بسم الله الرحمن الرحيم ---------------------- من هم المسلمون؟الجزء الثانى والثلاثون --------------------------------------- زوجات الرسول(ص)-6 ----------------------- وجاءت أم المؤمنين السيدة مارية القبطية رضى الله عنها فى الترتيب الحادى عشر لأزواج الرسول(ص)،وكان الرسول الكريم(ص) قد أرسل رسالات الى ملوك البلاد التى تحيط بالجزيرة العربية يدعوهم فيها الى الاسلام طلبا فى توسيع الدعوة الى الله شيئا فشيئا،وكان من هؤلاء الملوك المقوقس حاكم مصر بالاسكنرية والتابع للدولة البيزنطية،وكان رد المقوقس على رسول الله(ص) ردا جميلا شفويا وكتابيا فى رسالة ردا على رسالة رسول الله(ص) اليه،وكان من حسن رده أن أرسل الى رسول الله(ص) بهدية منها أختين قال عنهما بنفسه انهما بنات قبطى عظيم،وهما السيدة مارية بنت شمعون رضى الله عنها وأختها سيرين،فلما قدمن الى رسول الله احتفظ بالسيدة مارية رضى الله عنها جارية لنفسه وأهدى أختها سيرين الى الصحابى حسان ابن ثابت الانصارى فى العام السابع الهجرى،واتخذ لها بيتا بجوار بيته كملك ليمينه،مما أثار غيرة أزواجه لجمالها وبقائه عندها على أوقات متفرقة،فاتخذ لها بيتا بعيدا عن بيته مما أثار غيرتهن منها أكثر وأكثر،ويقول المؤرخون أنها من قرية حفن بمحافظة المنيا بصعيد مصر،وتعرف الأن بقرية الشيخ عبادة نسبة الى الصحابى عبادة ابن الصامت الذى بحث عن قريتها بعد الفتح الاسلامى لمصر،وبنى بها مسجدا تكريما لها رضى الله عنهما،وأنجب رسول الله(ص) منها ابنه ابراهيم رضى الله عنهما وفرح رسول الله(ص) بقدومه فرحا شديدا فسماه على اسم جده ابراهيم(ص) فى اليوم السابع من ولادته وحلق شعره وتصدق بوزنه فضة وعق عنه بكبش وأعتق وتزوج من السيدة مارية لولادتها لابنه ابراهيم رضى الله عنهما،ولم يدم فرح رسول الله(ص) بابنه ابراهيم رضى الله عنه طويلا حيث ما لبث أن مات ابن ثمانية عشر شهرا،فبكاه رسول الله(ص) وذرفت عيناه وهو يحمله بين يديه الشريفتين وقال قولته الباقية الى يوم الدين:ان العين تدمع والقلب يحزن،ولا نقول الا ما يرضى ربنا،وانا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون،وكانت السيدة مارية رضى الله عنها وأختها سيرين تبكيان عليه أيضا رضى الله عنه،وتوفى النبى(ص) بعد ابنه ابراهيم رضى الله عنه بسنة واحدة وهو راض عنها رضى الله عنها،ولم تعش أم المؤمنين مارية رضى الله عنها بعد رسول الله(ص) كثيرا حيث توفيت رضى الله عنها فى العام السادس عشر الهجرى وصلى عليها عمر ابن الخطاب رضى الله عنه،ودفنت بالبقيع الى جوار أمهات المؤمنين رضى الله عنهن جميعا. وجاءت أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها فى الترتيب الثانى عشر لأزواج الرسول(ص)،وكان النبى(ص) قد تزوج أختها أم المؤمنين السيدة زينب بنت خزيمة رضى الله عنها من أمها هند بنت عوف لتكون أكرم عجوز فى الأرض أصهارا لزواج رسول الله(ص) بابنتيها رضى الله عنهم جميعا،وكانت السيدة ميمونة رضى الله عنها تسمى برة قبل زواجها من رسول الله(ص)،ولكن رسول الله(ص) سماها ميمونة لأنه تزوجها فى يوم مبارك هو يوم عمرة القضاء وكان عمرها ستا وعشرين سنة،وكانت قد تزوجت قبل رسول الله(ص) مرتين توفيا عنها،وهى أخت من اربعة أخوات كان يسميهن رسول الله(ص) الأخوات المؤمنات،وكانت رضى الله عنها تحب الله ورسوله(ص)،فلما كانت عمرة القضاء بعد صلح الحديبية تحدثت رضى الله عنها الى أختها أم الفضل زوج العباس رضى الله عنهما وعم النبى(ص) فى رغبتها من الزواج من رسول الله(ص) لتزداد شرفا الى شرفها وايمانها،فحدث العباس رضى الله عنه رسول الله(ص) عنها فوافق اعزازا وتقديرا لها ففرحت فرحا شديدا وبنى بها بعد خروجه من مكة بمكان يسمى سرف،وقالت بعض الروايات أنها رضى الله عنها هى التى وهبت نفسها للنبى(ص) وفى ذلك نزلت الأيات الكريمات:بسم الله الرحمن الرحيم(وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى،ان أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين)،صدق الله العظيم،50-سورة الأحزاب،واشتهرت بالزهد والعبادة،وقالت عنها السيدة عائشة رضى الله عنها أنها كانت من أتقاهن لله وأوصلهن للرحم،ونقلت عن رسول الله(ص) بعض أحاديثه،وتوفيت بعد النبى(ص) وهى بنت الحاى والثمانين من عمرها ودفنت فى مقام لها بنفس المكان الذى تزوجت فيه برسول الله(ص)،وكانت هى أخر أزواج رسول الله(ص). يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.