الإختلافات بين العبرية واليونانية والسامرية والإسكندرية والفولجاتا
من أول فقرات العهد القديم إلى آخره








ويُشرفنا أن نقدمه لكم كعمل ضخم يُعرض لأول مرة على الإنترنت ... ولم يتطرق له كتب الباحثين إلا بعرض أمثلة مشهورة .... ولكن وفي عرضنا هذا , سيكون عرض العهد القديم كاملاً ويشمل أكثر من خمسة آلاف إختلاف واضح وصريح ... ما بين حذف وإضافة وتغيير وتحريف للمعنى ...





نسال الله أن يكون هذا العمل المُقدم
من فريق حراس العقيدة
فيه النفع لنا ولكم ونسألكم الدعاء









ونبدء بحمد الله وشكره أن منّ علينا بنعمة الإسلام , وبنعمة القرآن , وبشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .... ثم نشرع في تبيان أهمية هذا العمل





أهمية هذا العمل :


1 - هذا العمل شهادة مصداق لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ... الذي بكّت اليهود والنصارى منذ ألف وأربعمائة عام ... ولا يزال اليهود والنصارى يتنكرون ويتهربون من مواجهة الحق ... فيكفيهم ويكفينا أن نترك لهم بين أيديهم كتابهم ونصوص كتابهم لتشهد على تحريفهم .... ونحمد الله الذي منّ علينا بشهادة ما وُجدت إلا عندنا وانعدمت عندهم ... فقال الله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) , فلا تستهينوا بهذا العمل بارك الله فيكم ... واظهروا ما أخفوه على الملاً.


2 - سيتضح لنا من هذا العمل إن شاء الله بعيننا المجردة التحريف الصريح والواضح , والعبث والتلاعب في كلام الله ... فلا يكاد تمر فقرة من فقرات الكتاب إلا وقد طالتها يد التحريف والعبث .



3 - هذا العمل لا غنى عنه للباحث في بحثه ولعلماء مقارنة الأديان ... ويُعتبر مرجعاً عند مقارنة النصوص التوراتية وشهادة لتطور النص.



4 - يُظهر هذا العمل أكثر من خمسة آلاف خطأ وتحريف وحذف وإضافة في العهد القديم مما ينفي عنه تماماً ما يدعيه اليهود والنصارى من إلهامية وعدم حدوث تحريف...ويصدق فيهم ما بكّتهم عليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من تحريف لكلام الله.




5- يُمكن للنصارى وقساوستهم , وكل باحث عن الحق الإستعانة بهذا العمل في بحوثهم وتحريهم للحق ولعل الله يهديهم إلى الحق بإذنه....



6-لم يتطرق باحث من قبل للمقارنة الكاملة بين: ( التوراة السامرية , العبرية , اليونانية , السكندرية , الفولجاتا , الترجوم ) .





مقدمة عامة

ونبدأ بمقدمة عامة نستفيد منها جميعاً إن شاء الله تعالى في التعريف بالتوراة وانواع نصوصها, نتعرف فيها على التالي :



1- مما يتكون العهد القديم؟
2- عقيدة اليهود والنصارى في التوراة
3- وحي الكِتاب المقدس.
4- الفرق بين النصوص التوراتية والتراجم :
5- الأصل المشترك للتوراة السامريةوالعبرية ومنشأ الإختلاف .
6- أي توراة حملها النصارى؟!!!!!
7- أمانة النصارى في ترجمتهم للتوراة العبرية واليونانية
8- الخلاف بين التوراة السامرية والتوراة العبرية :
9- الخلافات بين التوراة اليونانية وتوراة العبرانيين والسامريين
10- فما هو الفارق بين التوراة العبرية والتوراة اليونانية السبعينيةومدى قداستهما عند اليهود والنصارى ؟!! :
11- توراة مابين العهدين ....( مخطوطات قمران)
12- تحريف التوراة عن عمد وشهادة القرآن
13 شهادة الكتاب نفسه على نفسه بالتحريف





1- مما يتكون العهد القديم ؟

العهد القديم (العتيق) هو لفظ أطلقه النصارى على توراة موسى وكُتب الأنبياء السابقين لعيسى عليه السلام .... إشارة منهم إلى أن هناك عهد جديد وهو الإنجيل ... وأول من فرق بين التسميتين هو بولس الرسول .... حين قال في رسالتِهِ الثانية إلى كورنثوس " بل اغلظت اذهانهم لانه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف الذي يبطل في المسيح." كورنثوس 3/ 14 .



ويؤمن كلا اليهود والنصارى بالعهد القديم ... وهو على النحو التالي :
1- التوراة :
كُتُب موسى الخمسة (التكوين , الخروج , التثنية , العدد , اللاويين).... وتؤمن بها التوراة اليونانية و العبرية والسامرية ... إلا أن التوراة السامرية لا تزيد عن هؤلاء الكُتُب الخمسة ..فلا تؤمن بغيرها من كتب الأنبياء الباقية المكونة للعهد القديم.


2- (اسفار الأنبياء المتقدمين) : يشوع, القضاة , صمويل الأول والثاني , الملوك الأول والثاني , اشعياء , أرميا , حزقيال

3- أسفار الأنبياء المتأخرين : هوشع, يوئيل , عاموس , عوبديا , يونان , ميخا , ناحوم , حبقوق , صفنيا , حجي , زكريا , ملاخي .

4- الكتب العظيمة : المزامير , الأمثال , أيوب

5- الكتابات : دانيال , عزرا , نحميا , أخبار الأيام الأول والثاني .
التقسيم السابق هو ترتيب اليهود العبرانيين ...ويختلف عن التقسيم البروتستانتي للأسفار ...
وتؤمن التوراة اليونانية والعبرية بكل ما سبق .... والتوراة العبرية لا تؤمن بما عدا ذلك.
6- أسفار الابوكريفا : طوبيا , يهوديت , تتمة استير , الحكمة , يشوع بن سيراخ , باروخ , تتمة دانيال ,المكابيين الاول والثاني ...

ولا تعترف التوراة العبرية بهذه الأسفار ولكن تؤمن بها التوراة اليونانية .... وظل النصارى جميعاً يقبلونها إلى أن رفضها طائفة البروتستانت متبعين اليهود في ذلك.



موقف اليهود والنصارى من التوراة

يُعظم اليهود والنصارى التوراة ويؤمنون بها تمام الإيمان , فاليهود يروْن في التوراة

وما دفَعَ النصارى إلى الإيمان بها إلا استشهاد المسيح عليه السلام منها ... فجاء المسيح عليه السلام إلى بني إسرائيل يُصحح لهم ما أساؤا فهمه من التوراةِ , ويُحذرهم مما أخفوه من الحق ....فكذبوه وآذوه وأرادوا قتله ولكن نجاه الله منهم .. وكتب عليهم الذُل والهوان .... ولكِن ما لبِس أتباعه أن خالفوه بتركهم مقالة المسيح إلى مقالة بولس.


فقد وُلد المسيح عليه السلام في مملكة اليهود العبرانيين وكان يُعلّم في الهيكل ... ومما كان المسيح يُعلمه عن توراة موسى قوله :
(ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء , ما جئت لأنقض ولكن لأكمل, فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لن تزول قطرة واحدة من الناموس حتى يكون الكل, فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يُدعى أصغر في ملكوت السماوات )

ونقرأ له قوله :( حينئذ خاطب يسوع الجوع وتلاميذه قائلاً : على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون, فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون )

ولأجل ذلك وبرغم حرب بولس الشنيعة لتعاليم المسيح ونقضه للناموس .. وبرغم أفاعيل هذا الأصغر كما نبا عنه المسيح ,,,إلا أن النصارى لم يستطيعوا أن يكفروا بالتوراة , بل حملوها ووضعوها مع كتاب الإنجيل , لأجل أقوال المسيح السابقة وغيرها , ولكنهم برغم حملهم التوراة على عاتقهم إلا أنهم خالفوها وما نفذوا أمر المسيح باتباعِها واتباعِ ناموسِها , فهجروا تعاليم التوراة واتبعوا أمر بولس وتعليمه الذي اعتبر التوراةَ لعنة ... بل ولعَن المسيحَ نفسُهُ , وصدقوا لعنه للمسيح ..!! , ولذا فنجد أن النصراني يحمل كتابه المقدس والذي يحوي بين دفتيه : العهد القديم (التوراة وكتب الأنبياء ) والعهد الجديد (الأناجيل الأربعة والرسائل).



نظرة اليهودِ والنصارى لوحي الكِتابِ المقدس :

وأما بالنسبةِ لوحي الكتاب, فقد تغير مفهوم هذا الوحي عبر القرون .. حيثُ ظل ثمانية عشر قرناً أو يزيد .. 1800 عام , يعتقِد فيه النصارى أنه وحي ملهم بالكلماتِ نفسِها .. كلمة, كلمة , هي وحي مطلق من الله ولا يوجد أدنى احتِمالٍ لخطأ فيها ... فتقول دائِرة المعارِف :
" طبيعة الوحي: قبل منتصف القرن التاسع عشر، كان الرأي في الكنيسة المسيحية يُجمع على الاعتقاد بأن الله قد أوحى بالكلمات نفسها للكُتّاب الذين استخدمهم لكي يسجلوا-بدون أدنى احتمال لوجود خطأ-اعلانه عن نفسه. ففي القرن الثاني وصف يوستينوس الشهيد الكتاب المقدس بأنه"لغة الله بعينها". وقال عنه في القرن الرابع غريغوريوس النيسى:إنه "صوت الروح القدس". وقد أيد المصلحون الإنجيليون في القرنين السادس عشر والسابع عشر هذا الرأي.

وعندما بدأت أفكار مدارِس النقد العالي في الإنتشار , ظهرت الأخطاء وتكاثرت , وصار لا مفر لأهل النصرانِيّةِ من الإقرار بأن الوحي لم يشمل كلمات الكِتابِ كله , وبدأ الإعتِذار من اللاهوتيين بأن الوحي كُتِب بالخبرة الذاتية لكل كاتِبٍ , وفي ذلِك تقول دائِرة المعارِف:
" ولكن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أدى انتشار أفكار التطور وظهور مدارس النقد العالي في الدراسات الكتابية، ببعض اللاهوتيين إلى إعادة صياغة المفهوم التاريخي للوحي الحرفي، فجرت محاولات لتعديل المفهوم، أو استبداله كلية بتعليم جديد عن الوحي يسمح بالقول بحدوث تطور في الخطاب الديني. فنقل بعض اللاهوتيين مركز الثقل في الوحي من الكلمة الموضوعية إلى الخبرة الذاتية، وقد تكون هذه الخبرة ناتجة عن عبقرية دينية، أو لنبي ذي بصيرة نفَاذة لماحة للحق. كما يمكن أن تكون خبرة شخص أخذ بروعة كلمة أو رسالة من الكتاب، فأقر بأن الكتاب كتاب مُلهم. "

وهكذا انتهى مفهوم الوحي الحرفي بعد 1800 عام من الإطباق على النصارى بهذا الوهم الأكبر .. وحتى مع أن هناك من يتشدد من المحافظين متمسكاً بمصطلَحِ "الوحي الحرفيِّ " إلا أنه لا يعني به ما كان يعنيهِ آباء القرون الأولى , فمشاكل الكِتاب دفعتهم دفعاً إلى استِخدام المصطلحِ فقط مع التحايل عليْهِ , بل وصل الامر إلى جعلِ الوحيِ سراً من الأسرار لا يعرف حقيقتهُ إلا الله ... وتذكر دائِرة المعارف الكتابية هذا التغيير وتتطرق له محاولةً منها تلطيف أجواء المشكِلة .. فتقول :
ومع ذلك فليس معنى"الوحي الحرفى"أنه كان مجرد إملاء أو عملية ميكانيكية.ومع أن آباء الكنيسة اعتقدوا بذلك، فما كان ذلك إلا لشدة تقديرهم للكتاب المقدس. و الذين يعترضون على القول بالوحي الحرفي، إنما يفعلون ذلك لأنهم كثيرا ما يربطون بين هذا المعنى والعملية الميكانيكية، ولذلك فهم يرفضونه تماما، لأنه يعني عندهم أن كتبة الأسفار الإلهية لم يكونوا سوى ألات تسجيل، سجلوا أقوالا لعلهم لم يكونوا يدركون معانيها. وعندما يتحدث علماء الكتاب اليوم عن الوحي الحرفي، فإنهم لا يحددون بذلك أسلوباً معيناً، ولكنهم يؤكدون أن الروح القدس سيطر على استخدام الكاتب للكلمات. والطبيعة الدقيقة للوحي لا يمكن تحديدها، فهي سر من أسرار الله، أو معجزة من معجزاته، لا يعلم دقائقها إلا الله نفسه. وكلمة"حرفي"فيها الكثير من الغموض كما يعترف بذلك كثيرون من علماء الكتاب المحافظين، إذ يرون أنه يجب رفض أي رأى يقول بأن كلمات الكتاب المقدس قد أملاها الروح القدس على أناس كانوا مجرد ألات تسجيل. ومع ذلك يستخدمون كلمة"حرفي" كأفضل تعبير عن حقيقة أن الروح القدس سيطر على الكاتبين حتى لتعبير كلماتهم هي كلمات الروح القدس نفسه(انظر1مل8:22-16،نح8،مز119،إرميا1:25-13،رو2:1،2:3و21،26:16). "


ويمكن أن نلخِّص نظرةَ أهل النصرانية لوحي الكِتابِ إلى فرَقٍ ثلاث حسب دائِرة المعارِف وهم:
(1)- موحى به معنى : أي أن الله أوحى لكتبة الأسفار الإلهية بالأفكار التي عبروا عنها بلغتهم البشرية.
(2)- وحي كامل مطلق : أي أن الكتاب المقدس في جميع أجزائه هو"أنفاس أو نسمات الله".
(3)- وحي حرفي: النتيجة الثانية لتأكيد الكتاب نفسه بأنه موحى به من الله(2تى16:3) وتكلم به "أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"(2بط21:1)، هو أنه قد أوحى به حرفياً، فقد عمل الروح القدس في الربط داخلياً بين الفكر والكلمات مهيمناً عليهما كليهما، ولأن الروح القدس كان معيناً بالكلمات نفسها أيضاً، فلا حدود للثقة فيها والاعتماد عليها. "






الفرق بين النصوص التوراتية والتراجم :


لابد أن نُفرق تماماً بين النص والترجمة .....




فالنصوص ...
هي توراة مستقلة بذاتها تختلف في نصها عن الأخرى .. ولدينا ثلاثة نصوص أو أربعة بإعتبار مخطوطات قمران :
(التوراة العبرية – التوراة السامرية – التوراة اليونانية – توراة البحر الميت ).....
النص المكتوب بالعبرية :وهم نص التوراة السامرية ونص التوراة العبرية ونص مخطوطات قمران .
وهناك النص المكتوب باليونانية : نص التوراة اليونانية السبعينية





أما التراجم ...
فهي ترجمة النص التوراتي إلى لغة أخرى .
وهناك الترجمة اليونانية : ترجمة الفولجاتا وترجمة المخطوطة السكندرية.
وهناك الترجمة المكتوب بالآرامية ويُسمى الترجوم : والترجوم هو الترجمة الآرامية للتوراة العبرانية , وقد لجأ لها اليهود حين أصبحت الآرامية هي لغة الشعب الأولى واندثرت العبرانية.



وبرغم إستقلالية النصوص التوراتية وإختلافاتها بين بعضها البعض , فإن البعض قد يظن أن تراجم النص الواحد كانت أمينة , إلا أن هذا لم يحدث أيضاً فالتراجم نفسها لم تسلم أيضاً من تحريف المُترجم عن الأصل الذي استخدمه ولم تسلم عن الخلاف فيما بينها .



وسيقوم هذا العمل على تبيان الإختلافات الرئيسية بين النصوص التوراتية الثلاثة , إضافة إلى ترجمة الفولجاتا والسكندرية والترجوم الآرامي ...









الأصل المشترك للتوراة السامرية والعبرية ومنشأ الإختلاف :
قد يترائى للقارىء الكريم حين نذكر التوراة السامرية أو العبرية ..أن أحدهما ترجمة للآخر أو أن السامرية لغة منفصلة عن اللغة العبرانية ... وهذا غير صحيح .... فالتوراة السامرية والتوراة العبرية كلاهما مكتوبة باللغة العبرية .
إذاً فكلا التوراتين ليست إختلاف تراجم ... وإنما إختلاف نصوص ....بل يصل الإختلاف إلى فروق جوهرية في العقيدة نفسها.
فقد أنزل الله التوراة على موسى عليه السلام بلسان قومه (العبراني) هدى ونور, وأفرز موسى من بني إسرائيل سبط لاوي وأختصهم بحفظ التوراة , فحفظوها ولم يُغيروا منها حرفاً ...وقد كان الوعد والعهد الإلهي لإبراهيم على لسان موسى أن يُكثر الله نسله وأن يكون في نسله النبي الموعود من بين إخوتهم . ولكن بعد زمان من موته حرفها علماء بني إسرائيل حين جاء الأسر البابلي ....... فصارت ظُلمات وقد كانت نوراً ... حين بدأت معالم النُبوة والعهد تبدو وكأنها تنتقل منهم إلى أبناء عمومتهم .
فلما وجد اليهود (بني إسرائيل من نسل إسحق ابن إبراهيم ) أن الدنيا قد ولّتعنهم وأدبرت, فوقعوا في السبي ونالهم الخزي والعار, في حين أنها على العكس من ذلك قد أقبلت على الإسماعيليين (الأمميون من نسل إسماعيل بن إبراهيم), فتكاثروا وملكوا الأرض وأقبلت الدنياعليهم ...
فاتفق اليهود على تحريف كتاب الله ليضمنوا لأنفسهم كياناً مستقلاً ....فأعادوا كتابة التوراة بأيديهم على المبادىء التالية :1- الله تعالى إله واحد2- الله ليس للعالمين وإنما لبني إسرائيل فقط دون الأمميين.3- شريعة التوراة أنزلها الله.4- شريعة التوراة لبني إسرائيل دون العالمين.5- النبي المنتظر الذي أخبر عنه موسى سوف يأتي من بني إسرائيل وليس من الإسماعيليين.وقام عزرا كما يدعون بكتابة التوراة لهم ... على تللك المبادىء .... وعرضها عليهم فسُروا بها.
وعندما عادوا إلى ديارهم من السبي .... سكن العبرانيون منهم مُدنهم وسكن السامريون مدنهم ثم ظهر العداء الشديد بينهم ...فادعى العبرانيون أنهم على حق ... وادعى السامريون أنهمعلى حق .... وبسبب هذا العداء إختلفت التوراة مرة ثانية ... فقام كلاالفريقين بتعديل ما يضمن له كيانه ....ثم اتهم السامريون العبرانيين بأنهم زادوا وغيروا وحرفوا في كتاب الله .. وفضحوا حقيقة أمرهم حين أعترفوا بان التحريف كان من عزرا (2) ....
_______
(2) أحمد حجازي السقا , نقد التوراة




وزاد العداء حتىجاء المسيح عليه السلام .....وكان اليهود العبرانيون لا يعاملون اليهود السامريين ... حتىصار لقب السامري مذلة وحقارة ومسبة .....فنجد مثالاً من الإنجيل الحالي لما وجههاليهود العبرانيون من مهانة للمسيح فيقولون له:
(ألسنا حسناًنقول أنك سامري وبك شيطان؟)ولم يُبال المسيح بهذا العداء فذهب إلى السامريين وإلى العبرانيين ..على حد سواءوهنا نتذكر قصته مع المرأة السامرية التي سألته عنالحق وإتجاه القبلة أين هو ... هل القبلة للصلاة نحو صهيون كما عند العبرانيين أمنحو جرزيم كما عند السامريين؟!!!! ....
فأجابها المسيح أن القبلة ستُنزع من كليهماحين يظهر الساجدون الحقيقيون ... فلن تكون لا فيأورشاليم ولا في جرزيم ... وظهرت القبلة في مكان آخر....
تماماً كما قال المسيح .... فظهرت القبلة في مكة المكرمة نحو الكعبة.... وصدقالله تعالى إذ يقول :قَدْ نَرَىتَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءفَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَافَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْفَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُوَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْالْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْوَمَا اللّهُبِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَلقد علموا أن القبلة ستتغير ويعلمون أن هذا هوالحق ولكنهم كفروا ... لأنهم سمعاً يسمعون ولا يعقلون ....ومازالوا لا يؤمنون بقبلتنا ولا هم يؤمنون بقبلةبعضهم بعضاً .....
وصدق الله تعالى إذ يقول :وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْالْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍقِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَأَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَالظَّالِمِينَالَّذِينَآتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّفَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَوهكذا أتم الله وعده ... وخرج النبي الموعود من ظهر الإسماعيليين إخوة اليهود العبرانيين.








ولكن الآن يوجد لدينا توراتين .... التوراة العبرية والتوراة السامرية .... فأي توراة حملها النصارى؟!!!!!
حمل النصارى التوراة العبرية لأن المسيح كان من العبرانيين كما يزعمون ....
ولم يلتفتوا إلى التوراة السامرية ....
فنجد النصارى اليوم ينشرون التوراة العبرية في جميع العالم ...
بينما لا نجد للتوراة السامرية ذكراً أو ترجمة ....





ترجمة النصارى للتوراة العبرية :
لم تكن ترجمة النصارى للتوراة بأسعد حالا ترجمة اليهود .... فلم تسلم من تحريف النصارى لها ...فبعكس اليهود الذين يُحاولون إخفاء التوراة العبرية ... نجد أن النصارى يُسارعون في إظهارها ....ونجد من تحريف تراجم النصارى والتي يُهاجمهم به ا اليهود أنفسهم هو بداية سفر التكوين حين يقولون (وروح الله يرف على وجه المياه) .... وغرضهم من ذلك إثبات أن روح الله هي الروح القُدُس ... وفي الحقيقة فإن اليهود ماعرفوا هذه الفقرة قط إلا ريح الله ورياح الله وليست أبدأ روح الله .... وهكذا حال بني إسرائيل والنصارى ... ما تركوا كتاب الله إلا وألفوا فيه عفائدهم وغرسوا بين السطور دسائسهم ....



ومن هنا فإن مقارنة التوراة العبرية بالتوراة السامرية سيُجلي الحق ظاهراً .... ويظهر مدى التحريف في كتاب يُفترض أنه من عند الله


الخلاف بين التوراة السامرية والتوراة العبرية :



1- العبريون يعترفون بأسفار موسى الخمسة وبأسفار الأنبياء ( ....
2- السامريون يعترفون باسفار موسى الخمسة فقط ولا يعترفون بأسفار الأنبياء
3- يُثبت السامرون في توراتهم أن هناك جزاء وحساب في يوم القيامة وبعث بالجسد.
4- لا يتطرق توراة العبرانيين ليوم القيامة ويُخفون نصوصها وكأن الحياة ماهي إلا في الدنيا .
5- اليهود السامريون يقدسون جبل جرزيم في فلسطين. بينما يقدس اليهود العبرانيون جبل صهيون.
6- يؤمن السامريون في ظهور المسيح في آخر الأيام ولكنه سيكون من آل يوسف.
7- ويؤمن العبرانيون بظهور المسيح في آخر الأيام ولكنه سيكون من آل داود.
8- لا يقر السامريون باي نبي كائن من كان قد ياتي بعد موسى وينسخ شريعته






الخلافات بين التوراةاليونانية وتوراة العبرانيين والسامريين :
1-كما عرفنا فإن السامرية لا تؤمن بأي سفر يزيد عن أسفار موسى الخمسة
2-ولا تؤمن العبرية باي سفر يزيد عن أسفار موسى والأنبياء واسفار الحكمة
3-تؤمن التوراة اليونانية بكل ما سبق في العبرية وتزيد عليها أسفاراً لا تؤمن بها التوراة العبرية أو السامرية ويُطلق عليها الأبوكريفا



عرفنا أهم الخلافات بين التوراة السامرية والعبرية واليونانية ...
وعرفنا سبب إضمحلال ونُدرة وجود النص السامري ....
بقي أن نعرف أن النصارى أنفسهم إنقسموا حول النص العبري واليوناني ....






فما هو الفارق بين التوراة العبرية والتوراة اليونانية السبعينيةومدى قداستهما عند اليهود والنصارى ؟!! :



ظل اليهود لا يعرفون نصاُ إلا العبرية حتى جاء العام 285 - 247 قبل الميلاد حين ترجم التوراة إلى اليونانية في مصر باأحد جزر الإسكندرية إثنان وسبعون عالما من علماء اليهود ومن هنا اشتُق الإسم (سبعينية) وكان ذلك في عهد بطليموس ديمتريوس ...وأسطورة هذه الترجمة دون التطرق لها توحي بانها ترجمة حرفية للتوراة العبرية ....
ولكن هذه الأسطورة سُرعان ما تسقط حين نُقارن التوراة العبرية ونصها بالتوراة اليونانية ....وشتان ما بين النصين.



ومن هنا فإن مقارنة التوراة العبرية بالتوراة اليونانية سيُجلي الحق ظاهراً .... ويظهر مدى التحريف في كتاب يُفترض أنه من عند الله



يؤمن اليهود والبروتستانت بان التوراة العبرية هي الصحيحة وما عداها باطلة غير مُعترف بها ....
ويؤمن النصارلاى الكاثوليك والأرثوذكس أن التوراة اليونانية أصح من العبرية ويؤمنون بأسفار الأبوكريفا .
ولكن نجد أن جميع التراجم الكاثوليكية والارثوذكسية فضلت أن يكون ترجمتها من العبرية لضمان التوحد على ترجمة واحدة وعدم الإنقسام بين الطوائف ...







توراة مابين العهدين ....(مخطوطات قمران)
كشفت مخطوطات قمران عن كتابات وأسفار غير موجودة اليوم لا في التوراة العبرية ولا في التوراة السامرية بالإضافة لإحتوائها على أسفار التوراة العبرية والأبوكريفا اليونانية .... ونصوص توراة قمران تختلف مع العبرية ومع اليةونانية أحياناً وتلتقي أحياناً مع أحدهما أو كليهما ... ولا يُمكن اعتبارها عبرية أو يونانية برغم لغتها العبرانية القديمة ... وسنحاول إن شاء الله وضعها في مقارنة معهم مستعينيين بالله ثم بما تحت أيدينا من ما نُشر من هذهه المخطوطات ولكن مستقبلاً حين يُيسر الله الجهد والوقت اللازم لذلك .









تحريف التوراة عن عمد وشهادة القرآن :
مرت التوراة بعهدين ...:



العهد الأول (عهد الحفظ ) وهو من زمان موسى وحتى ما قبل السبي....
العهد الثاني (عهد التحريف) من زمان سبي بابل وحتى اليوم.....



وعلى هذا فإن الكتاب المُحرف هو الذي كان موجوداً على عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ....ومُتداولاً في أنحاء العالم ....



1- يؤكد القرآن الكريم أن اليهود حرفوا كتابهم عن عمد فيقول تعالى :
(يُحرفون الكلم من بعد مواضعه ) ...
كما فعل عزرا ....بتغيير الكلمة الأصلية الإلهية بما يُناسب عقائدهم وأهوائهم ....
فيضعون كلمات بديلة مُبهمة وتحمل في طياتها المعنى الذي يُريدون الوصول إليه
(يُحاول اليهود التبرير بأن الكتاب قد ضاع وفُقد في زمان نبوخذ نصر وأن عزرا قد أعادها بالإلهام كلمة كلمة وحرفاً حرفا.... وسنرى بالمقارنة هل عادت كلمة كلمة وحرفاً حرفا أم لا ...!!!!!!!)



2- يقول تعالى : (من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس تجعلونه قراطيس تُبدونها وتُخفون كثيراً )
فما يُبدون من الحق قليل .. وما يُخفيه علمائهم عن الناس من الحق الكثير ...



3- نسيان الكثير من الوحي وضياعه :عند كتابتهم لتوراتهم في بابل فإنهم كما قال الله عنهم (نسوا حظاً مما ذُكّروا به )



4- إلباس الحق بالباطل ... (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )



5- كتابة كُتُب ما أنزل الله بها من سلطان ودرجها تحت اسم الوحي والإلهام ... (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )







المقارنة بين نصوص التوراة السامرية ...والتوراة العبرية ..... والتوراة اليونانية ....وتراجمهم
ستكون دليل يصعب رده ....وسهماً يستحيل صده ....



وعندها نسأل النصارى ....عن ما سيرونه من تغيير وتبديل وتحريف ....



1- متى حدث..(و في أي عام) ؟
2- ومن حرفه؟
3- ولماذا (ما الغرض من التحريف )
4- واين؟
5- وهل كان قبل المسيح أم بعده؟!!!







شهادة الكتاب نفسه على نفسه بالتحريف :



الكتاب يشهد على نفسه بالتحريف:



( إرميا 8: 8 ) كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا ؟ حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب )



( التثنية 31 : 24 ) وعندما أتم موسى تدوين نصوص هذاه التوراة كاملة في كتاب , أمر اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه إلى جوار تابوت عهد الرب إلهكم , ليكون هناك شاهداً عليكم , لأني أعرف تمردكم وقساوة قلوبكم , إذ وأنا مازلت معكم اليوم أخذتم في مقاومة الرب , فكم بالأحرى تتمردون بعد موتي؟!!)




( إرميا 23 : 36 ) أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ، الرَّبِّ الْقَدِيرِ، إِلَهِنَا





( أشعياء 29 : 15 ) ويل للذين يتعمقون ليكتموا رايهم عن الرب فتصير اعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا يا لتحريفكم.هل يحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه لم يصنعني.او تقول الجبلة عن جابلها لم يفهم )
د/اميرعبدالله
منتدى حراس العقيدة

للموضوع تتمة .......