بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
إن الدعوة النصرانية ترتكز بكل ثقلها على نفي العقل أو ما يسمى عندهم (الإيمان بالجسد)
وترتكز في الجهة المقابلة على إثبات مايسمى الايمان بالروح .
ولا يخفى على أحد أن هذه المرتكزات ما هي إلا باب واسع للهروب من اللاعقلانية واللامنطقية الشديدة والشذوذ الفكري للدين النصراني.
سأحاول في هذا المقال إلقاء الضوء وتفنيد إدعائتهم ببساطة شديدة راجيا الله تعالى أن تعم الفائدة بمشاركاتكم البناءة والله تعالى من وراء القصد.
والسؤال الذي يمكن طرحه في هذا الباب هو:
هل فعلا الإيمان أمر روحي محض أم للعقل والفهم دور في الايمان وتزكية النفس؟
في الحقيقة الإيمان أمر عقلي محض حتى الإيمان بوجود الروح يحتاج إلى عقل
وإن الإنسان بروحه وجسده لا يستطيع الإيمان بدون عقل مطلقا
والأمثلة على ذلك كثيرة جدا ....على سبيل المثال
الحيوانات كلها ذوات أرواح وكلنا يعلم أن لا وجود للأديان عند الحيوانات
لا يستطيع أي مجنون الإيمان إلا بعد التخلص من جنونه
لا يوجد تكليف شرعي ولا حتى قانوني لمن لا عقل له.
لو كان الايمان روحيا فما الحاجة إلى ترجمة الكتب ؟
وهذا مربط الفرس (الكتب)
لو أهديت يابانيا كتابا باللغة الارامية فهل سيؤمن بما فيه من غير أن يفهمه؟
إن الضعف الشديد في كتب النصارى في صحة النقل (لا يوجد ولا كلمة في الكتاب المقدس لها سند ولو حتى سند ضعيف)
كما أن التناقض الشديد في محتويات كتبهم يجعل الايمان مع وجود عقل أمرا مستحيلا
فإما أن تلغي عقلك وتؤمن ...أو أن تعقل فتلغي إيمانك.
إن التسلسل الزمني لمعتقدات النصارى لا يخفى على ذي عقل
فالإيمان بالصليب والأقانيم وتأليه يسوع والروح القدس وهذا التسلسل يهدم إيمان النصارى الأوائل فهل يعقل مثلا أن نظن أن قسطنطين الملك أكثر إيمانا وفهما للدين من تلاميذ يسوع.
إن فكرة الثالوث بعيدة جدا عن المنطق والعقل فلو كان تعدد الأقانيم صفة كمال لله عز وجل لكان الرابوع أكمل من الثالوث .....والخاموس أكمل من الرابوع ....والسادوس أكمل من الخاموس ......وهذا محض هراء ......إن كمال الله عز وجل هو في أحديته وتفرده بالألوهية والربوبية سبحانه وتعالى عما يشركون
تعالوا لنرى هذا النص لبولس الدجال في رسالته إلى غلاطية اصحاح 3
ايها الغلاطيون الاغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا. 2 اريد ان اتعلم منكم هذا فقط اباعمال الناموس اخذتم الروح ام بخبر الايمان. 3 اهكذا انتم اغبياء.ابعد ما ابتداتم بالروح تكملون الان بالجسد 4 اهذا المقدار احتملتم عبثا ان كان عبثا. 5 فالذي يمنحكم الروح ويعمل قوات فيكم اباعمال الناموس ام بخبر الايمان.
ما علاقة الغباء والذكاء بالايمان بالروح ؟؟؟ وما علاقة الرؤية بالعين بالايمان بالروح؟؟
فهل فعلا هم إبتدأو بالروح أم برؤية المصلوب الذي هو عمل عقلي محض؟
وإذا كان قلة الايمان غباءا أفلا يكون زيادة الايمان ذكاءا
والغباء والذكاء أمر عقلي محض
إن قراءة متفحصة للإصحاح الثالث من رسالة بولس الى غلاطية تظهر بدقة
أن الايمان بمعتقدات بولس النصرانية تحتاج فعلا إلى إلغاء العقل والناموس وبدون عقل لا إيمان روحي مطلقا.
فالعقل والحواس هم نافذة الروح إلى العالم وبدون إستخدامهم لا يصح إيمان لا عقلي ولا روحي
إن الطريق إلى الله عز وجل يبدأ بالتفكر في مخلوقاته ويمر بالتصديق برسله وبرسالاتهم عقليا
قبل أن ينتهي بالتصديق بالغيبيات التي جاء بها الرسل والتي لا يدركها العقل
فعلى النصارى أولا إثبات أن ما بأيديهم من كتب هو كلام الله عز وجل عن طريق رسله
بالحجج العقلية والمنطقية قبل أن يطالبوا الناس بالايمان بأمور لا صح فيها نقل
ولا يقبلها عقل بحجة روحانيتها.
فإثبات صدق الرسل وصدق النقل أمر عقلي لا شك في ذلك.
كثير من الكفر والشرك جاء عن طريق الشعوذة والسحر وما يسمى الروحانيات أو الاسرار الالهية ونحن مطالبون بتكذيبه.
حتى يسوع حذر من الانبياء والرسل الكذبة ولا سبيل لدحض الكذب على الله عز وجل إلا بالعقل وما صح من النقل عن رسل الله عز وجل, وما النقل وتصحيحه إلا عمل عقلي أيضا وهذا ما طلبه يسوع عندما قال فتشوا الكتب ...فالكتب تشهد له أنه رسول الله الصادق.
لا يكلف الله عز وجل أحدا إلا بحسب قدرته جسديا وعقليا فدين الله عز وجل للبسطاء وللعلماء وللعقلاء
فأتقوا الله ياعلماء نصارى وتعقلوا ولا تضلوا الناس بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير
وأجعلوا عقولكم في خدمة الله عز وجل ولا تجعلوها خدمة لأهوائكم وماورثتموه من ضلال.
إن الايمان بالله عز وجل الواحد الاحد الفرد الصمد والإسلام له يشجعنا على التفكر والتدبر وطلب البرهان والدليل ويأمرنا بمعصية الهوى المخالف لشرعه ومعصية الأهل والقبيلة والولد في المنكر من القول والعمل والايمان... وكفى به دينا حنيفا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
نسأل الله عز وجل الهداية للنصارى وجميع الكافرين والملحدين و نسأله أن يثبتنا على ديننا دين التوحيد الخالص إنه على مايشاء قدير وبالإجابة جدير.
والحمد لله رب العالمين
المفضلات