شبهة: كيف يصف الله نفسة بالنور وليس بالضياء؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | كاهن يعلنها بصدق من داخل الكنيسة : الإسلام أكثر منطقية من المسيحيّة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | إجابة عن سؤال : من نسب لله الصّاحبة و الولد ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Moses PBUH in the river » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | قـُــرّة العُــيون : حلقة 01 » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

شبهة: كيف يصف الله نفسة بالنور وليس بالضياء؟

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: شبهة: كيف يصف الله نفسة بالنور وليس بالضياء؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    8
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-09-2011
    على الساعة
    04:23 AM

    افتراضي شبهة: كيف يصف الله نفسة بالنور وليس بالضياء؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وردتني اخويتي في الله هذه الشبهه من احد اللادينيين ارجو من حضراتكم ردها وبيان الحق لهذا الشخص عله يهتدي الى الله سبحانه وتعالى ونص الشبهه كلتالي :

    اذا كان هذا المعني واضح جدا في ذهن العرب قديما واذا كان الاعجاز القراني في وصف القمر بالنور والشمس بالضياء يعني ان الشمس تنير بذاتها اما القمر فعهو عاكس فقط للنور

    فاني اتسائل كيف يصف الله نفسة بالنور وليس بالضياء


    اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌا
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 27-09-2011 الساعة 06:13 PM سبب آخر: تغيير العنوان من شبهه عن الأعجاز العلمي في القران الكريم للعنوان الحالي لمنع التكرار

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    8
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-09-2011
    على الساعة
    04:23 AM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخواني الأعزاء حاولت بأجتهادي الشخصي ولا ادعي العلم ولكن خلال بحيث في الأنترنيت وجدت جوابا يطيب له خاطري اطرحه عليكم وارجو من من لديه علم شرعي ان لا يبخل علينا بالتعقيب والرد لاثراء الرد .... الرد كما يلي :

    ذكر المفسرون، والدكتور زغلول النجار، في تفسير الآية: (هو الذي جعل الشمس ضياءا والقمر نورا) بأن الفرق بين الضياء والنور هو أن الجسم المضيء يكون بذاته، والمنير ليس بذاته بل بانعكاس الضوء عليه فيبدو منيراَ، وهذا مصداق العلم. فإذا صح هذا القول،... فما موقفي من الآية الكريمة: (الله نور السماوت والأرض)؟ أنا أؤمن بكمال الله وأنه ليس له كفوا أحد، وأنه ليس كمثله شيء، لكن ماذا علي أن أستفيد عندما تٌتلى علي هذه الآية وهي تخبرني بهذا المعنى، وهو أن الله تعالى له نور مستمد من شيء آخر؟ أليس هو أيضا معنى قوله: ( يوقد من شجرة مباركة )؟ ما أريد أن أعرفه هو: هل الآية تقر بأن لله نورا آتيا من جسم آخر؟ وما هو موقفي وما يجب علي فعله عندما ذكر ربي هذه الآية ؟

    ما ذكره الدكتور زغلول النجار وسبقه إليه بعض المفسرين كالبيضاوي صحيح، وهو كما قلتَ مطابق لما أثبته العلم الحديث، لكن لا يعني أن معنى النور في آية : ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ) هو نفس معنى النور في آية : ( الله نور السموات والأرض ) فهناك في اللغة العربية ما يسمى الألفاظ المشتركة وهي الألفاظ التي اتحدت ألفاظها واختلفت معانيها، وفي هذه الحالة يتدخل السياق ليحدد المراد والمعنى ، وقد ورد النور بمعان مختلفة، من ذلك قوله تعالى : { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور } ومعنى وصف التوراة بالنور أن فيها جلاء ما أظلم عليهم، وضياء ما التبس من الحكم، فالنور هنا نور معنوي وليس حسيا .

    ووردت كلمة النور بمعنى الدين قال تعالى : { ويأبى الله إلا أن يتم نوره } أي يعلو دينه، وتظهر كلمته، ويتم الحق الذي بعث به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم.

    والمقصود - أخي الكريم - أن ليس اتحاد اللفظ في لغة العرب يقضي باتحاد المعنى على الدوام، وعليه فإذا كان النور الموصوف به القمر دل على أنه مستمد من غيره فليس ذلك قاعدة عامة، بل قد يأتي النور بمعان مختلفة أخرى - كما أسلفنا - وعليه فالنور في آية : { الله نور السموات والأرض } ليس معناه أن نور الله مستمد من غيره ( يوقد من شجرة .. ) تعالى الله عن ذلك فالله هو الغني وما سواه فقير إليه، بل المراد كما قال بعض علماء التفسير أن الله هادي أهل السموات والأرض ففسروا النور بالهدى، والنور في قوله : { مثله نوره كمشكاة فيها مصباح ... } هو نور هدايته في قلوب العباد ، ويهذا يزول الإشكال ويتضح المعنى بحمد الله تعالى . والله تعالى اعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    6,554
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    04-07-2023
    على الساعة
    11:29 PM

    افتراضي

    الله تعالى ليس كمثله شئ خلق السماوات والأرض والشمس والقمر وهو من جعل الشمس ضياء, وهو من جعل القمر نورا بقدرته, فلا يستمد ذلك من مخلوقاته فهو من وهبها ذلك, ويضرب الله الأمثال للناس وله المثل الأعلى. قال الله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ"(الأنعام: 1).

    ورد في تفسير الرازي:
    كونه سبحانه نوراً أنه خالق للعالم وأنه خالق للقوى الدراكة، وهو نور السموات والأرض أنه هادي أهل السموات والأرض. والمعنى أن هداية الله تعالى قد بلغت في الظهور والجلاء إلى أقصى الغايات وصارت في ذلك بمنزلة المشكاة التي تكون فيها زجاجة صافية. وفي الزجاجة مصباح يتقد بزيت بلغ النهاية في الصفاء، فإن قيل لم شبهه بذلك وقد علمنا أن ضوء الشمس أبلغ من ذلك بكثير، قلنا إنه سبحانه أراد أن يصف الضوء الكامل الذي يلوح وسط الظلمة لأن الغالب على أوهام الخلق وخيالاتهم إنما هو الشبهات التي هي كالظلمات وهداية الله تعالى فيما بينها كالضوء الكامل الذي يظهر فيما بين الظلمات، وهذا المقصود لا يحصل من ضوء الشمس لأن ضوءها إذا ظهر امتلأ العالم من النور الخالص، وإذا غاب امتلأ العالم من الظلمة الخالصة فلا جرم كان ذلك المثل ههنا أليق وأوفق. واعلم أن الأمور التي اعتبرها الله تعالى في هذا المثال مما توجب كمال الضوء فأولها: المصباح لأن المصباح إذا لم يكن في المشكاة تفرقت أشعته، أما إذا وضع في المشكاة اجتمعت أشعته فكانت أكثر إنارة، والذي يحقق ذلك أن المصباح إذا كان في بيت صغير فإنه يظهر من ضوئه أكثر مما يظهر في البيت الكبير وثانيها: أن المصباح إذا كان في زجاجة صافية فإن الأشعة المنفصلة عن المصباح تنعكس من بعض جوانب الزجاجة إلى البعض لما في الزجاجة من الصفاء والشفافية وبسبب ذلك يزداد الضوء والنور، والذي يحقق ذلك أن شعاع الشمس إذا وقع على الزجاجة الصافية تضاعف الضوء الظاهر حتى أنه يظهر فيما يقابله مثل ذلك الضوء، فإن انعكست تلك الأشعة من كل واحد من جوانب الزجاجة إلى الجانب الآخر كثرت الأنوار والأضواء وبلغت النهاية الممكنة وثالثها: أن ضوء المصباح يختلف بحسب اختلاف ما يتقد به، فإذا كان ذلك الدهن صافياً خالصاً كانت حالته بخلاف حالته إذا كان كدراً وليس في الأذهان التي توقد ما يظهر فيه من الصفاء مثل الذي يظهر في الزيت فربما يبلغ في الصفاء والرقة مبلغ الماء مع زيادة بياض فيه وشعاع يتردد في أجزائه ورابعها: أن هذا الزيت يختلف بحسب اختلاف شجرته، فإذا كانت لا شرقية ولا غربية بمعنى أنها كانت بارزة للشمس في كل حالاتها يكون زيتونها أشد نضجاً، فكان زيته أكثر صفاء وأقرب إلى أن يتميز صفوه من كدره لأن زيادة الشمس تؤثر في ذلك ، فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة وتعاونت صار ذلك الضوء خالصاً كاملاً فيصلح أن يجعل مثلاً لهداية الله تعالى وثانيها: أن المراد من النور في قوله: { والأرض مَثَلُ نُورِهِ } القرآن ويدل عليه قوله تعالى: { قَدْ جَاءكُمْ مّنَ الله نُورٌ } وهو قول الحسن وسفيان بن عيينة وزيد بن أسلم وثالثها: أن المراد هو الرسول لأنه المرشد، ولأنه تعالى قال في وصفه: { وَسِرَاجاً مُّنِيراً } وهو قول عطاء، وهذان القولان داخلان في القول الأول، لأن من جملة أنواع الهداية إنزال الكتب وبعثة الرسل. قال تعالى في صفة الكتب: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الكتاب وَلاَ الإيمان }.

    وقال في صفة الرسل: { رُّسُلاً مُّبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل } ورابعها: أن المراد منه ما في قلب المؤمنين من معرفة الله تعالى ومعرفة الشرائع، ويدل عليه أن الله تعالى وصف الإيمان بأنه نور والكفر بأنه ظلمة، فقال: { أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ للإسلام فَهُوَ على نُورٍ مّن رَّبّهِ } وقال تعالى: { لّيُخْرِجَ الناس مِنَ الظلمات إِلَى النور } وحاصله أنه حمل الهدى على الاهتداء، والمقصود من التمثيل أن إيمان المؤمن قد بلغ في الصفاء عن الشبهات، والامتياز عن ظلمات الضلالات مبلغ السراج المذكور.

    وفي قول الله تعالى: { رَبِّ اشرح لِي صَدْرِي } سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرح الصدر فقال: نور يقذف في القلب، فقيل: وما أمارته فقال: التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل النزول، ويدل على أن شرح الصدر عبارة عن النور قوله تعالى: { أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ للإسلام فَهُوَ على نُورٍ مّن رَّبّهِ } [ الزمر : 22 ].

    واعلم أن الله تعالى ذكر عشرة أشياء ووصفها بالنور، أحدها: وصف ذاته بالنور: { الله نُورُ السموات والأرض } [ النور: 35 ]. وثانيها: الرسول: { قَدْ جَاءكُمْ مّنَ الله نُورٌ وكتاب مُّبِينٌ } [ المائدة : 15 ]. وثالثها: القرآن: { واتبعوا النور الذي أُنزِلَ مَعَهُ } [ الأعراف: 157 ]. ورابعها: الإيمان: { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ الله بأفواههم } [ التوبة : 32 ]. وخامسها: عدل الله: { وَأَشْرَقَتِ الأرض بِنُورِ رَبّهَا } [ الزمر: 69 ]. وسادسها: ضياء القمر: { وَجَعَلَ القمر فِيهِنَّ نُوراً } [ نوح : 16 ] ، وسابعها: النهار: { وَجَعَلَ الظلمات والنور } [ الأنعام : 1 ]. وثامنها: البينات: { إِنَّا أَنزَلْنَا التوراة فِيهَا هُدًى وَنُورٌ } [ المائدة : 44 ]. وتاسعها: الأنبياء: { نُّورٌ على نُورٍ } [ النور : 35 ]. وعاشرها: المعرفة: { مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ } [ النور : 35 ].

    وورد في تفسير سورة النور لابن تيمية رحمه الله:


    ...














    ..
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 27-09-2011 الساعة 05:53 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحمد لله على نعمة الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    8
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-09-2011
    على الساعة
    04:23 AM

    افتراضي

    بوركت اخي اسد الاسلام على ردلك وجزاك الله خيرا على ماأفضت به من خير

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    ----------------------------------------------------------------
    ((مثــــل نــور الله تعالى))
    ----------------------------------------------------------------
    قال الله جل جلاله :
    ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ (النور:35 ) .

    هذه الآية الكريمة تتحدث عن سلطان الله جل جلاله في هذا الوجود وامتلاكه لناصية كل موجود فيه ؛ ففيها أخبر سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه نور السموات والأرض ، ثم ضرب لنوره مثلاً ، شبهه فيه بنور مصباح قد اجتمعت له أسباب الإضاءة كلها على أحسن وجه وأتمِّه وأكمله ، فبدا نوره صافيًا قويًّا متلألأً ، ينير كل ما حوله ، ويهتدي به كل من حوله ، ثم أخبر سبحانه وتعالى أنه يهدي لنوره من يشاء من عباده ، وأن مشيئته سبحانه تابعة لحكمته وعلمه بالأشياء كلها دقيقها وعظيمها ، صغيرها وكبيرها ، لا يغيب من ذلك شيء عن علمه سبحانه .
    وقد سبق ذلك كله قوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ (النور:34) ، ثم تلا ذلك قول الله جل وعلا :﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، فبيَّن سبحانه أن كل ما أنزله من آيات بيِّنات ومُبيِّنات ، وما فرضه من أحكام ، وما حَدَّه من حدود ، وما ذكره من أحوال الأولين والآخرين وقصصهم ، وما ذكره من أوامرَ ونواهٍ ومواعظَ في هذه السورة المباركة خاصة ، وفي القرآن الكريم عامة ؛ إنما هو نور مستمد من نوره سبحانه ، وأثر من آثاره . وهكذا تتناسق الآيات مع بعضها البعض في سلك رفيع من النظم بديع !
    و قوله تعالى : ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ يقتضي ظاهره أنه تعالى في ذاته نور ، ولما كان لفظ النور موضوع في اللغة للكيفية الفائضة من الشمس والقمر والنار على الأرض والجدران وغيرهما ، حمل جمهور المفسرين إسناده إلى الله عز وجل على المجاز ، وإسناده عندهم على اعتبارين :
    أحدهما : أنه بمعنى : منوِّر السموات والأرض ، أو هادي أهلهما ، أو مدبِّر الأمور فيهما .
    والآخر : أنه على حذف مضاف ، تقديره : الله ذو نور السموات والأرض .
    وكونه تعالى منوِّر السموات والأرض وهادي أهلهما ومدبِّر الأمور فيهما هو إنما فعله سبحانه ؛ وإلا فالنور الذي هو وَصْفٌ من أوصافه جل وعلا قائمٌ به ، ومنه اشْتُقَّ له اسم النور الذي هو أحد أسمائه الحسنى ، وفي حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه ذكر أسماء الله تعالى ، وفيها النور . ومحالٌ أن يسمِّيَ الله تعالى نفسه نورًا ، وليس له نور ، ولا صفة النور ثابتة له ، كما أن من المستحيل أن يكون عليمًا وقديرًا وسميعًا وبصيرًا ، وفى نفس الوقت لا علم له ولا قدرة ولا سمع له ولا بصر !!!!!
    بل صحَّةُ هذه الأسماء عليه مستلزمةٌ لثبوت معانيها له ، وانتفاءُ حقائقها عنه مستلزمةٌ لنفيها عنه. والثاني باطل قطعًا ، فتعيَّن الأول.
    وأهل السنة والجماعة يثبتون (النور) إسمًا لله تعالى ، وصفة له حقيقة ؛ كما يثبتون له سبحانه سائر أسمائه وصفاته ، وأنه لا يماثل نور المخلوقين ، ولا يعلم العباد كنهه . فليس نور الله عز وجل هو ذلك النور الفائض عن جرم الشمس والقمر والنار على الأرض والجدران وغيرهما ؛ وإنما هو نور يليق بذات الله جل وعلا ، ولكل ذات ما يناسبها من الأنوار ، فإخراجه عن حقيقته وحمل لفظه على المجاز ؛ إنما يستند إلى فهم باطل لا يدل عليه اللفظ بوجه من الوجوه ، والنصُّ في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه قد دل على أن النور المضاف إلى الله عز وجل نوران :
    1- النور الأول : نور هو صفته سبحانه ، وينقسم إلى صفة ذات ، وصفة فعل ؛ فإنه سبحانه ذو النور الذي لم يزل ولا يزال متصفًا به ، وإنه سبحانه ذو نور يوصله إلى ما يشاء من خلقه ، ويهدي به من يشاء من عباده ، كما قال تعالى :﴿ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ﴾ . فالأول هو الصفة الذاتية ، والثاني هو الصفة الفعلية ، وكلاهما قائم بذات الله جل وعلا .. والفرق بينهما :
    (أ‌) - أن النور الذي هو صفة ذاتية لا تعلُّق له بالمشيئة ، فلا ينفك عنه سبحانه ؛ لأنه لازم لذاته المقدسة أزلًا وأبدًا ، كحياته ، وسمعه ، وبصره . وهذا النور يقال عليه سبحانه بالإطلاق ؛ ومثاله قولنا : (الله نور) . وبهذا الوصف وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ، لما سأله أبو ذر في الحديث الذي رواه مسلم : هل رأيت ربك ؟ فقال : « نورٌ ! أنَّى أراه » ؟ فأخبر صلى الله عليه وسلم عن ربه بأنه « نورٌ » ، ثم نفى رؤيته لربه جل وعلا ، على سبيل الإنكار بقوله :« أنَّى أراه » ؟ وهذا أبلغ من قول : (لم أره) ؛ لأنه مع النفي يقتضي الإخبار عن عدم الرؤية فقط ، وهذا يتضمن النفي وطرفًا من الإنكار على السائل ، كما إذا قيل لرجل : هل كان كذا وكذا ؟ فيقال له : كيف يكون ذلك ؟ والمعنى : كان ثمَّ نورٌ ، وحال دون رؤيته نورٌ ، فأنَّى أراه ؟
    ودلالة هذا الحديث - كما هو ظاهر- قاطعة في إطلاق صفة النور على الله جل وعلا لمن تأملها ، وسلم من مرض التعطيل والتحريف ، والتكييف والتمثيل ، وهي كغيرها من الصفات الذاتية التي تُثْبَتُ لله تعالى مع التنزيه اللائق بجلاله ؛ وذلك على حدِّ قوله تعالى : ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (الشورى:11) ، وقوله تعالى : ﴿وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ (النحل:60).
    (ب‌) - وأما النور الذي هو صفة فعلية فهو الذي يتعلق بمشيئة الرب جل وعلا ، إن شاء فعله ، وإن شاء لم يفعله ، كقيُّوميَّته ، وإحيائه ، وإماتته . وهذا النور يضاف إليه سبحانه إضافة الصفة إلى موصوفها على جهة ما يوصف الشيء بالصفة التي هي ذاته ، وتارة يضاف إلى ذات الله جل وعلا ، وتارة يضاف إلى وجهه الكريم .
    فمن الأول قوله تعالى : ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ (الزمر:69) ، فهذا إشراق الأرض يوم القيامة بنوره تعالى ، إذا جاء لفصل القضاء بين عباده ، وليس إشراقها يومئذ بشمس ، ولا قمر ؛ فإن الشمس تُكَوَّرُ ، والقمر يُخْسَفُ ، ويذهب نورهما .
    ومن الثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور : « أعوذ بنور وجهك الكريم أن تضلني ، لا إله إلا أنت ». وفي الأثر الآخر : « أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل عليَّ غضبك ، أو ينزل بي سخطك».
    فأضاف عليه الصلاة والسلام النور إلى الوجه الكريم ، والوجه إلى الذات المقدسة ، واستعاذ بنور الوجه ، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ إلا بذات الله جل وعلا الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا بها ، أو بصفة من صفاتها المضافة إليها إضافة الصفة إلى موصوفها ، ولا يستعيذ بمخلوق أبدًا ، فعلم أن نور الوجه صفة فعلية له ، وأن الوجه الكريم صفة ذاتية لله سبحانه .. ثم أخبر أن الظلمات أشرقت لنور وجه الرب تبارك وتعالى ، كما أخبر الله تعالى أن الأرض أشرقت بنور ربها جل وعلا . فإذا كانت الأرض تشرق بنور ربها يوم القيامة ، والظلمات تشرق لنور وجهه الكريم في الدنيا ، فكيف لا يكون سبحانه وتعالى في نفسه نورًا ؟
    ومن إضافة النور إلى وجه الرب تبارك وتعالى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سُبُحاتُ وجهه» في الحديث الذي رواه مسلم والبخاري وغيرهما ، عن أبى موسى الأشعري أنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات ، فقال : «إن الله عز وجل لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يُرفَعُ إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» .
    فإذا كانت سُبُحَاتُ وجه الرب تبارك وتعالى لا يقوم لها شيء ، ولو كشف حجاب النور عن تلك السُّبُحات لأحرقت كل ما انتهى إليه بصره من خلقه ، فما الظن بجلال وعظمة ذلك الوجه الذي هو صفة من صفات ذات الله جل وعلا ؟ تأمل قول الله تعالى : ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً ﴾ (الأعراف:143) ، تجد كيف ساخ الجبل في الأرض وتفتَّت ، لمَّا تجلَّى له الرب جل وعلا بنوره ، ولم يقم لله تبارك وتعالى . وهذا هو معنى قول ابن عباس في قوله تعالى : ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ﴾ (الأنعام:103) ، قال :« ذاك نوره الذي هو نوره ، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء ». وفي رواية أخرى : « لا يقوم له شيء » ، وهذا من بديع فهمه ، ودقيق فطنته ، كما قال ابن قيم الجوزية .

    2- النور الثاني: نور هو مخلوق لله عز وجل ، وإضافته إليه سبحانه هي من إضافة المخلوق إلى خالقه ، وهو نوعان : نور هو حجابه تبارك وتعالى . ونور هو نور الوجود كله المعبَّر عنه بنور السموات والأرض .

    (أ)- فأما النور الذي هو نور حجابه سبحانه فهو النور الذي يمنع من رؤيته ، وهو النور الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤيته له بقوله : «رأيت نورًا » . فهذا النور هو النور الذي احتجب به جل وعلا عن خلقه ، ويدل عليه ما جاء في حديث الإسراء من أنه عليه الصلاة والسلام ، لما قرُب من سدرة المنتهى ، غَشِيَ السدرة من النور ما حجب بصره عن النظر إليها ، أو إليه سبحانه . وجاء في حديث الحجاب قوله صلى الله عليه وسلم : «حجابه النور ،لو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ». فقوله : « حجابه النور» هو النور المذكور في الحديث السابق :« رأيت نورًا ».
    وهذا النور الذي يمنع من رؤية الله سبحانه يسمَّى نورًا ونارًا ؛ كما وقع التردُّد في لفظه في بعض الروايات الصحيحة : «حجابه النور ، أو النار» ؛ فان مثل هذه النار الصافية التي كلم الله عز وجل بها موسى- عليه السلام- يقال لها : نارٌ ونورٌ ، كما سمَّى الله عز وجل نارَ المصباح نورًا ، بخلاف النار المظلمة كنار جهنم ، فتلك لا تسمَّى نورًا ، وكلاهما حاجب للرؤية ومانع منها ، وما يكون حاجبًا لعباده عن رؤيته ، لا يحجبه سبحانه وتعالى عن رؤيته لخلقه .
    (ب)- وأما النور الذي هو نور الوجود كله فهو ما يكون صفة لأعيان قائمة ، وهو ضد الظلمة ، وكلاهما مجعول لله تعالى ، كما أفاد ذلك قوله تعالى : ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ (الأنعام:1) ، وهو نوعان : دنيوي ، وأخروي.
    فأما الأخروي فهو نور معقول ، ومثاله قوله تعالى : ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾ (الحديد:12) . وأما الدنيوي فهو معقول ومحسوس ، فمثال المعقول قوله تعالى : ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ﴾ (الصف:8) ، ومثال المحسوس قوله تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ (يونس:5) .
    وهذا النور المخلوق في الدنيا والآخرة هو أثر النور الذي هو صفة فعلية لله سبحانه وتعالى ، وهو منفصل ليس قائمًا بذات الرب جل وعلا ، وهو المراد من النور المضاف إلى السموات والأرض .
    فثبت ممَّا تقدم أن الأنوار أربعة :
    • نوران غير مخلوقين : نور هو صفة ذاتية لله جل وعلا ، ونور هو صفة فعلية له سبحانه .
    • ونوران مخلوقان : نور هو نور حجاب الرب جل وعلا ، ونور هو نور الوجود كله .
    وليس من نور في هذا الوجود إلا وهو نور من نور الله تعالى .
    وهذه الأنوار المخلوقة ، وغير المخلوقة قد تضمنها قوله تعالى : ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ . فهذا يدل على أن النور إسم سمَّى الله تعالى به نفسه ، واسمه تعالى يدل على ذاته ، وصفته . فذاته جل وعلا نور ، وصفته القائمة بذاته نور ، وهي نوره الفعلي المضاف إلى ذاته إضافة الصفة إلى الموصوف ، على جهة ما يوصف الشيء بالصفة التي هي ذاته . وأما النور المضاف إلى السموات والأرض فهو أثر نوره الفعلي ومقتضاه ، وهو نور مخلوق منفصل ، غير قائم بذات الرب جل وعلا ، وإضافته إليه سبحانه هي من إضافة المخلوق إلى الخالق . وهذا كما أن ربوبيته وقيُّوميَّته ورحمته تعالى صفات فعلية قائمة بذاته سبحانه . والربوبية والقيومية والرحمة الموجودة في العالم آثار تلك الصفات القائمة به ومقتضاها ، وهي أمور منفصلة عنه غير قائمة بذاته سبحانه . ويدلك على ذلك أن الفعل القائم بالفاعل غير المفعول ؛ بل هو أثر فعله ومقتضاه .
    وفي صحيح البخاري ومسلم ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا تهجد في الليل يدعو : «اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت قيُّوم السموات والأرض ومن فيهن» .
    وهذا الحديث قد تضمَّن ثلاثة أمور شاملة عامة للسموات والأرض ، وهي : نورهما ، وربوبيتهما ، وقيوميتهما . فكونه سبحانه نورًا لهما ، وربًا لهما ، وقيومًا لهما أوصاف فعلية له قائمة به سبحانه ، وآثار نوره وربوبيته وقيوميته قائمة بهما ، وهي صفات ، مقتضاها هو المخلوق المنفصل .
    فإذا ثبت أن النور هو فعل من أفعال الرب جل وعلا ، قائم به سبحانه ، كالربوبية والقيومية والرحمة ، كان نور السموات والأرض القائم بهما هو أثر ذلك النور الفعلي القائم به سبحانه ومقتضاه . وهذا هو معنى قراءة علي - رضي الله عنه- وأبي جعفر : ﴿نَوَّرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ ، فعلاً ماضيًا ومفعولاً به ، وهو معنى قول ابن مسعود في تفسير الآية : «نور السموات والأرض من نور وجهه» ؛ وذلك في الأثر الذي رواه عنه ابن جرير وغيره : « إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور السموات والأرض من نور وجهه ».
    وهذا الذي قاله ابن مسعود في تفسير الآية هو أقرب من قول من فسرها بـ (هادي أهل السموات والأرض) . وأما من فسرها بـ ( منوِّر السموات والأرض) فلا تنافي بينه ، وبين قول ابن مسعود .. وقد كان من عادة الصحابة - رضوان الله عليهم- أن يذكروا في تفسيرهم بعض صفات المفسَّر من الأسماء ، أو بعض أنواعه ، ولا ينافي ذلك ثبوت بقية صفات المسمَّى ، أو بعض أنواعه ؛ بل قد يكونان متلازمين .
    والحق أن الله تعالى هو نور السموات والأرض بهذه الاعتبارات كلها ؛ لأن من معاني كونه تعالى نور السموات والأرض أن يكون منوِّرًا لهما ، وهاديًا لأهلهما ، ومدبر الأمور فيهما بنوره الذي منه قِوامُهُمَا ، ومنه نِظامُهُمَا ، فهو الذي يهَبُهُما جوهرَ وجودهما ، ويودِعُهُما ناموسَهُما ، ويقيم كل موجود في هذا الوجود في مكانه الصحيح ، ويوجِّهه الوِجْهةَ التي يأتلف فيها مع الوجود ويتناغم مع الموجودات ؛ فكأن كل ذرة من ذرات هذا الوجود تعمل في نور ، فلا تضلُّ طريقَها أبدًا .
    ولا بد من الإشارة إلى أن التعبير عن قيوميَّة الله سبحانه وتعالى وسلطانه القائم في الوجود بالنور ؛ إنما هو لما في النور من لطف ، بل إنه في هذا على عكس الأشياء كلها ، فالأشياء اللطيفة - كالزجاج الرقيق مثلاً- كلما علت طبقة منه طبقة أخرى زادت كثافته ، ثم لا تزال شفافيته تقل ، كلما تكاثرت طبقاته حتى يصبح جسمًا معتمًا . أما النور فإنه كلما تضاعفت أشعته ازداد شفافيةً وقدرةً على كشف المرئيات التي يقع عليها من دون أن يشكل حيِّزًا في المكان الذي ينيره ، أو يحدث خلخلة في الهواء .
    والنور لا يتحيَّز في مكان ، ولا يكاد يتقيد بزمن ، والله سبحانه وتعالى لا يحويه مكان ، ولا يحده زمان .
    ونور الله تعالى في ذاته لا يمكن لبشر أن يتصوره حقيقة ، أو خيالاً ؛ لأنه صفة من صفاته سبحانه قائمة به . وكما لا تدرك ذات الله جل وعلا ، فكذلك لا تدرك صفاته . وأقرب مثل لهذا النور الذي لا يعرف كنهه أحد ، ولا يدرك سره أحد ... فقوله تعالى :
    ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
    هو مثلٌ يقرِّب للإدراك المحدود طبيعة هذا النور العظيم ، ويرسم له النموذج المصغَّر الذي يتأمله الحِسُّ حين يقصُر عن تملِّي الأصل .
    ولأهل المعاني في هذا المثل طريقتان : إحداهما طريقة التشبيه المركب . والثانية طريقة التشبيه المفصل . والأولى أقرب مأخذًا ، وأسلم من التكلف ، وهي أن تشبه جملة بجملة من غير تعرُّض لتفصيل كل جزء من أجزاء المشبه ، ومقابلته بجزء من المشبه به ، وعلى هذا عامة أمثال القرآن . والتقدير: مثل هذا كهذا . والأول مشبَّه وهو فرع ، والثاني مشبَّه به وهو أصل قيس عليه الفرع ، وما بينهما وجه شَبَه دلَّت عليه كاف التشبيه .
    أما المشبَّه الذي هو الفرع فهو قوله تعالى :﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ .
    وأما المشبَّه به الذي هو الأصل فهو قوله :﴿ مِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ .
    فهذا المجموع المركَّب هو مثل نور الله تعالى ، ولفظ (المثل) يطلق على المشبَّه الفرع ، ويطلق على المشبَّه به الأصل ، ويطلق عليهما معًا . وقد دل وجود لفظ المثل في طرف المشبَّه ، دون وجوده في طرف المشبَّه به على أن المشبَّه ليس هو نور الله جل وعلا ذاته ؛ وإنما هو مثله المطابق له في تمام أوصافه ، وأن المشبَّه به هو نور المصباح ذاته بما اجتمع له من أسباب الإضاءة . والأول موجود معلوم في الذهن ، والثاني موجود معلوم خارج الذهن ؛ ولهذا لا حاجة بنا إلى تقدير لفظ (مَثَل) عقب كاف التشبيه ، فلا يقال : التقدير : (كَمَثَلِ مِشْكَاةٍ) .. وكذلك لا حاجة بنا إلى تقدير مضاف محذوف عقب هذه الكاف ، فلا يقال : (كَنُوْرِ مِشْكَاةٍ) ؛ لأن المشبَّه به ليس هو نور المشكاة وحدها ؛ بل هو ما اجتمع فيها من نور المصباح ، ونور الزجاجة ، ونور الزيت ؛ ولهذا وصفه الله تعالى بقوله : ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ . والنور الأول هو نور المصباح والزجاجة والزيت ، والثاني هو نور المشكاة ، إنه نور مضاف إلى نور .
    والقاعدة في المدح أن يشبه الأدنى بالأعلى ، وفي الذم أن يشبه الأعلى بالأدنى ؛ لأن الذم مقام الأدنى ، والأعلى طارئ عليه ، فيقال في المدح : الحصى كالياقوت . ويقال في الذم : الياقوت كالزجاج .. وكذا يقال في السَّلْب ، كقوله تعالى : ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء﴾ (الأحزاب:32) . أي : ليسن كأحد من النساء في النزول ، لا في العلو ، وقوله تعالى : ﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾( ص:28) . أي : في سوء الحال . أي : لا نجعلهم كذلك .
    وقد اعترض على ذلك بقوله تعالى : ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ ؛ فإنه شُبِّهَ فيه الأعلى بالأدنى ، لا في مقام السَّلْب . ويجاب عن هذا الإعتراض بأنه : للتقريب إلى أذهان المخاطبين ؛ إذ لا أعلى من نوره سبحانه ، فيشبه به . وقيل : يمكن أن يكون المشبه به هنا أقوى من المشبه ؛ وذلك لكونه في الذهن أوضح ؛ إذ الإحاطة به أتمُّ !
    وأما قول من قال : إن من شرط بلاغة التشبيه أن يشبه الأدنى بالأعلى ، فهو قولٌ غير سديد ؛ لأن التشبيه يأتي تارة في معرض المدح ، وتارة في معرض الذم ، وتارة في غير معرض مدح ولا ذم ؛ وإنما يأتي قصدًا للإبانة والإيضاح ، ولا يكون تشبيه أدنى بأعلى - كما ذهب إليه من ذهب- بل القول الجامع في ذلك أن يقال : إن التشبيه لا يُعمَد إليه إلا لضرْب من المبالغة : فإما أن يكون :
    • مدحًا ،
    • أو ذمًا ،
    • أو بيانًا وإيضاحًا ،
    ولا يخرج عن هذه المعاني الثلاثة، وعلى المعنى الثالث من هذه المعاني يُحمَل التشبيه في هذه الآية الكريمة .
    وقوله تعالى :﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ يقتضي أن يعود ضمير الكناية على الله سبحانه ، وليس في الكلام ما يدل على أنه يعود على المؤمن ، أو على القرآن الكريم ، أو على محمد صلى الله عليه وسلم . وأن هذا النور المضاف إلى الله جل وعلا هو نوره الذي هو صفة فعلية قائمة به سبحانه ، والمضاف إليه إضافة الصفة إلى الموصوف ، على جهة ما يوصف الشيء بالصفة التي هي ذاته . فالذات نور ، والمضاف إليها نور ، والأول غير الثاني . والفرق بينهما : أن الأول لا تعلُّق له بالمشيئة ، وهو لازم لذات الله جل وعلا ، لا ينفك عنها أزلاً وأبدًا . وأما الثاني فيتعلَّق بمشيئته سبحانه .
    وفي ذلك ردٌّ على من قال : لو كان الله سبحانه في ذاته نورًا ، لما جازت إضافته إليه سبحانه ؛ لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه ، فلا يقال مثلاً : حقُّ الحقِّ ؛ بل يقال : حقُّ اليقينِ . وأصل الكلام : الحقُّ اليقينُ . فاليقين صفة لازمة للحق ، أضيفت إليه ، كما أضيف النور إلى الله عز وجل في قولنا : الله النور ، وإضافتهما هي إضافة صفة إلى موصوفها . والعرب إنما تفعل ذلك في الصفة المعرفة اللازمة لموصوفها لزوم اللقب للأعلام ؛ كقولهم: (زيدُ بطَّةٍ) ، وأصله : (زيدٌ بطَّةٌ) ، ثم أضيف الأول إلى الثاني . أما الصفة التي لا تثبت ولا تلزم موصوفها فلا تضاف إلى الموصوف ، لعدم الفائدة المخصِّصة التي لأجلها كانت هذه الإضافة . وهذا يؤكِّد ما ذكر أولاً من أن النور وَصْفٌ من أوصاف الله تعالى قائمٌ به ولازم له ، لا ينفك عنه أبدًا ، كنور المصباح .. وبهذا يظهر لنا سِرُّ تمثيل نوره جل وعلا بنور المصباح داخل المشكاة دون غيره من الأنوار ، وهو نوره الفعلي الذي دل عليه قوله تعالى :﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ، ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِهَا مِصْبَاحٌ﴾ .
    ومما ينبغي أن يعلَم أن النور الذي هو صفة لله تعالى لا يكون صفة لأعيان قائمة ؛ لأن المضاف إذا كان شيئًا قائمًا بنفسه ، أو حالاً في ذلك القائم بنفسه ، لا يجوز أن يكون صفة لله تعالى ؛ لأن الصفة قائمة بالموصوف . فالأعيان التي خلقها الله تعالى قائمة بأنفسها ، وصفاتها القائمة بها تمتنع أن تكون صفات لله تعالى ، فإضافتها إليه تتضمن كونها مخلوقة مملوكة ؛ لكن أضيفت لنوع من الاختصاص المقتضي للإضافة ، لا لكونها صفة له سبحانه . وأما إذا كان المضاف لا يقوم بنفسه ؛ بل لا يكون إلا صفة- كالعلم والقدرة والكلام والرضا والغضب- فهذا لا يكون إلا إضافة صفة إلى الله جل وعلا ، فتكون قائمة به سبحانه .
    فإذا قيل في دعاء الاستخارة : «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك» ، فعلمه تعالى صفة ذاتية قائمة به ، وقدرته صفة ذاتية قائمة به سبحانه .. وكذلك إذا قيل : « أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك» ، فرضاه تعالى وسخطه وعفوه وعقوبته أوصاف فعلية قائمة به سبحانه . وإذا قيل : «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات» ، فنور وجهه الكريم صفة فعلية له سبحانه ، والوجه الكريم صفة ذاتية له سبحانه . وأما أثر ذلك كله فهو مخلوق منفصل عنه ، وليس بصفة له سبحانه قائمة به . وقد يسمَّى هذا باسم ذاك ، كما ثبت في الحديث القدسي الصحيح ، يقول الله للجنة : «أنت رحمتي ، أرحم بك من أشاء» ، فالرحمة المذكورة في هذا الحديث هي الرحمة المخلوقة ، وهي التي جعلها الله عز وجل في مائة جزء ، وهي عين قائمة بنفسها لا يمكن أن تكون صفة لغيرها ، وإضافتها إليه سبحانه هي إضافة خلق وملك ، وهي أثر رحمته الفعلية التي يدل عليها اسمه (الرحمن الرحيم) ، ومنها قوله تعالى عن سليمان عليه السلام : ﴿وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ (النمل:19) ، وإضافتها إليه سبحانه هي من إضافة الصفة إلى موصوفها ، على جهة ما يوصف الشيء بالصفة التي هي ذاته .
    وكذلك نوره سبحانه المضاف إليه ، فهذا قد يكون صفة له سبحانه قائمة به ، وإضافته إليه سبحانه هي إضافة صفة إلى موصوف ، كما في قوله تعالى : ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ﴾ ، وقد يكون صفة لأعيان قائمة بها ، وإضافته إليه سبحانه هي إضافة خلق وملك ، كما في قوله تعالى :﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾ ، وهذا النور الثاني هو أثر النور الأول ومقتضاه ، وهو معنى قولنا : (إنه نور من نور الله تعالى) .
    وبهذا يظهر الفرق بين ما يضاف إلى الله عز وجل إضافة صفة ، وما يضاف إليه سبحانه إضافة خلق وملك . ومن هنا لا يجوز أن يقال في المصابيح التي في الدنيا : إنها نور الله ، ولا في الشمس والقمر ؛ وإنما يقال كما قال عبد الله بن مسعود : «نورُ السماوات والأرض من نور وجهه» .. وكذلك النور المضاف إلى العبد المؤمن ، لا يقال فيه : إنه نور الله ؛ وإنما يقال كما قال الله تعالى : ﴿أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ للإسلام فَهُوَ على نُورٍ مّن رَّبّهِ ﴾ (الزمر:22) ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد ، من حديث عبد الله بن عمرو : «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقه في ظُلْمة ثمّ ألْقى عليْهم من نُوره ، فَمَنْ أصابَه منْ ذلكَ النُّور اهْتَدى ، ومَنْ أخطأه ضلّ» .
    و (مِنْ) هذه التي سبقت لفظ النور في النصوص السابقة ، ليست للتبعيض ، كما قد يُتوَهَّم ذلك ؛ بل هي (مِنْ) الابتدائية التي تدل على أن نور السموات والأرض ، والنور الذي عليه العبد المؤمن ، والنور الذي ألقاه الله تعالى على خلقه ؛ إنما هو نور موصوف بأنه نور من نور الله سبحانه ، وليس هو بعضه .
    تأمل ذلك في قول الله تعالى : ﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ﴾ (الحديد:13) ، تجد كيف قالوا : (انظرونا نقتبس) ، ولم يقولوا : (انظرونا نأخذ) . والمعنى : انظرونا ، نُصِبْ من نوركم ، حتى نستضيءَ به ؛ لأنهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم ، والنور بين أيديهم ، فيستضيئون به . فما يستضيء به المنافقون من نور هو أثر نور المؤمنين ، ونور المؤمنين هو أثر نور الله الفعلي الذي مثَّله سبحانه وتعالى بنور المصباح داخل المشكاة ، والله يهدي لنوره من يشاء .
    والمِشْكَاةُ هي صندوق زجاجي يوضع فيه المصباح ، وأصلها : الوِعَاءُ يُجعَلُ فيه الشيء ، ووَجْهُ تخصيصها بالذكر هنا : أنها أجمع للنور الذي يكون فيها من مصباح أو غيره ، وهي مثل للذات المقدسة ، معدن الأنوار كلها ، ومنبعها ؛ ولهذا قال النجاشي مشيرًا إلى ما سمع من آي القرآن الكريم : «إن هذا ، والذي جاء به عيسى ، ليخرج من مشكاة واحدة» . لقد فهم ببصيرته النافذة أن القرآن والإنجيل يخرجان من مشكاة واحدة ، وهما نور من نور الله جل وعلا . ولنتذكَّر أن ضارب المثل إنما هو الله عز وجل ، والله تعالى يضرب لذاته وصفاته ما يشاء من الأمثال ، وهو القائل سبحانه في كتابه العزيز : ﴿لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (النحل:60) ، ومن هذا المثل الأعلى الذي له سبحانه وتعالى هذا المثل هنا : ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ﴾
    والمصباح في اللغة هو السراج في القنديل ، وأصله من الصبح . والشعاع المنعكس من ضوئه وسطوعه على الأجسام الصقيلة المعتمة هو نوره ، وهو مثل لنورِ الله تعالى الفعلي ، القائم بذاته جل وعلا ، شُبِّه بنور المصباح داخل المشكاة في الوضوح والظهور ، والتنوير والهداية .
    وزعم بعض أهل المعاني : أن التشبيه في هذا المثل هو من التشبيه المقلوب ، وأن المعنى : (مثل نوره كمصباح في مشكاة) ؛ لأن المشبَّه به هو الذي يكون مَعْدِنًا للنور ومَنْبَعًا له ، وذلك هو المصباح لا المِشكاة . وما تقدم من تفسير للمشكاة يدل على أنها هي الوعاء الذي يجمع النور ويحصره ويجعله قويًا ، وبدونها يبدو ضعيفًا عاجزًا عن كشف المرئيات ؛ ولهذا كانت أحقَّ بالتقديم من المصباح . وهذا هو أحد أوجه الإعجاز البياني في هذه الآية الكريمة .
    وبعد أن مثَّل الله تعالى نوره بنور المصباح في المشكاة ، وصف هذا المصباح بأنه في زجاجة ، فقال سبحانه : ﴿المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ﴾ . و(الزجاجة) هي القنديل الضخم من البِلَّوْر الشَّفَّاف الصافي ، إذا جُعِلَ فيها المصباح كان نوره أبين وأظهر وأكمل .
    ثم وصف سبحانه الزجاجة بقوله : ﴿ الزُّجَاجَة كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٍّ ﴾ ؛ وذلك لعظمها وصفاء جوهرها وحسن منظرها . و(الكوكب الدرِّيُّ) هو المضيء المتلألئ ، يشبَه الدرَّ في صفائه ولون نوره ، وأهدأ النور وأجمله هو ذو اللون الدرِّيِّ .
    وفي قوله تعالى : ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾ إشارة إلى أن الضوء ما يكون للشيء لذاته ، كما للشمس والنار والمصباح والزيت ، بخلاف النور الذي لا يكون إلا من غيره ، كما للقمر ، فالضياء ذاتي ، والنور عرضي ، ومصداق ذلك قوله تعالى : ﴿وَهُوَ الَّذِيْ جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوْرًا﴾ (يونس:5) .
    والجمهور من علماء اللغة والتفسير لا يفرقون بين الضَّوء والضياء والنور ؛ بل يعتبرون هذه الألفاظ مترادفة على معنى واحد ، فيعرِّفون الضَّوء بأنه الضياء ، والضياء بأنه النور . والنور هو شعاع الضوء ، وسطوعه على الأجسام المعتمة . والضياء أشد من النور وأقوى.
    والله تعالى قد فرق بينهما تفريقًا دقيقًا ، ففي الآية السابقة وصف الشمس بالضياء ، ووصف القمر بالنور ، وأصل كل منهما الضوء المنبعث من السراج ، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً﴾ (الفرقان:61) ، وقوله تعالى : ﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴾ (النبأ:13) ، فشبه سبحانه الشمس بالسراج تارة ، وبالسراج الوهَّاج تارة أخرى . والسراج في اللغة هو المصباح الزاهر الذي يُسْرَجُ بالليل ، وسمِّي بذلك لضيائه وحُسْنه ، وشعاع ضوئه وسطوعه على الأجسام المعتمة هو الذي يسمَّى نورًا ؛ ولهذا وصف سبحانه وتعالى القمر بأنه منير ، ولم يصفه في أيٍّ من الآيات بأنه مضيء . والسر فى ذلك هو أن القمر يستمد نوره من ضوء الشمس ، ثم يعكسه فيبدو لمن يراه مضيئًا .
    هذا وقد اشتهر - في العرف- أن الضوء ينتشر من (المضيء) إلى مقابلاته ، فيجعلها (مستضيئة أو مستنيرة) . والمعروف أن مصادر الضوء تنقسم إلى نوعين : مصادر مباشرة ؛ كالشمس والنجوم والمصباح والشمعة وغيرها . ومصادر غير مباشرة ، كالقمر والكواكب . والأخيرة هي الأجسام التي تستمد نورها من مصدر آخر ، مثل الشمس ، ثم تعكسه علينا . فإذا عرفنا بعد ذلك أن الشمس والمصباح يشتركان في خاصيَّة واحدة ، وهي أن كلًّا منهما يُعتبَر مصدرًا مباشرًا للضوء ، أدركنا سِرَّ تشبيه الله تعالى للشمس بالسراج ، دون القمر .
    ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن العلماء الأمريكان قد تمكنوا بوسائلهم العلمية من أن يكتشفوا أن القمر كان من قبل كتلة مشتعلة ، ثم بردت ، و انطفأ ضوؤها . فقد جاء عن وكالة الفضاء الأميركية (Nasa) : إن القمر قد تشكل منذ (4.6) مليون سنة ، وخلال تشكله تعرض لاصطدامات كبيرة وهائلة مع الشهب والنيازك ، وبفعل درجات الحرارة الهائلة تم انصهار حاد في طبقاته مما أدى إلى تشكيل الأحواض والقمم والفوهات البركانية التي قامت بدورها بإطلاق الحمم ، فملأت أحواضه في تلك الفترة ، ثم برد القمر فتوقفت براكينه ، وانطفأت حممه ، وبذلك انطفأ القمر وطمس بعد أن كان مشتعلاً ، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة : ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ (الإسراء:12) .
    فآية الليل الممحوَّة هي القمر ، وآية النهار المبصرة هي الشمس . ولولا ذلك المحو لم يعرف ليل من نهار ، ولا نهار من ليل . وفيه دليل على أن القمر الذي هو آية الليل كان كتلة مشتعلة ثم بردت ، وكان مضيئًا ثم انطفأ ضوؤه . وكونه منيرًا بعد المحو يعني أنه يستمد نوره من انتشار ضوء الشمس وسطوعه عليه ، ويؤكد ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن سلام ، حين سأله عن السواد الذي في القمر ، قال : «كانا شمسين ، فقال الله : ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْل وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ فالسواد الذي رأيت من المحو » ، وبذلك فسره ابن عباس بعد أن قال : «كان القمر يضيء ، كما تضيء الشمس ، والقمر آية الليل ، والشمس آية النهار» .
    فنور الله الذي نور الوجود كله منه ، والذي يقوم عليه نظام الكون كله قد شبهه سبحانه وتعالى بنور مصباح ، قد اجتمعت له أسباب الإضاءة كلها ؛ ولهذا أخبر الله تعالى عنه بقوله : ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ ، يضيء بعضه بعضًا ، فهو نور متضاعف ، تعاون عليه المشكاة البلورية ، والزجاجة الصافية صفاء الكوكب الدري ، والزيت الذي يكاد من شدة إشراقه يضيء . فلم يبقَ ممَّا يقوِّي النورَ ويزيده إشراقًا شيءٌ ؛ لأن المصباح إذا كان في مشكاة كان أجمع لنوره ، وإذا كان في زجاجة درية كان أعون على زيادة نوره ، وكذلك إذا كان وقوده الزيت النقي الصافي .
    فالنور الذي يملأ الوجود ؛ إنما هو نفحة من النور الربانى العلوي ، وهذه النفحة موجودة في كل موجود . ومع ذلك فإن لله سبحانه ألطافًا بعباده ، فيصل نورهم بنوره ، ويفتح لهم بهذا النور طريقًا إلى عالم الحق والخير والفلاح . وفي ذلك إشارة إلى أن الوجود كله ، وإن كان نورًا من نور الله بالإفاضة والخلق ، فإن هناك نور الهداية الذي يضيء البصائر ، ويشرح الصدور ، ويجلي العقول . والله سبحانه يهدي لهذا النور من يشاء من خلقه ، ممن يفتحون قلوبهم لهذا النور الذي لا ينقطع ، ولا يحتبس ، ولا يخبو . فحيثما توجه إليه القلب رآه ، وحيثما تطلع إليه الحائر هداه ، وحيثما اتصل به وجد الله عز وجل .
    وقوله تعالى : ﴿وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ فيه إشارة إلى أن هذا النور الذي صوَّره سبحانه بصورة المشكاة والمصباح والزجاجة الدرية ؛ إنما هو مَثَلٌ ، وليس بحقيقة ؛ لأن نور الله سبحانه وتعالى لا يمكن وصفه ، وإن أمكن الإشارة إليه بصورة تشبهه في بعض صفاته تقربه إلى العقول ، وهو سبحانه العليم بطاقة البشر ، وأن علمه محيط بالأشياء كلها صغيرها وكبيرها ، لا يغيب عن علمه شيء من ذلك .
    هذا هو مثل نور الله العظيم ، ولله المثل الأعلى
    نسأله سبحانه وتعالى أن يهدينا لنوره ، وأن يسهل لنا السبيل إلى الوصول إلى مرضاته ، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، إنه قريب سميع الدعاء مجيب
    الحمد لله رب العالمين .
    ----------------------------------------------------------------
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    ------------------------------------------------------
    ((الضياء والنور في اصطلاح العلم الحديث وبيان إعجاز القرآن الكريم فى ذلك))

    الضوء (الضياء): هو الجزء المرئي من الطاقة الكهرومغناطيسية (الكهربية/المغناطيسية) والتي تتكون من سلسلة متصلة من موجات الفوتونات التي لا تختلف عن بعضها البعض إلا في طول موجة كل منها، وفي معدل ترددها.
    وتتفاوت موجات الطيف الكهرومغناطيسي في أطوالها بين جزء من مليون مليون جزء من المتر بالنسبة إلى أقصرها وهي أشعة "جاما"، وبين عدة كيلومترات بالنسبة إلى أطولها وهي موجات الراديو (المذياع أو الموجات اللاسلكية)، ويأتي بين هذين الحدين عدد من الموجات التي تترتب حسب تزايد طول الموجة من أقصرها إلى أطولها: الأشعةُ السينية، والأشعة فوق البنفسجية، والضوء المرئي، والأشعة تحت الحمراء.
    وعين الإنسان لا تستطيع أن تلتقط من هذه الموجات سوي الضوء المرئي - أطوال تتراوح بين7000,4000 أنجستروم-
    والضوء الأبيض هو عبارة عن خليط من موجات ذات أطوال محددة عديدة متراكبة على بعضها البعض، ويمكن تحليلها بإمرارها في منشور زجاجي أو غير ذلك من أجهزة التحليل الطيفي، وقد أمكن التعرف على سبع من تلك الموجات، أقصرُها هو الطيف البنفسجي (ويقترب طول موجته من 4000 أنجستروم)، وأطولها هو الطيف الأحمر (ويقترب طول موجته من7000 أنجستروم)، وبينهما البرتقالي، والأصفر، والأخضر، والأزرق، وغير ذلك من الألوان المتدرجة في التغير فيما بين تلك الألوان السبع، وإن كانت عين الإنسان لا تستطيع أن تميز منها سوى هذه الألوان السبعة.
    الضياء وتركيبة الشمس
    وتنتج طاقة الشمس من عملية الاندماج النووي والتي يتم فيها اتحاد أربعة من نوى ذرات الأيدروجين لتنتج نواة واحدة من نوى ذرات الهيليوم، وينطلق الفرق بين مجموع كتلة الأربع نوي لذرات الإيدروجين وكتلة نواة الهيليوم على هيئة طاقة ، وهذه الطاقة الناتجة عن تلك العملية يكون أغلبها على هيئة أشعة جاما (حوالي 96%) وجزء قليل على هيئة النيوترينوات (Neutrinos) (في حدود 4%)، وسرعان ما تتحول أشعة جاما إلى حرارة بينما تهرب النيوترينوات في الحال وتفقد.
    وتشير الدراسات الشمسية إلى أن هذا النجم المتواضع (الشمس) قد بدأ بتركيب كيميائي يغلب عليه عنصرا الهيدروجين (حوالي 90%)، والهيليوم (حوالي 9%) مع آثار طفيفة من عناصر أخرى مثل الكربون النتروجين والأوكسجين (في حدود 1%).
    وبالتركيز التجاذبي لتلك الكتلة الغازية بدأت درجة حرارتها في الارتفاع، وعند وصول الحرارة إلى المليون درجة مئوية بدأت عملية الاندماج النووي في التفاعل وانطلقت الطاقة النووية للشمس التي رفعت درجة حرارة لبها إلى أكثر من 15 مليون درجة مئوية، ورفعت درجة حرارة سطحها إلى 6000 درجة مئوية.
    وعملية الاندماج النووي في داخل الشمس عملية معقدة للغاية، ومحصلة هذه العملية هي الارتفاع بنسبة الهيليوم في قلب الشمس من 9% إلى حوالي 30%، وإنتاج طاقة الشمس المتمثلة في الطيف الكهرومغناطيسي، الذي زود الأرض وغيرها من أجرام المجموعة الشمسية بأغلب الطاقة التي تحتاجها.
    والطيف المرئي من مجموعة أطياف الطاقة الكهرومغناطيسية المنطلقة من الشمس هو المعروف باسم ضوء الشمس
    وجاء في موسوعة (كوليير) : "تنقسم أشعّة الشمس إلى نوعين : موجات أشعّة مرئية وتتكوّن من ألوان الطيف (البرتقالي ، الأحمر ، الأصفر ، الأخضر ، الأزرق ، النيلي ، البنفسجي) . وموجات أشعّة غير مرئيّة للعين المجرّدة (أشعة كونية ، جاما ، سينية ، فوق بنفسجية ، تحت حمراء ، راديو) . فالنور هو أشعّة الطيف فقط ، أو الأشعّة المرئية . أما الضوء فهو خليط منها جميعاً ، أي خليط من الأشعّة المرئية وغير المرئية " .
    وضوء الشمس عند مروره في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي للأرض يتعرض للعديد من عمليات الامتصاص والتشتت والانعكاس على كل من هباءات الغبار، وقطيرات الماء وبخاره، وجزيئات الهواء الموجودة بتركيز عال نسبيا في هذا الجزء من الغلاف الغازي للأرض فيظهر بهذا اللون الأبيض المبهج الذي يميز فترة النهار.
    نور القمر
    كذلك يتعرض ضوء الشمس للعديد من عمليات التشتت والانعكاس عندما يسقط على سطح القمر المكسو بالعديد من الطبقات الزجاجية الرقيقة والناتجة عن ارتطام النيازك بهذا السطح، والانصهار الجزئي للصخور على سطح القمر بفعل ذلك الارتطام. فالقمر -وغيره من أجرام مجموعتنا الشمسية- هي أجسام معتمة باردة لا ضوء لها ولكنها يمكن أن تُرى لقدرتها على عكس أشعة الشمس فيبدو منيرا، وهذا هو الفرق بين ضوء الشمس ونور القمر. فنور القمر ناتج عن تشتيت ضوء الشمس على سطحه
    التعبير القرآني
    انطلاقا من هذه الحقائق العلمية التي تمايز بين الضوء الصادر من جسم مشتعل ملتهب مضيء بذاته، في درجات حرارة عالية -قد تصل إلى ملايين الدرجات المئوية كما هو الحال في قلب الشمس-، وبين الشعاع المنعكس من جسم بارد يتلقى شعاع الضوء فيعكسه نورا، ركز القرآن الكريم على التمييز الدقيق بين ضياء الشمس ونور القمر، وبين كون الشمس سراجا وكون القمر نورا فقال عز من قائل: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (يونس:5). وقال تبارك اسمه: ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ (نوح:15-16). وقال سبحانه: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ (الفرقان:61).
    وقابل الظلمات بالنور وليس بالضياء في آيات كثيرة من مثل قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ (الأنعام:1).
    ووصف الشمس بأنها "سراج" وبأنها "سراج وهاج" فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ (النبأ:13).
    وحينما وصف خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم وصفه بأنه سراج (بمعني أنه مضيء بذاته) وأضاف إلى وصف السراج أنه منير فقال عز سلطانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ (الأحزاب:45-46).
    وحينما وصف النار وصَفها بالضياء ووصف أشعتها الساقطة على من حولها بالنور فقال عز من قائل: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ﴾( البقرة:17).
    ووصف أشعة البرق بأنها ضوء فقال -وهوأصدق القائلين- : ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا﴾ (البقرة:20)، ووصف سبحانه وتعالى الزيت بأنه يضيء، ووصف سقوط ضوئه على ما حوله بالنور، فقال تعالى: ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (النور:35). وقال عن غيبة الشمس: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ﴾(القصص:71).
    هذه الدقة البالغة في التفريق بين الضوء المنبعث من جسم ملتهب مشتعل مضيء بذاته، وبين سقوط هذا الضوء على جسم مظلم بارد وانعكاسه نورا من سطحه لا يمكن أن يكون لها مصدر من قبل ألف وأربعمائة سنة إلا الله الخالق، فهذا الفرق الدقيق لم يدركه العلماء إلا في القرنين الماضيين، ولا يزال في زماننا كثير من الناس لا يدركونه.
    ------------------------------------------------------
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    ------------------------------------------------------
    ((ما هى الفروق اللغوية بين الضياء والنور)) ؟؟

    • من النادر جدا أن يوجد في القرآن الكريم (لفظان معناهما واحد بالضبط) ، وهذا من نواحى اإعجاز البلاغى فى القرآن الكريم ولا نلجأ إلى مثل هذا القول إلا عند العجز عن اكتشاف الفروق ، مع عدم الجزم بما نفسّر به اللفظة القرآنية
    يقول ابن الأعرابي : "كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه ، ربما عرفناه فأخبرنا عنه ، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله ".
    وقال ابن فارس : "ويُسمّى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو السيف والمهند والحسام ، والذي نقوله في هذا : إن الاسم واحد ، وهو السيف ، وما بعده من الألقاب صفات . ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى ... قالوا : ففي (قعد) معنى ليس في (جلس) ، وكذا القول فيما سواه ، وبهذا نقول ، وهو مذهب شيخنا أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب".
    وقال أيضاً أبو هلال العسكري: "لعلّ قائلاً يقول إن امتناعك من أن يكون للفظين المختلفين معنى واحد ردّ على جميع أهل اللغة ، لأنهم إذا أرادوا أن يفسّروا اللب ، قالوا هو العقل ... قلنا ونحن كذلك نقول : إلا أنا نذهب إلى أن قولنا اللبّ وإن كان هو العقل ، فإنه يفيد خلاف ما يفيد قولنا العقل ".

    • لابدّ من البحث والتنقيب عن الفروق الدقيقة بين ألفاظ القرآن الكريم ، حتى وإن عجز عن إدراكها السابقون

    • لا جرم أن أصحاب المعاجم اللغوية فسّروا كثيراً من الكلمات بمعنى واحد ، والسبب في ذلك أن كتب اللغة وكثيراً من كتب التفسير لم يكن من همّها أصلاً العناية بمثل هذه المقارنات ، ولم يتنبّه أصحابها لهذه الظاهرة إلا في مواطن قليلة

    يقول أبو هلال العسكري : "الضياء ما يتخلّل الهواء من أجزاء النور فيبيض بذلك ، والشاهد أنهم يقولون : ضياء النهار ، ولا يقولون : نور النهار إلا أن يعنوا الشمس . فالنور الجملة التي يتشعّب منها ، والضوء مصدر ضاء يضوء ضوءاً ، يقال : ضاءَ وأضاءَ أي ضاء هو وأضاء غيره"
    ويقول الراغب الأصفهاني : "الضَّوْءُ ما انتشر من الأجسام النيِّرة ويقال ضاءت النار وأضاءت وأضاءها غيرها ". " أما النور فهو الضَّوء المنتشر الذي يعين على الإبصار ... وتخصيص الشمس بالضوء والقمر بالنور في قوله تعالى : (هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) من حيث إن الضَّوْء أخصّ من النور ، وقال (وقمراً منيراً) ، أي ذا نور ".
    وجاء في (مفردات اللغة في الفروق) : " الضوء ما كان من ذات الشيء المضيء ، والنور ما كان مستعاراً من غيره ، وعليه يدلّ القرآن : (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) ، فالضياء أتمّ وأكمل من النور ، والنور أعمّ منه ".
    ويقول السمين الحلبي : "الضَّوْء ما انتشر من الأجسام النيّرة ، يقال ضاءت النار وأضاءت غيرها... وسمّى الله كتبه المنزلة ضياء من حيث إنها تنير وتبصر من اهتدى بها . قال تعالى : (ذهب الله بنورهم) ولم يقل بضيائهم وإن كان أخصّ ، إذ لا يلزم من نفي الأخصّ نفي الأعمّ ، فكان نفي الأعمّ أبلغ " . ويقول عن النور : " في الأصل هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار . وفي قوله تعالى : (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) جعلت الشمس ضياء لأن الضياء أخصّ من النور ، إذ الضوء نور قوي . ولهذا قيل : لم قال تعالى : (ذهب الله بنورهم) ولم يقل (بضيائهم) ؟ فلم ينف عنهم ما هو أقوى . وجوابه أنه لا يلزم من نفي الأخصّ نفي الأعمّ ، إذ لو نُفي عنهم الضوء لجاز أن يُتوهّم بقاء نور . فإذا نُفي عنهم النور الذي هو أعمّ لزم منه نفي الضوء الذي هو أخصّ ".
    ويقول الفيروزآبادي : "النور : الضياء والسناء الذي يعين على الإبصار .. والضوء : أخصّ من النور ".
    ------------------------------------------------------
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    ------------------------------------------------------
    ((الضياء والنور في الحديث الشريف))
    عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" .
    الحديث رواه مسلم ، وأحمد ، والترمذي ، والدارمي ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، وابن ماجة ، والبيهقي في كتاب السنن ، والطبراني ، وابن حبان ، وابن مندة في كتاب الإيمان .
    والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان : ما هو السرّ الذي من أجله خصّ الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة بالنور ، والصبر بالضياء ؟؟؟
    يقول أبو الفرج الحنبلي رحمه الله :
    قوله صلى الله عليه وسلم : "الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء" ، هذه الأنواع الثلاثة من الأعمال أنوار كلها ، لكن منها ما يُختصّ بنوع من أنواع النور ، فالصلاة نور مطلق . فهي للمؤمنين في الدنيا نور في قلوبهم وبصائرهم تشرق بها قلوبهم وتستنير بصائرهم ولهذا كانت قرّة عين المتّقين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : جعلت قرّة عيني في الصلاة ، خرّجه أحمد والنسائي ... وهي نور للمؤمنين لاسيّما صلاة الليل كما قال أبو الدرداء : صلّوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور ... وهي في الآخرة نور للمؤمنين في ظلمات القيامة وعلى الصراط ، فإن الأنوار تقسم لهم على حسب أعمالهم . وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه ذكر الصلاة فقال : من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة
    وأما الصبر فإنه ضياء ، والضياء هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق كضياء الشمس بخلاف القمر فإنه نور محض فيه إشراق بغير إحراق ، قال الله عزّ وجلّ : (هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً) .. ولمّا كان الصبر شاقّاً على النفوس يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفّها عمّا تهواه كان ضياءً ، فإن معنى الصبر في اللغة : الحبس.
    ويقول ابن عثيمين رحمه الله :
    قوله صلى الله عليه وسلم "والصلاة نور" : فالصلاة نور للعبد في قلبه وفي وجهه وفي قبره وفي حشره .. وكذلك تكون نوراً للإنسان في قلبه تفتح عليه باب المعرفة لله عزّ وجلّ ، وهي نور في قبر الإنسان لأن الصلاة عمود الإسلام إذا قام العمود قام البناء وإذا لم يقم العمود فلا بناء ... وأما الصبر فقال إنه ضياء ، أي فيه نور لكن نور مع حرارة .. فالضوء لابدّ فيه من حرارة ، وهكذا الصبر لابدّ فيه من حرارة وتعب ومرارة وحزن ومشقّة كبيرة فى احتماله ولهذا كان أجره بغير حساب . فالفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر ، أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني .
    فالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى .... فعندما وصف الصبر بالضياء هذا يعني:
    1- أن الصبر صعب وثقيل على النفس لذلك كان من صفته الضياء أي الحرارة فهو كالنار في جوف الصابر وهذا اختبار من الله سبحانه وتعالى. إذ لا يكون الصبر إلا في الأمور الثقيلة على النفس والتي تُتعب صاحبها وتُزلزل كيانه ....
    2- أن ما ينتج عن هذا الضياء هو النور وهذا هو نتاج وفائدة وثمرة الصبر الذى سيكون في بدايته حارا وثقيلا على النفس ولكن في النهاية يكون النور والفرج وتتم الفائدة من ذلك بنور اليقين بالله ونور الرضاء بقضاء الله وقدره ونور حسن الظن بالله ونور الثقة ونور الفوز فى الآخرة.
    فإسناد النور في الحديث إلى الصلاة وإسناد الضياء إلى الصبر هو من الاستعمال المجازي على سبيل التشبيه .... و العامل المشترك بين الضياء والنور هو أن كلا منهما يشتمل على قدر من الضوء، فالضياء والنور كلاهما ضوء ... ولكن النور نقيض الظلام مطلقا ويستعمل (استعمالا عاما) ... فيصح على المصدر كما يصح على المكتسِب العاكس، ولذلك وصف الله تعالى به نفسه على معنى (النور المطلق) كما سنوضح فيما بعد
    والضياء ضوء ولكنه يستعمل حينما تدعو الحاجة إلى الإشارة إلى (تخصيص الموصوف بأنه مصدر للضوء)، كما وصفت به الشمس : (هو الذي جعل الشمس ضياء) .... فإذا أريد الإطلاق صح استعمال النور للشمس مع أنها مصدر للضوء كما في الحديث الشريف : (يأتي الله قوم يوم القيامة نورهم كنور الشمس ...) على حين أن استعمال الضياء لا يستعمل إلا للمصدر، لذلك لم يوصف به القمر.
    ولربما خص الصبر بالضياء لأن الصبر عبادة قلبية صادرة من الداخل ، والصبر مُعين داخلي ولازم لمختلف العبادات والطاعات كالصوم والجهاد والصلاة أيضا حيث قال تعالى : (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) ... فالصبر مصدر يمد الصابر بالقوة والعزم ، وهذا كله يسوغ لتشبيه الصبر بالضياء في إشارة إلى معنى (المصدرية للضوء) إذ هو ضوء منبعث من داخل المسلم نفسه، هذا بالإضافة إلى أن الصبر في الحديث قد قيل إن المراد به الصوم وقد اختص الله الصوم بأنه له وهو يجزي به فناسب التخصيص هذا المقام.
    وأما الصلاة فلو تأملنا كنهها لوجدنا أنها عبادة تؤدى عمليا بالجوارح وفق نظام توقيفي مأمور به من خارج ذات المسلم، أي من الله عز وجل وبصفة بينها النبي صلى الله عليه وسلم فهي بهذا تشبه النور المكتسب من الخارج والمنعكس على سلوك المصلي، وفي الوقت نفسه تعد عماد الدين وعليها يتوقف قبول الأعمال وصلاحها .... فهي من هذه الجهة تشبه مصدر الضوء إذ هي أساس مؤثر في سائر العبادات، فلما اجتمع فيها هذان الاعتباران شبهت بالنور بمعناه المطلق غير المخصص ليستوعب التشبيه كلا الاعتبارين، والله أعلم.
    ------------------------------------------------------
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,536
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    ------------------------------------------------------
    ((ما هو الفرق بين النور والضياء)) ؟؟؟

    - الضياء ما انتشر من الأجسام النيّرة . والنور هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار .
    - الضياء خاصّ . والنور عامّ . وهذا يعني أن كل ضياء نور ، وليس كل نور ضياء .
    - الضياء من ذات الشيء المضيء . والنور مستعار من غيره .
    - الضياء أتمّ وأكمل وأقوى من النور .
    - الضياء ما يضيء هو ويضيء غيره .
    - النور يختصّ بالمنير بالواسطة كالقمر . والضوء بالمضيء بالذات كالشمس .
    - النور شعاع الضياء وسطوعه .
    - النور هو أشعّة الطيف فقط ، أو الأشعّة المرئية . أما الضوء فهو خليط منها جميعاً ، أي خليط من الأشعّة المرئية وغير المرئية
    - الضياء فيه توهج (إشتعال أو احتراق +حرارة أو طاقة ) . النور ليس في داخله طاقة ولا احتراق بل هو انعكاس للأشعّة الساقطة على جسم ما .
    - الضياء يأتي من الجسم المضيء بذاته . والنور هو انعكاس للضوء على جسم ما .
    والضياء أخص من النور .. إذ النور كل ما يبدد الظلام صغر أو كبر أما الضياء فهو النور القوى
    وإنما وصف الله تعالى نفسه بأنه : (نور السموات والأرض) لا : (ضياء السموات والأرض) ليفيد أن كل نور وخير في الدنيا صغر أو كبر فهو منه وحده، وهذا ما يفي به لفظ (النور) لعمومه بخلاف لفظ (الضياء) الذي لو وصف به الحق تبارك وتعالى لأوهم أنه ما صغر من الأنوار ليست منه !!!
    ------------------------------------------------------

    والحمد لله رب العالمين
    Doctor X
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    2
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-09-2011
    على الساعة
    02:12 PM

    افتراضي

    هل عرف العرب الفرق بين الضياء والنور كما يقول اصحاب الاعجاز العلمي

    انا من اثرت هذة المسالة وهذا كان عنوانها وهذا كان ردي

    شكرا كلامك صحيح فيما قالة رب العزة عن نفسه ان الله نورة كالهدي ولكني لا اقصد من سؤالي الدفاع عن وصف الله لنفسة بالنور المشكلة يا سيدي ليست لوصف الله نفسة بالنور المشكلة ان العرب هل فعلا العرب كانوا يعلمون الفرق بين النور والضياء كما يقول ا...ن هذا اعجاز علمي ##### وشكرا علي توضيحك ان نور الله هدي فانا فعلا استفدت من هذا الوصف وجزاك الله كل خير
    ############



    تدخل إداري:

    جميل إنك استفدت من ذلك ولكن باقي مشاركتك خروج عن اطار الموضوع وادراج شبهات أخرى كثيراً ما يرددها الملاحدة ومردود عليها على سبيل المثال:

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t45089.html

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t26564.html

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t5912.html

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t19009.html


    تنبيه أخير المنتدى للحوار الديني

    تحياتي

    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الإسلام ; 28-09-2011 الساعة 01:39 AM

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

شبهة: كيف يصف الله نفسة بالنور وليس بالضياء؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الأدلة من الإنجيل على أن عيسى رسول الله وليس هو الله، أو ابن الله
    بواسطة وردة الإيمان في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-05-2013, 11:00 PM
  2. الرد على شبهة ( دعوى خطأ القرآن العلمي في وصفه الشمس بالضياء والقمر بالنور )
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-04-2012, 05:11 PM
  3. *&~! اغسل وجهك بالنور !~&*
    بواسطة نضال 3 في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-04-2010, 06:28 PM
  4. القرآن من الله تعالى وليس من البشر
    بواسطة الاشبيلي في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-02-2010, 11:11 AM
  5. مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09-11-2007, 05:49 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

شبهة: كيف يصف الله نفسة بالنور وليس بالضياء؟

شبهة: كيف يصف الله نفسة بالنور وليس بالضياء؟