أن الحياة عبارة عن مجموعة من الصور الذهنية و المادية يكتسبها الإنسان خلال حياته سواء هو الذى رسمها بنفسه أو شيء مرسوم موروث .
ولنبدأ من بداية الإنسان فهو يولد صفحة بيضاء نقية لا شيء فيها ويبدأ الأب و الأم و المجتمع المحيط وكلهم جميعا بالرسم داخل هذه الصفحة البيضاء دون أن يدري الطفل الصغير ذلك فإن كان الأب يكره شخص ما و يتصوره بصورة معينة فإنه يرسم بكلماته و أفعاله داخل ولده هذه الكراهية و كذلك الحب و التقديس و الإحترام و جميع ما تتصوره من صور .
و لنعطي مثال بسيط المسيح بن مريم فإن الأب اليهودي لا يعترف به و مرسوم في ذهنه ويرسم في ذهن إبنه أنه عبارة عن شخص شرير و ابن زنا و يسعد عندما يخطر بذهنه صورة صلبه أو تعذيبه فهذه الصورة الأولى و لو كان الأب مسيحي يعتقد بالثالوث فهو يرسم في ذهنه و ذهن ابنه صورة عظيمة كاملة قمة في العظمة أنه ليس إنسان إنه ابن إله جاء ليحمل عند الخطايا و هو في غاية التقديس و المحبة بيده تحصل البركات و غير ذلك من الصور العظيمة وهذه الصورة الثانية و إن كان مسيحيا كاثوليكيا فهو أعظم من ذلك أنه الله نفسه جاء بنفسه لينقذ خلقه من خطاياهم و عندما تمر بالمسيحى صور صلب المسيح فهو قد يبكي بحرقه شديدة ولا أكذب هذا الإحساس لأن منبعه الصور ولا شك وهذه الصورة الثالثة و نتكلم عن الأب المسلم فهومرسوم في ذهنه و يرسم في ذهن ابنه صورة مقدسة أيضا ولكنها تقف عند الحدود البشرية النبوية فهو من رسل الله و أن ولادته كانت بمعجزة من الله و مريم مقدسة أيضا و لا تخطر في ذهنه صورة عن صلبه أو تعذيبه لأنها غير موجودة أصلا بل موجود مكانها صورة رفعه إلى السماء .
فهذا شخص واحد فقط مرسوم بعدد من الصور المختلفة كل منا حسب معتقده يرث الصورة من والده ووالده يرثاها من والده وكل واحد له كتابه المرسوم بها الكثير من الصور .
ففكرت كيف الخروج من هذه الصور كلها فقررت الرجوع إلى الصفحة البيضاء من جديد و عرض الصور على عقلي واحدة و احدة ثم أقوم أنا بنفسي برسم الصورة داخلي فلا أجعل أحد يتلاعب بي لأنني ببساطة ضربت مثال بسيط جدا لو أن أربع من ملل مختلفة متعصبيين للدينهم الموروث و قمنا برد كل واحد منهم طفل و قمنا بتبديل الأطفال فهذا أبوه مسلم نعطيه لليهودي و ابن اليهودي للكاثولكي و هكذا فماذا سيحدث ؟
كل واحد سيتعصب للدينه الموروث أيضا لأنه مرسوم داخله الصور وليس هو الراسم و ليس نظرية الصور في الدين فقط بل في كل شىء حتى التعامل البسيط مع غيرك ارسم صورة داخلك بنفسك لا تدع غيرك يرسمها لك .
و لا تهرب من الصور بالإلحاد فإن الملحد عاجز عن تقبل الصور و فهمها و لذلك دائما يريد من يقنعه بالصور لأنه لايسطيع ذلك بنفسه لأنه شاك في كل الصور فيشطب على كل الصور و يخرج منها .
فأنا بدأ من البداية من الصفحة البيضاء فوصلت إلى الإسلام ولا أقبل كل ما ينسب للإسلام ففي كل دين صور منسوبة إليه من الخرافة و الجهل و التقديس الذائد و المبالغات و الحقد أيضا و الحسد .
و في النهاية نسأل الله التوفيق للجميع و نقول فلنموت في الطريق للحق أشرف من الموت بصور موروثة ضالة .