استفسارات في ديني

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

استفسارات في ديني

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: استفسارات في ديني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    7
    آخر نشاط
    27-12-2012
    على الساعة
    04:21 AM

    افتراضي استفسارات في ديني





    انا اخوكم محمد - مصري ..... كنت طالب في المرحله الثانويه و الحمد لله ربنا اكرمني باكليه الهندسه .....المهم

    انا عندي بعض الاستغسارات عن ديني اللي محتاج اعرفها و يزداد يماني بالله ورسوله الكريم :salla-s:

    اول استفسار عند علم التفسير .... مبني علي اي اساس ؟
    هل الرسول:salla-s: كان بيفسر بعض الايات ام كانت مفهومه لدي الصحابه - رضوان الله عليهم - في ذلك الوقت ؟
    و هل يوجد اختلافات بين تفسير الأمه المختلفه ابن كثير و هكذا ؟
    وإن وجدت هذه الاختلافات فهل هي جوهريه ام شيئ بسيط ؟

    و ياريت مراعه اني للاسف مش فقيه لدرجه كافيه في الدين

    و ادعو الله ان يهدينا الله إلي سبل الرشاد

    و إن شاء الله هبقي انزل استفساراتي بالتتابع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,986
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    27-07-2022
    على الساعة
    11:57 PM

    افتراضي

    بني الكريم حبيب محمد صلى الله عليه وسلم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

    لقد نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين
    لقد نزل على قوم أهل فصاحة وبيان وبلاغة
    كادت اللغة أن تخالط دمائهم من فرط عشقهم لها يتحسسون عبيرها ويتذوقون جمالها ويقيمون أسواقا للأدب والشعر يتبارزون فيها ويفتخرون وقد فتنتهم بعض الأشعار بسحرها وبيانها فرفعوها وعلقوها على كعبتهم
    هؤلاء القوم لم يكونوا بحاجة إلى من يفسر لهم آيات الكتاب
    وقد جاء في آيات القرآن تفسيرا لبعض آيات القرآن فكان ذلك تفسيرا للقرآن بالقرآن وهو أعلى درجات التفسير وكمثالا على ذلك ما جاء في سورة الطارق ما يبين لنا أن الطارق هو النجم الثاقب
    ( والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب )

    ثم جاء بعد ذلك أن بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الآيات والكلمات ، فكان هذا التفسير أفضل التفاسير بعد تفسير القرآن بالقرآن وقد سمي هذا التفسير بالمأثور

    وبما أن اللغة العربية غنية بالمعاني والمفردات وأن كلمة واحدة قد يكون لها مدلولات عديدة فلا يحدد معناها إلا موقعها من الجملة ، بل قد يختلف المعنى تماما بسبب رفع حرف أو نصبه في كلمة واحدة ، لذلك أمسك الناس عن الخوض في تفسير القرآن بآرائهم وأفهامهم ،
    فهذا أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يُسأل عن معنى العاصفات التي ذكرت في سورة المرسلات ( فالعاصفات عصفا ) فما كان منه رضي الله تعالى عنه إلا أنه أطرق ساعة ثم قال : العاصفات هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله قالها ما قلتها - فعندما أطرق لم يكن يفكر في معناها وإنما كان يتذكر ماذا قال لنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ثم وجد بعض أهل العلم أن ملكة اللغة قد ضعفت بين الناس وخاصة بعد أن فتحت البلاد ودخل في دين الله الأعاجم من الفرس والروم والقبط وغيرهم ،
    لذلك إجتهد بعض أهل العلم فوضعوا تفسيرا للقرآن يعتمدون فيه على المأثور من التفسير ويستأنسون بأسباب النزول ويعتمدون على قواعد اللغة وبيانها ، فحاولوا التسديد والتقريب ما استطاعوا وقد تطرقوا للمحكم من الآيات وأمسكوا عن المتشابه منها

    ثم جاء من استخدم تلك الأدوات وزاد عليها فاستأنس بعضهم بما جاء في كتب أهل الكتاب حول بعض القصص وبعض المسائل وبذلك تسربت إلى بعض كتب التفسير ما يعرف بالإسرائيليات
    وكذلك حاول بعض المفسرين أن يضع ما توصل إليه برأيه واجتهاده

    لكل ذلك أقول نعم هناك بعض الإختلافات في التفسير وخاصة بعد الإكتشافات العلمية والعلوم الحديثة التي كشفت عن بعض جوانب الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والتي لم يكن يعلمها المفسرون السابقون
    فالذين قاموا بتفسير القرآن الكريم بشر يجتهدون فيصيبون ويخطؤن فليسوا معصومين ولم يدع أحدهم أنه مأيد بالوحي أو روح القدس ، بل إن أحدهم بعدما يضع عصارة فكره وعلمه يقول والله أعلم

    لذلك وجدنا أن التفسير بالمأثور والإمساك عن الخوض بالرأي هو الأفضل لأن الأيام تتكشف عن أمور لم تكن في الحسبان
    وقد تكفل الله بحفظ القرآن وجمعه وبيانه وقد كان
    فقال تعالى ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )
    { سورة القيامة:16-19}

    وقد جاء في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القرآن الكريم
    كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي ما تركه من جبار إلا قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ،

    إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله وهو النور البين والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الرد .
    هذا والله الموفق للصواب والسداد وهو أعلى وأعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    12:29 PM

    افتراضي

    التفسير:

    لُغَـةً: البَيَانُ والكَشْفُ. فَسَّرَ الشيء إذا وَضَّحَـه وبَيَّنَه.
    اصْطِلاَحا: عِلمٌ يُرَادُ به فَهْمُ كتاب اللّه تعالى المنزَّلِ على نَبِيِّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم وبيانُ مَعَانِيه واسْتِخْرَاجُ أحكامِه وَحِكَمِهِ.
    -----------------------------------
    منشأ علم التفسير:

    أول من أظهر تفسير القرآن وبين للناس معانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أعلم الناس بمعاني كتاب الله وإدراك أسراره ومعرفة مقاصده. بل هو الذي وجه إليه الله كلامه حيث قال : {لتبين للناس ما نزل إليهم}(النحل/44)
    ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا التبس عليهم فهم آية من الآيات سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فيوضح لهم ما غمض عليهم فهمه وإدراكه.
    ولم يكن تفسير القرآن الكريم يدوّن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كعلم مستقل بذاته، وإنما كان يروى منه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتعرض لتفسيره كما كان يروى عنه عليه الصلاة والسلام الحديث.
    ومضى عصر الصحابة رضوان الله عليهم على ما تقدم، ثم جاء عهد التابعين الذين أخذوا علم الكتاب والسنة عنهم وكل طبقة من هؤلاء التابعين تلقت العلم على يد من كان عندها من الصحابة رضوان الله عليهم، فجمعوا منهم ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديث، وما تلقوه عنهم من تفسير للآيات وما يتعلق بها فكان علماء كل بلد يقومون بجمع ما عُرف لأئمة بلدهم، ثم توالى بعد ذلك التدوين في التفسير إلى عصرنا الحاضر
    -----------------------------------
    أنواع التفسير و مناهجه :

    اختلفت مناهج المفسرين في تفسير كتاب الله، وظهر هناك منهجان (اتجاهان) :
    المنهج الأول : سُمي التفسير بالمأثور،
    والمنهج الثاني : التفسير بالرأي أو المعقول.

    فالتفسير بالمأثور يُقصد به تفسير القرآن اعتماداً على ما جاء في القرآن نفسه ، وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما نقل عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين ، أى أن أقسامه أربعة ، هي :

    1. تفسير القرآن بالقرآن : إذ إن أحسن طريق لمعرفة مراد المتكلم هو الاستدلال ببعض كلامه على بعض - حسب قواعد لغته التي يتكلم بها - وهذا يقتضي معرفة اللغة التي نزل بها القرآن، ومعرفة أساليبها، واستعمالاتها، فالقرآن عربي، والرسول الذي أنزل إليه عربي، والقوم الذين خاطبهم أول مرة عرب، فجرى الخطاب بالقرآن على معتادهم في لسانهم لفظاً ومعنى. وقد يحتاج المفسر أن يجمع الآيات في الموضوع الواحد، ثم ينظر فيها مجتمعة ليعرف ما قد يكون بينها من علاقات، من تخصيص عام، وتقييد مطلق، وتفصيل مجمل
    مثاله : تفسير قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} فقد فُسِّر المُنْعَمُ عليهم بقوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}

    2. تفسير القرآن بالسنة : إن لم يتيسر فهم النص القرآني من القرآن نفسه طلبه المفسر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنها البيان للقرآن، قال تعالى : ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون))
    فالسنة تأتي مفسرة لبعض ما أجمل في القرآن، نحو أصول الفرائض كالصلاة والصيام والزكاة والحج، فبينت السنة أركان هذه العبادات وواجباتها ومستحباتها ومحظوراتها و مكروهاتها، وهيئاتها، وأوقاتها، ومقاديرها، وأنصبتها على نحو من التفصيل لم يأت في القرآن.
    وكذلك تأتي السنة بالمخصص لعموم القرآن، والمقيد لمطلقه، والمبين لمشكله، ويستدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : (ألا إني قد أوتيت القرآن ومثله معه). مثاله : تفسير قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فقد فُسرت (القوة) في الآية بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي) ثلاث مرات، رواه مسلم.

    3. تفسير القرآن بكلام الصحابة : إن تعذر فهم النص القرآني من القرآن ومن السنة طلبه المفسر من أقوال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم أعلم بذلك، لما شاهدوه من القرائن والأحوال، واختصوا به من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، ولا سيما علماؤهم وكبراؤهم.

    4. تفسير القرآن بكلام التابعين : تفسير القرآن بكلام التابعين ومن بعدهم من أهل العلم مع إضافة ما يناسب ذلك في المعتمدون، فإن تعذر فهم النص القرآني من كلام الصحابة لجأ المفسر إلى كلام من بعدهم من التابعين، فهم أقرب عهدا بنزول القرآن، وأعرف من غيرهم بلغته وأساليبه، وأكثر حفظا للسنن والآثار، وهم أيضا من أهل القرون المفضلة المشهود لها بالخيرية.
    -----------------------------------
    ولقد كان القران الكريم موضع الاهتمام الأول من المسلمين ، فكان فهم آياته وتدبر معانيها له الأولوية عندهم ، وكان اهتمام الصحابة بفهم النصوص كبيرا حتى أن عبد الله بن عمرو بن العاص حفظ سورة البقرة في سبع سنين أي انه كان يحفظ ويفهم ويطبق ما حفظه آية آية
    فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : "لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبسُواْ إِيمَانَهُم بظُلْمٍ} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لا يظلم نفسه ؟ فَقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه {يَابُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}".
    ومن التفسير المأثور أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ما أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما عن عدي بن حبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المغضوب عليهم: هم اليهود، وإن الضالين: هم النصارى".
    وما رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة الوسطى: صلاة العصر".

    وقد حرص الصحابة رضوان الله عليهم على تلقي القرآن الكريم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه وتفسيره. عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، كعثمان بن عفان وعبد اللّه بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا : "فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً"
    ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة.

    ومن المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين الكثير من معاني القرآن لأصحابه كما تشهد بذلك كتب السنة، ولم يبين كل معاني القرآن، لأن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء ومنه ما تعلمه العرب من لغتها ومنه ما لا يعذر أحد في جهالته، وبدهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفسر لهم ما يرجع فهمه إلى معرفة كلام العرب لأن القرآن نزل بلغتهم، ولم يفسر لهم ما تتبادر الأفهام إلى معرفته وهو الذي لا يعذر أحد بجهله، لأنه لا يخفى على أحد، ولم يفسر لهم ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة وحقيقة الروح وغير ذلك.

    ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المصدر الثاني - بعد القرآن الكريم - الذي كان يرجع إليه الصحابة في تفسيرهم لكتاب الله تعالى، فكان الواحد منهم إذا أشكلت عليه آية من كتاب الله رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسيرها، فيبين له ما خفي عليه، لأنه صلى الله عليه وسلم المبين والمفسر للقرآن الكريم، قال تعالى : {وَأَنزَلْناَ إِلَيْكَ الّذِكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.

    فكان النبي صلي الله عليه وسلم يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرف أصحابه فعرفوه وعرفوا أسباب نزول الآيات ومقتضي الحال منها منقولا عنه.

    ولم يكن تفسير القرآن الكريم يدوّن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كعلم مستقل بذاته، وإنما كان يروى منه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتعرض لتفسيره كما كان يروى عنه عليه الصلاة والسلام الحديث.

    وظل صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضوان الله عليهم هكذا بالشرح والتوضيح والتفسير طيلة نزول القرآن حتى لحق بالرفيق الأعلى.
    -----------------------------------
    ومضى عصر الصحابة رضوان الله عليهم على ما تقدم
    ثم جاء عهد التابعين الذين أخذوا علم الكتاب والسنة عنهم
    وكل طبقة من هؤلاء التابعين تلقت العلم على يد من كان عندها من الصحابة رضوان الله عليهم، فجمعوا منهم ماروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديث، وما تلقوه عنهم من تفسير للآيات وما يتعلق بها .... فكان علماء كل بلد يقومون بجمع ما عُرف لأئمة بلدهم، كما فعل ذلك أهل مكة في تفسير ابن عباس رضي الله عنه وأهل الكوفة فيما روى عن ابن مسعود رضي الله عنه من روايات التفسير، ثم توالى بعد ذلك التدوين في التفسير إلى عصرنا الحاضر
    -----------------------------------
    فتفسير القرآن يؤخذ منه ومن السنة فإن لم يوجد فيهما، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة رضوان الله عليهم فهم أدرى بذلك لما شاهدوه وعاصروه من نزول القرآن الكريم والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح. فهم أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن، وفهمهم له مطلب شرعي كما دلت على ذلك النصوص، وهو مقدم على من بعدهم بكل تأكيد.
    مثال ذلك :
    قال تعالى :{وَعَلَى الذين يًّطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}. قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
    وقال ابن عمر رضي الله عنه: هي منسوخة.
    وقال ابن عباس رضي الله عنهما : ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فليطعمان مكان كل يوم مسكيناً.
    وقول ابن عباس هذا يتأتى على من يفسر الإِطاقة بأنها تحمل الشيء بتكلف وجهد ويشهد له : قراءة " يُطَوِّقُونه "- بضم الياء وفتح الطاء وفتح الواو المشددة.
    وأما قراءة العامة من القراءة المشهورة فتشهد للرأي الأول.
    -----------------------------------
    مصادر الصحابة في التفسير:

    كان الصحابة رضوان الله عليهم يبنون اجتهاداتهم في التفسير على ما يلي :-
    1- معرفة أوضاع اللغة العربية: فإن لغتهم العربية تعينهم على فهم الآيات التي يتوقف فهمها على لغة العرب.
    2- معرفة أسباب النزول: فلقد عاصر الصحابة الوحي وشاهدوا نزوله فعرفوا أسباب النزول ومواقعه ، قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: (معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية. فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب).
    3- معرفة أحوال اليهود والنصارى في جزيرة العرب وقت نزول القرآن: وهذا يعين على فهم الآيات التي فيها الإِشارة إلى أعمالهم والرد عليهم.
    4- معرفة عادات العرب: فإن في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي لها صلة بعاداتهم.
    5- قوة الفهم والإِدراك: وهذا فضل يؤتيه الله من يشاء من عباده، وكثير من آيات القرآن الكريم يدق معناه، ويخفى المراد منه، ولا يظهر إلاّ لمن أوتي حظاً وافرا من الفهم ونور البصيرة، وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما صاحب النصيب الأكبر والحظ الأوفر من ذلك، وهذا ببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم .

    وقد اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة : الخلفاء الأربعة، وابن مسعود وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير- رضي الله عنهم أجمعين- أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة نزرة جداً، وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم.
    وهناك من تكلم في التفسير من الصحابة غير هؤلاء: كأنس بن مالك، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعائشة- رضي الله عنهم- غير أن ما نقل عنهم في التفسير قليل
    -----------------------------------
    أقوال التابعين في التفسير :

    أقوال التابعين في التفسير هي المصدر الرابع في التفسير فإذا لم نجد تفسير القرآن بالقرآن، ولا بالسنة، ولا بأقوال الصحابة، فإننا نرجع في ذلك إلى أقوال التابعين، لأنهم أقرب إلى الصواب في فهم القرآن فقد أخذوا التفسير عن الصحابة.

    مصادر التابعين في التفسير:

    لقد كانت حاجة المشتغلين بالتفسير من التابعين أن يكملوا ما احتاج إلى بيان فزادوا في التفسير بمقدار الحاجة معتمدين في ذلك على ما يأتي :
    1- فهم كتاب اللّه تعالى على ما جاء في الكتاب نفسه.
    2- ما رواه الصحابة عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
    3- ما سمعوه من الصحابة من تفسيرهم للقرآن.
    4- ما أخذوه من أهل الكتاب مما جاء في كتبهم.
    5- ما فتح اللّه به عليهم من طريق الاجتهاد والنظر.

    مدارس التفسير في عصر التابعين :

    من المعلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يستقروا في بلد واحد بل تفرقوا في الأمصار وحملوا معهم ما وعوه من العلم مما حفظوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إليهم كثير من التابعين يأخذون العلم عنهم وينقلونه لمن بعدهم فقامت في هذه الأمصار المختلفة مدارس علمية على يد الصحابة تتلمذ فيها كثيرمن التابعين. ومن أهم مدارس التابعين في التفسير:
    1- مدرسة التفسير بمكة : قامت هذه المدرسة على يد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ومن أشهر من تتلمذ على يديه سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وطاووس بن كيسان اليماني وعطاء بن أبي رباح.

    2- مدرسة التفسير بالمدينة : قامت هذه المدرسة على يد أبي بن كعب الذي يعد أشهر من تتلمذ عليه زيد بن أسلم وأبو العالية ومحمد بن كعب القرظي.

    3- مدرسة التفسير بالكوفة : قامت هذه المدرسة على يد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ومن أشهر من تتلمذ على يديه علقمة بن قيس، ومسروق، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي.

    وقد اختلف العلماء في الرجوع إلى تفسير التابعين والأخذ بأقواهم إذا لم يؤثر في ذلك شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كالآتي :
    أ- ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يؤخذ بتفسير التابعي، واستدلوا بأن التابعين ليس لهم سماع من الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يمكن الحمل عليه كما قيل في تفسير الصحابي إنه محمول على سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، وبأنهم لم يشاهدوا القرائن والأحوال التي نِزل عليها القرآن، فيجوز عليهم الخطأ في فهم المراد وظن ما ليس بدليل دليلاَ. ومع ذلك فعدالة التابعين غير منصوص عليها كما نص على عدالة الصحابة، وهو رواية عن الإِمام أحمد.

    ب- ذهب أكثر المفسرين والرواية الأخرى عن الإِمام أحمد : إلى أنه يؤخذ بقول التابعي فيِ التفسير، لأن التابعين تلقوا غالب تفسيراتهم عن الصحابة، فمجاهد مثلاً يقول : "عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها "، وقتادة يقول: "ما في القرآن آية إلاّ وقد سمعت فيها شيئاً، ولذا حكى أكثر المفسرين أقوال التابعين في كتبهم ونقلوها عنهم مع اعتمادهم لها.

    وقد ذكر شيخ الإِسلام ابن تيمية عن شعبة بن الحجاج قوله : أقوال التابعين في الفروع ليست حجة، فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني : أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم. وهذا صحيح، أما إذا اجتمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.
    -----------------------------------
    أول من دون علم التفسير :

    أول من حظي بشرف تدوين علم التفسير(سعيد بن جبير بن هشام الأسدي) ، أخذ العلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، كان في أول أمره كاتباً لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
    قتل على يد الحجاج سنة 95 هـ . قال أحمد بن حنبل : قتل سعيد وما على وجه الأرض أحد إلاّ وهو مفتقر إلى علمه).
    -----------------------------------
    والخلاف في التفسير الأثري إختلاف تنوع لا اختلاف تضاد ، ويرد ذلك إلي ثلاثة أوجه :

    1 – أن يعبر كل من المفسرين عن النص بعبارة غير صاحبه، فالنص واحد وكل تفسير يدل علي معني لا يدل عليه الآخر، مع أن كليهما حق.
    2 – أن يذكر كل منهم في تفسير النص بعض أنواعه علي سبيل التمثيل للمخاطب لا علي سبيل الحصر.
    3 – أن يذكر أحدهم لنزول الآية سببا أو أكثر ويذكر الآخر خلافه وهو فيما يري لا يعد خلافا.
    -----------------------------------
    وظل التفسير المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أضيف إليه من تفسير الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، يتناقل شفهياً، حتى ابتدأ علم تدوين الحديث، ودون معه التفسير، وكان التفسير باباً من الأبواب التي اشتمل عليها الحديث، فلم يفرد له آنذاك تأليف خاص يفسر القرآن سورة سورة، وآية آية، من مبدئه إلى منتهاه، بل وجد من العلماء من طوف في الأمصار المختلفة ليجمع الحديث، فجمع بجوار ذلك ما روى فيها من تفسير منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أو إلى الصحابة، أو إلى التابعين.
    وفي أواخر عهد بني أمية، وأول عهد العباسيين، وخلال نهضة تدوين العلوم، انفصل التفسير عن الحديث، وأصبح علماً قائماً بنفسه، ووضع التفسير لكل آية من القرآن، ورتب ذلك على حسب ترتيب المصحف، وتم ذلك على أيدي طائفة من العلماء منهم ابن ماجة المتوفي سنة 273 هجرية، وابن جرير الطبري المتوفي سنة 310 هـ، والنيسابوري المتوفي سنة 318هـ،وغيرهم من أئمة هذا الشأن.
    وظل علم التفسير ينمو وتتعدد أنواعه بتعدد ثقافات المفسرين حتى أصبح بالصورة التي نراه عليها اليوم.
    -----------------------------------


    رابط هام للإطلاع :

    http://www.google.com.eg/url?sa=t&rc...MnyENsf8a3Mw_Q
    التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 30-08-2012 الساعة 10:03 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    28
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-09-2012
    على الساعة
    12:56 PM

    افتراضي

    جزاكم الله خير ياخوان

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    7
    آخر نشاط
    27-12-2012
    على الساعة
    04:21 AM

    افتراضي

    جزاكم الله كل خير علي هذا الإيضاح ... و لي استفسار ثاني بعد إذنكم
    ما هو القرين و ما مدي تأثيره علي النفس البشريه و سلوك الإنسان ؟
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    12:29 PM

    افتراضي

    ما هو القرين وهل يمكن رؤيته أو التخلص منه ؟؟

    في القاموس : " القرين " : المقارن ، والصاحب ، والملازم.

    والقرين هو شيطان مسلَّط على الإنسان بإذن الله عز وجل ، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف ، يقترن بابن آدم، ويسعى جاهداً ليضله عن سواء السبيل، كما قال عز وجل : (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ، ولكن إذا منّ الله سبحانه وتعالى على العبد بقلب سليم صادق متجه إلى الله عز وجل مريد للآخرة ، مؤثر لها على الدنيا فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه.

    فمع كل إنسان قرين، والقرين الذي مع كل إنسان هو شيطان كافر فلا يكون طوع أمر صاحبه في الخير، ولا يمكن أن يسلم أي يصبح مسلما مؤمنا، ولكنه يخنس وينزوي عند الذكر. ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان نزع أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تعالى : (وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). والمراد بنزغ الشيطان أن يأمرك بترك الطاعة ، أو يأمرك بفعل المعصية ، فإذا أحس المرء من نفسه الميل إلى ترك الطاعة ، أو الميل إلى فعل المعصية فهذا من الشيطان.

    ولا يمكن للمسلم أن يسيطر على قرينه ويدخله في الإسلام، لأن الله سبحانه جعل ذلك ابتلاءً للعبد، ليعلم المؤمن المطيع من الكافر العاصى.

    وطرد القرين طرداً أبدياً لا يمكن، ولكن المسلم إذا حافظ على ذكر الله والإكثار من مجالسة أهل الخير وعمل الصالحات وداوم على الإستعاذة من شر الوسواس الخناس فإن الله بإذنه يحفظه من شر القرين.

    ولا عمل للقرين إلا الوسوسة والإغواء والإضلال ، وبحسب قوة إيمان العبد يضعف كيد الشيطان القرين ، وليس هناك عمل حسي آخر لهذا الشيطان ، وتنتهي مهمة هذا القرين بموت المسلم ، ولا ندري عن مصيره بعدها. فالقرين لا يكون مع الإنسان في قبره حيث أنه بمجرد أن يموت الإنسان يفارقه قرينه ؛ لأن مهمته التي كان مسخراً لها قد انتهت ، إذ إن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له.

    والقرين وجوده ثابت بالقرآن والسنة،
    أما القرآن فيقول الله تعالى : (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ).
    وأما السنة فقد أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها: "أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً. قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ. فَجَاءَ فَرَأَىَ مَا أَصْنَعُ. فَقَالَ: "مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟" فَقُلْتُ: وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَىَ مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ؟" قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَوَ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟! قَالَ: "نَعَمْ" قُلْتُ: وَمَعَ كُلّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ "نَعَمْ. وَلَكِنْ رَبّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتّىَ أَسْلَمَ".
    وأخرج أحمد ومسلم عَن عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ وَقَدْ وُكّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنّ". قَالُوا: وَإِيّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ "وَإِيّايَ. إِلاّ أَنّ اللّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ. فَلاَ يَأْمُرُنِي إِلاّ بِخَيْرٍ".

    وعلى المسلم أن يصدق بوجود القرين لأن التصديق بوجوده تصديق بما أخبر به الكتاب والسنة.

    والشيطان الذي يوسوس للإنسان في صلاته ليس هو القرين ، بل هو شيطان خاص لهذا الأمر ، وقد سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم " خِنْزَب " - بفتح الخاء أو كسرها - ، وليس هو الذي يعقد على قافية المسلم قبل نومه ثلاث عُقَد - كما في الصحيحين - ، وليس هو الذي يبول في أذن من نام الليل كله حتى أصبح - كما في الصحيحين - ، وهكذا في مسائل كثيرة ، فكل أولئك جنود لإبليس - على الراجح - ابتلى الله تعالى بهم المسلمين ، وأمرهم بالاستعاذة منهم ، واتخاذهم أعداء ، وأما القرين فله الوسوسة والإغواء لا غير.

    والأصل في الشياطين عموما أنها مخلوقة من النار ولا يراها الانسان إلا حال تشكلهم بدليل الاية الكريمة : (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)
    ---------------------------------------
    هل القرين مع كل إنسان ؟؟

    القرين قد جعله الله تعالى مع كلِّ أحدٍ من الناس ، وهو الذي يدفع صاحبه للشر والمعصية ، باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى : (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ). قال ابن كثير :{قال قرينه} قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة وغيرهم : هو الشيطان الذي وُكِّل به. {ربَّنا ما أطغيته} أي: يقول عن الإنسان الذي قد وافى القيامةَ كافراً يتبرأ منه شيطانه، فيقول: {ربنا ما أطغيته} أي: ما أضللتُه. {ولكن كان في ضلالٍ بعيدٍ} أي: بل كان هو في نفسه ضالاًّ قابلاً للباطل معانداً للحقِّ ، كما أخبر سبحانه وتعالى في الآية الأخرى في قوله : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وقوله تبارك وتعالى : {قال لا تختصموا لديَّ} يقول الرب عز وجل للإنسي وقرينِه من الجن وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق تعالى فيقول الإنسي : يا رب هذا أضلَّني عن الذِّكر بعد إذ جاءني ، ويقول قرينه الشيطان : {ربَّنا ما أطغيتُه ولكن كان في ضلالٍ بعيدٍ} أي : عن منهج الحق. فيقول الرب عز وجل لهما : {لا تختصموا لدي} أي : عندي ، {وقد قدمت إليكم بالوعيد} أي : قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل ، وأنزلت الكتب ، وقامت عليكم الحجج والبينات والبراهين.
    {ما يبدل القول لديَّ} قال مجاهد : يعني : قد قضيتُ ما أنا قاض. {وما أنا بظلاَّم للعبيد} أي : لست أعذِّب أحداً بذنب أحدٍ ، ولكن لا أعذِّب أحداً إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
    ---------------------------------------
    ما هى بعض الأفعال السيئة التى يدفع القرين المرء لفعلها ؟؟

    1- هذا القرين تارة يوسوس بالشر ويزين المنكرات وارتكاب المعاصى والذنوب، ولذا جاء الأمر بالاستعاذة من شر وسوسته في سورة الناس: (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
    2- وتارة ينسي فعل الخير، قال سبحانه : (فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ).
    3- وتارة يعدُ ويُمَنِّي فيلهى بزخرف الدنيا ومتاعها الزائل عن ثواب الآخرة ، قال تعالى : (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً).
    4- وتارة يقذف في القلب الوسوسة والشكوك والجزع وسوء الظن والرعب، قال سبحانه : (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ).
    5- ومن أفعاله أيضا دفع القرين للمقترن به ليمرَّ بين يدي المصلي ، فقد جاء النصٌّ الصحيح على هذا أنه من فعل القرين ، وهذا ليس خارجاً عمّا ذكرنا من أعمال القرين من الوسوسة والتزيين والإغواء. فعن أَبِى سَعِيدٍ الخدْرِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شيء يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْ فِى نَحْرِهِ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ). وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّى فَلاَ يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ).
    ---------------------------------------
    هل يجوز للمسلم أن يدعو الله بإسلام قرينه ؟؟

    قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينه مِنْ الْجِنّ , قَالُوا : وَإِيَّاكَ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّه أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ)
    وفي رواية : "… وقد وكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة".

    هذا الحديث صحيح وقد رواه مسلم برقم (2714) وقد وقع الخلاف في معنى قوله (فأسلم) في هذا الحديث ، وذكر هذا الخلاف والترجيح فيه النووي في شرح هذا الحديث فقال :
    ( فَأَسْلَم ) بِرَفْعِ الْمِيم وَفَتْحهَا وَهُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ
    فَمَنْ رَفَعَ قَالَ : مَعْنَاهُ : أَسْلَمُ أَنَا مِنْ شَرّه وَفِتْنَته
    وَمَنْ فَتَحَ قَالَ : إِنَّ الْقَرِين أَسْلَمَ , مِنْ الإِسْلام وَصَارَ مُؤْمِنًا لَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ وَاخْتَلَفُوا فِي الأَرْجَح مِنْهُمَا
    فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الصَّحِيح الْمُخْتَار الرَّفْع ،
    وَرَجَّحَ الْقَاضِي عِيَاض الْفَتْح وَهُوَ الْمُخْتَار لِقَوْلِهِ : " فَلا يَأْمُرنِي إِلا بِخَيْرٍ"
    وَاخْتَلَفُوا عَلَى رِوَايَة الْفَتْح ،
    قِيلَ : أَسْلَمَ بِمَعْنَى اِسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ وَقَدْ جَاءَ هَكَذَا فِي غَيْر صَحِيح مُسْلِم (فَاسْتَسْلَمَ) ،
    وَقِيلَ : مَعْنَاهُ صَارَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر).
    وقال أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة 1/185 : (قيل أسلم أي آمن ، فيكون عليه السلام مختصا بإسلام قرينه وإيمانه) ، وعلى هذا يكون إسلام القرين من خصائص النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال القاضي : (واعلم أن الأمَّة مجتمعة على عصمة النَّبي صلَّى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه).
    وعلى الراجح من أقوال أهل العلم أن قرين النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمن ويصبح مسلماً ، وإنما استسلم له وانقاد.
    وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية عدم إسلام قرين النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : أي استسلم وانقاد، وكان ابن عيينه يرويه فأسلم بالضم، ويقول : إن الشيطان لا يُسلم، لكن قوله في الرواية الأخرى: فلا يأمرني إلا بخير، دل على أنه لم يبق يأمره بالشر، وهذا إسلامه، وإن كان ذلك كناية عن خضوعه وذلته لا عن إيمانه بالله، كما يقهر الرجل عدوه الظاهر ويأسره، وقد عرف العدو المقهور أن ذلك القاهر يعرف ما يشير به عليه من الشر فلا يقبله، بل يعاقبه على ذلك، فيحتاج لانقهاره معه إلى أنه لا يشير عليه إلا بخير لذلته وعجزه لا لصلاحه ودينه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إلا أن الله أعانني عليه، فلا يأمرني إلا بخير".
    وعليه فإنه لا يشرع للمسلم أن يدعو الله بإسلام قرينه ؛ لأن هذا اعتداء في الدعاء بسؤال الله تعالى ما قد يكون من خصائص النبى صلى الله عليه وسلَّم فقط ، ولأن الصحابة وهم أحرص الناس على الخير وأقرب إليه منا لم يُنقل عنهم الدعاء والتوجه لله حتى يسلم قرناؤهم من الجن ، ولا استعانوا بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلَّم لما سمعوا منه ذلك الحديث ، فهذا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم من هم من علو الهمة لم ينقل عنهم أنهم فعلوا ذلك ولا أبناؤهم ونحن يجب علينا اتباع هدي هؤلاء الصحابة الكرام لأنهم فهموا هذا الدين من مصدره وتعلموه مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم غضًّا طرياً ، ولا يجوز لنا اتباع غير سبيلهم قال تعالى : (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
    والحديث ورد في سياق تحذير الصحابة من فتنة القرين ، قال النووي : (وَفِي هَذَا الْحَدِيث : إِشَارَة إِلَى التَّحْذِير مِنْ فِتْنَة الْقَرِين وَوَسْوَسَته وَإِغْوَائِهِ , فَأَعْلَمَنَا بِأَنَّهُ مَعَنَا لِنَحْتَرِز مِنْهُ بِحَسَبِ الإِمْكَان) ، وهذا هو الواجب شرعا.
    ---------------------------------------
    كيف نتغلب على وساوس القرين ؟؟

    على المسلم مدافعة هذا القرين الشيطان، وهذا هو المطلوب منه شرعاً، وهو أمر مقدور عليه، فيمكن للمسلم أن يحارب الشيطان والقرين أيضا بحيث يسلم من وسوسته واغوائه وأن ينتصر عليه إذا تمسك بكتاب الله عز وجل وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
    فالمسلم إذا التزم بمنهج الله حقاً إبتعد عنه الشيطان، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر: "ما رأك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً آخر يا عمر". وما ذلك إلا لقوة عمر في الحق وصدقه في اتباع المنهج الرباني، ومن هنا فاعتصام المسلم بالكتاب والسنة، وطاعته لله ورسوله، هو السبيل الوحيد للنجاة من الوقوع في الزيغ والضلال ومن سبل الشيطان.
    ومن الأسباب المعينة على السلامة من شر القرين والشيطان وجنوده :

    1- الإيمان بالله وعبادته بإخلاص والتوكل عليه والاستعاذة به. قال الله تعالى : {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ، وقال الله تعالى :
    {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ*إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}.
    وقد أخبر الله تعالى عن الشيطان أنه قال :{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}. فأجابه الله تعالى :{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ*إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}.

    2- الالتزام بالكتاب والسنة والإكثار من تلاوة القرآن ولاسيما سورة البقرة وبالأخص آية الكرسي والآيتين الأخيرتين من هذه السورة. ففي حديث ابن مسعود : أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطاً بيده ثم قال : هذا سبيل الله مستقيماً ثم خط عن يمينه وشماله، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. وفي حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). وفي حديث أبي هريرة : (أن الشيطان قال له إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقول الشيطان، قال : صدقك وهو كذوب).

    3- المحافظة على الصلاة في الجماعة والأذان لها وقيام الليل. فقد روى أبو الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية). قال السائب -أحد رواة الحديث- يعني بالجماعة جماعة الصلاة. وعن ابن مسعود قال: (ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال : (ذاك رجل بال الشيطان في أذنه). وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).

    4- المحافظة على ذكر الله تعالى دائماً، ولا سيما الأذكار المقيدة : صباحاً ومساء وعند النوم وعند الدخول والخروج والأكل والجماع وعند الخلاء ونزع الثياب. ففي حديث الحارث الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (وآمركم بذكر الله كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره حتى أتى على حصن حصين فأحرز نفسه فيه، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله). قال تعالى : {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}. والأذكار عموما وخاصة الوارد منها في القرآن أو في السنة هي السلاح الذي يحمي به العبد نفسه من شر الشياطين، فما دام منتبها يذكر الله تعالى فإنها لن تضره بإذن الله تعالى، فوسوسة الشيطان إنما تكون لكل غافل حتى لو كان في الصلاة أو في المسجد. قال النبي عليه الصلاة والسلام : "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسي الله التقم قلبه".

    5- الالتزام بالجماعة. ففي حديث عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد).

    6- البعد عن اتباع خطوات الشيطان ومظان وجوده، كالسوق ومجالس الغيبة والنميمة ومجالس الفجور والمعاصى ومجالس النساء ولا سيما الخلوة والانفراد بهن، ومجالس الغناء. قال الله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} ، وفي الحديث : (لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، ففيها باض الشيطان وفرخ) ، وفي الحديث : (ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما).

    7- الإكثار من الدعاء : (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون).

    8- المداومة على قراءة سور الإخلاص والمعوذتين في الصباح والمساء.

    9- تعلم العلم النافع، وتلاوة القرآن، ومجالسة العلماء والصالحين والإكثار من ذكر الله، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم وقراءة آية الكرسي قبل النوم وغير ذلك.

    10- البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) عند عمل أي شيء.

    11- ملازمة الطهارة.

    12- الإستعاذة كلما أحس المرء بوسوسة من الشيطان قال تعالى : (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
    ---------------------------------------
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المشاركات
    54
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-10-2012
    على الساعة
    07:07 AM

    افتراضي

    (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ )

    إن كان للإنسان حضور قلبي مع القرآن وبصيره يستطيع ان يستفهم كلام
    ربه ويعقلها , أما الإنسان إذا ضعف إيمانه أو أستكثرت عليه ذنوبه فيقول
    ماذا قال آنفا..لذلك علينا أن نخلص لله قولا وعملا ليفتح الله علينا من نور
    علمه ويزدنا إيمانا على إيماننا اللهم آمين.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    111
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    12-12-2012
    على الساعة
    08:22 PM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

استفسارات في ديني

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. استفسارات حول حديث السجود
    بواسطة المنتصربعون الله في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-02-2013, 10:01 PM
  2. عزي في ديني
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-09-2010, 12:29 AM
  3. استفسارات
    بواسطة lazer في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-12-2008, 10:22 PM
  4. استفسارات
    بواسطة الذهبي في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 08-04-2007, 12:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

استفسارات في ديني

استفسارات في ديني