السؤال
- إن نبيكم كان قاطع طريق, ألا ترون ما فعله هو وأصحابه من الخروج لقطع الطريق على قافلة أبى سفيان؟
الجواب
إن ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم لم يكن قطعاً للطريق - وإن بدا ذلك فى ظاهر الأمر - لأن المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم, فراراً بدينهم من تعذيب المشركين لهم, ولم يكتفِ المشركون بذلك, بل إنهم استولوا على تلك الأموال والديار وباعوها, حتى بيت النبى صلى الله عليه وسلم لم يَنجُ من سَطْوِهم, وقصة صهيب الرومى رضي الله عنه معروفة, حين منعوه من الهجرة, إلا أن يترك لهم جميع أمواله, فتركها وهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فلما رآه الرسول قال له: ((رَبِحَ البيع أبا يحيى, ربح البيع أبا يحيى)) فهل إذا سطا عليك أحد, وأخذ منك جميع ما تملك, ثم وجدتَ فرصة لاسترداد بعض ما أخذه منك, أيكون هذا قطعاً للطريق؟
وإننا لنتعجب ممن يلصقون التُّهَم بأشرف الخلق أجمعين, صلوات ربى وسلامه عليه إلى يوم الدين, ويخفون ما جاء فى كتابهم المقدس من قتل الأطفال والشيوخ, وحرق الْمُدُن, وخطف النساء والاعتداء عليهن, لدرجة اتهام سيدنا داود - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - بخطف امرأة من زوجها, وها هى الأدلة:
كل من وُجِدَ يُطعَن وكل من انحاش يسقط بالسيف. وتُحَطَّم أطفالهم أمام عيونهم وتُنهَب بيوتهم وتُفضَح نساؤهم (إشعياء13: 15-16)
وأوصوا بنى بنيامين قائلين امضوا واكْمنوا فى الكروم. وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليَدُرنَ فى الرقص فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا إلى أرض بنيامين. (قضاة21: 20-21)
فضرب يشوع كل أرض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وكل ملوكها. لم يُبْقِ شارداً بل حَرَّم كل نَسَمَة كما أمر الرب إله إسرائيل. (يشوع10: 40)
ويكون عند أخذكم المدينة أنكم تضرمون المدينة بالنار. كقول الرب تفعلون. انظروا. قد أوصيتكم. (يشوع8: 8)
فأرسل أبنير من فوره رُسُلاً إلى داود قائلاً لمن هى الأرض. يقولون اقطع عهدك معى وهُوَذا يدى معك لردّ جميع إسرائيل إليك. فقال حسناً. أنا أقطع معك عهداً إلا إنى أطلبُ منك أمراً واحداً وهو أن لا ترى وجهى ما لم تأتِ أولاً بميكال بنت شاول حين تأتى لترى وجهى. وأرسل داود رُسُلاً إلى أيشبوشث بن شاول يقول أعطنى امرأتى ميكال التى خطبتها لنفسى بمئة غُلفَة من الفلسطينيين. فأرسل أيشبوشث وأخذها من عند رَجُلِها من فلطيئيل بن لايش. وكان رَجُلُها يسير معها ويبكى وراءها إلى بحوريم. فقال له أبنير اذهب. ارْجِعْ. فَرَجَعَ (صموئيل الثانى3: 12-16) والدليل عل أن كلمة (رَجُلِها) تعنى (زوجها) ما جاء فى الكتاب المقدس عن السيدة حواء, حيث قال: فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهيَّة للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل. (تكوين3: 6), والله أعلم.