قال الله سبحانه وتعالي : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } البقرة 79
* يدعي اليهود والنصارى أن الخمسة أسفار الموجودة في صدر الكتاب المسمي بالكتاب المقدس هي كتب الشريعة ( أي
التوراة عند المسلمين ) وهي: ( سفر التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية ) وواقع هذه الأسفار علي خلاف ذلك.
وأقول وبالله التوفيق : أولاً :
قال تعالي : { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة111

وقال تعالي : ( َبلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{16} وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى{17} إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى{18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى{19} ) [ سورة الأعلى ]

وقوله تعالي : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{157} ) [ سورة الأعراف :157
* هذه بعض من ايآت الله سبحانه وتعالي التي ورد بها ( التوراة و الإنجيل ). وليس لها وجود في هذه الأسفار التي يدعون أنها هي التوراة الموحى بها من عند الله .ثانياً : إذا وُجِدَ في أي كتاب يُدعيَ أَنهُ موحىِ به من عند الله أي اختلاف يكون هذا الإدعاء باطل . وقد قدمنا من قبل كثيراً من المتناقضات والاختلافات الموجودة في هذه الأسفار .
أ- اختلاف هذه النصوص نفسها بالترجمات المختلفة للكتاب المقدس. فأي نص هو الموحي به من عند الله ؟؟؟ ب- اختلاف النص العبراني عن النص اليوناني بأكثر من خمسه آلاف اختلاف واختلاف النص اليوناني عن الترجمات العربية واختلاف الترجمات العربية عن بعضها .
ت –لقد ورد في سفر الخروج 6-1 ( وقال الرب لموسى ) !
والخروج 6-3 ( فتكلم موسى بين يدي الرب )!
سفر اللاويين 8-10 ( كما أمر الرب موسى . ثم أخذ موسى دهن )!
سفر العدد 1-1 ( وكلم الرب موسى في برية سيناء ) !
سفر التثنية 5-1 ( ودعا موسى جميع إسرائيل وقال لهم )!
* وأمثلة هذه النصوص كثيرة التي توضح لنا أنها ليست من كلام موسى عليه الصلاة والسلام لأن :( الكاتب يتحدث عن موسى عليه الصلاة والسلام بضمير الغائب أي : أن المتحدث شخص أخر يروي ما قد سمعه ).
* إذاً هذه النصوص ليست من كلام الله ولا من كلام موسى عليه الصلاة والسلام .
* وإذا قال قائل : أن هذا ( من البلاغة ـ الإلتفاف في علم البيان )
قال علماء اللغة : أن هناك شرط أساسي في علم البيان :( يجب أن يكون المتحدث قد بين عن نفسه أولاً بضمير المتكلم .) وهذا الشرط لا يتوفر في الأسفار الخمسة موضوع البحث. لم يذكر ولا مرة واحدة أن موسى تحدث وقال: أنا موسى أو قال لي الرب أو أي إشارة تشير إلي أن المتحدث هو موسى عليه الصلاة والسلام .
4- وفي سفر التثنية إصحاح 34عدد5-7[فانديك] ( فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب. ودفنه في الجواء في أَرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلي هذا اليوم وكان موسى ابن مئه وعشرين سنة حين مات ولم تكل عينيه ولم تذهب نضارته )!!
* هذا النص يعتبر بمثابة حجر في حلق كل مدعي أن الكتاب المقدس كلام الله . وأن هذه هي
التوراة الوارد ذكرها في القرآن الكريم .
أ- [ فمات هناك موسى ] هل روي موسى عليه السلام قصة موته بعدما مات ؟
ب- [ ولم يعرف إنسان قبره إلي هذا اليوم ] يروي المؤلف أنه في لحظة موته لم تكل عينيه ولا تذهب نضارته. إذاً لكي يعلم هذه المعلومات يجب أن يكون قد رآه فكيف رآه لحظة موته ولم يعرف قبره ؟ وهذا دليل على أن هذه الكتب كتبت بعد موت موسى عليه الصلاة والسلام بفترة ليست بقليلة .
جـ - [ حسب قول الرب ] لمن قال الرب ؟ من هو الراوي ؟
. إذاً وبالدليل القطعي من نصوص هذه الأسفار ثبت أنها :
1- ليست هذه هي
التوراة المشار إليها في القرآن الكريم .ولا يجوز أن يطلق عليها هذا الاسم الكريم ( التوراة ) .
2- هذه النصوص يرويها شخص لم يرى موسى عليه السلام ولم يسمع منه . بل يروي ما قد سمعه .
3- هذه الأسفار :( الكاتب مجهول)
تقول الترجمة اليسوعية الحديثة : صـ66 تحت عنوان " مدخل إلي سفر التكوين " – مصادره : ( لم يتردد مؤلفو الكتاب المقدس, وهم يروون بداية العالم والبشرية, أن يستقوا معلوماتهم بطرقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم, ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفنيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية من نحو قرن تدل علي وجود كثير من الأمور المُشتركة بين الصفحات الأولي من سفر التكوين وبين ببعض النصوص الغنائية والحكمية والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة واوغاريت. ولا عجب في ذلك, عند من يعلم أن البلاد التي قام فيها إسرائيل كانت منفتحة علي المؤثرات الخارجية . وإلي جانب ذلك, كان شعب الله في تاريخه علي صلة بمختلف شعوب الشرق الأدنى. ولكن علم الآثار يدل أيضاً علي أن المؤلفين الذين أعادوا النظر في الفصول الأولي من سفر التكوين وأضفوا عليها اللمسات الأخيرة لم يكونوا مجرد مقلدين عميان بل أحسنوا إعادة معالجة المصادر المتوفرة بين أيديهم )!
وأقول وبالله التوفيق :
تعترف الترجمة اليسوعية وهى أحد ترجمات الكتاب المقدس أن هذه الأسفار مأخوذة من أصحاب العبادات الوثنية القديمة وتم تعديلها.بقولها
[ بل أحسنوا إعادة معالجة المصادر المتوفرة بين أيديهم ]


هل كلام الله يحتاج إلي تحسين؟