هذا المقال منقول حرفياً من موقع التيار الوطني الحر أكبر حزب مسيحي لبناني نقلاً عن صحيفة النهار المسيحية.
http://www.tayyar.org/Tayyar/News/Po...-882465286.htm
-------------------------------------------------

التوراة "la bible" من "byblos".جان لطوف: المسيح اسيني وليس يهودياً.. (الخدعة التي طمست الحضارة الآرامية الكنعانية)

جان لطوف -

هل تستطيع أية جماعة ان تبتر او تقضم، مسيرة الحضارة الانسانية فتلغي حقبة كبيرة اساسية ومهمة منها؟! أليست الحضارة الانسانية مترابطة ومتلازمة، تكمل نفسها بنفسها. فكيف تلغى حقبة كبيرة وفاعلة منها، كان لها حضورها البارز والفعال؟!

يحدثنا علماء التاريخ أن الفلسفة انطلقت من بلاد الاغريق، لكنهم لم يذكروا لنا، من اي مصدر وأي معين، نهلوا فلسفتهم. كما يحدثون عن الحضارة الفرعونية في ارض الكنانة باسهاب. ثم يقفزون الى بلاد ما بين النهرين. ليسلّطوا الضوء على تلك الحقبة، وما تركت من آثار تدل عليها. وهكذا يعتمد المؤرخون القفز فوق الفينيقيين الآراميين الكنعانيين الذين أنجزوا اول ابجدية عملية للتداول بين الشعوب، فقدموس اب الابجدية العملية في جبيل بيبلوس لبنان. وكلمة بيبلوس تعني الكتاب، ومنها اخذت كلمة la Bible التوراة.

ان موسى القائد العسكري والغازي لأرض كنعان، اخذ التوراة من جبيل. وبواسطتها عرف اليهود الله. لكن التوراة ليست مصدرا تاريخيا صحيحا ليعتمد عليها المؤرخون. حيث اليهود بعد اخذهم الكتاب من الكنعانيين حرّفوه وزيّفوه على هواهم. كان اليهود عبدة اصنام، والدليل كتابهم الذين يحدثنا، أنهم صنعوا صنما من ذهب يرمز الى العجل وعبدوه، وهذا دليل بأنهم لم يعرفوا الله قبل موسى. لم يتذكر احد من المؤرخين زينون الصوري الملهم بالحدث الالهي، وملكصادق، الكاهن الكنعاني الذي اتى يسوع على رتبته كما اخبرنا، زينون اب الرواقية ومستلهم الوحدانية عمل متأملا لمعرفة الله. وملكصادق لم يكن بعيدا عن نهج زينون، وقد انطلق زينون من صور، اسس في قبرص اول معهد له للفلسفة، وعلينا الا ننسى ان قبرص هي حاضرة ارامية فينيقية.

حتى يومنا لا يوجد شعب قبرصي. هناك شعب يوناني، وآخر تركي يشغلان قبرص. ثم انتقل زينون الى اليونان، فأسس فيها معاهد الفلسفة. فنهل من معينه فلاسفة الاغريق. حتى اطلقوا على عاصمة بلدهم اسم "أثينا". ربما تيمناً بالاثينيين الكنعانيين، حيث زينون الصوري هو اثيني كنعاني، ومن كبار فلاسفتهم. ويسوع هو اثيني وليس يهودياً كما يدعون. ولو كان يسوع يهوديا لما سعى اليهود الى صلبه. فيسوع بزهده وتقشفه يشبه الى حد بعيد زينون الاثيني. ويوحنا المعمدان هو اثيني بزهده وتقشفه، عاش على الاعشاب حافي القدمين عرياناً. جئني بيهودي واحد يرضى بنهج يوحنا تقشفا وزهدا. هذا امر مستحيل. والرهبنات في كنيستنا ما زالت ارثاً اثينياً كنعانياً في حياتنا المسيحية. ان المغاور المقدسة في جبل لبنان، ما زالت شاهدة لذلك الارث كما وادي قاديشا. نعم المغاور مقدسة في جبال لبنان، الم يولد يسوع في احداها ليثبت ماهيتها وقدسيتها في حياة التقشف والزهد الرهبانيين؟

لماذا تبنت الكنيسة مقولات اليهود وعلّمت المؤمنين أن يسوع هو يهودي ومن نسل داوود؟ وقد اصبح الشعب الآرامي الذي آمن بيسوع سريانياً. سؤال يطرح: هل تكلم يسوع السريانية أم الآرامية؟
بهذه الخدعة طمست الحضارة الآرامية الكنعانية، وحذفت من التاريخ بجهد يهودي وتبنٍ كنسي لها، فما فيها ثلاثون سنة من حياة يسوع. قضاها في مسقط رأسه جليل الأمم حيث يسوع هو حقبة من تاريخ الحضارة الآرامية الكنعانية. آن لنا ان نبحث عن الحقيقة المخفية، الحلقة الضائعة من حياة يسوع. آن للشعب الآرامي الكنعاني، الذي طمست معالمه، أن يخلع عنه العباءة السريانية المزيفة. لقد البسوها له زوراً وبهتاناً زمنا طويلا. لا يوجد شعب سرياني ولا حضارة سريانية. انها خدعة البسوها للآراميين الكنعانيين الفينيقيين على مدى التاريخّ!

عندما يحدثنا المؤرخون عن الحضارات المتعاقبة، لماذا يقفزون فوق الأزمنة الكنعانية الآرامية، التي لها بصماتها وجذورها؟ فأين هي الاكتشافات الاثرية التي تدل على الحضور اليهودي في التاريخ؟ وحدها الحكايات التي تكررت على مسامع المؤمنين. والحكاية ليست دليلاً صادقا يستند اليه المؤرخ.

لا يستطيع احد انكار الاكتشافات الآثارية التي تشهد على حضور الشعب الآرامي الكنعاني الفينيقي. هؤلاء الجماعة كانوا رواد علم ومعرفة. لم يعرفوا الحروب في تاريخهم كالشعب اليهودي ولم يعرفوا الغزوات، اي انهم لم يسرقوا احدا.

حرام على المؤرخين أن ينكروا على هذا الشعب الحضاري الذي اعطى الابجدية الاولى، اداة تواصل بين الشعوب، والذي اعطى يسوع خشبة خلاص لجميع الأمم، ان يحرموه حقوقه من التاريخ. انه الشعب الذي عرف الاله الواحد، وضحى بضناه، بأولاده الابكار، عربون وفاء للإله الواحد على رجاء القيامة. فكانت المعجزة بارسال الله ابنه الوحيد متجسداً بعذراء كنعانية، لينقذ الانسان من هذه التضحية المؤلمة التي اختارها ذلك الشعب العظيم بارادته محبة بالله، محبة "بإيل". فكان يسوع التضحية الاخيرة، وهو بكر الآب ضحى به مات وقام، محققا ايمان الآراميين الكنعانيين بالموت والقيامة. ولينقض جميع الحكايات الموروثة بقيامته.