من مقال للشيخ سيد العربي السبل لمعرفة الصفات على ضوء الأدلة وإثباتها لله أربعة ؛ أربعة طرق من خلالها تثبت الصفات لله - سبحانه وتعالى-: الطريق الأولى: من خلال الاسم ، كل اسم دال على صفة كمال , فالرحمن يدل على صفة الرحمة , والعليم يدل على صفة العلم...وهكذا. والطريقة الثانية: التنصيص على الصفة "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ " العزة نثبتها من قوله: "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ" ونثبتها من اسمه "العزيز" هاتان طريقتان ، فتثبت الصفة من الاسم ، وتثبت الصفة بأن ينص عليها. والطريقة الثالثة: أن تثبت الصفة من خلال الفعل الدال عليها ، فمثلا الاستواء نثبته من قوله: " ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" فعل دل على الصفة ، وقوله تعالى: "إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ" : دالٌّ على الانتقام … ونحو ذلك....والنزول نثبته من قوله فى الحديث: " ينزل ربنا " ... و الرضا من قوله:" رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ" والضحك من قوله عليه الصلاة والسلام: "ضحك ربنا" ....... وهكذا، فتثبت الصفة من الفعل الدال على الصفة، فهذه ثلاث طرق. والطريقة الرابعة: من النفي: فكل نفي نثبت منه كمال ضده لله - سبحانه وتعالى- لأنه لا يوجد في النفي نفي صرف ، بل كل نفي متضمن لمعنى ثبوتي ، والمعنى الثبوتي هنا هو كمال ضد المنفي. يعني: أنت تستطيع أن تثبت لله كمال العدل مستدلا على ذلك بقوله تعالى: "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ" ....ونثبت لله القوة لقوله: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ " .... ونثبت له القدرة وكمالها من قوله: " وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ" وهكذا في عموم الصفات المنفية. وقاعدة هذا الباب: أن كل نفي ورد في القرآن فهو متضمن ثبات أو ثبوت كمال ضد المنفي لله جل وعلا. قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 250): "فالنفي لا يكون مدحا الا اذا تضمن ثبوتا والا فالنفى المحض لا مدح فيه , ونفي السوء والنقص عنه يستلزم إثبات محاسنه وكماله , ولله الاسماء الحسنى , وهكذا عامة ما يأتى به القرآن فى نفى السوء والنقص عنه يتضمن ثبات محاسنه وكماله كقوله تعالى:" الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم"... فنفى اخذ السنة والنوم له يتضمن كمال حياته وقيوميته , وقوله :"وما مسنا من لغوب"... يتضمن كمال قدرته ونحو ذلك , فالتسبيح المتضمن تنزيهه عن السوء ونفي النقص عنه يتضمن تعظيمه , ففي قوله :" سبحانك " ... تبرئته من الظلم واثبات العظمة الموجبة له براءته من الظلم فان الظالم انما يظلم لحاجته الى الظلم او لجهله والله غني عن كل شيء عليم بكل شيء , وهو غنى بنفسه وكل ما سواه فقير اليه وهذا كمال العظمة".أهـ وصفات الله عَزَّ وجَلَّ ذاتِيَّة وفعليَّة ، والصفات الفعليَّة وهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته ، إن شاء فعلها ، وإن شاء لم يفعلها ؛ كالمجيء ، والنُّزُول ، والغضب ، والفرح ، والضحك 000 ونحو ذلك ، وتسمى (الصفات الاختيارية). وأفعاله سبحانه وتعالى نوعان : 1- لازمة : كالاستواء ، والنُّزُول ، والإتيان ... ونحو ذلك. 2- متعدية : كالخلق ، والإعطاء ... ونحو ذلك. وأفعاله سبحانه وتعالى لا منتهى لها ، قال تعالى:" وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاء" ، وبالتالي صفات الله الفعليَّة لا حصر لها. أما الذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها وتسمى أيضاً بالصفات اللازمة لأنها ملازمة للذات لا تنفك عنها..... كالعلم والقدرة والسمع والبصر والعزة والحكمة والعلو والعظمة , ومنها الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين ....وغير ذلك - ويجب الحذر من القول أنها أبعاض لله أو أجزاء له – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا....قال تعالى: " وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [البقرة/115]....وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ " [الفتح/10].....وقال تعالى:" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي "[طه/39].....وقال تعالى:" يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ "[القلم/42] من مواضيع أمنا هجرة إلى الله -رحمها الله-