ردا على رسالة وجهها 138 عالم دين من العالم الإسلامي
رجال دين مسيحيون يعتذرون للمسلمين عن الحروب الصليبية

دبي-العربية.نت

قدّم نحو 300 رجل دين مسيحي اعتذارهم عن الحروب الصليبية، وما شهده العقد الحالي من نتائج "الحرب على الإرهاب"، التي أضرت بالمسلمين وتسببت بآثام وخسائر بشرية وعقائدية. حتى أن رجال الدين المسيحيين طلبوا "المغفرة من الله والأمة الإسلامية".


جاء ذلك في رسالة بعنوان "حب الله وحب الجار"، تم كشف النقاب عنها في العاصمة الإماراتية أبوظبي الاثنين 26-11-2007، والتي تعتبر كردّ من رجال الدين المسيحيين على رسالة سابقة وقعها 138 عالم ومفكر مسلم للقادة المسيحيين، وفق ما نقلت صحيفة الشرق الاوسط الثلاثاء.

وبحسب الرسالة المسيحية، قال رجال الدين: "نود البدء بالاقرار بأن العديد من المسيحيين في الماضي، في الحروب الصليبية مثلا، وفي الحاضر، في تجاوزات ما يسمى الحرب على الارهاب مثلا، اذنبوا بارتكابهم آثاما ضد جيراننا المسلمين فقبل ان نصافحكم ردا على رسالتكم نطلب مغفرة الله الرحيم وصفح الامة الاسلامية من جميع انحاء العالم".

وبالرغم من الاعتذار الذي أبدوه في رسالتهم هذه، إلا أن قسما مهما من رجال الدين غابوا عن التوقيع عن هذا الرد، وفي حين أن 300 عالم ورجل دين مسيحي منتشرين في مختلف بلدان العالم أيدوا الاعتذار غير المسبوق، إلا أن الفاتيكان واحدى الكنائس الأرثوذكسية لم يشاركا في هذا الرد، الذي يعتبر خطوة مهمة باتجاه التقارب بين المسلمين والمسيحيين.

ووصف رئيس مؤسسة "طابا" الداعية الاسلامي الحبيب علي الجفري الخطوة المسيحية بأنها "خطوة غير مسبوقة للتقارب بين الديانتين والحضارتين منذ اكثر من 500 عام"، لافتاً الى ان اتباع الاسلام والمسيحية يمثلون 55% من سكان الارض، معتبرا ان ما أسماه بالتقارب الملموس الذي حدث "يجسد اولى الخطوات والارضية الصلبة التي يجب ان نقف عليها للعودة من جديد الى السلم والتآخي والوئام بين البشر".

واكد الجفري ان الرد المسيحي الايجابي على رسالة علماء وشيوخ المسلمين وما تضمنه من اعتذار للمسلمين، ستقابله خطوات قادمة ستعزز من الحوار بين الديانتين، كعقد اللقاءات المشتركة والمؤتمرات على كافة المستويات مما سيثري من

حوار الديانتين ويعطيها دفعا قويا حتى يفهم العالم دعوة الاسلام الحقيقية للسلام والوسطية والاعتدال. ووفقا للجفري فإن هذا الرد المسيحي تكمن أهميته بأنه "اعتراف صريح بالحروب الصليبية ضد المسلمين".

من جهته، اعتبر مؤسس ومدير مركز الايمان والثقافة بجامعة "ييل" البروفسور ميروسلاف فولف، والذي اعد رسالة رد المسيحيين، أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين "في أدنى مراحلها"، معتبراً أن المهم في رسالة المسلمين "كلمة سواء بيننا وبينكم"، انها جاءت من كافة شرائح المسلمين، "وهذه بادرة طيبة ومليئة بالامل وتمكنت من تحريك وجدان المسيحيين وايقاظ حب التصافح والتقارب والمحبة بين الجانبين".

واشار الى ان اكثر من 300 عالم ورجل دين مسيحي الموقعين على رسالة المسلمين هم من جميع انحاء العالم، وغالبيتهم من الولايات المتحدة الاميركية، ويمثلون اكبر شريحة من المسيحيين من مختلف الطوائف والمدارس المسيحية، موضحا بان الوثيقة المسيحية الصادرة عنهم ليست سياسية، بل إنها تعرض افكار ومعتقدات من وقع عليها.