خلق هلوعا*اذا مسه الشر جزوعا*واذا مسه الخير منوعا*الا المصلين*الذين هم على صلاتهم دائمون*والذين فى أموالهم حق معلوم*للسائل والمحروم*والذين يصدقون بيوم الدين*والذين هم من عذاب ربهم مشفقون*ان عذاب ربهم غير مأمون*والذين هم لفروجهم حافظون*الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين*فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون*والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون*والذين هم بشهاداتهم قائمون*والذين هم على صلاتهم يحافظون*أولئك فى جنات مكرمون)،صدق الله العظيم،35:19-سورة المعارج،فى ثمان صفات تخرج الانسان من هلعه الى الايمان والنجاة فى الدنيا والى جنات الله فى الأخرة.
وكذلك قوله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(والعصر*ان الانسان لفى خسر*الا الذين أمنوا،وعملوا الصالحات،وتواصوا بالحق،وتوصوا بالصبر)،صدق الله العظيم،سورة العصر.
وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.
--------------------
من هم المؤمنون؟-5
--------------------
ولكن،هل فصلنا المسلمين عن المؤمنين؟،حاشى لله،فهل نسينا قول الله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله،وعمل صالحا،وقال اننى من المسلمين)،صدق الله العظيم،32-سورة فصلت،مع تأكيدنا أن من بين هؤلاء المسلمين من يسيئون الى الاسلام باتباعهم الغى تأثرا بأعداء بنى أدم الأربعة والذين حذرنا منهم الرحمن الرحيم،وقرأنه المبين،ورسوله الكريم(صلى الله عليه وسلم) منذ خلق الله أدم(صلى الله عليه وسلم) والى يوم القيامة،اثنين يؤثران من الخارج هما:ابليس،والدنيا،واثنين يؤثران من الداخل وهما:النفس،والهوى،وزاد عليهم شياطين الجن والانس وهم من تبعوا ابليس الرجيم،أعاننا الله عليهم جميعا،بعد خروج أبينا أدم(صلى الله عليه وسلم) وزوجه ومعهما ابليس الرجيم وهبوطهم الى الأرض بعضهم لبعض عدو،ورغم ذلك فان الله الرحمن الرحيم قد فتح لنا ولهم أبواب رحمته على مصراعيها فى قوله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله،ان الله يغفر الذنوب جميعا،انه هو الغفور الرحيم*وأنيبوا الى ربكم وأسلموا له،من قبل أن يأتيكم العذاب،ثم لا تنصرون*واتبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم،من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة،وأنتم لا تشعرون*أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت فى جنب الله،وان كنت لمن الساخرين)،صدق الله العظيم،56:52-سورة الزمر،فان باب التوبة والمغفرة مفتوح بأمر الله الى الغرغرة،أى ما قبل سكرات الموت،ولكن من منا يعلم أيان ساعته التى قال عنها سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها،والله خبير بما تعملون)،صدق الله العظيم،11-سورة المنافقين.
فان التدرج المعروف لدى أغلب الناس هو من درجة النفس الأمارة بالسوء الى النفس اللوامة الى النفس التوابة الى النفس المؤمنة الى النفس الطيبة الى النفس المطمئنة،وذلك التدرج يرشدنا بعون الله وقرأنه وحديث رسوله(صلى الله عليه وسلم) الى أن المسلم المذنب اذا كان الله يريد به خيرا هداه ليكون صاحب نفس لوامة واذا زاد خير الله عليه بالهدى هداه ليكون صاحب نفس توابة فاذا زاد خير الله عليه بالهدى هداه ليكون صاحب نفس مؤمنة يترفع عن الخطايا استسلاما لأمر الله ورسوله(صلى الله عليه وسلم) وحبا فيهما وخوفا من عذاب النار وحبا فى جنات الله ونعيمه فاذا زاد خير الله عليه بالهدى هداه ليكون صاحب نفس طيبة لا تهفو نفسه الى أى معصية مهما ارتبطت بمتاع من متاع الدنيا الفانى،فاذا زاد خير الله عليه بالهدى هداه ليكون صاحب نفس مطمئنة لا يفكر الا فيما يرضى الله ورسوله وزهد فى متاع الدنيا،وليس ذلك أن ينقطع عن متاع الدنيا الذى أحله الله له بحلاله من حب الدنيا ليرضى فيها ربه وحب الأموال يكتسبها من حلال طيب وينفقها فى الحلال الطيب بالزكاة والصدقات والجهاد فى سبيل الله وعلى أهله ليكفيهم شر المسألة ويكفى حاجاتهم،وحب البنين والبنات يربيهم على تقوى الله وحبه وحب رسوله(صلى الله عليه وسلم) والجهاد فى سبيله،وحب النساء بالحلال الطيب المبارك،ولكن مع حب هؤلاء جميعا يكون الله وسوله(صلى الله عليه وسلم) أحب اليه مما سواهما،وهى معادلة بشرية صعبة التحقيق الا على الذين هدى الله سبحانه وأعانهم عليها،عسى الله الرحمن الرحيم أن يجعلنا منهم،أمين.
ومن علامات الوصول الى درجة المؤمنين على سبيل المثال لا الحصر قول رسول الله(صلى الله عليه وسلم):لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما،وقوله(صلى الله عليه وسلم):لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
ولكن العجيب أن الله سبحانه قد ذكر فى قرأنه الكريم أن من بين المؤمنين بعضا من أهل الكتاب الى يوم القيامة،ووصفهم بصفات محددة وشروط مؤكدة.
وجاء من أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ما يوضح ذلك،أعاننا الله سبحانه على تقصيها.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.