هل أقر القرآن زواج الأطفال؟! (الطلاق4 ).

قالوا : إن في القرآن آية تدعو الى زواج الصغيرات ... ثم اشارو خفيتة الى زواج النبيr من عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -....

دليلهم على قولهم جاء في الاتي :

1- قوله  :  وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)  (الطلاق).

قالوا : لا حظ يا مسلم : وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ أي : طلفة.


2- أقول بعض المفسرين للاية منها :

1- تفسير الجلالين : "وَاَللَّائِي" بِهَمْزَةٍ وَيَاء وَبِلَا يَاء فِي الْمَوْضِعَيْنِ "يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيض" بِمَعْنَى الْحَيْض "مِنْ نِسَائِكُمْ إنْ ارْتَبْتُمْ" شَكَكْتُمْ فِي عِدَّتهنَّ "فَعِدَّتهنَّ ثَلَاثَة أَشْهُر وَاَللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ" لِصِغَرِهِنَّ فَعِدَّتهنَّ ثَلَاثَة أَشْهُر وَالْمَسْأَلَتَانِ فِي غَيْر الْمُتَوَفَّى عَنْهُنَّ أَزْوَاجهنَّ أَمَّا هُنَّ فَعِدَّتهنَّ مَا فِي آيَة "يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَة أَشْهُر وَعَشْرًا" "وَأُولَات الْأَحْمَال أَجَلهنَّ" انْقِضَاء عِدَّتهنَّ مُطَلَّقَات أَوْ مُتَوَفَّى عَنْهُنَّ أَزْوَاجهنَّ "أَنْ يَضَعْنَ حَمْلهنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّه يَجْعَل لَهُ مِنْ أَمْره يُسْرًا" فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. أهـ

2-التفسير الميسر : والنساء المطلقات اللاتي انقطع عنهنَّ دم الحيض؛ لكبر سنهنَّ، إن شككتم فلم تدروا ما الحكم فيهنَّ ؟ فعدَّتهنَّ ثلاثة أشهر، والصغيرات اللاتي لم يحضن، فعدتهن ثلاثة أشهر كذلك. وذوات الحَمْل من النساء عدتهن أن يضعن حَمْلهن. ومن يَخَفِ الله، فينفذ أحكامه، يجعل له من أمره يسرًا في الدنيا والآخرة. أهـ

3- تفسير ابن كثير: يقول تعالى مبينًا لعدة الآيسة -وهي التي قد انقطع عنها الحيض لكبرها-: أنها ثلاثة أشهر، عوضًا عن الثلاثة قروء في حق من تحيض، كما دلت على ذلك آية "البقرة" وكذا الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض أن عدتهن كعدة الآيسة ثلاثة أشهر؛ ولهذا قال: { وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ }. أهـ

3- تفسير الالوسي: { واللاتي لَمْ يَحِضْنَ } مبتدأ خبره محذوف أي واللائي لم يحضن كذلك أو عدتهن ثلاثة أشهر ، والجملة معطوفة على ما قبلها ، وجوز عطف هذا الموصول على الموصول السابق وجعل الخبر لهما من غير تقدير ، والمراد باللائي لم يحضن الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض . أهـ

الرد على الشبهة


أولاً : سبق بفضل الله ومدده أن قمت بنسف شبهة زواج النبي من عائشة نسفا في الجزء والأول من الكتاب ، واتيت بحديث فيه أن الجارية إذا بلغت التسع سنين في امرأة وليست طفله ....

الحديث في سنن الترمذي برقم 1027 قَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - : " إِذَا بَلَغَتْ الْجَارِيَةُ تِسْعَ سِنِينَ فَهِيَ امْرَأَةٌ " . صححه الألبانيُّ في الإرواء برقم 185 .


ثانيًا : إن الآية التي معنا لا تخدم المعترضين بحال من الأحول لعدة أوجه هي :

أولاً : أن محمدًا لم يأت بالآية ،وإنما نزلت عليه من ربه وما وهو إلا مبلغ عن ربه ، قال  :  وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)  (النحل).

ثانيًا : لا يوجد في الآية انه يجوز وطأ الطفلة أبدًا...

ثالثًا : إن الآية التي معنا لا تتحدث عن أطفال كما فهم المعترضون بفهمهم المريض ، وإنما تتحدث عن نساء صغيرات لوجهين:

الوجه الأول : أن الآية نفسها تقول:  وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ
نلاحظ كلمة نسائكم التي من كملة نساء ، ومفرد كلمة نساء امرأة ؛إذن الآية لا تتحدث طفلة ولكن عن امرأة ....

الوجه الثاني : أن المفسرين لم يقولوا طفلة أبدًا، وإنما قالوا الصغيرات ، وهناك فرق كبير بينهما...
وعليه : فأن ما سبق يدلل على أن الآية تتحدث عن امرأة صغيرة قد يكون عمرها 20 سنه هذه امرأة صغيرة ،بلغت هذا السن ولم تحض إما لأسباب مرضية أو جغرافية......
فما سبق دليل على كذب وتدليس المعترضين ؛لأنهم قالوا طفله ،وهناك فرق كبير بين امرأة صغيرة وطفلة...


ثالثًا : إن القرآن الكريم أعظم من يفسر على وجه واحد ، ولذلك فإن للآية الكريمة عدة تفاسير سبق معنا بيان بعضها ولا مانع من ذكرها مرة أخرى ؛ الآية تقول:  وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)  (الطلاق).

التفسير الأول : مفرد كلمة نساء امرأة و الطفلة ليست من النساء ؛إذًا الآية لا تتحدث طفلة ولكن عن امرأة ، فقد تكون هناك أمراة تجاوزت الثلاثين سنة ولم تحض لأسباب مرضية أو جغرافية......

ويبقى السؤال: هناك نساء بلغن العشرين سنه أو الثلاثين ولم يحضن؟ هل هن أطفال؟!


التفسير الثاني : وهو ما ذكره كثير من المفسرين على أن المقصود صغيره لا طفلة؛ قد يحمل على العقد دون الوطء للصغيرة ، ويكون الوطء بعد البلوغ...


أو يحمل على امرأة صغيرة قد يكون عمرها 20 سنه هذه امرأة صغيرة ، بلغت هذا السن ولم تحض إما لأسباب مرضية أو جغرافية......




فان قيل : هل هذا الكاتب (أكرم ) يفسر من نفسه .

قلتُ : لم أفسر من نفسي هناك عدة تفاسير تقول بذلك أكتفي بتفسير البغوي فهو يقول: { وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ } يعني الصغار اللائي لم يحضن فعدتهن أيضا ثلاثة أشهر. أما الشابة التي كانت تحيض فارتفع حيضها قبل بلوغها سن الآيسات: فذهب أكثر أهل العلم إلى أن عدتها لا تنقضي حتى يعاودها الدم فتعتد بثلاثة أقراء أو تبلغ سن الآيسات فتعتد بثلاثة أشهر.


رابعًا : إن وطأ الأطفال ليس في القران الكريم ،ولا في السنة المطهرة ؛وإنما هو في كتابهم المقدس فهو ينسب لنبيِّ اللهِ موسى - عليه السلام- أنه أمر أتباعه أن يقتلوا كل ذكرٍ من الأطفالِ ، و كل امرأةٍ عرفت رجلاً وضاجعته....إلا الأطفال من النساءِ ... وذلك بعد أن أخذوا السبيَّ ؛ جاء ذلك في سفرِ العدد إصحاح 31عدد 17 فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ.

قلتُ : إن هناك أسئلة تفرض نفسها بعد قراءةِ هذا النص: 18:31 لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ ! هي :

1- لماذا أبقى موسى - عليه السلام - لهم جميع الأطفال من النساءِ اللواتي لم يعرفن مُضَاجَعَةَ ذَكَر حَيَّاتٍ لهم بعد سبيهن.... ؟!

2- ماذا يفعل جيشٌ من الرجال بأطفال من البنات اللواتي وقعن في السبي.... ؟! لا تعليق!

كتبه : أكرم حسن مرسي