مسألة
أثبت الله عز وجل الهداية لنبيه صلى الله عليه وسلم { إنك لتهدى إلى صراطٍ مستقيم } { إنك لا تهدى من أحببت } ونفاها فى آية أخرى : فهل هناك تعارض ؟
لا بالطبع ليس هناك تعارض ولكن نوع الهداية فى الآيتين مختلف وليس واحد ، فالهداية عدة أنواع :
1) هداية الخلق لما خلقوا له جبلة وفطرة كهداية الطفل لإلتقام ثدى أُمه وهداية الطير لإلتقاط الحب { قال تعالى : الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى } الأعلى 3 .
2) هداية الخلق لما يلزمهم الإستقامة عليه : وهى هداية البيان والإرشاد ، وهى التى فى قوله تعالى { إنك لتهدى إلى صراطٍ مستقيم } الشورى 52 .
3) هداية التوفيق والثبات وهذه لا يملكها إلا الله عز وجل وهى التى ندعو الله بها كل صلاة بل كل ركعة فنقول : { إهدنا الصراط المستقيم } فلو كانت الهداية واحدة فأنت أصلاً على الهدى بدليل أنك تصلى لكن الهداية التى نطلبها فى كل ركعة هى هداية التوفيق وأن يوفقنا الله لعبادته وهى كالتى فى قوله تعالى : { إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء } القصص 56 .
4) هداية الخلق يوم القيامة بعد الحساب إلى الجنة أو إلى النار : كما فى قوله تعالى { فأهدوهم إلى سواء الجحيم } الصافات 23
إذاً يتضح لنا أن الهداية المقصودة فى الآية الأولى هى هداية البيان ، وأما الهداية فى الآية الثانية فالمقصود بها هداية التوفيق وهى لا تكون إلا لله لذلك نفاها الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم .