تفسير الإنجيل بالقرآن (3)" فى البدء كان الكلمة موجودًا ، وكان الكلمة مع الله ، وكان الكلمة هو الله كان الكلمة مع الله فى البدء . به خلق كل شىء وبدونه لم يخلق شىء مما خلق " (يوحنا:1-4:1)البشارة بالمسيح (بقية)
هذا ما بقى معنا من نصوص البشارة بالمسيح ، وبالنص اضطراب واضح.
انظر: كان الكلمة موجودا ، مع الله ، هو الله ، مع الله ؟
وهم يقصدون بالكلمة " المسيح " ؟؟!!
وكان مع الله ، تتناقض تماما مع كان هو الله !!
والكلمة لا توصف بالذكورة ، ولا هى ذاتا من الذوات ، إنما الكلمة صفة للمتكلم ؟؟
فكلمة الله ، لا يقال عنها أنها مع الله ، ولا هى الله ، ولا هى المسيح ؟!
ثم يأتى " أبوهم" ليزيد النص خبالا على خباله ، وقد سئل هذا السؤال:
" هل توجد آيات صريحة فى الكتاب المقدس تذكر لاهوت المسيح [ أى أن المسيح هو الله ] ؟ يسرنا إيراد بعض منها .
فأجاب:.... فى البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله "
(يو:1-1)، فى نفس الفصل ينسب إليه خلق كل شىء فيقول " كل شىء به كان، وبغيره لم يكن شىء مما كان " (يو :1-3)" انتهى كلامه
إذا هم يعتبرون كلمة الله ، الكلمة نفسها هى المسيح ، والمسيح هو الله ، بدليل النص وأنه به خلق كل شىء....
وناشر هذه الطبعة من الإنجيل : المركز العالمى لترجمة الكتاب المقدس ، وفى هامش الصفحة (155) ، يشرح الناشر معنى " الكلمة " ، فيقول:" الكلمة " لوجوس " باليونانية تعنى شكل من أشكال الاتصال ، ويمكن أن تترجم إلى " رسالة " غير أنها هنا تعنى " المسيح نفسه " ، لأن الله كلم الناس عن ذاته فى الرب المسيح " ؟!!
انتبه: الكلمة شكل من أشكال الاتصال. نعم
وتترجم إلى " رسالة ". نعم ، هذا صحيح ، يوافق ما ذكرت من قبل .
إن الكلمة صفة من صفات المتكلم ، وليست ذاتا من الذوات ، ولا اسما من الأسماء لا للمسيح ولا لغيره .
والكلام من أشكال الاتصال نعم ، وأنت عندما تكلم أحدا بالهاتف ، تقول اتصلت بفلان ، وقد تقول بينى وبين فلان اتصال بالرسائل أو بالهاتف.
ورسالة الله كلامه إلى رسله .
فالكلمة هى " كن" ، أى أمر الله ، بأن يتكون المسيح فى بطن العذراء ، بغير زواج.
وبقية النص ، الذي يظنونه يؤيد أوله ، إنما هو يهدمه ، ويجعل عاليه أسفله .
" به خلق كل شىء " بعيسى خلق الله كل شىء ، وبغيره لا يخلق شىء ؟!!
فلا قيمة للآب إذا بغير الإبن ، وكيف يكون إلها ، وهو بغير ابنه " الكلمة " لا يخلق؟؟!!
ولو كان الابن يخلق ، من غير الحاجة لأبيه ، لكان هو الإله الحقيقى .
ولو كان الابن أزليا ، من البدء كما يقولون ، ما كان ابنا ، فإن الأب سبب إيجاد الابن ؟
إذا رغب النصارى أن تستريح قلوبهم من عناء هذا الاعتقاد القاتل لكل منطق سليم فعليهم أن يفهموا المقصود بكلمة الله من القرآن .
الله ربنا ، بكل صفات الجلال والكمال موصوف .
ومن صفاته ، صفة الكلام ، كلم موسى عليه السلام ، وأرسل جبريل بكلامه إلى رسله .
فالتوراة الصحيحة كلامه .
والإنجيل الصحيح كلامه .
والقرآن كلامه .
وأنشأ جميع الخلق بكلامه .
قال سبحانه:{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [النحل:40] .
قال للسماوات كونى ، فكانت ، وقال للأرض كونى ، فكانت ، وقال لآدم كن ، فكان وقال للمسيح كن ، فكان .
ثم إن كلام الله لا نهاية له ، قال تعالى:{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان:27]
لو صار كل شجر وخشب فى الدنيا أقلام ، وصارت المياه كلها حبرا ، يُكتب بها كلام الله ، لنفذت الأقلام والأحبار وما نفذ كلام الله .
وبذلك يفهم قول يوحنا : " وصار الكلمة إنسانا ، وعاش بيننا " (يوحنا:1-14)
أى كان بأمره سبحانه وتعالى ، وهو الذى خلق به آدم وجميع الخلق .
ثم أزيد الأمر بيانا ، أسأل النصارى كيف خلق الله السماوات ، والأرض ، والبحار
أليس بالأمر ، قال للسماء كونى فكانت ، وللأرض كونى فكانت .
إذا كلمة الله أصبحت سماوات ، فهل السماء هى الله ؟؟
وكلمة الله " صارت" على حسب تعبير يوحنا أرضا ، فهل الأرض هى الله ؟؟
وكلمة الله صارت بحارا وأنهارا ، فهل البحار والأنهار هى الله ؟؟
وأنا هنا مازلت لم أناظر فى إبطال نظرية ألوهية المسيح ، والتثليث بالتفصيل
ولذلك سأكتفى بذلك لأتجاوز مرحلة البشارة بالمسيح إلى ميلاده .
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه/ سعيد رمضان على صالح
المفضلات