شتاء إسلامي حزين


خالد حربي

حين سطعت شمس هذا اليوم، عجزت أن تُشع الدفء في نفسي كما كانت تفعل دائمًا، نعم.. فاليوم هو يوم حزين، يوم بارد، أخشى أن يكون بداية لشتاء إسلامي طويل.

اليوم ينافس الإخوة بعضهم بعضًا، وقد أظلمت الأطماع أعين بعضهم عن عدو خارجي يتربص بالجميع، ويتحين فرصة ليُغرق السفينة بكل من عليها وما عليها.

اليوم في انتخابات الإعادة يتنافس الإخوان والسلفيون على 23 مقعدًا تقريبًا.

وليست هنا الخطورة، بل الخطورة في تلك الروح العدائية الفجة التي ظهرت للإعلام قبيل الإعادة.

بكل قسوة خرجت أطراف من الجانبين لتؤكد بألفاظ خشنة وحادة، ليس على جدية المنافسة وحسب، وإنما على جفاف الصراع وتجرده من كل المعاني الإسلامية النبيلة التي تربينا عليها لسنوات.

بعد الثورة فاجأني هرولة الإسلاميين إلى تشكيل تكتلات سياسية وحزبية، حتى قبل العودة للمساجد والمنابر التي تئن شوقًا للموحدين، وخشيت يومها أن تذبل أخلاق الدعوة تحت صقيع نفعية السياسة، وتتلاشي المعاني النبيلة لإخوة الدين وراء دسائس ومخاصمات السياسة، وللأسف.. قد كان.

ولا أدري أي خير يؤمله المسلمون لدينهم من هذا التحرك الذي يفتقد لأول وأهم شروط التوفيق والسداد، وهو الإخاء والتلاحم بين أفراده؟!

لقد تعلمنا قديمًا أن الأخوة في الله ليست أناشيد ترنم، ولا أشعارًا تنظم، ولا كلمات ناعمة يزين بها الحديث، ولكنها رباط وثيق يثبت في وجه الدنيا بأسرها، لا يلين ولا ينفصم.

سمعت شيخي قديمًا يقول:

" يستطيع كل اثنين من البشر وهما يسيران في الطريق – في الأمن والسلامة أن يتآخيا، أن يسيرا معا وقد لف كل منهما ذراعه حول أخيه من الحب.. ولكن انظر إليهما وقد ضاق أكثر.. فلم يعد يتسع إلا لواحد فقط دون الآخر! إنها فرصة واحدة.. إما لي وإما لأخي.. فمن أقدم؟ أقول: هي فرصتي، وليبحث هو لنفسه عن فرصة؟ أم أقول لأخي: خذ هذه الفرصة أنت، وأنا أبحث لنفسي؟

هذا هو المحك.. إن الأخوة في الأمن والسلامة لا تكلف شيئا، ولا تتعارض ورغائب النفس.. بل هي ذاتها رغبة من تلك الرغائب، يسعى إليها الإنسان لتحقيقها مقابل الراحة النفسية التي يجدها في تحققها.

أما في الشدة –أو في الطمع– فهنا تختبر الأخوة الاختبار الحق، الذي يتميز فيه الإيثار والحب للآخرين، من الأثرة وحب الذات، التي قد تخفى على صاحبها نفسه في السلام والأمن، فيظن نفسه "أخا" محققا لكل مستلزمات الأخوة.

وفي غربة الإسلام الثانية، نحتاج إلي مثل ما احتاج إليه الأمر في الغربة الأولي.. إن لم يكن على ذات المستوى السامق، فعلى أقرب المستويات إليه.. ذلك أن الضغوط من حولنا تفتت كل ترابط، ما لم يكن وثيق الرباط إلي الحد الذي يتحمل كل الضغوط، ويبقى وثيقًا رغم كل الضغوط".

فأين هذا من واقعنا اليوم؟!

ورغم أن الإسلاميين اليوم يجنون بعض ثمار عملهم الدعوي الذي ارتكز على خصائص العقيدة الإسلامية والمحاولة الدءوبة لتطبيقها على الأرض بصورة اجتماعية دعوية، إلا أنهم للأسف سرعان ما أهملوا العمل الدعوي الذي تحرر من القيود الأمنية وانخرطوا في السياسية بصورة تضر بالعمل الدعوي الذي هو بلا شك الركيزة الأهم شانًا والأكثر فائدة.

لأنه إذا ظن الإسلاميون أن السوط والقيد قد رفع عنهم للأبد فهم واهمون بلا شك.

وما ينبغي أن ندركه جيدًا أن الله تعالى قيض لهذه الدعوة شبابًا صلبًا يفعت أعوادهم في المساجد، وصلبت عزائمهم في دوائر التعذيب، فعضوا على دينهم بالنواجذ، وكانوا عمودًا فقريًّا للدعوة طول سنوات اللهيب الماضية.

لذلك يجب أن يكون هَمُّ الإسلاميين الأول الآن هو تعضيد العمود الفقري للدعوة، وتربية جيل جديد من حماة الإسلام وحراس العقيدة، يثبتون إذا فر الناس، ويبذلون حين يضن الناس.

أنا لست ضد العمل السياسي، لكن ينبغي أن ندرك جيدًا أن السياسية حُفَّت بالضغائن والعداء والمصالح الضيقة، وها قد بدأ يأتينا من حرها.

وكلما زحف برد الشتاء زحف معه أيضا زمهرير السياسية، فجمد شيئًا عميقًا في وجداننا.

لقد أصبحنا اليوم خصومًا سياسيين، بعد أن كنا إخوة في الله تعالى، وحلت نفعية السياسة بديلاً عن أخلاق الدعوة، وفرقتنا الأحزاب، وما عادت تجمعنا المساجد..

عظيم هو برد هذا الشتاء.

للأسف هذا المقال لم يكتمل بعد..

أسجابة لطلبات الكثير من اصدقاء المرصد ولأجل سرعة التواصل والمساعدة والدعم للمسلمين الجدد
وكذلك لأي اسفسار او سؤال بخصوص الإسلام العظيم
قام المرصد الإسلامي بخصيص عدة ارقام هاتفية للتواصل المباشر معه
ونرجوا اصدقاء الموقع نشرها في كل مكان حتى نيسر الخير للراغبين فيه
ارقام المرصد
0105009897
0196901199
0119797114
والله من رواء القصد