ألوهية المسيح
تعلمنا من الأديان السماوية وهى اليهودية والإسلام بأن الله لم يره أحد قط وأن موسى أراد رؤية الله فصعق وإنهد الجبل وبأن الله ليس كمثله شىء وبذلك إن جاء إنسان وإدعى بأنه رآى الله فهو كاذب
كما تعلمنا بأن صفات الألوهية هى التكبر والعظمة وأنه تخشاه أقوى مخلوقاته وبأنه قادر على كل شىء فجميع الأمور يعلمها الله ومايدور فى الكون هو ماقدره الله كل شىء بموعده الذى حدده الله
وكان الوثنيين بالدولة الرومانية وقت المسيح يعبدون الأوثان ولا يعرفون بأنه هناك خالق مدبر لهذا الكون
فليس من المستغرب أن يكون فكرهم بتأليه إنسان وبأن يجعلون به شقين إلاهى وإنسانى وبالطبع هذا يرفضه اليهود ومن هم على دين سماوى لأنهم يعلمون بأن الله ليس كمثله شىء ولايجسم ولايعيش وسط الناس
وأرسل الله المسيح لبنى إسرائيل ولم يرسله الله الى الرومان الحكام الوثنيين الموجودين فى وقت المسيح و لم يؤمن بنى إسرائيل بالمسيح بالرغم من أنه رسول اليهم من الله وعمل امامهم العجزات ولكنهم رفضوه ومن غير المعقول أن يؤلهوه

وبالرغم من ذلك لم يدعوا المسيح الرومان ورفعه الله ثم قام بولس بدعوة الرومان الى مسيحية ميسرة ألغى فيها الناموس ليسهلها لهم فترك الرومان أوثانهم وعبدوا المسيح للأنهم لايؤمنون الا بإلاه يرونه
ومن الواضح بأن فكر الوثنيين نابع من تفكيرهم وحسب ما تعودوا عليه وبأن بولس قد جملهم بتنظيم أمورهم بصورة مماثلة لليهودية حيث كان له خبرة بها لكن بولس كان لايريد أن يفعلوا مثل اليهودية لأن اليهود هم قوم مكلفين بالناموس وبالختان وبلإمتناع عن المحرمات مثل أكل لحم الخنزير وشرب الخمر ولعب الميسر فأراد بولس أن لايكلفهم بأعباء
ويثقل عليهم وهم أممين حتى يسهل عليهم وهم أممين خطائين وليسوا يهودا مكلفين بالدين ونتج عن هذا

تبرئة للمسيح

قال تعالى:
)وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (المائدة:116)
)لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:17) هذا هو كلام الله الذى خلق المسيح وأرسله لبنى إسرائيل سأل المسيح عن هذا القول ألوهية المسيح وهو قول فيه حساب عسير من الله لمن قاله لأنه لا مفر من الله يعلم ما بالأنفس ويحاسب المجدفين والمتطاولين
إن كان العقاب عن الذى يجدف على الروح القدس لايغفر له فما بال الذى يجدف على الله بإدعاء ألوهية غيره
. 10وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ.
أى كل من جدف على المسيح يغفر له ولكن من يجدف على الروح القدس فلا يغفر له

الله فى الأصل طرد إبليس وكان طاووس الملائكة بسبب أنه خالف أمر الله نتيجة لأنه إستكبر أن يسجد لآدم
)وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (الاسراء:61) وطرد الله آدم من الجنة بعده بسبب مخالفته لأمر الله وتاب آدم واستغفر الله والله الغفور قبل منه توبته وغفر له
)فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:37)
وهؤلاء الناس الذين يؤلهون المسيح عقابهم إنهم خالفوا تعاليم الله وتعاليم المسيح وجدفوا على الله الذى خلق المسيح
)إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً) (النساء:133) )مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة:75) )وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة:30) )يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) (النساء:171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) (النساء:172) )لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:17) هناك إفتراء بالقول بأن المسيح إبن الله مجازى
والله صمد لم يلد ولم يولد والتشبيه بالعبد كما شبه الله جميع أنبيائه أفضل فى الدين من الإبن الذى يقصر فى تنفيذ التعاليم ودعونا نقيم أعمال الرسل وهم عبيد الله وهل من إدعوا بأنه إبن لله يمتاز عنهم ؟
لقد قام إبراهيم وموسى ومحمد بتنفيذ تعاليم الله وقاموا بأعمال جليلة لاينكرها الا جاهل
أما المسيح فلم ينجح فى رسالته فلم يؤمن به بنى إسرائيل الذى أرسله الله لهم وعم آمنوا بموسى وبإبراهيم

رسالة المسيح تبدوا كأنها لم تنجح مع اليهود
والمسيح حتى من آمن به لم يعملوا بتعاليمه وعملوا بتعاليم الناس وهذا معناه عدم تمكين رسالته
ما قام به من معجزات كانت محاولة للأقناع ولايعتبر هذا مقياسا لنجاحة لأنهم لم يؤمنوا به !
لقد قالوا عنها بأنها سحر وبمساعدة بعلزابول رئيس الشياطين !

تأليه المسيح:
ثم هل إهانتهم للمصلوب والبصق فى وجهه وشتمته والتهزأ به بأن يضربوه على قفاه ويسألونه من ضربك
هل هذا عند الأممين مبررا لتأليهه بالرغم من أنه لم يحقق أى نجاح فى رسالته بمجهوده إنما هم
نجح بولس بأن يقنعهم بأن يؤلهوا المسيح ويعبدوه حسب مقاييسهم للأمور ولكن بالرغم من كل ذلك

المسيح نجح فى رسالته وحقق اهدافها
بينما فى الحقيقة بأن المسيح هو رسول كريم أدى مهمته كما أراد الله له على خير وجه لقد كانت مهمته هى إدانة اليهود بالمعصية لله حتى يصبحون بدلا من شعب الله المختار يصبحون شعب الله المرفوض من الله وبدلا من إنتظار الجنة أصبح يهددهم عذاب النار من الله لعدم إيمانهم بالمسيح ويدانوا بأنهم قتلوا من تشبه لهم بالمسيح فأصبحوا قتله الأنبياء
وكانت هذه مهمته وقام بها خير قيام

الأمميين وضعوا فى الإمتحان لأول مرة:
أما بالنسبة للأممين فكل ماحدث من بولس هو نجاحه فى أعماله بسبب تكبره وحبه للرياسة فمارس قيامه تجميع وثنيين تحت فكر موحد جديد ووضع لهم عهدا جديدا ولم يقصد أن يكون هناك دينا جديدا لهم وهذا ما قاله بأنهم أممين يقصد التسهيل عليهم لأنهم من الأمم الخاطئة وهم ليسوا أهل دين كاليهود لأن اليهود كانوا يحتقرون الأمم ومنهم المسيح الذى رفضهم وقال بأنهم كلاب فقام بولس بإلغاء الناموس وإلغاء الختان وتصريحة بالمحرمات الخمر والخنزير وتغييره للدين ليوافق الأمم ويتقبله الكهنة الرومان فيعبدون المسيح بدلا من الأوثان ذلك بأنهم لن يتفهمون معنى إلاه لا يدركونه غير مرئى فلابد أن يقول لهم عن إلاه مرئى ليقتنعوا وقد نجح فى ذلك

اليهود لم يؤمنوا بالمسيح لأنهم يشكون فى أمره ونجح بولس بأن يجعل غيرهم يعبدونه!!!!
34قَالُوا لَهُ: «فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!» فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً.
41أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ».
48فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟»

المسيح لم يرسله الله الا لبنى إسرائيل:
ولم يأمر تلاميذه بدعوة الأمم
15 : 24 فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
10 :5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا.
10 : 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.

لايجوز لرسول أن يدعوا أى أمة أخرى لم يأذن الله له بها
أما بولس فليس برسول لأن الله قد منع النبوات فى بنى إسرائيل بعد المسيح
21: 43 لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ
وما قام به بولس فقد تصور بأن المسيح قد صلبوه وقتل وأخطأ ببنائه كل نظرياته على أساس قتل المسيح وأنه قام بعد قتله فقدس الصليب والف التناول وشرب دم المسيح طقوس الغرض منها
مناسبة الدين للأممين الذى لم يأمر الله المسيح بدعوتهم وفى تصرف بولس تطاول على المسيح

الله يرسل أخيرا رسوله للأمم:
من سفر التكوين:
10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.
وأرسل الله رسوله للعالم بعد المسيح واصبح كل الناس من الأممين مدعوين ومكلفين ومن لايؤمن به مصيره النار
)وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (سـبأ:28) )مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء:15) لأن الأمم مدانة بخطايا كثيرة بأنهم لم يدعون من الله الى المسيحية ولا لتأليه المسيح ثم عندما دعاهم الرسول لم يؤمنوا وإرتكبوا خطية عدم الإيمان بالرسول
وإن فكرنا قليلا نجد بأن اليهود لم يؤمنوا بالرسل التى جاءت بعد رسولهم موسى ومعتمدين على موسى لإى إنقاذهم
بينما الأممين الذين أرسل الله إليهم رسوله ولم يؤمنوا به لايجدوا من يعتمدون عليه غيره لينقذهم لأن الرسول هو فقط رسولهم : )قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً )(لأعراف: من الآية158)
والمسيح ليس رسولهم لم يرسله الله إليهم لأنه لم يعرفهم قط وهم إرتكبوا فى حقه خطية الإثم بعبادته باطلا