احترام وحب النبي العدنان صل الله عليه وآله وصحبه وسلم
جاء شهر الربيع يذكرنا بسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - بالخيرات والمسرات، بهذه النعمة العظمى والرحمة الكبرى
ما أجمع أهل الإسلام من أن الإتباع من علامات المحبة ما كان إلا تطبيقا لنصوص سواء كانت من كتاب أو سنة صحيحة , ولم يبتدعوا هذه الأفكار ولا هذه المعقادات.

فاستدل أهل الإسلام بقوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وهذه الآية ليس فيها لفظ مشكل ولا صعب وهي واضحة كل الوضوح لمن يملك ..... عينين.

فالله تعالى يبين للمسلمين أن من علامة حب المسلمين لله تعالى أن يتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم.

وإن كانت الآية لا تحتاج إلى كبير بيان فهي واضحة ولكننا نورد أقوال أهل العلم والدين فعلى سبيل المثال:

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره (هذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة، ومن ادعى ذلك دعوى مجردة، فعلامة محبة الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعل متابعته، وجميع ما يدعو إليه طريقاً إلى محبته ورضوانه، فلا تنال محبة الله ورضوانـه وثوابه إلا بتصديق ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة، وامتثال أمرهما، واجتناب نهيهما).

وقال الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير : (هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي، في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدّ" متفق عليه؛ ولهذا قال: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشأن أن تُحِب إنما الشأن أن تُحَب).

وأورد الطبري رحمه الله في تفسيرة عن الحسن البصري في قوله:"إن كنتم تحبون الله" الآية، قال: إن أقوامًا كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون أنهم يحبون الله، فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقًا من عمل، فقال:"إن كنتم تحبون الله" الآية، كان اتباعُ محمد صلى الله عليه وسلم تصديقًا لقولهم.انتهى

فهذه الآية كشفت كذب من يدعي المحبة بالوجدان ولا يتبع سبيل الرضوان


ولا أطيل في هذه المسألة الواضحة , فحتى بعض الصوفية والذين يبتدعون طرقا ويخرجون عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم بإدعاءهم هذه المقولة الباطلة ( المحبة بالقلب والوجدان فقط ) , مازالوا يعتمون بعمامة خضراء وهي ليست من الفرض ولا من المستحبات وإنما هي هيئة لا فيها فضل ولا ثواب.

فكيف يظهرون محبتهم القلبية بأمر ظاهري (لبس العمامة ) وهم أول من يخرجون العلامات الظاهرية من دلائل المحبة ؟؟؟

هذا وقول الكاتب المجهول علامات هذا الزمان , وكأنه يشير إلى أن الفكر أصبح موجودا الآن , وهو بدعة من القول ليس عليه عمل الصحابة والتابعين والسلف الصالح.

وقد أوردنا قول الحسب البصري وهو من علامات أوائل الزمان ونثني بقول الشافعي رحمه الله.

تعصي الإله وأنت تزعم حبه*** هذا لعمري في القياس بديع
إن كان حبك صادقا لأطعته*** إن المحب لمن يحب مطيع

وهذا رد من الأوائل على الجهال الأواخر والكتبة المجهولين.

ولكن بعض الناس ومنهم هذا الكاتب المجهول أراد أن يفصل بين المحبة القلبية وبين العلامات الظاهرية , وهذا يرده العقل والمنطق كما سبق رده من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح.

فمن ادعى حب الكرم والإنفاق في سبيل الله تعالى وامتنع عن ذلك مع قدرته عليه عد ذلك إدعاء منه وكذبا , فإن المحب يبذل ما يستطيعه في سبيل ما يحب , وهو أمر معلوم لا ينكره إلا أصحاب القلوب القاسية والتي خلت من المحبة فلم يعرفوا طعمها ولا ذاقوا مذاقها.

وقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ.

فهذا المحب قد يبذل في سبيل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أهله وماله وهذه أفعال ظاهرية لا مجرد الجلوس والتمني وإدعاء محبة القلب!!

والعجيب هو محاولة البعض قصر محبة النبي صلى الله عليه وسلم على إنشاد والتلحين والمدائح , والتي لا تخلو غالبا من الغلو إن سلمت من الشركيات والرقص والتواجد وإحياء الموالد , ووصل بهم الحال من الحكم على من لا يقرهم على ذلك ويشاركهم فيه بأن قلبه خال من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.