اقتباس
ألا ترى ان البعد والحذر ليس كفيل بالعداء
الحذر يا أختنا الفاضلة من مظاهر العداء بالطبع
فطرف العداء أو الخصم الأقوى يعبر عن عداءه بالهجوم (الإقتراب)
أما طرف العداء أو الخصم الأضعف فيعبر عن عداءه بالدفاع (الحذر والإبتعاد)
ومن مظاهر العداء كما أوضحت لك :
1- الكراهية
2- الحقد و الحسد
3- الكيد وتدبير المصائب
4- تمنى السوء والهلاك
5- الشماتة والفرح بحلول المصيبة أو زوال النعمة
6- تعمد الإضرار البدنى والنفسى
7- القطيعة والمخاصمة
8- الغش والكذب
9- التضليل
10- الحذر
11- محبة (أعداء العدو ومخالفيه)
12- كراهية (أحباب العدو وأنصاره)
وما يستطيعه الإنسان للتعبير عن عداوته للشيطان يتمثل غالبا فى النقاط : (1 - 7 - 10 - 11 - 12) .... فالإنسان لا يملك الإضرار بالشيطان بشكل مادى محسوس لسبب بسيط هو أن الشيطان (غير مرئى) بالنسبة للإنسان كما هو حال الإنسان بالنسبة للشيطان : (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ)
فالإنسان عداءه للشيطان يتجلى فى توخى الحذر منه والبعد عن طريقه والإستعاذة بالله تعالى منه .... لأن الشيطان بالنسبة له (عدو غير مرئى) و (عدو أقوى منه)
ولتقريب الفهم :
لنفرض مثلا أننى عدو لشخص يفوقنى حجما وقوة 5 مرات
هو يكرهنى وأنا أكرهه
(أ) - كيف أعبر عن عدائى له ؟؟
بالحذر منه والبعد عن طريقه وتجنب التواجد فى أى مكان يكون فيه واللجوء إلى معونة (عدو له) أكبر منه قوة وأشد بأسا ... أليس كذلك ؟؟
(ب) - لكن ... كيف يعبر هو عن عداءه لى ؟؟
بمهاجمتى ومحاولة الفتك بى وقتلى لأنه لا يخشانى فلماذا يحذر منى وهو يرانى أضعف منه ؟؟ وكيف سيهاجمنى بدون الإقتراب منى ؟؟
فإذا رآنى قد لجأت إلى (عدو له) أكبر منه قوة وأشد بأسا ... فسيتوقف عن محاولة الإضرار بى ... وهذا ما يحدث عندما نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ... فنحن نلجأ إلى الله تعالى (عدو الشيطان) - الذى هو أقوى منه وله القوة والعزة جميعا - ونحتمى به ونعتصم ونلوذ فيتوقف الشيطان عن مهاجمتنا ولا يستطيع الإقتراب منا
هذا ..... وعدوى بشر مثلى يرانى وأراه و يتفوق على فى الحجم والقوة 5 أضعاف .... فماذا لو كان أيضا (غير مرئى) ؟؟؟
اقتباس
لنتخيل ان الجان إنسان وأنه كلما ابتعدنا عن هذا الإنسان زاد شره
وعداوته لنا وعداؤنا له ..أيبدو لنا ذلك معقول
لو كان الشيطان (مرئيا) لقتلناه واسترحنا من شره وما كانت هناك مشكلة ولا فساد فى الأرض ... ولأضررنا به ماديا كما يحاول الإضرار بنا
فشياطين الإنس نحن نملك مناصبتهم العداء والكراهية ومبادلتهم العداء المحسوس
لكن إذا كان العدو (غير مرئى) ... فلا نملك سوى الحذر منه
(أ) - خذى مثلا عدو غير مرئى كالميكروبات والفيروسات :
كيف تتجنبين ضررها ؟؟
طبعا بالوقاية والبعد عن أماكن وجودها والحذر منها لتجنب الإصابة بالمرض
ولكن هل تملكين الإضرار بها وأنت لا ترينها ؟؟
(ب) - مثال آخر : الأشعة فوق البنفسجية أو الكهرباء :
كيف تتجنبين ضررها ؟؟
طبعا بالوقاية والبعد عن مصادرها والحذر منها
ولكن هل تملكين الإضرار بها وأنت لا ترينها ؟؟
هذا هو أسلوب مناصبة العداء بالنسبة للإنسان (الذى له فرصة النجاة من النار) .
أما بالنسبة للشيطان فالوضع معكوس
فهو مطرود من رحمة الله إلى الأبد ... و(مصيره الحتمى نار جهنم)
فإذا ابتعد عن الإنسان كما يبتعد الإنسان عنه ويحذر منه ... فسيدخل النار وحده ولن يستطيع إضلال أحد .... وهذا ما لا يريده الشيطان .... فهو يريد أن يتعذب الإنسان معه ويخلد معه فى النار مثله ... فليس أمام الشيطان سبيل سوى الهجوم والإستماتة فى التقرب من عدوه لكى يستطيع التأثير عليه وإضلاله وإدخاله معه إلى النار .
اقتباس
ولو فرضنا أن ذلك معقول ما رأيك بقول الله تعالى عن الشيطان
(فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)
لو فرضنا أن الحذرعداء كان أولى أن يعادي الشيطان المخلصين لله.
فهم أكثر الناس حذرا وبعدا عن وساوس الشيطان.
الْمُخْلَصِينَ (بفتح اللام) : أى الذين خلصهم الله تعالى بقوته ومشيئته فلا يستطيع الشيطان التأثير عليهم ... وما ذلك إلا لشدة حذرهم من وساوس الشيطان وقوة إيمانهم بالله وتفانيهم فى طاعته وعبادته .... وهم بالفعل أعدى أعداء الشيطان ولكنه لا يستطيع إغواءهم .
ولكن ذلك لا ينفى بالطبع محاولته المستمرة فى التقرب منهم ومحاولة إضلالهم .... فالشيطان لا ييأس أبدا .... ولكنه لا يستطيع إضلالهم لأنهم معتصمين بمن هو أقوى منه يحميهم من كيده وشره وضرره .
ولو تدبرتى فى الآية وكلماتها لوجدتى أن الشيطان إستثنى عباد الله المخلصين من (تحقق الإغواء) ولم يستثنهم من (محاولة التقرب منهم) .... فالشيطان وجنده يبذلون كل ما فى وسعهم للتقرب من (كل إنسان) ... فالتقرب هو وسيلتهم الوحيدة لإلحاق الضرر وبيان العداوة .
المفضلات