الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
صدق الله القائل : قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ [النحل : 26]
حينما ينقلب دليل الإثبات إلى إدانة ... ينفي كل من يفكر دليل إدانته ... ويبقى الجهال يستدلون بدليل إدانتهم كدليل إثبات !!
قد يكون هذا الكلام كلام عجيب عير مفهوم لكن سيزول تعجبكم بعدما تقرأون بقية سطور هذا المقال.
يستدل جميع قساوسة المسيحيين المتصدين للدفاع عن الكتاب المقدس بالمخطوطات في إثبات عصمة الكتاب المقدس ونفي التحريف عنه !!
مثال ذلك القس إسكندر جديد في كتابه عصمة التوراة والإنجيل يقول حرفيا
اقتباس
(( شهادة النُسخ القديمة
يوجد بين الذخائر التي يحتفظ بها المسيحيون نسخ مخطوطة، يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام بعدة أجيال, منها:
1 - النسخة الإسكندرية: وقد دعيت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة الاسكندرية، التي خُطَّت فيها، ولها المرتبة الأولى بين النسخ الثلثية, وقد أهداها كيرلس لوكارس، بطريرك القسطنطينية إلى ملك انكلترة شارل الأول سنة 1628, وكان قد أحضرها معه من الاسكندرية حيث كان بطريركاً سابقاً, وهي مكتوبة باليونانية، وتحتوي كل أسفار الكتاب المقدس من العهدين القديم والجديد, وعلى أول صفحة منها حاشية مدوَّن فيها أن كل هذا الكتاب نسخ بيد سيدة شريفة مصرية اسمها تقلا, وذلك في نحو سنة 325 ميلادية, وقد علق البطريرك كيرلس على هذه الحاشية بخط يده أن هذا التاريخ حسب رأيه صحيح,
والنسخة مكتوبة بالحرف الثلثي، على رق قُسمت كل من صفحاته إلى حقلين, وفي كل حقل خمسون سطراً, ولم تزل هذه النسخة محفوظة بعناية في المتحف البريطاني بلندن,
2 - النسخة الفاتيكانية: سُميت بالفاتكيانية نسبة إلى مكتبة الفاتيكان المحفوظة فيها, وهي مكتوبة على رق جميل جداً, وحرفها ثلثي صغير, وفي كل صفحة منها ثلاثة حقول، يحتوي كل منها على اثنين وأربعين سطراً, وتشتمل كل أسفار الكتاب المقدس باللغة اليونانية, ويرجح العلماء أنها خُطت حوالي العام 300 بعد الميلاد,
3 - النسخة السينائية: وهي تعادل النسخة الفاتيكانية بالقدم، بل لعلها أقدم منها, ولها أهمية كبرى في مقابلة المتون, وقد سُميت بالسينائية نسبة إلى جبل سيناء حيث اكتشفها العلامة تشندورف الألماني، في دير القديسة كاترينا بسيناء, وذلك في عام 1844, وهذه النسخة مكتوبة بحرف ثلثي كبير، وعلى رق، في كل من صفحاته أربعة حقول, وكل ما فيها يدل على القدم, وقد أهداها مكتشفها إلى الإسكندر، قيصر روسيا, وبقيت في روسيا إلى أن حدثت الثورة البلشفية، فبيعت للمتحف البريطاني بلندن، حيث لا تزال محفوظة,
4 - النسخة الافرائمية: وهي محفوظة في دار الكتب الوطنية بباريس، وتشمل على كل الأسفار المقدسة باللغة اليونانية، ومكتوبة على رق بحرف حسن، بدون فواصل، ولا حركات, والحرف الأول من كل صفحة فيها، أكبر من بقية الحروف, ويرجح أنها كتبت حوالي عام 450 ميلادية,
كل هذه النسخ تتيح رد الادِّعاء بالتحريف بعد شهادة القرآن بصحتها، لأن النسخ التي ذُكرت أعلاه كُتبت قبل القرآن، والنسخ المتداولة بين أيدينا اليوم لا تختلف في شيء عن نصوص تلك المخطوطات القديمة, ))
حسنا أثناء حوار في أحد المنتديات اللادينية تحت عنوان " بساطة تحريف الكتاب المقدس ج5, تفاعلات النساخ....!" بين أخونا الحبيب "أنا مسلم" و الزميل "فادي" المشرف بأكثر من منتدى مسيحي تلميذ القس عبد المسيح بسيط .... وكان الحوار في تحريف الكتاب ومخطوطانخ وبدأت الدائرة تدور على فادي وكان الإستدلال بالمخطوطات القديمة هو الأساس لتكتشف التغيير والتحريف عبر الزمن !!
ولما كانت الدلائل دامغة ولا رد لها ......... كان رد فادي صدمة كبيرة جدا جدا جدا !!
لقد قال بعدما تأكد من إختلاف المخطوطات القديمة عن الكتاب الموجود حاليا :
يقول فادي نصا :
اقتباس
((ارى ان اعتمادك فى نقد النصوص التى وضعتها هو السينائية , الفاتيكانية , الاسكندرية
حسنا , هل سمعت قبلا عن ان هناك عائلتين من النصوص فى دائرة المخطوطات؟ هل سمعت ان هناك عائلة النص السكندرى و عائلة النص البيزنطى؟ هل سمعت ان هذه الثلاث مخطوطات تنتمى لعائلة النص السكندرى؟ هل سمعت قبلا ان هناك من لا يؤمن بأن النص السكندرى كلام الله؟
اذا كنت لم تسمع فها انا امامك واحد من ملايين لا اؤمن ان النص السكندرى كلام الله...
هيا , أقم حجتك علىٌ ))
وبالمناسبة يقول القس عبد المسيح بسيط في كتابه "الكتاب المقدس يتحدى نقاده أو القائلين بتحريفه" مستدلا بالمخطوطات الثلاث الأقدم كدليل إثبات قائلا:
اقتباس
((وعلى سبيل المثال فقد أمر الإمبراطور قسطنطين بنسخ 50 مخطوطة كاملة وأرسلت للكنائس . كما نشطت ترجمة الكتاب المقدس بعهديه إلى الكثير من اللغات ، وقد اتخذت هذه الترجمات الصفة الرسمية مثل ترجمة القديس جيروم سكرتير بابا روما المعروفة بالعامية أو الفولجاتا التي تمت بناء على تكليف من البابا . وقد كُتبت معظم هذه المخطوطات على الرقوق والجلد . وقد تبقى لنا من هذه المخطوطات الإسكندرية والسينائية والفاتيكانية ))
لنعد ما قال فادي تلميذ القس عبد المسيح بسيط على مسامعكم
اقتباس
لا اؤمن ان النص السكندرى كلام الله...
وبهذا يكون فادي قد أجاب على الإختلافات "الجوهرية" بين النص الحالي المتداول وبين أقدم ثلاث مخطوطات شبه كاملة وهي السينائية والفاتيكانية والسكندرية وهي التي تنتمي للقرن الثالث والرابع.... وفادي -بالطبع- يقلل من أهميتها ...ويريدنا أن نعتمد على العائلة البيزنطية كثير منها تنتمي للقرن العاشر ويعود اقدمها للقرن السادس !!!!
والآن بماذا يفكر القارئ المسيحي ؟! مخطوطات قديمة تقلل أهميتها ومخطوطات حديثة ترفع أهميتها ؟!
والمسيحي البسيط يظنها جميعا تحوي الكتاب المقدس الذي في يديه !!!!!
يا ترى يا هل ترى هل سيظل المسيحيين يكذبون على أنفسهم بهذه الطريقة ليثبتوا أنفسهم على دين باطل وهم يعلمون ؟!!
وأخر ما قاله فادي ليذهلنا جميعا :
اقتباس
((اما من تسميهم بعلماء و و بأى مخطوطات اخرى غير النص البيزنطى فيمكننى ان اقول لك "بلهم و اشرب ميتهم"))
لقد طالبونا أن نبل المخطوطة السينائية والفاتيكانية والسكندرية ونشرب ميتهم حينما أصبحوا دليل إدانة ضده وإثبات قطعي للتحريف !!!
والآن بالله عليكم على ماذا نحاور ونجادل النصارى ... لقد إنتهى الأمر وهم أقاموا الحجة على أنفسهم والله !!
انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [الأنعام : 24]
المفضلات