الحمد لله معزّ الإسلام بنصره، ومذلّ الشرك بقهره، ومصرّف الأمور بأمره، ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبةَ للمتّقين بفضله، والصّلاة والسّلام على الضّحوك القتّال إمام المجاهدين، منْ أعلى اللهُ منار الإسلام بسيفه محمد صلى الله عليه و سلم اما بعد:

.
.
كلنا قرأنا قصة يسوع وإبليس عليه لعنة الله والتي دارت لمدة 40 يوم وليلة .
.
ولكن أهل الصليب اتباع اليهود يقولون أن يسوع هو الله .
.
إذن نعيد سرد المقدمة بقول : كلنا قرأنا قصة الله (يسوع) وإبليس عليه لعنة الله والتي دارت لمدة 40 يوم وليلة .
.
السؤال الآن : هل هذا هو اللقاء الوحيد الذي دار بين الله (يسوع) وإبليس وجها لوجه ؟ .
.
يا أخوتي الكرام ما هي معلوماتكم في هذا الصدد ؟ هل هذه كانت اول وأخر مواجهة بينهم ؟
.
الواضح أن الجميع متفق على أن اللقاء الذي جمع يسوع وإبليس لمدة أربعين يوم وليلة للتجربة هو اللقاء الوحيد بينهم .
.
أعتذر للجميع ……… لا ، هذا كلام خطأ
.
ما ساكشفه الآن هو اكبر دليل يثبت أن يسوع ليس هو الله كما يؤمن أهل الصليب أتباع اليهود .
.
لنسير مع بعضنا البعض خطوة بخطوة متحدثين بلسان المسيحية لا بلسان الإسلام الطاهر من هذه الخزعبلات والتخاريف والقول على الله بالباطل .
.
أهل الصليب أتباع اليهود يؤمنوا بان يسوع هو الله وأن اللاهوت والناسوت لم يفترقوا عن بعضهم البعض من الأزل ، والكل يؤمن بأن الله تجسد في العهد القديم عدة مرات وخاطب آدم وحواء ويعقوب وموسى …. إلخ ولكنهم ماتوا اجمعين وليس لدينا منهم دليل واحد يؤكد أن الله المتجسد امامهم هو نفسه يسوع المتجسد بالعهد الجديد .
.
لذلك يجب أن نبحث عن شخصية مشتركة بين العهد القديم والعهد الجديد تجسد أمامه الله وخاطبه لنعرف إن كانت الله المتجسد في العهد القديم هو نفسه الله المتجسد في العهد الجديد ام لا .
.
لذلك ليس هناك إلا مخلوق واحد شاهد على العهدين وهو (إبليس) لعنة الله عليه (أعوذ بالله من إبليس وجنوده) .
.
لكن قبل أن ندخل في صُلب الموضوع احب أن أنوه عن نقطة واحدة وهي : من قال أن الله ليس له ناسوت فهي هرطقة ، ومن قال أن لله ناسوت آخر غير ناسوت يسوع فهي هرطقة ، ومن قال أن الله له أقنوم رابع فهي هرطقة .
.
فالمعلوم بالإيمان الصليبي أن الله هو الأب مشيئة والابن خالق المشيئة والروح القدس اللامحدود .
.
فالأب هو اللاهوت
والابن هو الناسوت المتمثل في يسوع
والروح القدس اللامحدود
.
إذن ليس هناك ناسوت أخر يمكن أن يتجسد له الله غير ناسوت يسوع الذي رفعه الله في السماء بعد القيامة لأن اللاهوت لا يمكن أن ينفصل عن الناسوت طرفة عين وإلا لقلنا أن الله ليس يسوع فقط بل هناك اسم ثاني له منسوب للناسوت الأخر وهذا مستحيل ويعتبر هرطقة.
.
برجاء التركيز فيما ساطرحه :
.
سفر أيوب 1: 6
وجاءَ الملائِكةُ يومًا للمُثولِ أمامَ الرّبِّ، وجاءَ الشَّيطانُ أيضًا بَينَهُم. ….. . 12وخرَج الشَّيطانُ مِنْ أمامِ وجهِ الرّبِّ.
.
قال قال القس أنطونيوس فكري :
.
يشرح هنا الكاتب الملهم بالروح القدس منظرًا سماويًا وأحاديث دارت بين الله والشيطان في وجود الملائكة ، ولكن هذا المنظر التصويري أن الملائكة تجتمع في حضرة الله يتلقون أوامرهم منه ثم يأتون ليقدموا تقريرًا عما فعلوه ، ويأتي الشيطان المشتكي وسطهم ليشتكي على البشر .
.
إعترض البعض كيف يكون للشيطان القدرة أن يصل إلى حيث العظمة الإلهية ومقر الملائكة الأطهار؟ والرد أن الله ليس محصورًا في مكان ، فالله موجود في كل مكان ومثول الملائكة والشيطان أمام الله هو تنازل العزة الإلهية وتجليها أمام خليقته سواء البارة أو الأثيمة لكي يكشف مقاصده …..انتهى كلام القمص
.
فيقول أحدكم : عاوز توصل لإيه ؟
.
أقول لكم أنا عاوز اوصل لإيه :
.
لننظر إلى هذه الواقعة واللقاء الذي دار بين إبليس ويسوع الذي هو الله في الإيمان المسيحي .
.
متى 4: 1
ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس …… (إلى قوله) ثم تركه ابليس و اذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه (4: 11)
.
فلو نظرنا إلى ما جاء بسفر أيوب وما جاء بإنجيل متى مع الوضع في الأعتبار أن المسيحي يؤمن بأن الله هو يسوع أو يسوع هو الله نجد الآتي :-
.
الله الذي هو يسوع تجسد امام الملائكة والشيطان كما جاء في سفر أيوب ، وهذا يعني أن الشيطان يعرف تماماً من هو الله (يسوع) ويعرف هيئته وشكله وملامحه وصوته … صح ياسادة؟ ، فكيف عجز الشيطان في معرفة الله (يسوع) كما جاء بإنجيل متى عندما جربه إبليس أربعون يوماً وليلة ؟
.
وقد يخرج علينا أحد الأغبياء ويقول أن الله كان متخفي عن إبليس أو أن الله لم يتجسد بجسد يسوع بل تجسد بجسد آخر ، أو يقول أن ناسوت المسيح لم يُخلق بعد …. لذلك نرد على غبائه ونقول : الابن ليس مخلوق كما هو في الإيمان المسيحي وكذا تقول العقيدة المسيحية أن اللاهوت لم ينفصل عن الناسوت طرفة عين منذ الآزل وبعد الصلب رُفع الناسوت إلى السماء ، وتؤمن المسيحية كذلك أن الله (حاشا لله) له لاهوت وله ناسوت والناسوت هو الذي صُلب والكل كان من الآزل والكل واحد في الجوهر ، ولو كان الله (حاشا لله) تجسد في ناسوت آخر إذن الله لم يعلن عن نفسه بالكامل وبذلك الإيمان المسيحي باطل .
.
نصل في النهاية أن الله تقابل مع إبليس كما جاء بالعهد القديم بسفر أيوب وجهاً لوجه ومن المؤكد أنها ليست المرة الأول والأخيرة لهذا اللقاء بل تعددت اللقاءات بينهم ، والشخص الذي تقابل معه إبليس في العهد الجديد لمدة أربعين يوماً ليس هو الله الذي يعرفه إبليس وتقابل معه من قبل ، فنحن لا نتحدث عن اثنين اصدقاء بل بين خالق ومخلوق ، فهل يُعقل أن ينسى مخلوق شكل خالقه ، وقد عقب القس أنطونيوس فكري بقوله : ومثول الملائكة والشيطان أمام الله هو تنازل العزة الإلهية وتجليها أمام خليقته سواء البارة أو الأثيمة لكي يكشف مقاصده
.
إذن : إبليس لعنة الله عليه هو الذي اثبت أن الله ليس هو يسوع
.