الإختلافات بين الأديان الثلاث
فى الحقيقية ينبغى أن لايكون هناك أى خلاف بين كل من اليهودية والمسيحية والإسلام فى العقيدة
لأنها جميعها من مصدر واحد ولها رب واحد والخلاف نشأ بسبب أفكار الكتبة والتى وضعوها فى كتب الدين
والتى لم تكن تعاليم للأنبياء لأن جميع الأنبياء قولهم واحد فى الدين لأنه من مصدر واحد هو الله الذى ارسلهم

وهنا أوضح الخلافات الجوهرية :

اليهودية:
مكتوب عندهم بأن الله خلق الإنسان على شبه الله "وهذا خطأ"
وذكروا بأن الله له أولاد وهذا خطأ
وبأنهم تزوجوا من بنات اللأرض وهذا خطأ
فأنجبوا رجالا وهذا خطأ
من سفر التكوين:
26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.
1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً - هَؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.

المسيحية:

المسيح جاء ليصلح عقيدة اليهودية ويكمل لهم الناموس ولما لم يؤمنوا به رفعه الله
وحسب أقوال بولس قالوا بأن المسيح إبن الله وقالوا بأن المسيح هو الله وأدخلوا المسيح فى قانون مع الله بأنهم ثلاثة وانهم واحد
وهذا معناه بأنهم أخذوا من سفر التكوين: 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. وهذا خطأ
عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ وجعلوا المسيح صورة الله
ولكن الخلاف حسب اليهودية بأن الله له أولاد كثيرين وهم الذين تزوجوا من بنات الأرض
ومعناه بأنه يوجد مثل المسيح كثيرين بينما المسيحية تقول بأن الله له ولد واحد هو المسيح وكلاهما خطأ

الإسلام:
جاء ليصحح المفهوم لدى كلا من اليهود والمسيحية اللذان يشبهان الإنسان بالله
قال تعالى بأن الله لايشبه بالماديات : )ِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11)
وقال تعالى بأن العقل البشرى لايستوعب التفكير فى الذات الإلاهية: )
وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)(الرعد: من الآية13)
فهناك عالمين هما عالم الشهادة وهو الذى نستطيع أن نراه بأعيننا لأن نظرنا خاضع للماديات أى لترددات محدوده
وكما قال المسيح يوجد عالم آخر هو عالم الملكوت أى عالم للغيبيات وهو الذى به الملائكة والأرواح
لمن توفى جسده وهو مازال حى بروحه يسكن أحد هذه العوالم حسب منزلته التى حصل عليها نتيجة لأعماله
فيسكن الأنسان فى أحد هذه العوالم السبع الأثيرية اى الغير مادية وهى متطابقه كل منها فى نفس المكان لكن أعلى فى التردد عن السابقة )الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) (الملك:3) والإنسان فى أى من هذه العوالم حسب منزلته: )وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:132) وهذه العوالم كان المسيح والأنبياء يرونها : 1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.
)وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
كما قال المسيح: 24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».
إذا فقد نفى المسيح بأن الله شبه الإنسان لأنه قال بأن الله روح ولايمكن لأحد أن يعلم شىء عن كنه الروح
و قال الله فى القرآن بأن الروح هى من أمر الله الذى ليس كمثله شىء وأن الجدال فيه من المحال
)وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85)
)لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103)
والأسلام يقول بأن عبادة الله الغرض منها بأن الله يخرج الله الناس من الظلمات الى النور:
)يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:16)
)الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1)
)هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحديد:9)
والمسيح قال عن العقيده فى الله : . 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. وقال : 15 :9 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».
إذن المسيح قال بأن الإنسان عليه أن يعرف بأن الله هو الإله الحقيقي وحده
والذى له وحده السجود من الإنسان: لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.
وقال المسيح بأنه لايقبل تمجيد الناس : «مَجْداً مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ
42وَلَكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللَّهِ فِي أَنْفُسِكُمْ. 43أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذَلِكَ تَقْبَلُونَهُ.
44كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟

وإن طبقنا تعاليم المسيح
فى الأديان الثلاث نجد الآتى:
بأنه من الواضح وكما ذكر بالإنجيل بأن اليهود كان منهم الفريسيين والصدوقيين الذين يصدقون كلام الرسل وكان المسيح يكره الفريسى والكتبه وكان الفريسي مثل بولس يتفرس ويبحث بنفسه ليتفلسف فى أمور الدين وهم الذين غيروا فى الدين ولابد من إتباع الأنبياء لأن لديهم العلم من الله
كما نجد بأن اليهود يلجأون للسحر والأصنام ليوهمون الناس بمنزلة كاذبة ولايكفيهم المعرفة من أنبيائهم
ولذلك ففى المسيحية قد خالف فيها بولس وهو يهودى فريسى تعاليم المسيح
وبنى عقيدتها على أساس صلب المسيح وقيامته والطقوس التى أوجدها
وهى لاتقرب الإنسان من لله بل تبعدهم عنه ولايعرفونه
ولم يعرفوا إسمه وجعل بولس أنها تقربهم للمسيح بشرب دمه وبالتعميد لتلبسهم روح المسيح
بينما الحقيقية بأن المسيح لم يقتل ولم يصلب: )وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157)
هم لايستطيعون قتله ولايقدرون أن يأتوا اليه
فمجرد القرآءة للأناجيل بإمعان ندرك هذه الحقيقية والتى وضحها القرآن وأكدها باليقين
لأن المسيح إختفى من أعين اليهود والرومان
ثم ظهر لتلاميذه فقط ثم إختفى من تلاميذه أيضا بعد ذلك
إنجيل يوحنا:
34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».
33يَا أَوْلاَدِي أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ. سَتَطْلُبُونَنِي وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ:
حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمُ الآنَ.
. 19بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضاً وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي.
إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.
22قَالَ لَهُ يَهُوذَا لَيْسَ الإِسْخَرْيُوطِيَّ:
«يَا سَيِّدُ مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟»
16بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ تُبْصِرُونَنِي ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً تَرَوْنَنِي لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ».
10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً.

وجاء الإسلام بعد هذه الأديان ليصحح:
هذه المفاهيم )وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (المائدة:48)

قبلة الإسلام هى الكعبة:
وهى إتجاه الصلاة حسب أول بيت لله على الأرض: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) (آل عمران:96) والتى جاء ذكرها بالمزمور رقم 84 لداود: بأنها بيت الله ببكة وترجمت خطأ من الأنجليزية Baca الى "بكاء"وأن بها ينبوع ماء محمل بالبركات وإن اليوم فيها خير من ألف

ولقد أرشد الله إبراهيم وإبنه إسماعيل الى مكانها فرفعوا الجدران:
)وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:127)
والحجر الأسود هو المتبقى من الأحجار التى أحضرتها الملائكة من الجنة ووضعوه فى نفس مكانه الحالى يوم وضعوا الكعبة لآدم ويستخدم علامة لبدأ الطواف وإنتهائه

والعقيدة بالله فى الإسلام:
يبأن الله واحد وبأنه له السجود ويؤمن بعالم الغيب والشهادة:
)قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136)

الإسراء والمعراج:
طاف الرسول بالكعبة ثم أسرى به للمسجد الأقصى الذى بارك الله حوله
)سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الاسراء:1) ثم عرج الى السموات السبع بعالم الملكوت حيث قابل جميع الأنبياء السابقين ومنهم المسيح ويحى وتعرف بهم وكلموه الى أن وصل مع جبريل الى أعلى درجة يمكن لمخلوق الوصول اليه وهى سدرة المنتهى وعندها الجنة
ثم قال له جبريل بأنه لايستطع أن يعلوا أكثر من هذا
فعرج الرسول وحده الى منزله أعلى من السموات السبع حيث صلى الله عليه وباركه ببركة عهد إبراهيم التى وعده الله بها فى نسله وفرض الله عليه وعلى من يؤمن به الصلاة ثم عاد الى الأقصى حيث صلى بجميع الأنبياء والرسل ثم عاد مسريا الى مكة

ومن الواضح بأن اليهودية تتجه الى الماديات
من ناحية القرابين والذبائح وتشبيه الله بالإنسان وبها الناموس ناقص وقد أرسل الله لهم المسيح ليكمله لهم قائلا ما جئت لأنقض بل لأكمل
وجاء المسيح الى بنى إسرائيل لينقلهم من الماديات الى الروحانيات وقال لهم بأن الله يريد رحمة لا ذبيحة وبالصيام عن الروح والتطهر والسجود لله والتعرف على عالم الملكوت

ولم يستوعب اليهود تعاليمه فلم يؤمنوا بها

ومن الواضح بأن بولس وهو يهودى غير المسيحية:
وجاء بولس وهو يهودى ليغير تعاليم المسيح الى ماديات ويوجهها للأمم بالصلب والقتل والذبيحة وشرب الدماء حسب تخيله مما أبعدهم عن العقيدة السليمة

وجاء الإسلام دين وسط بين الماديات والروحانيات
)وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة:143) فقرب الله الدين الى الأذهان وطبق نفس المبادىء التى أمر بها الله المؤمنين ودعى اليها المسيح اليهود ولم ينفذوها بالسجود لله الواحد والإيمان برسله بل ارادوا قتله
)آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة:285)

الإسلام ليس به أى طقوس غير مفهومة:
ففيه شهادة بأن لا إلا ه إلا الله وبأن محمدا رسوله والتطهر والصلاة والزكاة وقرآءة القرأن والعمل الصالح
والحج لمن إستطاع :
والإنسان يذهب الى هذا المكان المقدس بيت الله بمكة ويطوف حول الكعبة الى سبع التى تعبر عن عالم الملكوت والإنسان له منزلته حسب أعماله التى تؤهله لدرجته

وزيارة المسجد الأقصى :
الذى هو المكان المقدس الذى بارك الله حوله وهو على الأرض التى سيحشر منها الناس يوم القيامة وعليه أبواب عالم الملكوت منها العروج للأرواح والملائكة
والأقصى وضع بعد الكعبة بأربعين عاما عنُ أَبَا ذَرَ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَيّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوّلاً؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ». قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الأَقْصَى». قُلْتُ: وَكَمْ بَـيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ عَاما
لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى

والحج هو إحتفال المسلمين بعهد الله لإبراهيم:
وذكرى لهذه المناسبة يوم وقفة عرفات لسيدنا إبراهيم ومعه إبنه الذبيح لينفذ فيه أمر الله له بذبحه قبل يوم العيد الذى يحتفل فيه المسلمون بأنه فى مثل هذا اليوم وقف إبراهيم ليذبح إبنه إسماعيل طاعة لأمر الله اليه وفداه الله بكبش بعد أن علم بأن إبراهيم وإبنه الوحيد قد إمتثلا لأمر الله بالطاعة وعاهد الله إبراهيم عهد الختان بالبركة فى نسلة فبذلك يحتفل المسلمون ويذبحون كبشا للتضحية

السعى بين جبلى الصفا والمروة:
هو ذكرى لما فعلته هاجر بالهرولة بين الجبلين بحثا عن الماء لها ولرضيعها إسماعيل عندما أحضرها الله لهذه البقعة المباركة من الصحراء ليقيما فى هذا المكان حيث لم يكن هناك زرع ولاماء ثم حضر جبريل ليظهر لهما ينبوع الماء المقدس زمزم ليرتويا منه
)إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158)