هل يجوز التزوج من اليهودية والنصرانية أم لا ؟! ( البقرة 221).

قالوا : إن هناك تناقضًا في القرآن بشان الزواج من اليهودية والنصرانية ؛ فالمعروف أن القرآن يذكر أن اليهود والنصارى مشركين ؛ ونهى عن الزواج نسائهن ، وذلك في الآية التي تقول :  وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ (221)  ( البقرة ).

ثم جاءت آية لتناقض ما سبق وتحل الزواج من اليهود والنصارى ، الآية تقول :  الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)  (المائدة).

فهل يجوز التزوج من اليهودية والنصرانية أم لا ؟ !


الرد على الشبهة


أولاً : لاشك أن اليهود والنصارى مشرك وكافر بالله  ، وذلك من عدة آيات من القرآن الكريم.... وأما الحديث عن تناقض بشان الزواج من اليهودية والنصرانية لا يوجد إلا في عقول المعترضين فقط ؛ فكل ما هنالك أن الله  حرم الزواج من المشركات واستثني منهم أهل الكتاب اليهود والنصارى ؛ فجعل لهما أحاكمًا خاصةً هي : أن نأكل من طعامهم ، ونتزوج من نسائهم ؛ شريطة أن تكون المرأة عفيفة ليست زانية وليس لها عشاق .......

وذلك من قوله  :  الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)  (المائدة).

وأما من قال إن آية المائدة نسخت آية البقرة هو قول بعيد عن الصواب...فقد تزوج بعض الصحابة والتابعين من يهوديات ونصرانيات وهم أدرى الناس بدين الله .راجع تفسير القرطبي.

يدعم ما سبق ما جاء في التفسير الميسر : ومن تمام نعمة الله عليكم اليوم -أيها المؤمنون- أن أَحَلَّ لكم الحلال الطيب، وذبائحُ اليهود والنصارى -إن ذكَّوها حَسَبَ شرعهم- حلال لكم وذبائحكم حلال لهم. وأَحَلَّ لكم -أيها المؤمنون- نكاح المحصنات، وهُنَّ الحرائر من النساء المؤمنات، العفيفات عن الزنى، وكذلك نكاحَ الحرائر العفيفات من اليهود والنصارى إذا أعطيتموهُنَّ مهورهن، وكنتم أعِفَّاء غير مرتكبين للزنى، ولا متخذي عشيقات، وأمِنتم من التأثر بدينهن. ومن يجحد شرائع الإيمان فقد بطل عمله، وهو يوم القيامة من الخاسرين.أهـ

وعلى هذا يزول الإشكال الذي في عقول المعترضين الواهمين -بفضل الله -


ثانيًا : إن قيل : لماذا لم يتزوج المشرك من المؤمنة مثلما يتزوج المؤمن من المشركة؟!

قلتُ : إن الأولى للمسلم أن يتزوج من المؤمنة لا المشركة وإن كانت المشركة أكثر جاذبية له ، وذلك حفاظًا على دينه ؛ وأما ما يمنع زواج المشرك من مسلمة هو أن القوامة تكون للرجل ، فقد يمنعها من أداء حق الله  عليها ، كما أن الله  قال :  وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)  (النساء). أي : أن الله  لن يسمح بأي طريق لغلبة الكافر على المؤمن...


ثالثًا : ليس الإسلام وحده هو الذي منع التزويج من المخالفين وأحله من البعض .... بل في كتاب المعترضين – الكتاب المقدس- الكاهن لا يتزوج من أرمله أو مطلقه أو زانية فقد تؤثر على دينه وإيمانه وعمله .... وأيضًا لا يجوز التزوج من مطلقة فمن تزوج من مطلقه يكون زنا ... جاء ذلك في الآتي :

1- سفر الآوين إصحاح 21 عدد 10 والكاهن الأعظم بين أخوته الذي صبّ على رأسه دهن المسحة وملئت يده ليلبس الثياب لا يكشف رأسه ولا يشق ثيابه.11 ولا يأتي إلى نفس ميتة ولا يتنجس لأبيه أو أمه.12 ولا يخرج من المقدس لئلا يدنس مقدس إلهه. لان إكليل دهن مسحة إلهه عليه. أنا الرب.13 هذا يأخذ امرأة عذراء.14 أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه امرأة. 15 ولا يدنس زرعه بين شعبه لأني أنا الرب مقدسه.

2- إنجيل متى إصحاح 5 عدد 32 وأما أنا فأقول لكم إن من طلّق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني. لا تعليق !

كتبه / أكرم حسن مرسي
الساعة الحادية عشر ونصف ظهرا يوم الاثنين شهر 4