التخويف من النار- ابن رجب الحنبلي
[ ثم إنكم أيها الضالون المكذبون ، لآكلون من شجر من زقوم ، فمالئون منها البطون ، فشاربون عليه من الحميم ، فشاربون شرب الهيم ، هذا نزلهم يوم الدين ] [ الواقعة 51 - 56 ] والنزل هو ما يعد للضيف عند قومه فدلت هذه الآيات على أن أهل النار يتحفون عند دخولها بالأكل من شجرة الزقوم والشرب / صفحة 145 / من الحميم وهم إنما يساقون إلى جهنم عطاشا كما قال تعالى ونسوق المجرميين إلى جهنم وردا [ مريم 86 ] قال أبو عمران الجوني بلغنا أن أهل النار يبعثون عطاشا ثم يقفون مشاهد القيامة عطاشا ثم قرأ ونسوق المجرميين إلى جهنم وردا قال مجاهد في تفسير هذه الآية متقطعة أعناقهم عطشا وقال مطر الوراق عطاشا ظماء وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشفاعة الطويل إنه يقال لليهود والنصارى ماذا تبغون فيقولون عطشنا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار وقال أيوب [ عن الحسن ما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ولم يشربوا فيها شربة حتى انقطعت أعناقهم عطشا واحترقت أجوافهم جوعا ثم انصرف بهم إلى النار فيسقون من عين آنية قد آن حرها واشتد نضجها
.....ما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع الشمس من يعبدها ويتبع القمر من يعبد القمر ويتبع الطواغيت من يعبد الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فذكر الحديث إلى أن قال ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزه وفيهما أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق من كان يعبد الله من بر وفاجر وغير أهل الكتاب فتدعى اليهود فيقال ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعصا فيتساقطون في النار ثم تدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا قال فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار