** كتبت سابقا أن الله سبحانه وتعالي "ليس كمثله شيء " في ذاته .. وفي صفاته وفي أفعاله . وبالتالي فهو سبحانه وتعالي " ليس كمثل كلامه كلام " لقد اختار الله سبحانه وتعالي أن يكون آخر كلامه وآخر كتابه إلي عباده بلسان عربي مبين.. قال تعالي" إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وكلام الله سبحانه وتعالي وإن كان بلسان عربي مبين وبحروف عربية .. إلا أنه ليس مثل كلام العرب .. لقد أذهل القرآن الكريم العرب .. في سحر بيانة.. وفي حسن بلاغه .. وفي سر جماله في سرد كلامه .. وهاهو الوليد ابن المغيرة سيد قومه .. عندما قرأ عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم ماتيسر من القرآن .. تغير وجهه .. وكأنما قد رق قلبه .. وعندما طالبه أبوجهل أن يقول في القرآن قولا يبلغ قومه انه منكر له وكاره .. قال الوليد :" ماذا أقول ؟ والله مافيكم رجل أعلم بالاشعار مني .. ولا أعلم برجزها وبقصيدها مني .. والله مايشبه الذي يقول شيئا من هذا .. والله إن لقوله الذي يقول حلاوة .. وإن عليه لطلاوة .. وإنه لمثمر أعلاه.. مغدق أسفله ..وإنه ليعلوا.. ولايعلي عليه" . حينئذ قال له أبو جهل: "هذا لايرضي قومك "فأخذ الوليد يفكر ثم يفكرثم قال:" إن هذا إلا سحر يؤثر"
** وهاهو عمر ابن الخطاب .. يحمل سيفه ليقتل ذلك الرجل الذي فرق قريش .. وفرق بين المرء وزوجه .. وفي طريقة إلي محمد صلي الله عليه وسلم .. يعلم أن أخته فاطمة بنت الخطاب قد أسلمت .. فيقتحم بيتها .. وبيده القوية يصفعها فيدمي وجهها .. ثم يقرأ صدر سورة " طه " فينقلب حاله .. ويدخل الإيمان قلبه .. ويتوجه إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ليشهر اسلامة .. ماذا فعل كلام الله في قلب هذا الرجل .. إنه كلام الله الذي " ليس كمثل كلامه كلام"
**هذا ماحدث قديما . إسمحوا لي أن احكي لكم قصة عالم الرياضيات الحاصل علي الدكتوراه في الرياضيات .. ودكتوراه في اللاهوت المسيحي .. والقس الكندي الشهير.. " جاري ميللر" الذي يقول لزملائة القساوسة.. إنني سوف أبحث في القرآن عن التناقضات العددية الموجودة به .. حتي تكون لنا حجة نحتج بها علي المسلمين .. وتكون لهم وسيلة لجذب المسلمين إلي المسيحية .. وكان متأكدا أن كتابا كتب منذ 14 قرنا لا بد أن يكون به كثيرا من الأخطاء.. وعندما قرأ القرآن فوجئ بالآيات الكريمات في أوائل سورة البقرة (" وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ") .. لقد تعجب الرجل لأنه لايوجد مؤلف في العالم يقول عن كتابه أنه لايوجد به أخطاء .. وأكثر من ذلك أنه يتحدي كل العالم أن يؤلف كتابا مثل كتابه .. ثم قرأ الرجل القرآن كله .. وكانت النتيجة أنه أسلم وسمي نفسة " عبد الأحد" وكتب كتابا عظيما يعنوان " القرآن المذهل " وهو الآن من أكبر الدعاة إلي الاسلام .. فماذا فعل القرآن بالرجل ( مع العلم أنه كان يقرأ القرآن باللغه الانجليزية .. ولم يعرف جمال .. ولا بلاغة .. ولا عظمة اللغة العربية ) . إنه كلام الله سبحانه وتعالي الذي " ليس كمثل كلامه كلام"