قال تعالى في صورة التوبة:



اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (التوبة 31)


قال الطبري :

عن عدي بن حاتم قال: أتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وفي عُنُقي صليبٌ من ذهب, فقال: يا عديّ، اطرح هذا الوثنَ من عنقك ! قال: فطرحته، وانتهيت إليه وهو يقرأ في " سورة براءة ", فقرأ هذه الآية: (اتخذوا أحبارهم ورُهبانهم أربابًا من دون الله)، قال قلت: يا رسول الله، إنا لسنا نعبدُهم! فقال: أليس يحرِّمون ما أحلَّ الله فتحرِّمونه, ويحلُّون ما حرَّم الله فتحلُّونه؟ قال: قلت: بلى! قال: فتلك عبادتهم!



كما قلنا سابقا لم يحتك النبي صلى الله عليه وسلم بالنصارى بما يكفي ليعطيه معلومات كافية عن خفايا دينهم ، فلم يكن للنبي مصدر معلوماتي غير الوحي

وكون القرآن يبين هذا الموضوع الدقيق الذي يخفى عن اكثر الناس ، يجعل هذا دليلا قويا على نسبة القرآن لله عز وجل . فعندما احتج عدي بن حاتم على كون

النصارى اتخذوا رهبانهم اربابا من دون الله ، بين له النبي على الفور سبب ذلك ، وأنه بسبب اتباعهم في التحليل والتحريم .



وهناك في الانجيل ( الحالي ) ما يؤيد ذلك:




مت-16-19: وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات ، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات)).



مت-18-18: الحق أقول لكم: كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء ، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء.



انطلاقا من هذا النص يقوم علماء النصارى بالتحليل والتحريم فيقوم اهل الملة باتباعهم .



راجع موقع الانبا تكلا :






نعم ، الربط والحل ليس لبطرس فقط ، بل للرسل ايضا .

حتى عندما قال المفسر بأن ليس معنى هذا تحليل الطعام المحرم ، وان هذا تفسير بروتستانتي خطأ ، نقول لهم :


المفسر قال بخطأ التفسير البروتستانتي للآية ثم لم يقل لنا ما هو التفسير الصحيح ، بل دخل في موضوع آخر كالعادة .


_ في سفر اعمال الرسل ، ارسل الرسل للوثنيين الداخلين حديثا للنصرانية ان يتجنبوا الدم والمخنوق :



اع-15-28: لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر غير هذه الأشياء الواجبة:

اع-15-29: أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون. كونوا معافين)).



ثم بعد ذلك قال بولس انه لا شيء نجس وان كل الطعام يحل له:



1كور-10-23: كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني.

1كور-10-24: لا يطلب أحد ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للآخر.

1كور-10-25: كل ما يباع في الملحمة كلوه غير فاحصين عن شيء من أجل الضمير

الطريف ،أنه لا يزال يتكلم عن الضمير !!!! ( كأنه ممثل هزلي يقول :" أحلى من الشرف مفيش" ثم يرتكب الموبقات وهو مرتاح الضمير (من أجل الضمير)


إذاً ، حلل لهم بولس كل الاطعمة ، هذا بعد ان حرم عليهم الروح القدس ما ذبح للأصنام والدم والمخنوق وكان هذا بعد صعود المسيح للسماء يعني في العهد الجديد ومع ذلك احل بولس كل ما يباع من الطعام فاتبعوه في ذلك .
وهذا ما عنته الآية الكريمة . فكيف عرف النبي تلك المعلومات لو لم يكن القرآن كلام الله ؟



ويزيد الطين بلة ، ويؤكد عبادتهم للرهبان والكهان ادعائهم ان المسيح منحهم سلطة غفران الخطايا :

يو-20-22: ولما قال هذا نفخ وقال لهم: ((اقبلوا الروح القدس.
يو-20-23: من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت)).

يعني لهم سلطان الحل والربط تحليلا وتحريما
ولهم سلطان غفران الخطايا ، والمصيبة الاكبر في
(ومن أمسكتم خطاياه أمسكت)
هذا طبعا غير تحولهم بعد موتهم لقديسين يتبركون بهم وترفع إليهم الحاجات والتضرعات

فماذا بقى لله ؟