ضوابط واحكام عقدية في حوار غير المسلمين

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

ضوابط واحكام عقدية في حوار غير المسلمين

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: ضوابط واحكام عقدية في حوار غير المسلمين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي ضوابط واحكام عقدية في حوار غير المسلمين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مدخل/

    ان النزول اليوم الى ساحة الحوار بأسم الاسلام مع غير المسلمين ، من اجل دفع الشبهات عنه .. من أجل التعريف به
    ... من أجل تبليغ رسالة خاتم النبيين عليهم السلام اجمعين ... ان النزول اليوم اصبح من السهل الممتنع
    فكوني مسلم/ة ، أصلي وأصوم لا يعني أننى امتلك الحق أن اتكلم باسمه . ما لم احط علما بملابسات ما انا بصدد القيام به

    ولا اخفي حقيقة تخوفي من ظاهرة مواكبة الدعوة والدفاع عن الاسلام بدافع الغيرة وحدها وحدها وحدها .. لا تكفي اخي/ــة


    و أننى على يقين وايمان تام بأن حب الدين والغيرة عليه دافع قوي ، لاصقل تلك القوة الجامحة واقننها حسب ما يجب ان يتوفر
    في الداعية ليكون حجة وهادي باذن اللهِ ....

    وبهذا الموضوع تجميع لضوابط واحكام عقدية في حوار غير المسلمين


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه
    أجمعين.
    أما بعد: فإن الله عز وجل قد أمر بمحاورة ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، فقال سبحانه: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )46 العنكبوت
    وقال تعالى وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ 125 النحل
    وهذا الأمر قد تساهل فيه كثير من الدعاة والمصلحين اليوم، بين إفراط وتفريط. ولذا ما أحوج من أراد أن يتصدى لهذا الأمر أن تكون لهرؤية شرعية يتسلح بها في محاورته لأهل الكتاب وغيرهم.

    ولم كانت الحاجة ما سة لبحث هذا الموضوع خاصة في مثل هذه العصر الذي كثر فيه الدعوة الحوار؛ كان
    من المتعين التنبيه على الأحكام والضوابط العقدية المتعلقة بالحوار مع غير المسلمين. إذ الحوار في الإسلام لابد له
    من ضوابط وقواعد أساسية يسير عليها وتضبط معالمه،وإلا كان ضرره أكثر من نفعه،وباء بالفشل والإحباط
    الذريعين.


    أهداف البحث: بما أن من أهداف هذه الندوة: بيان ضوابط الحوار مع الآخر في الفكر الإسلامي، ·
    والأحكام المتعلقة به، والعمل على تذليل العقبات أمام الحوار مع الآخر، فإن من أكبر العقبات- في نظري- توهم
    البعض أ ن الحوار مع غير المسلمين يتعارض مع وجوب البراءة منهم وعدم موالاتهم، فجاء هذا البحث ليبين:
    . بيان مشروعية الحوار، وأهميته في الدعوة الإسلامية، وخاصة في هذا العصر.
    . الرد على الذين يمنعون الحوار مع غير المسلمين بدعوى أن ذلك يتعارض مع العقيدة
    الإسلامية التي تحرم موالاة ومودة غير المسلم، وأن البراءة منهم تقتضي عدم الحوار معهم.
    . بيان المنهج العقدي في محاورة غير المسلمين.
    . بيان بعض المخالفات والأخطاء العقدية في الحوار مع غير المسلمين.
    . التحذير من ضغوط الّتسامح والحوار، إلى أن نسارع إلى الحوار مع المسلم دون قيود ولا
    ضوابط.
    . بيان أن الحوار مع الكافر أسلوب من أساليب الدعوة الإسلامية، دل على مشروعيته الكتاب
    والسنة، وأفعال رسل الله مع أقوامهم.

    . بيان أن الحوار مع الكافر لا يعني الارتماء في أحضانه دون قيود ولا ضوابط.




    أسئلة البحث: ·
    . ما أهمية الحوار في الإسلام؟ وما أهدافه؟
    . كيف الجمع بين مشروعية الحوار مع غير المسلم وتحريم مودته؟
    . كيف الجمع بين مشروعية الحوار مع غير المسلم ووجوب البراءة منه؟
    . ما الأحكام والضوابط العقدية المتعلقة بالحوار مع غير المسلمين؟

    لتحميل الكتاب
    http://www.al5aatr.com/researches/1/61_ahkam_aqaid.pdf
    د/ سهل بن رفاع بن سهيل العتيبي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي

    أختصر بنقل عنصرين هامين للكتاب


    الحوار والثوابت الشرعية

    مع إقرار الإسلام لمبدأ الحوار مع غير المسلمين، إلا أن هذا الحوار له أسس يبنى عليها وشروط وضوابط
    وحدود ينتهي إليها ولا يتجاوزها إلى غيرها. ومن ذلك عدم التنازل عن الثوابت الشرعية، إذ لا مساومة في الحوار
    على الثوابت والمعتقدات: ومن ذلك:
    . عدم التنازل عن الهوية الإسلامية. التي تميز المسلم عن غيره عقدياً وسلوكياً.
    . عدم التنازل عن أي أصل من أصول العقيدة الإسلامية.
    . عدم التنازل عن أي شيء من أصول الإسلام ومبادئه باسم الحوار أو التسامح والتعايش مع الآخر.
    . لا مجال للتنازل عن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمعت الأمة عليها كأركان الإسلام
    .[ والإيمان ونحوها. [انظر: حوار الحضارات، الإبراهيم، ص
    . ومن الثوابت النصوص والأحكام التي لم تترك فيها الشريعة مجالاً للاجتهاد فيها، وهي المسائل التي
    لا تقبل التحريف أو التبديل كحرمة الزنا واللواط وشرب الخمر وفرضية الحجاب وغيرها.
    . ومن الثوابت التي تحكم علاقة المسلم بغيره قضية الولاء والبراء والحب والبغض في الله، فإنهما أوثق
    عرى الإيمان، كما هو ثابت في نصوص الكتاب والسنة.
    . عدم المشاركة في الدعوات المغرضة والمشبوهة، كالدعوة إلى وحدة الأديان، أو مشاركة الكفار في باطلهم. قال تعالى
    وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا الاسراء
    . المحافظة على ثوابت الأمة ومسلماتها العقائدية، وعدم تعريضها للاهتزاز أو الذوبان.
    . يجب أن لا يكون الحوار مع غير المسلمين وسيلة لعرض عقائدهم الباطلة، دون التنبيه إلى ما فيها من
    .[ انحرافات تخالف العقيدة الإسلامية.[انظر: الحوار الإسلامي المسيحي، ص ،
    فالحاصل أنه ينبغي للمحاور المسلم أن يحذر كل الحذر من تمييع وتغيب بعض القضايا الدينية أو
    المداهنة فيها في ضباب الدعوة إلى الحوار وغموض المصطلحات. وربما يسمي بعضهم التنازل عن المبادئ
    والثوابت من الحكمة، وبعضهم يسمي الاستسلام للآخر من الموعظة الحسنة.[انظر:حوار الأديان، للنحوي،
    .[ - ص
    ولا يجوز لنا أن نحمل الإسلام ما يراه البعض من آراء شاذة تحت ضغوط واقع المسلمين اليوم،
    بحيث يحاول البعض أن يتلمس بين الآيات والأحاديث مسوغات وتعسفات تزيد الإثم إثماً، في مسلسل
    التنازلات وتبريراتها، حتى وجد من يدعو إلى موالاتهم واتخاذهم إخواناً ومحبين، وقد يسمي ذلك من الحكمة
    في الدعوة، وربما يظن هؤلاء أن أعداء الإسلام لا يعرفون عن الإسلام شيئاً.[انظر: حوار الأديان، للنحوي،
    .[ ص
    وحري بالمحاور المسلم أن يتأسى بالرسول-صلى الله عليه وسلم- فلقد كان -صلى الله عليه وسلم-
    يعرض نفسه على بعض قبائل العرب فتشترط عليه بعض الشروط التي تخل بثوابت العقيدة الإسلامية فكان
    يرفض تلك الشروط مع شدة حاجته لمن يقف معه. ذكر ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق أن النبي صلى
    الله عليه وسلم أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله، فقال له رجل منهم: والله لو أنب أخذت هذا الفتى
    من قريش لأكلت به العرب. ثم قال: أرايت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خلفك أيكون
    لنا الأمر من بعدك؟ قال: الأمر إلى الله يضعه حيث شاء. قال: فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا
    .[/ أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك، فأبو عليه.[انظر: سيرة ابن هشام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي

    الحوار والمصطلحات الحادثة


    من الأخطاء الشائعة في الحوار، والتي قد تكون أحياناً عوائق وعقبات في طريق الحوار؛ استعمال
    المصطلحات الموهمة للحق والباطل، والتي قد يتسلل من خلالها الأعداء لهدم الإسلام.
    ومن ذلك ما يقع فيه بعض المتحاورين من المسلمين أحياناً من هجر المصطلحات والأساليب والحجج الشرعية
    تقرباً للآخرين. وهذا الصنيع مجاف، بل مناف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في مخاطبته ومحاورته للمشركين
    وأهل الكتاب.
    ومن ذلك أنه لما قدم ضماد مكة وكان من أزدشنوءة، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إني أرقي
    من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (إن الحمد لله،نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن محمداً عبده ورسوله، أما بعد)

    قال: أعد على كلماتك هؤلاء، فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    فقال ضماد: (لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن
    .[ ناعوس البحر. فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام
    )، فبايعه.[ رواه مسلم ح:
    ولما كتب النبي صلى الله عليه وسلم رسائله إلى الملوك صدرها بالبسملة كما في رسالة هرقل
    بسم الله
    .[ الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم..)[
    قال النووي في فوائد الحديث: (ومنها: استحباب تصدير الكتاب ببسم الّله الرحمن ال رحيم، وإن كان المبعوث
    .[/ إليه كافرا)[شرح النووي على صحيح مسلم
    ولا يمنع هذا من مخاطبتهم بلغاتهم وطريقتهم إذا دعت الحاجة إلى ذلك، مع الالتزام بالضوابط الشرعية،
    والحذر من التلبيس وخلط الباطل بالحق، قال ابن تيمية: (أما مخاطبة أهل اصطلاح باصطلاحهم ولغتهم، فليس
    بمكروه، إذا احتيج إلى ذلك، وكانت المعاني صحيحة، كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم،
    .[/ فإن هذا جائز حسن للحاجة، وإنما كرهه الأئمة إذا لم يحتج إليه)[الفتاوى الكبرى
    فعلى المحاور المسلم أن يحافظ على المصطلحات والألفاظ الشرعية ومدلولاتها التي أمر الله بها، وأن يحذر
    المصطلحات المحدثة التي قد تتضمن حقاً وباطلاً.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية- في معرض كلامه عن بعض المصطلحات الحادثة: (فإذا عرفت المعاني التي
    يقصدونها بأمثال هذه العبارات، ووزنت بالكتاب والسنة -بحيث يثبت الحق الذي أثبته الكتاب والسنة، وينفى الباطل
    الذي نفاه الكتاب والسنة- كان ذلك هو الحق، بخلاف ما سلكه أهل الأهواء من التكلم بهذه الألفاظ نفياً وإثباتاً في
    الوسائل والمسائل: من غير بيان التفصيل والتقسيم، الذي هو من الصراط المستقيم وهذا من مثارات الشبه)[انظر:
    .[ - / درء التعارض
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي

    اقتطافا من مبحث بعنوان


    أخلاق المسلم في الحوار مع الآخرين
    بقلم د.نزار محمود قاسم الشيخ
    دكتوراه تخصص فقه مقارن

    للاطلاع الكامل من هنا
    ط¹ط§ط±ط¶ Google Drive


    آداب الحوار وضوابطه مع الآخر
    إن أسلوب الحوار والمناقشة هو من أبرز الأساليب الحكيمة والبليغة التي استعملها القرآن الكريم والرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أجل الوصول إلى الحقائق عن اقتناع عقلي وارتياح نفسي، ولعل من الأدلة على ذلك: أن مادة ((القول)) وما اشتق منها كقال، يقول، وقل، ويقولون.... هذه المادة التي تدل على الحوار والمراجعة بين الناس في أمور معينة قد تكررت في القرآن الكريم أكثر من ألف وسبعمائة مرة ( ).
    كما لا يخفى على متبصر ما في السنة النبوية من حوارات دارت بين الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وغير المسلمين.
    والقرآن ذكر لنا نماذج كثيرة عن الحوار، من خلالها تستطيع معرفة الآداب المتعلقة به والأخلاق التي يجب أن يلتزم بها كل من يتحاور، وقبل بيان الآداب الشرعية في أثناء الحوار، يجدر بالباحث ذكر الآداب الشرعية التي يحسن بالمحاور أن يمتلكها قبل عملية الحوار، وإليك بيانها:

    تنمية مهارة الحوار قبل البدء به:
    يندب للمحاور قبل البدء بالحوار مع الآخرين تنمية قدراته في الحوار، وهذا ما دأبت عليه المدارس الدينية، إذ إنها تعمل على تنمية مهارة الطلاب في الحوار وفق منهج إسلامي، وهذا الندب ليس له دليل خاص، إنما تدل عليه القواعد العامة للدين، كقاعدة جلب المصالح، لقوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } [الزلزلة آية7]، وتهيأة المسلم نفسه لمحاورة الآخرين بغية الوصول إلى الحق هو من الخير المأجور عليه؛ لأن الله تعالى كما تعبدنا بالشرائع تعبدنا بالوسائل، والقاعدة الشرعية تقول: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
    ومن أهم الأمور التي يحث عليها المنهج الإسلامي لتنمية الحوار ما يلي:
    1_ التدرب على فن الخطابة وإلقاء المحاضرات؛ ففي الحوار يكون المحاور كالخطيب؛ يعرض فكره على الناس ويرتب أولويات الحديث، ويأتي بالأدلة لبيان الحجة.
    2_ أن يتدرب على فن الإلقاء بحيث يتميز بالصوت الواضح، والنبرات القوية المتميزة المعبرة، بأن يخرج الحروف من مخارجها، ويستعين على ذلك بأن يتعلم تجويد القرآن الكريم.
    3_ أن يتدرب على اختيار الألفاظ السهلة ويبتعد عن الألفاظ الجزلة؛ حتى يفهم الجميع كلامه، ولا يجدون غرابة في أسلوب التعبير، وهذا يحتاج منه الرجوع إلى قواميس اللغة، ويحتاج منه كتابة موضوع الحوار قبل البدء فيه.
    ويمكن الاستشهاد هنا لما سبق بقوله الله تعالى لموسى عليه السلام عندما أمره بالذهاب إلى فرعون:
    { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي}.[طه آية24_28]
    فهذه الآية تدل على أن موسى عليه السلام لما طلب منه الله تعالى الذهاب إلى فرعون ومحاورته، طلب من الله تعالى انشراح صدره، بأن يملك جرأة على مخاطبة فرعون( )،وهذا ما يحتاجه المحاور لكي يكون قوي القلب في مخاطبة الآخرين، ثم طلب من الله تعالى سلامة النطق عنده حتى يفهم آل فرعون عليه.
    4_ تعلم المحاور لغة المخاطَبين: يندب للمحاور أن يتعلم لغة المحاورين ولهجاتهم، لأن اللغة هي وسيلة التفاهم، فما لم يعرف لغة الآخر ولهجته لن يعرف مقصوده، ولن يستطيع إيصال فكره له.
    5_ تعويد النفس وتدريبها على قبول الحق أو رأي الآخر إن بدا ما يرجحه، وترك الباطل إن ظهر أنه كان عليه؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء آية 135].
    6_ فهم الموضوع المحاور فيه من كل جوانبه قبل البدء بالحوار؛ لنهي الله تعالى عن الخوض فيما ليس للإنسان علم به، في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء آية 36].
    وأهم ما يجب تحقيقه عند فهم جوانب الموضوع المحاور فيه هو تحديد نقطة الخلاف التي عليها مدار النقاش.
    7_ ومن أهم الآداب الشرعية المطلوبة قبل الحوار وأثناء الحوار أيضا تمحيص النية والإخلاص لله تعالى، بأن يقصد بحواره وجه الله تعالى ( )، ويعود نفسه على اللطف واللين في حواره الآخرين، وهذا له تأثير كبير في نفس المحاوَر، وهذه الأخلاق لا تأتي في ساعة الحوار فجأة، بل تحتاج إلى تدريب وتعويد النفس على تلك الأخلاق حتى يصير طبعا فيها، قال أبو البقاء الفتوحي: ((وليس حد الجدل بالمجادلة: أن لا ينقطع المجادل أبدًا, أو لا يكون منه انقطاع كثير إذا كثرت مجادلته، ولكن المجادل: من كان طريقه في الجدل محمودًا)) ( )، ثم قال: ((وفي الجملة والتفصيل: الأدب معيار العقول ومعاملة الكرام, وسوء الأدب مقطعة للخير))( ).
    ويمكن الاستدلال لذلك بشاهد من القرآن وآخر من السيرة العطرة:
    أ_ فمن القرآن الكريم قوله تعالى مخاطبًا موسى وهارون عليهما السلام: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } [طه آية 43_44].
    فهذه الآية تدل على وجوب اللطف واللين من المحاور المسلم عند محاورة غير المسلمين.
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ((هذه الآية فيها عبرة عظيمة: وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذا أُمِرَ أن لا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين...)) ( ).
    ب_ ومن الشواهد من السيرة على ذلك ما ذكره ابن هشام رحمه الله تعالى في قصة إسلام أسيد بن حضير فقد أمر أسعد بن زرارة مصعبَ بن عمير أن يصدق الله تعالى فيه.
    قال ابن هشام رحمه الله تعالى: خرج أسعد بن زرارة بمصعب بن عمير يريد به دار بن عبد الأشهل ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الأشهل ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر... فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه، فلما سمعا به، قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير: لا أبا لك! انطلق الى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا، ليسفها ضعفاءنا، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما.
    قال فأخذ أسيد بن حضير حربته، ثم أقبل إليهما فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير: هذا سيد قومه، قد جاءك فاصدق الله فيه.
    قال مصعب: إن يجلس أكلمه.
    قال: فوقف عليهما متشتما، فقال: ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟! اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة.
    فقال له مصعب: أوتجلس فتسمع؟ فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره.
    قال: أنصفت، ثم ركز حربته وجلس إليهما، فكلمه مصعب بالإسلام، وقرأ عليه القرآن، فقالا فيما يذكر عنهما: والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتهله، ثم قال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله؟! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟
    قالا: له تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ثم تصلي.
    فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وتشهد شهادة الحق، ثم قام فركع ركعتين... ( ).
    فما هي الطريقة المحمودة في الجدل ؟ إليك بيانها من خلال بيان الضوبط والآداب.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي

    الآداب والضوابط الإسلامية أثناء الحوار:
    سنت الشريعة الإسلامية آدابا لضبط المجادلات والمناقشات التي تدور بين الناس، هذه الآداب عامة لكل من يبغي الحوار، فهي مطلوبة من المسلم مع المسلم، ومن المسلم مع غير المسلم؛ لأن الغاية العظمى من الحوار إما التعلم، أو النصح، أو هداية الغير، ومن أهمها ( ):
    الأدب الأول: البدء بالحوار بحمد الله تعالى والثناء عليه:


    يستحب للمتحاورين قبل الشروع في الجدال حمد الله تعالى والثناء عليه( )؛ لما رواه أبو داوود وغيره عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لا يُبْدَأُ فيه بِالْحَمْدِ أَقْطَعُ)) ( ).
    والمراد بالحمد لله: ذكر الله تعالى( ).
    الأدب الثاني: أن يكون الحوار بينهم قائما على الصدق والبحث عن الحقيقة، بعيدا عن الكذب والسفسطة والأوهام:
    ولقد ساق القرآن ألونا من الحوارات التي دارت بين الرسل وأقوامهم، وبين المصلحين والمفسدين، وعندما نتدبرها نرى الأخيار فيها لا ينطقون إلا بالصدق الذي يدمغ الأكاذيب، وبالحق الذي يزهق الباطل، ومن هنا حد الله تعالى _لرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولأمته_ الضابط الأول في محاورة المسلمين وغير المسلمين بقوله: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت آية 46]، وقال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل آية 125]، ومن حسن المجادلة بالأحسن التحدث بالصدق وتتبع الحقيقة.
    فقوله تعالى: { بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} له عموم يشمل جميع الأساليب الفكرية والقولية، وبهذا يتبن لنا أن المطلوب من المسلم أن يكون في حواره على حالة أرقى وأحسن من الحالة التي يكون عليها من يحاوره أدبا وتهذيبا.
    وقال البغوي رحمه الله تعالى: "{وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وخاصمهم وناظرهم بالخصومة التي هي أحسن، أي أعرض عن أذاهم ولا تقصر في تبليغ الرسالة والدعاء إلى الحق"( ).
    الأدب الثالث: الالتزام بالموضوعية:
    ومن الآداب التي جاءت بها شريعة الإسلام لتنظيم الخلافات والمحاورات بين الناس، حتى تتضح الحقيقة ويتوصل المتحاورون إلى النتائج المرضية: الالتزام بالموضوعية؛ والمراد بها عدم الخروج عن الموضوع الذي هو محور النزاع أو الخلاف، فإن آفة كثير من الناس في هذه الأيام أنهم إذا ناقشوا غيرهم في موضوع معين، تعمدوا الخروج عنه إلى موضوع آخر، وكان جوابهم عن سؤال طرح عليهم إما جوابا لا علاقة له بالموضوع، أو أن يبادر بطرح سؤال ردا على سؤاله، بحيث لا يدري العقلاء في أي شيء هم مختلفون مع غيرهم، وتتوه الحقيقة في خضم هذه الفروع التي لا تكاد تعرف لها أصلا.
    إنك تقرأ القرآن فترى كثيرًا من المجادلات والمحاورات التي دارت بين الرسل عليهم السلام وأقوامهم كان جوابهم منتزعًا من أقوال هؤلاء المخالفين، دون خروج عن موضوع النزاع، ومن الأمثلة على ذلك قول الله تعالى على لسان قوم هود :{ قالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } فيرد عليهم هود بقوله:{ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف الآية 66_68].
    الأدب الرابع: إبراز الدليل الناصع والبرهان الساطع، والجواب الواضح الكافي الشافي:
    فقد أمرت الشريعة الإسلامية عند الحوار مع الآخر بالتزام الطرق المنطقية السليمة عند سؤال الآخر أو الرد عليه، وهذا الأسلوب في الحوار له طرق من أهمها:
    أ_ تقديم الأدلة المثبتة والمرجحة للأمور المدعاة.
    ب_ إثبات صحة النقل للأمور المنقولة المروية عن الآخرين.
    ج_ خلو الدليل الذي يقدمه المحاور من التعارض، بحيث لا ينقض الكلام بعضه بعضا.
    ومن هذه الأمور أخذ العلماء فن أدب البحث والمحاورة، فقالوا ما يسطر بماء الذهب: ((إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل)).

    وهذا الأدب جاءت به الشريعة الإسلامية أيضا لقطع الخلاف خاصة مع الجاحدين، حتى لا يمضي المعاند في جداله وتماديه في الباطل.
    ومن الأمثلة القرآنية على ذلك ما حكاه الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام وبين الملك الكافر الظالم الذي كان يعيش في عصره، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة آية 258].
    والمعنى: ألم تر قصة ذلك الكافر المغرور بملكه وهو نمرود بن كنعان الذي جادل إبراهيم عليه السلام في وحدانية الله تعالى، يريد أن يثبت لنفسه الربوبية،اعتمادًا على دليل كاذب فيه؛ فقدم له إبراهيم عليه السلام دليلاً واضحًا يدعوه فيه إلى الإخلاص في عبادة لله تعالى؛ بأن ربي وربك الله تعالى الذي ينشء الحياة، ويحيي الأنفس ويميتها ولا يوجد أحد سواه يستطيع فعل ذلك.
    فما كان من ذلك المغرور إلا أن قال: أنا أحيي الإنسان وأميته، فأعفو عمن يستحق القتل، وأقتل من أشاء أن أقتله!
    وهنا لم يستمر إبراهيم عليه السلام في محاججته بأن يرد عليه كذبه بأن يقول له: إن ما تدعيه ليس من باب الإحياء والإماتة في شيء ولكنه من باب الظلم والعدوان، بل آثر إبراهيم عليه السلام ترك المجادلة في مسألة الإحياء والإماتة، وجاءه من باب آخر للدلالة على قدرة الله تعالى، لا يقدر المعاند على الجواب أو المكابرة؛ بأن الله تعالى من قدرته أن يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، فحسن الجدال , وانتقل إلى أبين منه بالاستدلال، وقال : إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، وهو انتقال من حق إلى حق أظهر منه , ومن دليل إلى دليل أبين منه وأنور فكانت النتيجة أن غلب وقهر الكافر وانقطع عن حجاجه؛ لأنه فوجئ بما لا يقدر على فعله ولو تأويلا أو كذبا( ).
    وهكذا يجب الاستنان بسنة إبراهيم عليه السلام في الحوار، فكل من كان جهاده باللسان _من مسلم وغير مسلم_ تعين عليه أن يحاوره بالحجج الواضحة المسلمة بها مع التلطف به؛ قال ابن العربي رحمه الله تعالى: ومن لم يقدر على قتاله بقي الجدال في حقه; ولكن بما يحسن من الأدلة, ويجمل من الكلام, بأن يكون منك للخصم تمكين, وفي خطابك له لين, وأن تستعمل من الأدلة أظهرها, وأنورها, وإذا لم يفهم المجادل أعاد عليه الحجة وكررها, كما فعل الخليل مع الكافر... ( ).
    الأدب الخامس: قصد إبراز الحق وإظهاره في الموضوع المختلف فيه:
    فمن أدب الحوار في الشريعة الإسلامية أن يقصد كل طرف من أطراف الخلاف إظهار الحق والصواب الذي هو موضع الاختلاف، حتى ولو كان هذا الإظهار على يد الطرف المخالف ( ).
    ويكفي أن نتذكر لهذا القدوة - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل يفتتح صلاته قائلاً: ((اللهم رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أنت تَحْكُمُ بين عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيه من الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي من تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))( ).
    وورد عن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال: ((ما ناظرت أحدًا إلا قلت: اللهم أجْرِ الحق على قلبه ولسانه، فإن كان الحق معي اتبعني، وإن كان الحق معه اتبعته))( ).
    الأدب السادس: ومن الآداب التي جاءت بها شريعة القرآن لتهذيب المحاورات: التواضع والالتزام بالأسلوب الحسن والكلام الجميل الخالي من كل ما لا يليق، واحترام الرأي الآخر؛ قال الله تعالى مخاطبا رسوله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل آية 125].
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ((قوله: { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب))( ).
    وأنشد الشافعي رحمه الله تعالى( ):
    إذَا مَا كُنْتَ ذَا فَضْلٍ وَعِلْمٍ بما اختلف الأوائلُ والأواخر
    فَنَاظِرْ مَنْ تُنَاظِرُ في سُكُونٍ حليماً لا تلحُ ولا تكابر
    يُفِيدُكَ مَا اسْتَفَادَ بِلا امْتِنانٍ مِنَ النُّكَتِ اللَّطِيفَةِ وَالنَّوَادِر
    وإياكَ اللَّجوحَ ومنُ يرائي بأني قد غلبتُ ومن يفاخر
    فَإنَّ الشرَّ في جَنَبَاتِ هَذَا يمنِّي بالتقاطع والتدابر
    وقال أيضاً:
    إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي ألذُ وأشهى من غويّ أعاشرهُ
    وأجلس وحدي للعبادة آمناً أقرُّ لعيشي من جليسِ أحاذره

    ومما يدل على استحباب التواضع وخاصة من المحاور الأعلى علمًا وشأنًا ما رواه مسلم رحمه الله عن حُمَيْد بن هِلالٍ قال: قال أبو رِفَاعَةَ: انْتَهَيْتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يَخْطُبُ قال: فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ: رَجُلٌ غَرِيبٌ جاء يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدْرِي ما دِينُهُ.
    قال: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حتى انْتَهَى إلي، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا، قال: فَقَعَدَ عليه رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ الله، ثُمَّ أتى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا( ).
    فهذا الحديث يدل على عدة أمور:
    1ـ تواضـع الـنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للمحاور، والمبادرة إلى الجواب؛ وهذا مأخوذ من أمرين :
    الأول : نزول النبي صلى الله عليه وآله وسلم من على المنبر وقطعه الخطبة، إذ لم يبق على ارتفاعه كـــما يفعل الملوك والجبابرة عند قصدهم ومحاورتهم( ).
    والثاني : كون الرجــل غريبـــاً، فقـــد جـــرت العــادة أن التواضع والاحـترام يـؤدى للمــعروف، وأما الغريب فلا يؤبه له كالمعروف، بل يُزدرى به عند أول التحاور .
    2ـ الدنو من المتحاور لما فيه من الود واللطف؛ لقوله: فـأقـبـل عـلـيّ رســول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى انتهى إليّ.
    ويدل على هذا ما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن وابصة الأسدي رضــي الله عنه أنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئاً من البّر والإثم إلا ســألتــه عنــــه وحـولــه عـصابــة مـن المسلمين يستفتونه فجعلت أتخطـاهم .
    فقالوا: إليــــك يـا وابصـَـــة عـن رســولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت : دعـــوني فأدنــو منه فإنه أحـب النــاسِ إلــي أن أدنو منه.
    قال : ((دعـُوا وابصَةَ، ادنُ يا وابصةَ، مرتين أو ثلاثاً)).
    قال: فدنوتُ منه حتى قعدت بين يديه .
    فقال: ((يا وابصةَ، أخبركَ أم تسألُني؟)).
    فقلت: لا، بل أخبرني.
    فقال: ((جئت تسألُ عن البرّ والإثمِ ؟))
    فقلت: نعم.
    فجمع أنامِلَهُ فجعلَ ينكتُ بهّن في صدري ويقول :
    ( يا وابصة استفتِ قلـبــكَ ، اسـتـفــتِ نـفـســكَ _ثــلاث مراتٍـ البر ما اطمأنت إليه النفسُ، والإثـمُ ما حاكَ في النفسِ وترددَ في الصدرِ وإن أفتاك الناسُ وأفتوكَ)) ( ).
    الأدب السابع: إفساح المجال أمام المناقش أوالمعارض لغيره، لكي يعبر عن وجهة نظره، دون مصادرة لقوله أو إساءة إلى شخصه:
    لقد احترم الإسلام وجهة نظر المخالفين أو المتحاورين، وأعطى حرية التفكير، وفي الوقت ذاته مكن المخالف من إبداء رأيه دون أي تضييق، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية صور كثيرة لمحاورات ومجادلات ومعارضات، تجلى فيها إفساح المجال للمخالف للتعبير عن رأيه، وحتى ولو كان مجاهرا بالمعصية لله تعالى، كما حصل لإبليس اللعين، فهنا يحكي لنا القرآن الكريم ما دار بين الخالق عز وجل وبين إبليس من محاورات وأقوال ، فيقول الله تعالى: { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}[الحجر آية32]. أي: أيُّ سبب حملك على مخالفة أمري، وجعلك تمتنع عن السجود لمن أمرتك بالسجود له؟!
    فكان رده أن قال: {قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}[الحجر آية33] أي لايليق بشأني أن أسجد لهذا البشر الذي خلقته من طين، فأنا خير منه.
    وهنا أصدر الخالق عز وجل حكمه العادل على إبليس: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}[الحجر آية35،34].
    ولكن هل تقبل إبليس هذا الحكم بالسكوت والرضا؟ وهل منعه الله تعالى من الكلام بعد أن أصدر عليه عقوبته العادلة؟
    إن المتدبر في القرآن الكريم في آيات متعددة يرى أن إبليس لم يسكت، وأن الله تعالى قد أفسح له المجال لكي يتكلم، وفي ذلك إشارة إلى واسع حلمه تعالى، وإلى أن من شأن المتحاورين أن يفسحوا صدورهم لخصومهم لإبداء وجهة نظرهم، ثم بعد ذلك يكون الرد عليهم.
    استمع إلى القرآن الكريم وهو يحكي ما طلبه إبليس من ربه: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الحجر آية36].
    أي قال إبليس: ما دمت قد أخرجتني من جنتك ومن سمائك، وجعلتني مرجومًا ملعونًا إلى يوم الدين، فأخر موتي إلى يوم أن يبعث آدم وذريته للحساب.
    وأجابه الله تعالى إلى طلبه، ويحكي القرآن ذلك فيقول: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } [الحجر الآيه 37، 38].
    ومرة أخرى نتساءل: هل اكتفى إبليس بكل ما قاله سابقا مما حكاه القرآن عنه؟ وهل قفل الخالق _عز وجل_ باب الكلام في وجهه ومنعه من النطق بأي كلمة بعد ذلك؟
    والجواب أن إبليس لم يسكت، بل ظل في لجاجه ومكابرته، فتوعد آدمَ وذريته بالإضلال والإغواء كما ذكر القرآن ذلك في عدة آيات منها في سورة الحجر: {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر آية 39].
    ومنها في سورة ((النساء)) نجد قوله تعالى : { وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ...}. [النساء آية 119].
    غير أن الله تعالى رد عليه بقوله { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ. إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } [الحجر آية 41،42].
    والنتيجة: إن المتأمل في تلك الآيات التي ذكرت الحوار بين الله تعالى وإبليس يجد فيها الكثير من آداب الحوار، ومن أهمها :
    1_إفساح المجال للخصم لكي يفصح عن وجهة نظره، وإرخاء العنان له لكي يقول ما عنده دون مصادرة لرأيه أو تطاول عليه، ثم بعد ذلك من حق الجانب الآخر أن يرد عليه بالرد الذي يحق الحق ويبطل الباطل.
    2_ إذا كان الأدب في الحوار مطلوبا مع الكافر الجاحد كإبليس وأمثاله، فهو مطلوب بدرجة أكبر مع أصحاب الديانات كاليهود والنصارى وغيرهم، لأنه قد يكون فساد العقيدة عندهم لا من جحودهم وتكبرهم، بل من شبهة علقت بهم، أضلتهم عن طريق الهداية الإيمانية، وبينا وبين اليهود والنصارى قاسم مشترك وهو الإيمان بوجود الله تعالى، غير أنهم أشركوا مع الله تعالى إلهًا آخر.
    ثم أقول ثانية: إذا كان أدب الحوار مطلوبا مع أصحاب الديانات فهو مطلوب بشدة مع أصحاب الدين الواحد، وهم المسلمون، لوجود روابط إيمانية كثيرة تجمعهم في بوتقة واحدة؛ منها توحيد الله تعالى، ومنها الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومنها القبلة والإيمان باليوم الآخر وغير ذلك.
    فيا عجبًا لكثير من المسلمين اليوم، قد قلبوا الأمور؛ ترى أسوأ حواراتهم مع إخوانهم المسلمين!!
    إن مشكلتنا في العالم الإسلامي أخلاقية أكثر ما هي علمية، لأننا لا نملك صدرًا محمديًا يستوعب الآخرين...
    رفضنا رأي المخالف لنا؛ لأننا لا نملك الرحمة المحمدية، مع أن الخلاف في الفروع جائز في الدين...، بل هو مراد للشارع الحنيف... إن التمثل بآداب الحوار أول الطريق لتوحيد كلمة المسلمين.
    الأدب الثامن: استخدام المحاور عند طرح السؤال المحاكمة العقلية مع التلطف بالطرف الآخر( ):
    يستحب للمحاور أثناء حواره أن يستخدم في حــواره المحاكمة العقلية، إذ ينطلق من الــثــوابت والحقائق والقيم الأخلاقية المستقرة في ذهن الآخر ليستخلص بطريق السؤال النتائج الإيجابية، وهذا من أخلاق النبي الكريم سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه إذ إنه ينطلق في حوارته من ثوابت وقيم الطرف الآخر.
    ويدل على هذا ما رواه الإمــــام أحمـــــد رحمه الله عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقـــــال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنا؟!
    فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه( ).
    قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( ادنه)) ( ) فدنا منه قريباً فجلس.
    قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم له: (( أتحبّه لأمك ؟)).
    قال: لا والله يا رسول الله! جعلني الله فداك .
    قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم )) .
    قال: ((أفتحبه لابنتك ؟)) .
    قال: لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك .
    قال: (( ولا الناس يحبونه لبناتهم )) .
    قال: (( أفتحبّه لأختك ؟)) .
    قال: لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك .
    قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم)) .
    قال: ((أفتحبه لعمتك ؟ )) .
    قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك
    قال: (( ولا الناس يحبونه لعماتهم )) .
    قال: (( أفتحبه لخالتك ؟)) .
    قال: لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك .
    قال: (( ولا الناس يحبونه لخالاتهم)).
    قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يده عليه ، وقال: ((اللهمّ اغفر ذنبَهُ وطهر قَلَبَهُ وحصَّن فرجَهُ)) .
    قال : فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء( ).
    ويستفاد من الحديث السابق أيضا أنه يستحب للمحاور عند طرح سؤال أو إعطاء إجابة على سؤال وُجه إليه: أن يختصر السؤال أو الجواب، اختصارًا لا يختل المعنى معه.
    ويدل على هذا أيضًا ما رواه الترمذي وابن ماجه رحمهما الله عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عــنــه أنــه قــال : قــلت يا رسولَ الله! حدثني بأمرٍ أعتصمُ به.
    قال : (( قُل ربيَ اللهُ ثم استقم)) .
    قلت: يا رسول الله ! ما أخوفُ ما تخافُ عليَّ؟
    فأخذ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلسانِ نفسهِ ثم قال: ((هذا))( ).
    دل هذا الحديــــث على أنه يستحسن في جواب المحاور أن يكون مختصراً وواضحــاً، يسهل فهمه وحفظه، و يجمع المعاني الكثيرة في مفردات قليلة.
    فقول الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((قل: ربي الله)) إشارة إلى الاهتمام بالإيمانيات كتوحيد الله ومحبته....
    وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((واستقم)) إشارة إلى أمور كثيرة وأولها: الائتمار بالأوامر الإلهية، وثانيها: اجتناب المعاصي.
    هذا ودل الحــديــــــث علــى أنه يسـتـحـسـن للـمحاور في جوابه: أن يستخدم وسيلة تعليمية إن كانت حاضرة لديه، فقد أمسك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلسانه ثم قال: ((هذا)) فهذا الجواب بالإشارة أبلغ من الجواب بالتصريح، فضلاً عن كونه مختصراً.
    الأدب التاسع: اغتنام المحاور المناسبات والمواقف للوصول إلى الغايات المنشودة:
    ندب الإسلام إلى الحوار المنطلق من أرض الواقع، بعيدًا عن الخيال، بحيث تنبع القناعة عن واقع مشاهد، يستفيد منه المتحاورون النتائج الإيجابية.
    ويدل على هذا مواقف كثيرة للنبي صلى الله عليه سلم، منها:
    أ_ ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مر بالســـوق داخلاً من بعض العالية والناس كنفتيه( ) فمرَّ بجدي ميت أسَكٍ( ) فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال : ((أيكم يُحب أن هذا له بدرهم)).
    قالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟
    قال: (( أَتُحبونَ أنه لكم ؟)).
    قالوا: والله لو كان حياً كان هذا السكك عيباً فيه، لأنه أسك فكيف وهو ميت؟!
    فقال: ((فوالله للدنيا أهونُ على اللهِ من هذا عليكم)) ( ).
    ب_ وروى الــشـيخان البخاري ومسلم رحمهما الله عن عمر بــن الــخـطــاب رضي الله عنه أنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سبيٌ( ) فإذا امرأة من السبي تَحَلبَ ثديها( ) تسعى( ) إذ وجدت صبياً لها في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته.
    فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((أترون( ) هذه طارحة ولدها في النار؟)).
    قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه( ).
    فقال: ((للهُ أرحمُ بعبادِهِ من هذهِ بولدِهَا)) ( ).
    دل هذان الحديثان على أنه يستحسن بالمحاور إذا مر به مع موقــف أو مناسبة أن يشغل ذلك بالأسئلة الواردة حول ذلك المـوقف أو تلك المناسبة، من أجل الوصول إلى الأهداف التعليمية المنشودة، ففي حديث جابر الأول استغل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منظر الجــدي الــميت على تلك الحال في إجراء حوار يوقـظ فـيــهــم الـمعاني الوجدانية من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو الزهد في الدنيا.
    وكــذلك الـحــال فــي حـديـث عمر الثاني فقد شغل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الموقف الذي عليه حال المرأة من رحمتها بولدها وحبها له بالأسئلة مـن أجل تعريـفـهـم برحـمـة اللـه تعالى وسعتها.
    الأدب العاشر: احترام الوقت:
    عُنِيَ القرآن الكريم والسنة المطهرة بالوقت من نواحٍ شتى، وبصور عديدة.
    ولبيان أهميته أقسم الله تعالى به في مطالع سور عديدة من القرآن مثل الليل والنهار، والفجر، والضحى، والعصر، كما في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل آية 1_2] ، {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر 1_2]، وغيرها من الآيات.
    هذا وقد حَثَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على اكتساب الوقت، وجَعْلِهِ في طاعة الله عز وجل، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((اغْتَنِمْ خَمْسَاً قَبْلَ خَمْسٍ: حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ، وَصِحّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَفَراغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَشَبابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ))( ).
    من هنا تجد أن أكثر العبادات في الإسلام قد حدها الشارع الحنيف بمواقيت زمانية ومكانية، ليلفت انتباه المسلم ويحثه على احترام الوقت في سائر شؤونه ومعاملاته، والحوار في بيان الحق ونصرته عبادة من العبادات، لا يخرج عن كونه محددا بالزمان والمكان، فيجب على المحاور أن يحترم وقته ويحترم وقت غيره فلا يخرج عن الوقت المحدد له.
    الأدب الحادي عشر: قبول النتائج التي يتوصل إليها( ):
    وأخيرا من أهم الضوابط في أدب الحوار أن يقبل المتجادلان النتائج التي توصل إليها المتحاورون بالأدلة القاطعة أو المرجحة، وإلا كان حوارهم عبثا لا يرضى به الشارع الحنيف.
    وهذا ما حث عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ودأب عليه السلف الصالح، ويشهد لهذا ما رواه مسلم رحمه الله تعالى عنَ ثَوْبَانَ مولى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال كنت قَائِمًا عِنْدَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ حِبْرٌ من أَحْبَارِ الْيَهُودِ فقال: السَّلامُ عَلَيْكَ يا محمد، فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ منها.
    فقال: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فقلت: ألا تَقُولُ: يا رَسُولَ اللَّهِ!
    فقال الْيَهُودِيُّ: إنما نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الذي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ.
    فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اسمى مُحَمَّدٌ الذي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي.
    فقال الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ؟
    فقال له رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إن حَدَّثْتُكَ؟...( )
    وهنا أراد النبي صلى الله عليه وسلم من اليهودي صراحة قبول النتائج التي يتوصل إليها حتى يثمر اللقاء، ولما ظن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القبول بالنتائج المتوصل إليها دخل معه الحوار، هذا يرشدنا إلى أن للحوار مع غير المسلم شروطا، إليك بيانها في العنوان الآتي.

    شروط الحوار مع غير المسلم( ):
    إذا كان المحاوَر غير مسلم فيلزم في حقه الالتزام بجميع آداب الحوار السابقة، والعمل بخلاف تلك الآداب من التنفير المنهي عنه شرعا، فديننا انتشر بأخلاقه، ولم ينتشر بسيفه، بل كان السيف وسيلة لنشر الأخلاق وتبليغ دين الله تعالى، من هنا قرر الشرع أن الشرط الأهم في حوار غير المسلم عدم الظلم، لقول الله تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت آية 46]، والمعنى أن الذين ظلموا منهم لا يجادلون بل ينتقل معهم إلى القتال، أو أن الذين ظلموا منهم يجادلون مع الإغلاظ عليهم، كما فعل ثوبان مع اليهودي في حديث مسلم السابق؛ لأنه لمس من اليهودي التعنت، وقلة الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمخاطبته باسمه، فدفعه دفعة كاد يصرع بها، وهذا مرده إلى المصلحة، فمن تعين اللطف في حقه حرم التعدي عليه بأي وجه، ومن كان ديدنه التعنت والتكبر على الحقائق جاز استخدام أساليب أخرى لرده عن ضلاله، ولا إكراه في الدين.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي

    المنطلقات المكروهة في الحوار صور مشرقة لحوار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع غير المسلم


    هناك منطلقات للحوار ذمها الشرع الحنيف بوجه عام، لكن تزيد كراهتها عندما يركزها الإنسان في نفسه لأجل جعلها منطلقا لكل محاوراته، فإذا تربى المرء على تلك المنطلقات انمحت عنه الصفة العلمية وحرم من الوصول إلى الحقائق، وقبل البدء بذكر أهم تلك المنطلقات أنبه على أن مخالفة الآداب السابقة للحوار ومعارضتها هو من الخالفات الشرعية، ومن المنطلقات المكروهة:

    المنطلق الأول: الجهل بالموضوع المحاور فيه، أو الحوار في الباطل:
    لقد عد العلماء الحوار في الباطل أو الحوار في الدين مع الجهل في الموضوع المحاوَر فيه من الكبائر؛ لما فيه من المفاسد العظيمة، وخاصة إذا كان هناك ثمة فائدة للآخرين يريد أخذها بالباطل؛ لقول الله تعالى: {ولاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[الإسراء آية 36]( ).
    وقال الله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة آية 188]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((هذا في الرجل يكون عليه مال، وليس عليه فيه بينة، فيجحد المال، فيخاصمهم إلى الحكام، وهو يعرف أن الحق عليه، وهو يعلم أنه آثم آكل حراما))( ).
    قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: ((الكبيرة الثلاثون والحادية والثانية والثالثة والرابعة والثلاثون بعد الأربعمائة: الخصومة بباطل أو بغير علم كوكلاء القاضي، أو لطلب حق لكن مع إظهار لدد، وكذب لإيذاء الخصم، والتسلط عليه والخصومة لمحض العناد، بقصد قهر الخصم وكسره والمراء والجدال المذموم، قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة آية204]( ).
    وروى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن عَائِشَةَ رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللَّهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ)) ( ).
    وروى البخاري رحمه الله تعالى في بَاب إِثْمِ من خَاصَمَ في بَاطِلٍ وهو يَعْلَمُهُ، عن عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النبي صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سمع خُصُومَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فقال: ((إنما أنا بَشَرٌ وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ من بَعْضٍ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ فَأَقْضِيَ له بِذَلِكَ فَمَنْ قَضَيْتُ له بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ من النَّارِ فَلْيَأْخُذْهَا أو فَلْيَتْرُكْهَا))( ).


    المنطلق الثاني: كراهة الفحش والبذاءة أثناء الرد على الطرف الآخر:
    منع الإسلام البذاءة في الكلام مع الطرف المحاور، لما فيها من زرع الشقاق واتساع الهوة بين المتحاورين، وإنما جاء الإسلام للم الشمل وتوحيد الكلمة وإيصال الناس إلى الحق والهدى، ومع الكلام السيئ تتأذى النفوس، وربما حملت العداوة على الطرف الآخر، ويدل على هذا ما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها قالت: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أُنَاسٌ من الْيَهُودِ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْقَاسِمِ.
    قال: وَعَلَيْكُمْ.
    قالت عَائِشَةُ: قلت: بَلْ عَلَيْكُمْ السَّامُ وَالذَّامُ.
    فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا عَائِشَةُ لا تَكُونِي فَاحِشَةً.
    فقالت: ما سَمِعْتَ ما قالوا؟!
    فقال: أو ليس قد رَدَدْتُ عليهم الذي قالوا؟!
    قلت: وَعَلَيْكُمْ( ).
    هذا الحديث يدل على علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أسيء إليه، ومقابلة تلك الإساءة بالحلم، بل سمى رسول الله صلى عليه وسلم رد الإساءة بإساءة أكبر منها بالفاحشة، ولم يرتض الرد على الإساءة من أصله، ولعل رد عائشة رضي الله تعالى عنها بذلك الرد قطع عليهم باقي الحوار، (أو أن الراوي اقتصر على ما ذكر عن السيدة عائشة رضي الله عنها) ؛ لأن اليهود دخلوا بيت رسول الله صلى الله عيه وسلم كما يفهم من روايات أخرى، وفي العادة فإن مجيء مثل هؤلاء إنما يكون للحوار والمناقشة.
    ولا يقتصر الفحش على القول بل يشمل الفعل وربما الإشارة، فكل ذلك مما لا يليق بحال المسلم.
    المنطلق الثالث: التقليد الأعمى، أو التعصب لرأيه أو رأي الآخر:
    ومن المنطلقات المكروهة في الحوار التقليد الأعمى بالتمسك بمنطلقات الغير دون دليل أو برهان، حرصا على المنافع الخاصة، والانقياد للهوى وللأنانية ..
    فأنت تجد كثيرًا من آيات القرآن الكريم تنعى على الغافلين والجاهلين والضالين في تقليدهم سواهم من الآباء أوالرؤساء( ).
    ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا}.[البقرة آية 170].
    فعندما حاور الأنبياء بعض أقوامهم حيث أمروهم باتباع ما أنزل الله تعالى، قالوا لهم بسفاهة وعناد: بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا من عبادة الأصنام، فيرد عليهم القرآن الكريم بأسلوبه الساخر من التقليد الأعمى: { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ}.
    وشبيه بهذه الآية قوله تعالى :{ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ (أي على دين وطريقة) وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} [الزخرف آية23].
    ومن الآيات التي قررت هذه الحقيقة قوله تعالى: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}. [الأنعام آية33].
    روى الطبري رحمه الله تعالى عن السدي أنه قال: ((لما كان يوم بدر قال الأخنس بن شريق لبني زهرة يا بني زهرة إن محمدا بن أختكم فأنتم أحق من كف عنه فإنه إن كان نبيا لم تقاتلونه اليوم وإن كان كاذبا كنتم أحق من كف عن بن أخته قفوا ها هنا حتى ألقى أبا الحكم فإن غلب محمد صلى الله عليه وسلم رجعتم سالمين وإن غلب محمد فإن قومكم لا يصنعون بكم شيئا فيؤمئذ سمي الأخنس وكان اسمه أبي، فالتقى الأخنس وأبو جهل، فخلا الأخنس بأبي جهل فقال: يا أبا الحكم! أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس ها هنا من قريش أحد غيري وغيرك يسمع كلامنا، فقال أبو جهل: ويحك والله إن محمدا لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ فذلك قوله {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }. [الأنعام آية33].فآيات الله محمد صلى الله عليه وسلم))( ).
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    460
    آخر نشاط
    25-09-2020
    على الساعة
    12:22 AM

    افتراضي

    تقرير قيم جدا اختى الفاضلة


    والمهم فى محاورة غير المسلمين هو استحضار النية القلبية السليمة التى توصلنا الى هدايتهم

    قال صلى الله عليه وسلم
    لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم




    جزاكِ الله كل الخير


    وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقى الدهر ما كتبت يداه.... فلا تكتب بكفك غير شىء … يسرك يوم القيامه ان تراه




  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

ضوابط واحكام عقدية في حوار غير المسلمين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فوائد عقدية ذات أهمية
    بواسطة أنامل تائبة في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-05-2012, 06:58 PM
  2. فوائد عقدية ذات أهمية
    بواسطة ابوغسان في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-02-2012, 06:01 PM
  3. حوار رائع مع إمام المسلمين في الدنمارك
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-10-2011, 09:39 PM
  4. أخطاء عقدية - عربي
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-12-2009, 02:00 AM
  5. تفرقه واحكام عجيبه !!!!! غريبه!!!!!!!!!
    بواسطة أسد الجهاد في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-05-2008, 04:28 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ضوابط واحكام عقدية في حوار غير المسلمين

ضوابط واحكام عقدية في حوار غير المسلمين