هل تحولت عصا موسى إلى حية أم ثعبان ؟! (طه 20 ).

قولوا : إن القرآن ناقض نفسه حول قصة نبي الله موسى مع فرفون حينما ألقى عصاه فتارة يقول : إنها : حية ، وتارة يقول ثعبان مبين ؟ وهناك فرق بين الثعبان والحية...

تعلقوا على ذلك بما جاء في الآتي :

1- قولهr :  فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (طه 20).
2- قوله r: فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (الشعراء 32).


الرد على الشبهة

أولاً : إن الحديث عن التناقض لا يوجد إلا في عقول المعترضين فقط ..... فمن خلال استعراضنا للآيات برمتها والجمع بينهم يتضح لنا أن اللهr أردا أن يدرب موسى على الثعبان فهو اقل من الحية حتى لا يصاب بفزع أمام فرعون حينما يلقى عصاه وتخرج حية كبيرة ...

وبالتالي : أول ما كلم اللهr موسى  قال له إلى بعصاك ، فكانت النتيجة حية كبيرة أكبر من الثعبان ، فخاف موسى ، فقال الله rخذ العصا ولا خف سترسل إلى فرعون الجبار ... وبهذا درب الله r موسى  وقوى قلبه فحينما يلقي بالعصا وتتحول إلى حية أو ثعبان لا يفزع أمام فرعون ....

وهذا واضح من الآيات التالية : لما خاطب الله r موسى  قائلاً :

 إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)  (طه).

ثم ذهب موسى إلى فرعون وناظره فتهمه فرعون بالجنون ، وهدده بالسجن ، فطلب موسى أن يريه معجزة فوافق فرعون ، فلما ألقى العصا تحولت أمام فرعون إلى ثعبان مبين أرتعب فرعون ولم يهتز موسى  لأنه شاهد من قبل ما هو أكبر من الثعبان ، شاهد الحية لما أراد اللهr أن يدربه... ومن المعلمون أن مدرب الأسود لا يخاف أبدا من القطط ، لأنه تدرب على من هي أكبر منها – الأسود-....

بيان ما سبق جاء في قوله r حاكيا عن مناظرة موسى وفرعون :

 قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)  (الشعراء).

وعليه : يزول التناقض من عقول المعترضين الذين كذبوا بما لا يحيطوا بعلمه ولم يبحثوا عن تأويله......


ثانيًا : إن الحديث عن الحية في الكتاب المقدس لهو أمر غريب مخالف لكل مقاييس العلم ، فأثبت الكتاب المقدس الذي يؤمن به المعترضون أن الحية كانت لها أرجل ، وبعد العقاب زحفت على بطنها ، كذلك عاقبها بان تأكل من تراب الأرض ... العلماء يقولون لا توجد حية تأكل التراب ، بل الفئران ....

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو : أليس هذا خطا علمي في الكتاب المقدس؟

جاء ذلك في سفر التكوين إصحاح 3 عدد 12-14 " فقال آدم المرأة التي جعلتَها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلتُ. فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذي فعلتِ. فقالت المرأة الحيَّة غرَّتنى فأكلتُ. فقال الرب الإله للحَيَّة لأنكِ فعلتِ هذا ملعونة أنتِ من جميع البهائم ومن جميع وحوش البريَّة. على بطنك تَسْعَيْن وتراباً تأكلين كل أيام حياتكِ".

فإن قيل : إن الحية التي تأكل تراب ووقع عليها العقاب حية واحدة وهي التي أغوت آدم وحواء ..

قلتُ : لا يوجد دليل على ذلك ، بل هناك دليل يؤكد أن الكتاب المقدس وضح أن أكل الحية هو التراب ، وهو ما جاء في سفر إشعياء إصحاح 65 عدد 25 " أما الحيَّة فالتراب طعامها.

كتبه / أكرم حسن