عموما لإثبات حدوث التطور بالفعل فى عقيدة النصارى
نقرأ مرة أخرى ما كتبه القس
الآن سنثبت إن شاء الله من المراجع النصرانية أن فكرة خضوع الابن للأب أى التابعية كانت سائدة بين علماء المسيحية فى القرن الثانى و الثالثاقتباس* فإن لم يكن الأقتراب للحقيقة والمعرفة هما شيء كامل (ولن يتم هذا حرفياً) فحينئذ ستصبح عملية الاستيضاح هذه هي عملية غير كافية وفي حالات كثيرة تصبح عملية خطيرة لأنه من السهل أن يقدم لاهوتي تفسيراً على أنه أصيل وسليم ويكون في الواقع هو نتاج فكرى وعقلى وغير واقعى وحينئذ سنكون أمام ظاهرة الهرطقة بعينه
* فمثلاً في حالة العلاقة بين الآب والابن، فأن عملية استيضاح الحقيقة هنا تعنى التعبير عن تلك العلاقة بمصطلح (هومواوسيوس) ذلك التعبير لا يوجد في الكتاب المقدس بالحرف الواحد بل إن النصوص المتعلقة به (بهذا المصطلح) لو فسرت بالطرق والوسائل الفلسفية فقط فإنها لن تقودنا إلى فهم واضح لمعنى المصطلح (هومواوسيوس) وعندما مر حوالي قرنين، ساد خلالهما الشك بسبب الفكرة القائلة بخضوع الابن للآب في القرنين الثانى والثالث أنتهت الكنيسة إلى حقيقة عبرت عنها باصطلاح (هومواوسيوس).
* فلو أن النصوص المتعلقة بهذا الأمر أوضحت بشكل مباشر معنى هذا المصطلح لما عرفت الكنيسة تلك المشاكل لمدة قرنين من الزمن وعندما توصلت الكنيسة إلى إيضاح للمعنى الحقيقى لهذا المصطلح الذي يتعلق بخلاص أو أهلاك المؤمنين، فإن هذا يعنى أنها وصلت إليه بإستعلان أو إستنارة إلهية.
لكن المجمع المسكونى الثانى فى القسطنطينية سنة 381 م اعتبر وجود تمايز بين الأقانيم هرطقة
تعالوا نرى ...
إن الدارس والذي ينظر في إيمان الآباء يجد أنهم لم يؤمنوا بلاهوت المسيح الكامل بل قالوا ونادوا بحسب إيمانهم أن المسيح إله من درجة أدني من الإله الآب وأن الروح القدس إله أدني من المسيح وهذا ما يسميه العلماء نظرية التدني أو التبعية فننظر الآن إلى هؤلاء الآباء وإيمانهم لكي نري بأعيننا ما قولناه سابقاً .أقوال الآباء تدل على أن المسيح إله جزئي
أوريجانوس هو واحد من أهم آباء الكنيسة الأولي ولد سنة 185 م فيعلق على إيمانه الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ودير القديسة دميانة وسكرتير المجمع المقدس فيقول :أوريجانوس والإله المتدني
(ونادى أريوس بأن الله لم يكن دائماً آب، بل مر وقت لم يكن فيه أباً. وأن اللوغوس غريب عن الجوهر الإلهى وليس منه. وهو لا يعرف الله تماماً بل لا يعرف طبيعته تمام المعرفة. وأنه خُلق لأجلنا لكى يخلقنا الله بواسطته كأداة. ولم يكن له وجود إلا بدعوة الله له للوجود من أجل محبته لنا.
كما أنكر ألوهية الروح القدس، وبذلك يكون قد أنكر الثالوث القدوس. وفى ذلك تبع نظرية التدنى subordination التى نادى بها أوريجانوس . )
مقالة بعنوان
( مجمع نيقية : أفكار آريوس الهرطوقية والرد على بعضها)
http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Al-Magame3-Al-Maskooneya/Encyclopedia-Coptica_Councils_06-Magma3-Nikeya-03-Afar-Arius-Wal-Rad-3aleiha.html
ويعلق أيضاً الدكتور أسد رستم مؤرخ الكرسي الأنطاكي على إيمان أوريجانوس فيقول :
كتاب آباء الكنيسة للدكتور أسد رستم المؤرخ الأنطاكي صفحة 131 .
ويعلق أيضاً الدكتور القس حنا الخضرى على إيمان أوريجانوس القائل بأن الابن إله أقل درجة من الله الآب فيقول :
كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 559 , 560 .
يعتقد أن النصارى أن يوستينوس هو من أعظم الآباء عند النصارى ويستشهدوا بيه في العديد من الكتابات لأنه واجه اليهود كما يعتقدوا بالحُجة والدليل وقد ولُد حوالي سنة 100 م فيؤمن بنفس الإيمان ويصرح بيه في حواره مع تريفون اليهودي فيقول :يوستينوس مهرطق أم شهيد ؟
كتاب الدفاع عن المسيحية – الحوار مع تريفون –للقديس يوستينوس صفحة 22 .
( 1 : 13 , 3 : 4 )
ويعلق الدكتور القس حنا الخضري على هذا الإيمان فيقول :
كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 453 .
العلامة ترتليان كما يقول عنه النصارى ولُد سنة 160 م فيقول النصارى عنه بأنه أول من اخترع كلمة التثليث أو الثالوث فقد ورد في قاموس الكتاب المقدس :العلامة ترتليان المشرك !
(والكلمة نفسها (التثليث او الثالوث) لم ترد في الكتاب المقدس، ويظن ان اول منصاغها واخترعها واستعملها هو ترتليان في القرن الثاني للميلاد . ثم ظهر سبيليوسببدعته في منتصف القرن الثالث وحاول ان يفسر العقيدة بالقول (ان التثليث ليس امراًحقيقياً في الله لكنه مجرد اعلان خارجي، فهو حادث مؤقت وليس ابدياً )
قاموس الكتاب المقدس – نخبة من العلماء واللاهوتيين صفحة 232 .
http://popekirillos.net/ar/bible/dictionary/read.php?id=4318
وأيضاً دائرة المعارف الكتابية تقول نفس هذا الكلام :
(وكانت الكنيسة تهتدي في كل المواقف بصيغة المعمودية " ( مت 28 : 19 )، وجعلت منها أساسا "لقانون الإيمان ". وكان لترتليان اكبر الأثر ــ بقوة حواره ــ في التعبير عن عقيدة الثالوث بصيغة قوية محددة. ولعله هو أول من استخدم كلمة " الثالوث )
دائرة المعارف الكتابية نخبة من العلماء واللاهوتيين - الجزء الثاني صفحة 439.
وترتليان بحسب ما وصلنا من كتاباته تثبت أيضاً أن إيمانه بالمسيح كأوريجانوس فيقول عنه الدكتور القس حنا الخضري :
كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 528 , 529 .
وقد ذكر أيضاً في موسوعة آباء الكنيسة والتي حررها عادل فرج عبد المسيح الجزء الثاني صفحة 175 .
وأيضاً قد قيل في موسوعة آباء الكنيسة والذي حررها الأستاذ عادل فرج عبد المسيح فيقول عن ترتليان وإيمانه بأن المسيح إله أقل من الله الآب وأن الآب أعظم منه :
موسوعة الآباء الكنيسة – الجزء الأول - المحرر المسئول عادل فرج عبد المسيح صفحة 235 .
ثيوفيلوس الأنطاكي هو أحد الآباء الأولين والذي يقال أنه توفي بعد سنة 180 م ويستشهد به الكثير من القساوسة وهذا أيضاً من ضمن الآباء الذين نادوا بفكر التبعية أو التدني فيعلق عليه الدكتور القس حنا الخضري فيقول :ثيوفيلوس الانطاكي
كتاب تاريخ الفكر المسيحي – الدكتور القس حنا الخضري صفحة 464 .
من الآباء العظام في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية ويحتمل أنه ولُد سنة 175 م فكان أيضاً يؤمن بمثل هذه الأفكار السابقة فيقول عنه الدكتور القس حنا الخضري :هيبوليتس
هكذا يؤمن أغلب آباء الكنيسة الأولي بنظرية التدني وأن المسيح هو إله أقل من الله الآب وأن الروح القدس إله ولكن أقل الإبن والذي يدعوا إلى الغرابة أن هؤلاء قد إستشهدوا بنصوص من الكتاب المقدس وقد تسلم أغلبهم مفهوم هذا الإيمان من معلميه وسابقيه والسؤال الذي نسأله الآن هل الكتاب المقدس يدعم فكرة أن المسيح إله من درجة أقل؟
نقلا عن الأخ معاذ عليان
المفضلات