بسم الله الرحمن الرحيم
معجزات الرسول محمد ابن عبد الله (اللهم صلى وسلم عليه) التى لايمكن انكارها الى يوم القيامة-3-----------------------------------------------------------------------------------------------
خلق الله الكون بما فيه،من سماوات وأراضين،وخلق محمدا خير خلق الله أجمعين.
وأيد الله رسوله بالمعجزات،كما أيد الرسل السابقين.
وكما أنكر بعض الاقوام معجزات المرسلين،كذلك أنكر بعض المحدثين بعض معجزات الرسول الأمين.وكانت معجزة الاسراء والمعراج هى أكثر المعجزات اثارة للانكار.
واذا مررنا بسيرة المصطفى،عليك الصلاة والسلام يا سيدى وحبيبى يا رسول الله نجد مبدئيا ما يلى:
تنقسم المعجزات التى أجراها الله سبحانه على يد النبى(ص) الى نوعين من حيث النتائج:
أولاهما:معجزات مادية،والمقصود منها هو خرق قوانين الطبيعة التى خلقها الله وأجراها على كل مخلوقاته،ولا يمكن تطبيقها على ذاته سبحانه ،فهو خالقها،كما خلقنا نحن جميعا مكونات الكون.
وقد رأها الصحابة رضوان الله عليهم،وازدادوا بها يقينا،وانتقلت الينا أخبارها،فأمنا بها تصديقا لما أخبرونا به عن رسول الله(ص).وكذب بها غير المؤمنين الذين عاصروا زمن البعثة،تكبرا وكفرا،كما تكبر وكفر ابليس من قبل وهو يتلقى الأمر مباشرة من رب العالمين،بالسجود لأبى البشرية أدم(ص).
وكما كذب بها الكافرون فى عصر البعثة،كذلك كذب بها أحفادهم،وأتباع ابليس فى العصور التالية للبعثة،الى يومنا هذا.
ثانيهما:معجزات أجراها الله سبحانه على يد النبى(ص)،ولكن لا يمكن تكذيبها،أو انكارها الى يوم القيامة،الا من مكذب يبصر الشمس،ويستشعرها،فيقول لا أرى شمسا تتحدثون عنها،وهذا لا أمل فى مجادلته،الا من الله ذاته،ان أراد له هداية.
وقبل أن نتعرض لتلك المعجزات التى لا يمكن انكارها الى يوم القيامة،نستعرض بعضا من تاريخه(ص):
هو محمد(ص) ابن عبدالله ابن عبد المطلب، وهو ابن الذبيحين،اسماعيل(ص) ابن ابراهيم(ص)، وعبد الله بن عبد المطلب رضى الله عنه.
وقبل أن تلده أمه أمنة بنت وهب رضى الله عنها،رأت فى منامها نورا يخرج منها.
وولد فى عام الفيل،الذى نجى فيه الله سبحانه بيته العتيق من دمار ابرهة الأشرم السحيق.
ولما أوكل به جده عبد المطلب،الى حليمة السعدية رضى الله عنها لترضع حفيده اليتيم،الذى هربت من ارضاعه المرضعات الأخريات لكونه يتيما،زاد خير الله وبركاته فى بيتها،حتى اعترفت لزوجها بأن الخير والبركة قد أتوا الى بيتهم مع قدوم ذلك اليتيم اليه،وكان اذا لعب مع أقرانه،وكادت تتعرى عورته سمع من يقول له:عورتك يامحمد فيسارع لسترها قبل أن تتعرى.
ولما عاد الى بيت جده،وانخرط فى رعى الأغنام،فاذا أراد رفاقه لهوا فاسدا،أو أرادوا أن يذهبوا لعبادة الأصنام،أوكل الله عليه النعاس ليحفظه منهم،وهو خير الحافظين.
وعندما نعس فى ذات مرة،أرسل الله سبحانه اليه ملائكة،ليشقوا صدره،ويخرجوا قلبه،ويستخرجوا نكتة سوداء منه،ويغسلوه بماء زمزم ليطهروه،ويقولون له ذلك نصيب الشيطان من قلبك يامحمد.
ولما كان فى رحلة تجارة الى الشام،وكان صبيا،بصحبة عمه أبى طالب،ومروا بدير للنصارى بطريقهم،فاذا برئيس الدير يدعوهم للطعام،لما رأى سحابة تتتبع سيرهم فتظلهم حيثما ذهبوا،فجاؤا اليه جميعا الا محمدا،تركوه عند رحالهم،قال لهم الكاهن متأكدا:هل بقى منكم أحد؟، قالوا:نعم،قال:فأتونى به،فقرأ فى وجهه ماوجده عندهم فى كتبهم من علامات النبوة،فأخبر عمه بذلك،وقال له ألّا يخبر أحدا بأمره،وأن يحرص عليه من اليهود،لأنهم سيقتلونه لو علموا به.
ولقبه قومه بالصادق الأمين،لما رأوه عليه من حسن الخلق،والصدق،والأمانة،فكانوا يأتمنونه على صكوكهم وأماناتهم،من دون الناس اجمعين.
لم يسجد لصنم فى حياته،ولم يك كاذبا،ولا ساخطا،ولا لعانا،ولا بذيئا،ولا خائنا،وكان بارا بأهله،وان قاطعوه،معطيا لغيره،وان حرموه،رادا لحقوقهم،وان سلبوه.
ولما سمعت بأمره السيدة خديجة،جاءت به وأسلمته تجارتها التى ما انفك يديرها،الا وازدهرت،وطلبته للزواج،فصدق من سماك الصادق الأمين(ص).
وكان أحب الناس الى قلب جده عبد المطلب،والى قلوب أعمامه بما فيهم عمه أبى لهب،الذى مافتىء يسمع برسالته،الا وتحول الى أبغض الناس اليه،منكرا لتنزل فضل الله على يتيم مثله من دون العلية من القوم
وكان يختلى بغار حراء تعبدا،حيث لم يجد فى عبادة غير الله سبيلا،فلم يعرفه به من قبل أحد من العالمين،ولم يك قارئا لكتاب،ولم يك من الكاتبين.
فأنزل الله عليه الوحى،جبريل الأمين،فى غاره الكمين،فكان من القارئين،ذلك تعليم العزيز العليم.
------------------------
وأنزل الله القرأن الكريم كاملا فى ليلة القدر الى السماء الدنيا،ثم أنزله منجما على محمد(ص)،أى أنه أنزله مفرقا حسب الأحداث التى تلم برسوله الكريم،(كذلك لنثبت به فؤادك)،صدق الله العظيم،موجها حديثه لرسوله،الصادق الأمين(ص).
وأخبره فى كتابه المبين بخلق الكون،وأخبار الأولين،والأخرين،والأنبياء السابقين،ويوم القيامة،ويوم الدين،والحساب المتين،وأهل الجنة الفائزين،وأهل النار الخاسرين.
وأخبره وحذره من ابليس اللعين،وأعوانه من الجنة والناس الظالمين.
وأخبره بقصص الأنبياء والصالحين،والجبابرة والكافرين،والصادقين والمنافقين،ما جاء منها،وما لم يجىء،بكتب الأولين.
فأعلمه ببداية خلق الكون،وخلق الملائكة من النور،وخلق الجن من النار.
وأعلمه باسكانه سبحانه الجنة للأرض،من قبل الانس،وافسادهم فيها،من قبل أن يفسق ابليس عن أمر ربه.
وأعلمه بخلق أدم من الطين،وتحدى ابليس لأمر الله،بعدم طاعته بالسجود لأدم،وخروج ابليس من رحمة الله الى يوم الدين،ووسوسة ابليس لأدم وحواء،حتى عصيا الله،بأكلهما من الشجرة،التى حرمها الله عليهما،وعودة أدم الى الله فتاب عليه وعلى زوجه توبة المخلصين.
ومن هنا بدأت عداوة ابليس لأدم وبنيه الى يوم الدين.وأمر الله بخروجهم أجمعين من الجنة الغناء الى الأرض،أعداء الى يوم يبعثون.
وأخبره أن(أقربهم مودة للذين أمنوا،الذين قالوا انا نصارى)،الى يوم الدين،وأخبره أن(أكثرهم عداوة للذين أمنوا،اليهود والذين أشركوا)،الى يوم الدين،صدق الله العظيم.
وأخبره كيف يعرف الناس ربهم،وكيف يعبدونه كما يريد هو سبحانه،وليس كما يريدون هم من دون أمره،وعرفهم كيف يوسوس ابليس اليهم،وكيف أنهم قد يخطئون،وكيف يتوبون لبارئهم من قريب.
وعرفه بعلامات يوم القيامة الصغرى والكبرى،وأحداث النهاية،وعرفه بيوم الحساب واحداثه،وعرفه بالجنة ونعيمها،وبالنار وعذابها.
وسرد عليه من أنباء الغيب،ماسيحدث فى المستقبل القريب والبعيد،ما حققه الله لنبيه فى حياته،ومن بعد مماته.
وأجرى على يديه معجزات مادية باذنه سبحانه،كما أجرى على يد الأنبياء السابقين باذنه سبحانه.
وان أفردنا لها ما كفت كتبا،ولكن كذب بها المكذبون.
ولكن سنلقى بعون الله ظلا،على معجزات الرسول(ص) القائمات،والمتحديات،والتى لا يمكن انكارها الى يوم الدين،باختصار شديد:
أولا:قال رسول الله عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثين سنة هجرية:أنا أخر الأنبياء،ولا نبى من بعدى الى يوم الدين(يوم القيامة).
ثانيا:وقال: وهذا أخر الكتب الى يوم الدين.
ثالثا:وقال: وهذا الكتاب لن يتغير الى يوم الدين.
رابعا:(قل:لو اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرأن،لا يأتون بمثله،ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)،صدق الله العظيم،( وأتوا بعشر سور من مثله مفتريات)،(وأتوا بسورة من مثله)،صدق الله العظيم،الى يوم الدين.
خامسا:القران الكريم هو كتاب الدين الوحيد،الذى تم حفظه عن ظهر قلب،من سن السادسة عمرا،الى سن السبعين،الى يوم الدين.
سادسا:تلقى الرسول الكريم(ص) قرأن ربنا على مدى ثلاثة وعشرين عاما هجريا،هى عمر رسالته،منذ أن أرسل فى سن الأربعين،الى أن توفاه الله فى سن الثالثة والستين،وقد صدر عنه،عن ربه،ثلاثة اصدارات هى:القرأن الكريم،والأحاديث القدسية،والأحاديث النبوية،ظللن تصدرن عنه على مدى عمر الرسالة،لم تخلط على بعضها،بعون الله وحفظه.
فيستطيع الناس التمييز بينهم بقوة توكلهم على الله،عند سماعهم لها:هذا قرأن،وهذا حديث قدسى،وهذا حديث نبوى،الى يوم الدين.

معجزات قائمات الى يوم القيامة بعزة الله وعونه،لا يوقنها الا العالمين،ولا ينكرها الا الظالمين.
هذا لمن أراد سندا،يبسطه فى وجه ابليس وأعوانه من الانس والجن.

هذا لمن أراد أن يهتدى الى الله،وأذكر قول الله سبحانه:من تقرب الى شبرا،تقربت اليه ذراعا،ومن تقرب الى ذراعا،تقربت اليه باعا،ومن أتانى يمشى،أتيته هرولة،صدق الله العظيم فيما جاء بحديثه القدسى.
-------------------------------------
المعجزة السابعة:
لقد انتهينا بعون الله الى ذكر ستة من معجزات الرسول محمد(ص)،والتى لا يمكن انكارها الى يوم القيامة.
والأن أطلعنا الله سبحانه على المعجزة السابعة والتى أفلتت من يبن ناظرينا فى حينه بمشيئته ليتم ذكرها لا حقا بمشيئته سبحانه أيضا.
المعجزة السابعة:القرأن الكريم هو الكتاب السماوى الوحيد الذى تم حفظه عن ظهر قلب لمن أسماهم الناس بالمتأخرين أو المتخلفين عقليا أو ذهنيا،ولكن لماذا لم نجعل ذلك اضافة الى البند خامسا؟،لأن البند خامسا هو فعل صادر عن ذى عقل واع،أما سابعا فهو فعل صادر عن ذى غير عقل واع.
ويكفى أن نكتب:متخلف عقليا يحفظ القرأن الكريم كاملا،فى ماكينات البحث بالشبكة العنكبوتية،خاصة موقع اليو تيوب،لنرى بأم عيننا معجزة أخرى تعيش بيننا،ونسمعها،ونعيش معها ان شئنا،شبابا ممن أسماهم الناس بالوصف السابق،فى مصر العربية،والمغرب العربية،يحفظون كتاب الله،القرأن الكريم كاملا عن ظهر قلب.
والمثير للدهشة أن الله سبحانه قد أعطاهم قدرة فائقة فى سرعة الاستجابة لسرد أيات الله بمجرد ذكر كلمات بسيطة منه ليقوموا بالتلاوة ابتداء منها الى ما شاء الله،كذلك القدرة على تحديد اسم السورة ورقم الأية ورقم السورة،ورقم الحزب ورقم الجزء،بل ورقم الصفحة،وكم مرة تكررت تلك الكلمات،وأين بدأ التكرار وأين انتهى بين أيات القرأن،وكذلك فان بعضهم يحفظ أحكام التلاوة.
والمثير للدهشة أيضا أن بعضهم حفظ القرأن الكريم على يد أفراد من أسرته مثل أم أحدهم حفظها الله وأعلى شأنها،وبارك فيها وفيه وفى عمرهما،وغفر لهما،ما لم يقدر عليه الكثير منا،الذين نسمى أنفسنا ويسمينا الناس بالأصحاء ذهنيا.
وكذلك نراهم يتلعثمون ولا يكادون يبينون ان سألناهم عن أمور حياتهم أو أسمائهم،وربما لا يجيبون لعدم معرفتهم أو اهتمامهم بها،بينما ينصلح لسان أكثرهم اذا قرأوا كتاب الله الكريم،ليتحقق قول الله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(ولقد يسرنا القرأن للذكر،فهل من مدكر)،صدق الله العظيم،فى ثلاث أيات متفرقات هى 40،22،17 من سورة القمر.
وقول الله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين،وتنذر به قوما لدا)،صدق الله العظيم،97-سورة طه.
وقول الله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(فانما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون)،صدق الله العظيم،58-سورة الدخان.
انها ليست أمور الموهبة أو الملكة الممنوحة من الله لهم فحسب،بل انها المعجزة التى شاء السميع العليم أن يطلعنا عليها،وأن نعيش زمانها،لا ندرى ان كانت تتكرر باذنه للأجيال القادمة،كما لم نسمع بها من قبل،هذا لتبقى معجزات الرسول(ص) والقرأن الكريم التى لا يمكن انكارها الى يوم القيامة،بلا حدود لنهايتها أيضا الى يوم القيامة.
وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.