فناء الخلق

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

فناء الخلق

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 12 من 12

الموضوع: فناء الخلق

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    12:29 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلط مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا عندي سوال ثاني لو سمحت شبهة سحر يهودي لرسول صلى الله عليه وسلم ويسال الملحد لماذا لايبطل الله السحر كما ابطل سحر فرعون
    أولا :
    بادىء ذى بدء ... فالمنتدى غير مختص بالإجابة عن أسئلة الملاحدة ولا الحوار معهم ... فهم لا يعترفون أساسا بوجود الله تعالى، وبالتالى لا يعترفون بقدرته الكلية ومشيئته الكلية وقدسيته الكلية، ولا يؤمنون بدين ولا شريعة، ولا نبى ولا رسول، ولا يرون بأسا فى أن يسألوا ببجاحة : (لماذا فعل الله تعالى كذا ولم يفعل كذا ؟؟ لماذا اخذ الله هذا وترك ذاك ؟؟) بل يرونه قمة التعقل والذكاء
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم !!!!!!
    ولكننا نجيبك إن شاء الله تعالى لفائدتك الشخصية، ولفائدة كل مسلم يريد المعرفة اكثر عن دين الإسلام.
    ----------------------------------------------------------
    ثانيا :
    يجب فهم معنى عصمة الأنبياء، وحفظ الله تعالى لهم بشكل دقيق
    فقد اتفقت الأمة على أن رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم معصومون فيما يتعلق بتبليغ الوحي والرسالة، فلا يكذبون، ولا ينسون، ولا يغفلون، أما ما سوى ذلك من أحوالهم، فمذهب السلف على أن الرسل بشر يصيبون ويخطئون، إلا أن الله تعالى عصمهم من كبائر الذنوب، والصغائر التي تدل على خساسة الطبع، صيانة لعلو مكانتهم وكونهم قدوة للناس. وأما صغائر الذنوب التي لا تدل على خساسة قدر، وضعة منزلة، فمذهب السلف جواز وقوعها من الأنبياء، إلا أن الله لا يقرهم عليها بل سرعان ما ينزل الوحي مصححا وهاديا، كما يعتريهم ما يعتري سائر البشر من العوارض والأمراض والإبتلاء.
    فليس معنى عصمة الأنبياء أنهم معصومون من الأمراض والسحر والإبتلاءات كسائر البشر، فمذكور فى القرآن الكريم أنه قد أصيب نبى الله أيوب بالمرض فى جسده، وأصيب نبى الله موسى بالمرض فى جسده، وأصيب نبى الله يعقوب بالمرض فى جسده، وأصيب نبى الله يونس بالمرض فى جسده، فما الغريب أن يصاب نبى الله محمد بمرض فى جسده ؟؟ عليهم جميعا صلوات الله وسلامه وبركاته.
    ----------------------------------------------------------
    ثالثا :
    الحكمة التى من أجلها أبطل الله تعالى سحر سحرة فرعون - وهو تعالى أعلم بحكمته - قد تكون لأن إبطال سحرهم هذا الموقف كان يترتب ويتوقف عليه تصديق بنى إسرائيل لموسى وهارون عليهما السلام، وأنهما بالفعل رسولان مرسلان من الله تعالى، بمعنى أنه أمر ضرورى لتبليغ الرسالة، وهذا ما حدث بالفعل، فقد آمن السحرة بعدما رأوا بطلان سحرهم فاستيقنوا أن هذه معجزة وليست سحرا فأسلموا لله تعالى رب العالمين من فورهم :
    (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ * فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ).

    أما سحر اليهودى للنبى صلى الله عليه وسلم فهو عرض أو مرض قد أصابه كما يصاب الجميع من البشر،وهو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع كابتلاء من الله تعالى لعبده المؤمن، كان مرضا من الأمراض أصابه وشفاه الله تعالى وعافاه منه وأبطل سحر اليهودى بعد حين، فإصابته صلى الله عليه وسلم به كإصابته بالسم لا فرق بينهما، وفى هذا تأكيد لبشرية الرسول صلى الله عليه وسلم.
    إذا فهذا السحر لم يكن متعلقا بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة لكى يكون الرسول معصوما منه.
    ----------------------------------------------------------
    رابعا :
    السحر حق، وله حقيقة، وهذا معتقد أهل السنة والجماعة، لقول الله تبارك وتعالى : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
    وقد ثبت في القرآن تأثر نبي الله موسى عليه السلام بالسحر، قال الله تعالى : (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى).
    وهكذا سحر لبيد بن الأعصم اليهودي نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم.
    ----------------------------------------------------------
    خامسا :
    حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث، وتلقاه أهل السنَّة بالقبول والرضا، ولم يُنكره إلا المبتدعة، وفيما يلي نص الحديث، وتخريجه، ومعناه، ورد العلماء على من أنكره :

    فقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :
    سَحَرَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَهُودِيّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَتْ : حَتّىَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَيّلُ إِلَيْهِ أَنّهُ يَفْعَلُ الشّيْءَ، وَمَا يَفْعَلُهُ. حَتّىَ إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ، أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، دَعَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمّ دَعَا. ثُمّ دَعَا. ثُمّ قَالَ : "يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنّ اللّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ؟ جَاءَنِي رَجُلاَنِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالاَخَرُ عِنْدَ رِجْلَيّ. فَقَالَ الّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلّذِي عِنْدَ رِجْلَيّ، أَوِ الّذِي عِنْدَ رِجْلَيّ لِلّذِي عِنْدَ رَأْسِي : مَا وَجَعُ الرّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ. قَالَ : مَنْ طَبّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ : فِي أَيّ شَيْءٍ ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ. قَالَ وَجُف طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ : فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ". قَالَتْ : فَأَتَاهَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. ثُمّ قَالَ : "يَا عَائِشَةُ وَاللّهِ لَكَأَنّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنّاءِ. وَلَكَأَنّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشّيَاطِينِ". قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ أَحْرَقْتَهُ ؟ قَالَ : "لاَ. أَمّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللّهُ. وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَىَ النّاسِ شَرّا، فَأَمَرْتُ بِهَا فَدُفِنَتْ.

    وفى رواية أخرى عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا، وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ. فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ. فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ)
    رواه البخاري (3268) ومسلم (2189).

    (مطبوب) : مسحور.
    (مُشط) : آلة تسريح الشعر.
    (مشاقة) أو (مشاطة) : ما يسقط من الشعر.
    (وجف طلع نخلة ذَكَر) : هو الغشاء الذي يكون على الطلع، ويطلق على الذكر والأنثى، فلهذا قيده بالذَّكَر.
    ----------------------------------------------------------
    (أ) - قال ابن القيم رحمه الله :
    "وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث متلقى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته، وقد أنكره كثير من أهل الكلام وغيرهم أشد الإنكار وقابلوه بالتكذيب، وصنف بعضهم فيه مصنفا مفردا حمل فيه على هشام وكان غاية ما أحسن القول فيه أن قال غلط واشتبه عليه الأمر ولم يكن من هذا شيء، قالوا : لأن النبي لا يجوز أن يسحر فإنه يكون تصديقا لقول الكفار: (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) {الإسراء: 47} قالوا : وهذا كما قال فرعون لموسى : (إني لأظنك يا موسى مسحورا) {الإسراء: 101} وقال قوم صالح له : (إنما أنت من المسحرين) {الشعراء: 153} وقال قوم شعيب له : (إنما أنت من المسحرين). قالوا : فالأنبياء لا يجوز عليهم أن يسحروا، فإن ذلك ينافي حماية الله لهم وعصمتهم من الشياطين، وهذا الذي قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم، فإن هشاما من أوثق الناس وأعلمهم ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن، وقد رواه غير هشام عن عائشة، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله وأيامه من المتكلمين. قالوا : والسحر الذي أصابه كان مرضا من الأمراض عارضا شفاه الله منه ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما، فإن المرض يجوز على الأنبياء، وكذلك الإغماء فقد أغمي عليه في مرضه، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعة في درجاته ونيل كرامته، وأشد الناس بلاء الأنبياء فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس، فليس ببدع أن يبتلى النبي من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد وغير ذلك، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك، بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله، قالوا : وقد ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي فقال : يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم، فقال : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك. فعوذه جبريل من شر كل نفس وعين حاسد لما اشتكى. فدل على أن هذا التعويذ مزيل لشكايته وإلا فلا يعوذه من شيء وشكايته من غيره، قالوا : وأما قولكم إن سحر الأنبياء ينافي حماية الله تعالى لهم فإنه سبحانه كما يحميهم ويصونهم ويحفظهم ويتولاهم، فيبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم ليستوجبوا كمال كرامته وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس، فرأوا ما جرى على الرسل والأنبياء صبروا ورضوا وتأسوا بهم، ولتمتلئ صاع الكفار فيستوجبون ما أعد لهم من النكال العاجل والعقوبة الآجلة فيمحقهم بسبب بغيهم وعداوتهم فيعجل تطهير الأرض منهم، فهذا من بعض حكمته تعالى في ابتلاء أنبيائه ورسله بإيذاء قومهم، وله الحكمة البالغة والنعمة السابغة لا إله غيره ولا رب سواه".
    كما قال رحمه الله : "قد أنكر هذا طائفة من الناس، وقالوا : لا يجوز هذا عليه، وظنُّوه نقصاً وعيباً، وليس الأمر كما زعموا، بل هو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع، وهو مرض من الأمراض، وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما".

    (ب) - وقال الإمام النووى رحمه الله :
    "وقد أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث بسبب آخر، فزعم أنه يحط منصب النبوة، ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع، هذا الذي ادعاه هؤلاء المبتدعة باطل، لأن الدلائل القطعية قد قامت على صدقه وصحته وعصمته فيما يتعلق بالتبليغ، والمعجزة شاهدة بذلك، وتجويز ما قام الدليل بخلافه باطل. فأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث بسببها، ولا كان مفضلاً من أجلها، وهو مما يعرض للبشر فغير بعيد أن يخيل إليه من أمور الدنيا ما لا حقيقة له، وقد قيل : إنما كان يتخيل إليه أنه وطئ زوجاته وليس بواطئ، وقد يتخيل الإنسان مثل هذا في المنام، فلا يبعد تخيله في اليقظة، ولا حقيقة له، وقيل: إنه يخيل إليه أنه فعله وما فعله، ولكن لا يعتقد صحة ما يتخيله، فتكون اعتقاداته على السداد".

    (ج) - وقال القاضي عياض رحمه الله :
    "وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسد النبى صلى الله عليه وسلم وظواهر جوارحه لا على عقله وقلبه واعتقاده، ويكون معنى قوله في الحديث : حتى يظن أنه يأتي أهله ولا يأتيهن، ويروى: يخيل إليه أي يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن، فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحر فلم يأتهن، ولم يتمكن من ذلك كما يعتري المسحور. وكل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء ثم لا يفعله ونحوه، فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخللٍ تطرق إلى العقل، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة، ولا طعناً لأهل الضلالة".
    وقال :"فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده".
    كما قال : "والسحر مرض من الأمراض، وعارض من العلل، يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا يُنكر، ولا يَقدح في نبوته. وأما كونه يخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، فليس في هذا ما يُدخل عليه داخلة في شيء من صدقه؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا، وإنما هذا فيما يجوز أن يطرأ عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها، ولا فُضِّل من أجلها، وهو فيها عُرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أنه يخيَّل إليه مِن أمورها ما لا حقيقة له ثم ينجلي عنه كما كان".

    (د) - وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا : وكل ما أدَّى إلى ذلك فهو باطل، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ (هناك)، وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء، قال المازري : وهذا كله مردود؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ، والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين. قال : وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن، وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة. قلت - أي ابن حجر - : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة عند البخاري، ولفظه : (حتى كان يرى - أي : يظن - أنه يأتي النساء ولا يأتيهن) وفي رواية الحميدي : (أنه يأتي أهله ولا يأتيهم)".

    (هـ) - وقال المهلب رحمه الله :
    "صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده، ففي الصحيح أن شيطاناً أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه، فكذلك السحر، ما ناله من ضرره لا يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ، بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام، أو عجز عن بعض الفعل، أو حدوث تخيل لا يستمر، بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين".
    ----------------------------------------------------------
    الخلاصة :
    حديث سحر النبى صلى الله عليه وسلم صحيح،
    ولا ينتقص أبدا من قدر النبوة،
    ولا ينافى عصمة الله سبحانه وتعالى وحفظه لنبيَّه صلى الله عليه وسلم،
    وهو أمرٍ دنيوي بحت، لا علاقة له بتبليغ الرسالة ولا يمس عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم،
    وهو ابتلاء من الله تعالى لرسوله الكريم وقع على جسده وجوارحه صلى الله عليه وسلم لا على قلبه وعقله،
    وقد أبطل الله تعالى هذا السحر بعد حين،

    وفيما سبق من كلام وتوضيح الأئمة من أهل العلم كفاية،
    والله تعالى أعلم وأحكم.
    التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 02-09-2012 الساعة 10:52 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    28
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-09-2012
    على الساعة
    12:56 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Doctor X مشاهدة المشاركة
    أولا :
    بادىء ذى بدء ... فالمنتدى غير مختص بالإجابة عن أسئلة الملاحدة ولا الحوار معهم ... فهم لا يعترفون أساسا بوجود الله تعالى، وبالتالى لا يعترفون بقدرته الكلية ومشيئته الكلية وقدسيته الكلية، ولا يؤمنون بدين ولا شريعة، ولا نبى ولا رسول، ولا يرون بأسا فى أن يسألوا ببجاحة : (لماذا فعل الله تعالى كذا ولم يفعل كذا ؟؟ لماذا اخذ الله هذا وترك ذاك ؟؟) بل يرونه قمة التعقل والذكاء
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم !!!!!!
    ولكننا نجيبك إن شاء الله تعالى لفائدتك الشخصية، ولفائدة كل مسلم يريد المعرفة اكثر عن دين الإسلام.
    ----------------------------------------------------------
    ثانيا :
    يجب فهم معنى عصمة الأنبياء، وحفظ الله تعالى لهم بشكل دقيق
    فقد اتفقت الأمة على أن رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم معصومون فيما يتعلق بتبليغ الوحي والرسالة، فلا يكذبون، ولا ينسون، ولا يغفلون، أما ما سوى ذلك من أحوالهم، فمذهب السلف على أن الرسل بشر يصيبون ويخطئون، إلا أن الله تعالى عصمهم من كبائر الذنوب، والصغائر التي تدل على خساسة الطبع، صيانة لعلو مكانتهم وكونهم قدوة للناس. وأما صغائر الذنوب التي لا تدل على خساسة قدر، وضعة منزلة، فمذهب السلف جواز وقوعها من الأنبياء، إلا أن الله لا يقرهم عليها بل سرعان ما ينزل الوحي مصححا وهاديا، كما يعتريهم ما يعتري سائر البشر من العوارض والأمراض والإبتلاء.
    فليس معنى عصمة الأنبياء أنهم معصومون من الأمراض والسحر والإبتلاءات كسائر البشر، فمذكور فى القرآن الكريم أنه قد أصيب نبى الله أيوب بالمرض فى جسده، وأصيب نبى الله موسى بالمرض فى جسده، وأصيب نبى الله يعقوب بالمرض فى جسده، وأصيب نبى الله يونس بالمرض فى جسده، فما الغريب أن يصاب نبى الله محمد بمرض فى جسده ؟؟ عليهم جميعا صلوات الله وسلامه وبركاته.
    ----------------------------------------------------------
    ثالثا :
    الحكمة التى من أجلها أبطل الله تعالى سحر سحرة فرعون - وهو تعالى أعلم بحكمته - قد تكون لأن إبطال سحرهم هذا الموقف كان يترتب ويتوقف عليه تصديق بنى إسرائيل لموسى وهارون عليهما السلام، وأنهما بالفعل رسولان مرسلان من الله تعالى، بمعنى أنه أمر ضرورى لتبليغ الرسالة، وهذا ما حدث بالفعل، فقد آمن السحرة بعدما رأوا بطلان سحرهم فاستيقنوا أن هذه معجزة وليست سحرا فأسلموا لله تعالى رب العالمين من فورهم :
    (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ * فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ).

    أما سحر اليهودى للنبى صلى الله عليه وسلم فهو عرض أو مرض قد أصابه كما يصاب الجميع من البشر،وهو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع كابتلاء من الله تعالى لعبده المؤمن، كان مرضا من الأمراض أصابه وشفاه الله تعالى وعافاه منه وأبطل سحر اليهودى بعد حين، فإصابته صلى الله عليه وسلم به كإصابته بالسم لا فرق بينهما، وفى هذا تأكيد لبشرية الرسول صلى الله عليه وسلم.
    إذا فهذا السحر لم يكن متعلقا بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة لكى يكون الرسول معصوما منه.
    ----------------------------------------------------------
    رابعا :
    السحر حق، وله حقيقة، وهذا معتقد أهل السنة والجماعة، لقول الله تبارك وتعالى : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
    وقد ثبت في القرآن تأثر نبي الله موسى عليه السلام بالسحر، قال الله تعالى : (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى).
    وهكذا سحر لبيد بن الأعصم اليهودي نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم.
    ----------------------------------------------------------
    خامسا :
    حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث، وتلقاه أهل السنَّة بالقبول والرضا، ولم يُنكره إلا المبتدعة، وفيما يلي نص الحديث، وتخريجه، ومعناه، ورد العلماء على من أنكره :

    فقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :
    سَحَرَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَهُودِيّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَتْ : حَتّىَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَيّلُ إِلَيْهِ أَنّهُ يَفْعَلُ الشّيْءَ، وَمَا يَفْعَلُهُ. حَتّىَ إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ، أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، دَعَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمّ دَعَا. ثُمّ دَعَا. ثُمّ قَالَ : "يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنّ اللّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ؟ جَاءَنِي رَجُلاَنِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالاَخَرُ عِنْدَ رِجْلَيّ. فَقَالَ الّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلّذِي عِنْدَ رِجْلَيّ، أَوِ الّذِي عِنْدَ رِجْلَيّ لِلّذِي عِنْدَ رَأْسِي : مَا وَجَعُ الرّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ. قَالَ : مَنْ طَبّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ : فِي أَيّ شَيْءٍ ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ. قَالَ وَجُف طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ : فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ". قَالَتْ : فَأَتَاهَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. ثُمّ قَالَ : "يَا عَائِشَةُ وَاللّهِ لَكَأَنّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنّاءِ. وَلَكَأَنّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشّيَاطِينِ". قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ أَحْرَقْتَهُ ؟ قَالَ : "لاَ. أَمّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللّهُ. وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَىَ النّاسِ شَرّا، فَأَمَرْتُ بِهَا فَدُفِنَتْ.

    وفى رواية أخرى عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا، وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ. فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ. فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ)
    رواه البخاري (3268) ومسلم (2189).

    (مطبوب) : مسحور.
    (مُشط) : آلة تسريح الشعر.
    (مشاقة) أو (مشاطة) : ما يسقط من الشعر.
    (وجف طلع نخلة ذَكَر) : هو الغشاء الذي يكون على الطلع، ويطلق على الذكر والأنثى، فلهذا قيده بالذَّكَر.
    ----------------------------------------------------------
    (أ) - قال ابن القيم رحمه الله :
    "وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث متلقى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته، وقد أنكره كثير من أهل الكلام وغيرهم أشد الإنكار وقابلوه بالتكذيب، وصنف بعضهم فيه مصنفا مفردا حمل فيه على هشام وكان غاية ما أحسن القول فيه أن قال غلط واشتبه عليه الأمر ولم يكن من هذا شيء، قالوا : لأن النبي لا يجوز أن يسحر فإنه يكون تصديقا لقول الكفار: (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) {الإسراء: 47} قالوا : وهذا كما قال فرعون لموسى : (إني لأظنك يا موسى مسحورا) {الإسراء: 101} وقال قوم صالح له : (إنما أنت من المسحرين) {الشعراء: 153} وقال قوم شعيب له : (إنما أنت من المسحرين). قالوا : فالأنبياء لا يجوز عليهم أن يسحروا، فإن ذلك ينافي حماية الله لهم وعصمتهم من الشياطين، وهذا الذي قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم، فإن هشاما من أوثق الناس وأعلمهم ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن، وقد رواه غير هشام عن عائشة، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله وأيامه من المتكلمين. قالوا : والسحر الذي أصابه كان مرضا من الأمراض عارضا شفاه الله منه ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما، فإن المرض يجوز على الأنبياء، وكذلك الإغماء فقد أغمي عليه في مرضه، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعة في درجاته ونيل كرامته، وأشد الناس بلاء الأنبياء فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس، فليس ببدع أن يبتلى النبي من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد وغير ذلك، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك، بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله، قالوا : وقد ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي فقال : يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم، فقال : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك. فعوذه جبريل من شر كل نفس وعين حاسد لما اشتكى. فدل على أن هذا التعويذ مزيل لشكايته وإلا فلا يعوذه من شيء وشكايته من غيره، قالوا : وأما قولكم إن سحر الأنبياء ينافي حماية الله تعالى لهم فإنه سبحانه كما يحميهم ويصونهم ويحفظهم ويتولاهم، فيبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم ليستوجبوا كمال كرامته وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس، فرأوا ما جرى على الرسل والأنبياء صبروا ورضوا وتأسوا بهم، ولتمتلئ صاع الكفار فيستوجبون ما أعد لهم من النكال العاجل والعقوبة الآجلة فيمحقهم بسبب بغيهم وعداوتهم فيعجل تطهير الأرض منهم، فهذا من بعض حكمته تعالى في ابتلاء أنبيائه ورسله بإيذاء قومهم، وله الحكمة البالغة والنعمة السابغة لا إله غيره ولا رب سواه".
    كما قال رحمه الله : "قد أنكر هذا طائفة من الناس، وقالوا : لا يجوز هذا عليه، وظنُّوه نقصاً وعيباً، وليس الأمر كما زعموا، بل هو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع، وهو مرض من الأمراض، وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما".

    (ب) - وقال الإمام النووى رحمه الله :
    "وقد أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث بسبب آخر، فزعم أنه يحط منصب النبوة، ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع، هذا الذي ادعاه هؤلاء المبتدعة باطل، لأن الدلائل القطعية قد قامت على صدقه وصحته وعصمته فيما يتعلق بالتبليغ، والمعجزة شاهدة بذلك، وتجويز ما قام الدليل بخلافه باطل. فأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث بسببها، ولا كان مفضلاً من أجلها، وهو مما يعرض للبشر فغير بعيد أن يخيل إليه من أمور الدنيا ما لا حقيقة له، وقد قيل : إنما كان يتخيل إليه أنه وطئ زوجاته وليس بواطئ، وقد يتخيل الإنسان مثل هذا في المنام، فلا يبعد تخيله في اليقظة، ولا حقيقة له، وقيل: إنه يخيل إليه أنه فعله وما فعله، ولكن لا يعتقد صحة ما يتخيله، فتكون اعتقاداته على السداد".

    (ج) - وقال القاضي عياض رحمه الله :
    "وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسد النبى صلى الله عليه وسلم وظواهر جوارحه لا على عقله وقلبه واعتقاده، ويكون معنى قوله في الحديث : حتى يظن أنه يأتي أهله ولا يأتيهن، ويروى: يخيل إليه أي يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن، فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحر فلم يأتهن، ولم يتمكن من ذلك كما يعتري المسحور. وكل ما جاء في الروايات من أنه يخيل إليه فعل شيء ثم لا يفعله ونحوه، فمحمول على التخيل بالبصر، لا لخللٍ تطرق إلى العقل، وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة، ولا طعناً لأهل الضلالة".
    وقال :"فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده".
    كما قال : "والسحر مرض من الأمراض، وعارض من العلل، يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا يُنكر، ولا يَقدح في نبوته. وأما كونه يخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، فليس في هذا ما يُدخل عليه داخلة في شيء من صدقه؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا، وإنما هذا فيما يجوز أن يطرأ عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها، ولا فُضِّل من أجلها، وهو فيها عُرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أنه يخيَّل إليه مِن أمورها ما لا حقيقة له ثم ينجلي عنه كما كان".

    (د) - وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا : وكل ما أدَّى إلى ذلك فهو باطل، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ (هناك)، وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء، قال المازري : وهذا كله مردود؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ، والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين. قال : وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن، وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة. قلت - أي ابن حجر - : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة عند البخاري، ولفظه : (حتى كان يرى - أي : يظن - أنه يأتي النساء ولا يأتيهن) وفي رواية الحميدي : (أنه يأتي أهله ولا يأتيهم)".

    (هـ) - وقال المهلب رحمه الله :
    "صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده، ففي الصحيح أن شيطاناً أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه، فكذلك السحر، ما ناله من ضرره لا يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ، بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام، أو عجز عن بعض الفعل، أو حدوث تخيل لا يستمر، بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين".
    ----------------------------------------------------------
    الخلاصة :
    حديث سحر النبى صلى الله عليه وسلم صحيح،
    ولا ينتقص أبدا من قدر النبوة،
    ولا ينافى عصمة الله سبحانه وتعالى وحفظه لنبيَّه صلى الله عليه وسلم،
    وهو أمرٍ دنيوي بحت، لا علاقة له بتبليغ الرسالة ولا يمس عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم،
    وهو ابتلاء من الله تعالى لرسوله الكريم وقع على جسده وجوارحه صلى الله عليه وسلم لا على قلبه وعقله،
    وقد أبطل الله تعالى هذا السحر بعد حين،

    وفيما سبق من كلام وتوضيح الأئمة من أهل العلم كفاية،
    والله تعالى أعلم وأحكم.
    جزاك الله خيرا

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

فناء الخلق

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الخلق بين النطفتين
    بواسطة الياس عيساوي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-05-2013, 10:21 PM
  2. حسن الخلق
    بواسطة ابو اسامه المصرى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-08-2009, 02:30 AM
  3. سبب الخلق
    بواسطة alwanat في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 03-11-2008, 08:20 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-08-2005, 06:01 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

فناء الخلق

فناء الخلق