استيعاب الزوج* (1) منقـــــول

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | كاهن يعلنها بصدق من داخل الكنيسة : الإسلام أكثر منطقية من المسيحيّة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | إجابة عن سؤال : من نسب لله الصّاحبة و الولد ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Moses PBUH in the river » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | قـُــرّة العُــيون : حلقة 01 » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

استيعاب الزوج* (1) منقـــــول

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: استيعاب الزوج* (1) منقـــــول

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,561
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    03:09 PM

    افتراضي استيعاب الزوج* (1) منقـــــول

    استيعاب الزوج* (1)
    كثيرًا ما تتساءل المرأة، وكذلك الرجل، عن كيفية احتواء شريك الحياة الزوجية الذي يشرد بعيدًا حينًا، وحينًا ينفر مغضبًا، وقبل أن أتناول هذه المهارة أحب أن أقدم بين يدي هذا الموضوع بقصة توضحها، وتحكي أن زوجًا عاد من عمله في موعده المعتاد، ففتحت له الزوجة، فألقى عليها السلام، ردت عليه بفتور وإهمال وذهبت هي إلى المطبخ لتُحضر له طعام الغداء.

    جلس الزوج ينتظر الغداء، وبعد ما يقارب الساعة أو أقل قليلاً خرجت الزوجة تحمل له صينية عليها غداؤه، ثم وضعتها أمامه وانصرفت.
    بدأ الزوج يتناول الطعام في صمت، ولكنه فوجئ أن اللحم لم ينضج جيدًا، والأرز بلا ملح، والطعام بارد، حتى الصينية بدت غير نظيفة كما هو معتاد.
    تناول الزوج طعامه وتذكر مشكلة الأمس، حينما دفعه إرهاق العمل إلى أن ينهي حوارًا بدأته زوجته بطريقة شعر أنها ضايقتها، لكنه ظن الأمر تافهًا وسيُنسى مع تباشير الصباح، وخرج إلى عمله دون أن يلقي بالاً أو يفكر في جبْر خاطرها.
    لكنه تذكر أيضًا أنه يعاملها أفضل معاملة، فلماذا لا تحتمل منه شيئًا بسيطًا كهذا.
    حقًّا ما أصدق الحكمة: اتَّقِ شر من أحسنتَ إليه، أهذا جزاء حسن معاملتي؟
    هكذا قال لنفسه.
    وبعد أن فرغ من طعامه اتجه نحو المطبخ وهو يتذكر أيضًا أن هذه الحكمة التي يرددها الناس مَبتورة ناقصة، وأن أصلها وتمامها: اتقِّ شرَّ مَن أحسنت إليه بزيادة الإحسان إليه. وليس كما يظن البعض بقطع الإحسان إليه.
    وصل إليها وهي تصب الشاي دون أن تلتفت إليه، فرفع يده وأمسك بجانبي رأسها، وطبع قبلة حانية على رأسها، وقال: لقد تصرفتِ اليوم كعروس جديدة، فأحببت أن أعاملك معاملة العروس الجديدة.
    عندئذ انفجرت الزوجة في البكاء، ناظرة إلى زوجها الحنون في إكبار وإجلال قائلة: بل أنت سامحني يا حبيبي، لا أدري كيف أعماني الغضب عن حقك عليّ؟
    هذه القصة الصغيرة توضح بشكل كبير ما قصدته بمعنى الاستيعاب، وأرى أن ما فيها من المعاني والقيم والمفاهيم الأصيلة النبيلة، وسهولة التسرب إلى مسارب القلوب وتشربها، وإمكانية الإبداع على منوالها ما يَسهُل على الكثيرين والكثيرات من الأزواج والزوجات الصالحات إن شاء الله.
    إن استيعاب الزوج أو الزوجة يعني قدرة أحدهما على اجتذاب الآخر وربحه على اختلاف أوضاعه وحالاتهومزاجه وثقافته.. إلخ. كما يعني أن يتفهم الزوجان أن لكل منهما حالات وأحوال وطموحات وآمال ومشكلات تختلف من وقت إلى آخر، فضلاً عن ضرورة مراعاة كل منهما لنمط تفكير الآخر، وما اعتاده من اختلاف في طرائق العيش وأساليب التصرف، وكذلك الاختلاف في القدرات الحسية والنفسية.
    إن الزوج الناجح هو القادرعلى استيعاب شريكه حتى في أوقات اختلافه معه وتجاوزه غير المبرر، وهذا الأمر له أصول في سيرة خير الأزواج نبينا r، وأحسب أن الكثيرين منا يذكرون بكثير من الإعجاب والتعجب استيعاب النبي r لزوجاته رضي الله عنهن، ومن ذلك ما روته أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا يَعْنِي أَتَتْ بِطَعَامٍ فِي صَحْفَةٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r وَأَصْحَابِهِ فَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَّزِرَةً بِكِسَاءٍ وَمَعَهَا فِهْرٌ فَفَلَقَتْ بِهِ الصَّحْفَةَ ،فَجَمَعَ النَّبِيُّ r بَيْنَ فِلْقَتَيْ الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: "كُلُوا غَارَتْ أُمُّكُمْ" مَرَّتَيْنِ ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ r صَحْفَةَ عَائِشَةَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَأَعْطَى صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ عَائِشَةَ.[رواه البخاري وأصحاب السنن، وهذه رواية النسائي].
    ولنا أن نتخيل زوجًا يجلس مع ضيوفه ثم تأتي زوجته فتكسر طبق الطعام الذي أمامهم مُتعمدةً! كيف يمكن أن يتصرف الزوج مع هذه الزوجة مهما كان أخلاقه حسنة كريمة؟ ولكن النبي rقدوتنا وأسوتنا الحسنة يعلمنا في هذا الموقف الحرج كيف يستوعب الرجل العاقل زوجته في أصعب المواقف!
    كما أن الزوجة الناجحة تستطيع كذلك أن تستوعب زوجها في أحلك الظروف، وأشد الأزمات، وكلنا يذكر السيدة خديجة رضي الله عنها واحتواءها للنبي r، وهو الشاب الذي تكبره بخمسة عشر عامًا، ويتركها بالأيام وأسابيع ليتعبد في الغار منفردًا، وحين يأتيها خائفًا متحيرًا يوم نزل عليه الوحي قائلاً: "لقد خشيت على نفسي"، فإذا هي تستوعبه وتحتويه وتقول كلماتها المطمئنة المهدئة: "كلا والله ما يخزيك الله أبدًا..." الحديث متفق عليه، ثم لا تكتفي بذلك حتى تنطلق به إلى ابن عمها، فيبشره بالنبوة كما هو معلوم ومشهور.
    كانت دائمًا قادرة على استيعاب واحتواء زوجها كلما رجع إليها حزينًا متألمًا آسفًا من تكذيب قومه له، وإيذائهم له بقبيح الأفعال والأقوال، فتخفف عنه ما يلقاه منهم، وتهون عليه، فصارت أسوة وقدوة للزوجات المؤمنات.
    * الزوج: تطلق على الرجل والمرأة، والمقصود هنا كل منهما تجاه الآخر.



    يتبـــــــــــــــــــــــع

    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,561
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    03:09 PM

    افتراضي

    استيعاب الزوج* (2)
    اليوم نتحدث عن سر جديد من أسرار استيعاب الزوجة لزوجها، بعد أن تحدثنا في المقال السابق عن تلك المهارة التي تعني قدرة أحد الزوجين، أو كليهما، على اجتذاب الآخر وربحه على اختلاف أوضاعه وحالاته ومزاجه وثقافته.. إلخ، كما تعني التفهم أن لكل منهما حالات وأحوالا ومشكلات تختلف من وقت إلى آخر، وأن الزوج الناجح هو القادر على استيعاب شريكه حتى في أوقات اختلافه معه وتجاوزه غير المبرر.. وبيّنا أن لهذا الأمر أصولاً وصورًا في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم، وحياة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
    واليوم يتواصل حديثنا لنتناول سرًا جديدًا يعين المرأة على استيعاب زوجها، واحتوائه حتى عندما تخرج الأمور عن آفاق السيطرة.

    وفي هذه المرة سنجد أن المطلوب- على الرغم من بساطته- يتجاوز المهارات أو القدرات المشهورة التي تحرص كل أم وكل فتاة أن تتقنها؛ لتكون قرة عين زوجها، وملكة بيته المتوجة دلالاً وتقديرًا وعرفانًا لها بالامتنان، إذا.. يتجاوز الأمر المهارة في إعداد الطعام؟ أو البراعة في الأناقة والجمال، أو حتى إنجاب الأولاد وغير ذلك من مهارات مكتسبة أو موهوبة.
    تقول زوجة سعيدة بعد عمر جميل في حياتها الزوجية وقد اجتمع حولها عدد من النساء يلتمسن منها النصح والتوجيه: "الحـصول على الـسعادة الزوجـية، بعد توفيق الله سبحانه، بيد المرأة؛ فالمرأة تستطيع أن تجعل من بيتها جنّة وارفة الظـلال، أو جهنّم مستعرة النيران!
    لا تقولي: إن قلة المال سر تعاستكما؛ فكثير من النساء الغنيات تعيسات وهرب منهن أزواجهن! ولا الأولاد؛ فهناك من النساء من أنجبن 10 صبيان؛ ولكن زوجها يهينها ولا يحبها؛ بل ربما يفرُّ منها أو يطلقها.
    ولا المهارة في الطبخ، فهناك كثيرات الواحدة منهن تطبخ طوال النهار، ومع ذلك تشكو سوء معاملة زوجها، وقلة احتفاله بما تقدمه أو تبدعه!

    فلما سئلت هذه الزوجة الخبيرة بفن معاملة الزوج واحتوائه، وإصلاح البيوت الزوجية: إذن ما هو السر؟! ماذا كنت تعملين عند حدوث مشكلات أو شجارات مع زوجك؟
    فقالت: عندما يغضب ويثور زوجي– وقد كان عصبيًا– كنت ألجأ إلى الصمت المطبق بكل احترام، وإياك والصمت المصاحب لنظرة
    سخرية ولو بالعين؛ لأن الزوج ذكي ويفهمها!
    فسئلت مرة ثانية: لِمَ لا تخرجين من الغرفة حينها؟
    فقالت: إياك؛ فقد يظن أنك تهربين منه، ولا تريدين سـماعه، عليك بالصـمت وموافقته على ما يقول؛ حتى يهدأ، ثم بعد ذلك أقول له: هل انتهيت؟ثم أخرج؛ لأنه سيتعب وبحاجة للراحة بعد الكلام والصراخ، وأخرج من الغرفة أكمل أعمالي المنزلية وشؤون أولادي، ويظل بمفرده وقد أنهكته الحرب التي شنّها عليّ.
    فقلن لها: وماذا تفعلين؛ هل تلجئين إلى أسلوب المقاطعة فلا تكلميه لمدة أيام أو أسبوع؟
    فقالت بابتسامة خفيفة: لا، وإياكِ وتلك العادة السيئة؛ إنها سلاح ذو حدين، فعندما تقاطعين زوجك أسبوعًا قد يكون ذلك صعبًا عليه في البداية، ويحاولأن يكلمك، ولكن مع الأيام سيتعود على ذلك، فإن قاطعتِه أنتِ أسبوعًا قاطعك هو أسبوعين. وإنما عليك أن تعوّديه على أنك الأوكسجين الذي يستنشقه، والماء الذي يشربه، والوردة التي يتنسم عطرها.. وباختصار: كوني كالـهواء الرقيق، وإياك أن تكوني الريح الشديدة.
    انبهرت النساء حولها بهذا الحديث الشيق، وتألقت أعينهن بنظرات جمعت بين الحيرة والإعجاب والانبهار. وسألن:وماذا تفعلين بعد ذلك؟
    قالت الزوجة السعيدة الموفقة في ثقة: بعد ساعتين أو أكثر أضع له كوبًا من العصـير، أو فنجانًا من الشاي وأقول له: تفضل اشرب؛ لأنه فـعلاً محـتاج إليه، وأكلّمه بشكل عادي.
    فسألتها النساء في لهفة: وكيف يتصرَّف معكِ حينها؟ فقالت: عندئذ يصرّ على سؤالي: هل أنت غاضبة؟فأقول: لا.
    فيبدأ بالاعتذار عن كلامه القاسي، ويُسمعني الكلام الجميل".
    وعندما وصلت الزوجة السعيدة إلى هذه النقطة من حديثها، تراجعت بعض النساء بظهورهن قليلاً في مقاعدهن إلى الخلف وقُلنَ في استخفاف:وهل تصدقين اعتذاره وكلامه الجميل؟
    بدت الزوجة أكثر ثقة وهي تكمل كلامها: طبعا؛ لأني أثق بنفسي ولست غبية!!هل تُرِدْنَ مني تصديق كلامه وهو غاضب، وتكذيبه وهو هادئ؟!ألا تَرينَ أن الإسلام لا يُقرُّ طلاق الغاضب.. وهو طلاق!! فكيف ما حصل معي أنا؟
    فقيل لها: وكرامتك؟؟!!
    قالت: أي كرامة؟!!إن كرامتك ألا تصدقي أي كلمة جارحة من إنسـان غاضب،وأن تصدقي كلامه عندما يكون هادئًا.
    ولذلك أسامحه فورًا؛ لأني قد نسيت كل الشتائم، وأدركت أهميةسماع الكلام المفيد.
    عندئذ قالت إحدى الجالسات وقد أدركت مغزى الكلام: إذن سر السعادة الزوجية عقل المرأة، ومربط تلك السعادة لسانها.
    فلله درُّ هذه الزوجة السعيدة الواعية الفطنة، حيث عَلِمت وعلَّمت أخواتها المؤمنات كيف تسد الواحدة منهن على الشيطان منافذه، وكيف تضفي أجواء مريحة عند التحدث أو المناقشة، أو حتى عند الاختلاف وإن نسي الزوج نفسه في بعض الأوقات، فلا ترد بالمثل؛ لأن هذا يؤجج المشكلات، ويزيد الخلاف اشتعالاً، والزوجة الأصيلة الواعية هي خير النساء في مثل هذه المواقف، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير نسائكم في الجنة، كل ودود ولود إذا غضبت أو أسيء إليها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمضٍ حتى ترضى))[رواه الطبراني في الأوسط، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره].
    يتبـــــــــــع

    *الزوج: تطلق على الرجل والمرأة.
    التعديل الأخير تم بواسطة نضال 3 ; 23-04-2013 الساعة 09:16 PM
    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,561
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    03:09 PM

    افتراضي

    استيعاب الزوج* (3)
    اليوم نستكمل ما بدأناه حول رفع كفاءة الزوجين باتجاه استيعاب واحتواء كليهما للآخر
    ذلك أن الزوج المسلم، أو الزوجة المسلمة الواعيان بتعاليم دينهما يدركان أن قيامهما بحقوق الزوجية، ورعاية كل طرف منهما لشريكه، وحسن قوامة الرجل لزوجته، وحسن تبعل المرأة لزوجها خلق إسلامي أصيل لكل منهما تجاه الآخر، وسجية من سجايا المؤمنين والمؤمنات الصالحين والصالحات على مدى العصور.

    إننا قد نسمع عن علاقات زوجية ناجحة متميّزة طويلة المدى، يؤكـّد فيها الأزواج أنّحياتهم التي يحيونها معًا هي أجمل بمراحل من شهر العسل الذي عاشوه في بدايةحياتهم الزوجية، والسبب المحوريّ في ذلك أنّ كلاً من الرجل والمرأة استطاع أن يَتَفَّهَم الآخر،ويستوعب نفسيّته، ويتعايش معه؛ لهذا وجدوا حياتهم في تجدّد متواصل، وانتعاشمستمر.
    ولا يعني هذا عدم وجود مشكلات بينهما؛ لأن المشكلات حتميّة في أيّة علاقة بين طرفين، ولكن هذه المشكلات نفسها قد تكون مصدر نفور ورفض وهروب، أو فرصة لتعميق علاقة حميمة بينهما.
    وتعالوا كي نرى نماذج لزوجات وأزواج استطاعوا أن يحولوا كثيرًا من المواقف العادية، أو حتى التي تقترب من العدائية، إلى فرصة لتعميق الحب، وإنعاش المودة، وكبت الشيطان، وسنرى فيها أن أيسر الكلمات والأمور يمكن أن تكون هي المحرك والوقود لهذا الاستيعاب المحمود، والاحتواء المنشود:
    1- عن عبد الملك بن عمير أن عثمان بن عفان رضي الله عنهلما تزوَّج نائلة بنت الفرافصة حُملت إليه من الشام، فلما أُدخلت عليه قال لها: لا تكرهين ما رأيتِ من شيبي، فقالت: إني من نسوة أحب أزواجهن إليهن الكَهلُ السيِّد، قال: إني قد جاوزت التكهيل، فأنا شيخ، قالت: أبليتَ عمرك في الإسلام ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فانظري أيتها الأخت الكريمة إلى حسن الرد، وجميل الإجابة من هذه الزوجة الصالحة التقية التي عُرف عنها أنها كانت من أحب زوجاته إليه، وأقربهن إليه يوم استشهاده.
    2- وهذا زوج يسأل زوجته: لِمَ لا تكتحلين لي؟! فلما شعرت بما يدور في نفسه من أنها لا تبالي بأمره، أو أنها تحس عدم استحقاقه لأن تتكلَّف عناء التزيُّن له، أجابته بأحسن إجابة قائلةً: خشيت أن يُشغَل جزءٌ من أجزاء عيوني عن متعة النظر إليك.
    وبهذا استوعبته ومحت ما في نفسه من أدني شعور بأنها مقصرة في هذا الأمر بجميل إجابتها.
    - وهذا زوج سأل زوجته: كيف أنت في غيابي؟ فقالت:

    خيالُك في عيني وذكراك في فمي.....ومثواك في قلبي فأين تغيبُ؟
    لقد استوعبته تمامًا، وأعطته ما يأمُل من شعور بالأهمية والاهتمام والتلهف إليه، بما يجعله يهنأ نفسًا، ويطيب خاطرًا بزوجة تعرف قدره، وتعشق قربه.

    4- وروي أن رجلاً صالحًا صوّامًا قوّامًا من رجال القرن الثاني الهجري، ولكن كان فيه شيء من غلظة، فأراد أن يتزوج امرأة، فقال لها: إني سيِّئ الخلق، فإن كان بك عليَّ صَبْر وإلاَّ فلستُ أَغُرُّك مني، فقالت له: أسوأ منك خلقًا مَن يُحوجك إلى أن تكون سيئ الخلق. فأدرك الرجل الصالح أنه أمام امرأة راشدة ناضجة ذكية، فقال من فوره: إذن أنت امرأتي.

    5- ولعل القصتين اللتين سبق ذِكْرُهما في الجزأين السابقين لهذه السلسلة: استيعاب الزوج (1)، (2)، فيهما كثير من هذه المعاني الجميلة والمفيدة، لمن أراد المزيد في الدلالة على ما قصدناه.

    إنني على ثقة بأن الكثير من الأزواج والزوجات غير السعداء حريصون أشد الحرص على بناء الحياة السعيدة التي يَسعَد فيها كلٌّ منهما بشريكه، ولكن قد يمنع ويحول دون ذلك بعض الظروف الطارئة، أو حتى التي تبدو دائمة، ولكني أؤكد لهذين الزوجين أنهما حتى يكونا أقدر على بناء هذه الحياة التي يتمنيانها يجب أن يحوِّلا هذا الحِرص إلى خطوات عملية، وكلمات مسموعة ينعكس أثرها في العيون وملامح الوجوه.. وعدم إبقائه دفينًا أو مهجورًا أو مكبوتًا في قلوبنا ونفوسنا..إننا جميعًا- وليس الزوجة فقط- نحتاج إلى الحب.. نعم الحب.. ذلك أن من أسمى أنواع المشاعر الشعور بتبادل الحب والمحبة والمودة، وأنك محبوب ومرغوب، بصدق، ومما يُؤْسَف له أن الكثير من الأزواج لا يحافظون على هذا الشعور، ولا يسعون إلى تنميته، لذا فإن الحبّ يستمرّ في حياتهم فترة قصيرة ثم ينتهي سريعًا، لأنهم كانوا أنانيين- بقدر ما- من ناحية، وغير قادرين على تبني هذا الحب ورعايته واستثماره، ولكنهم يَعزون مسوّغات ذلك إلى أنّ كلا الطرفين لا يفهم الآخر، وغير قادر على استيعابه. وهذه الحقيقة تحتاج إلى توضيح.
    نسأل الله الحفظ والرعاية من كل مكروه وسوء لنا وللأسرتنا
    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

استيعاب الزوج* (1) منقـــــول

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. &^ الزوج الملتزم ..... من هو؟؟؟ ^&
    بواسطة نضال 3 في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-03-2023, 10:27 AM
  2. الزوج العصبى
    بواسطة gardanyah في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-03-2012, 10:57 PM
  3. النفقة واجبة على الزوج
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2010, 02:00 AM
  4. رئيس جامعة هارفارد النساء أقل استيعاب للرياضيات
    بواسطة قيدار في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-01-2008, 06:47 PM
  5. نصائح الى الزوج
    بواسطة ronya في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 19-08-2007, 03:34 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

استيعاب الزوج* (1) منقـــــول

استيعاب الزوج* (1)  منقـــــول