السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) الآية 36 من سورة النساء.
تناولت هذه الآية الكريمة عشرة حقوق وسوف نتحدث على حق الجار فقط
الإحسان إلى الجيران وصية رب العالمين كما هو واضح من الآية الكريمة
ولذا يُسمّيها العلماء : آية الحقوق العشرة .
فالجيران ثلاثة :
جار مسلم قريب ، وله ثلاثة حقوق : حق الإسلام ، وحق الجوار ، وحق القرابة .
وجار مسلم ، فله حقّان : حق الإسلام ، وحق الجوار .
وجار كافر أو مسيحي أو يهودي ، فله حق واحد ، وهو حق الجوار .
فيجب أن تُحسن جوار من جاورك أياً كان .
قد يستغرب الواحد فينا أن لغير المسلم حق على المسلم فكلنا يعلم أن الإسلام فكر وتعقل ودين الإسلام نُشرَ بالعقل والموعظة الحسنة ولم ينشر بحد السيف إلا على من منعَ نشره أو إعتدى على المسلمين كما أن الإسلام لم يجبر أحد على الدخول في الإسلام وهذا ما أكده القران فقال تعالى:
{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}سورة القصص آية رقم 56.
وقال تعالى: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين(يونس/99).
وكلنا يعلم أن المسلمين كانوا يتعايشون جنباً إلى جنب نصارى ويهود وكذلك الكفار فكانوا كلهم تحت سقف الدولة الإسلامية وكل منهم يتعبد بطريقته والإختلاف سنة كونية لا أحد ينكرها وحساب الناس على الله وحده وليس علينا في هذه الدنيا ، ولكن في الدار الآخرة، يوم القيامة. وهذا ما قرره القرآن في مواضع شتى، يقول الله تعالى مخاطبا رسوله:
{وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (الحج:68،69).
إلا أن هذا ليس بعيد عن دين الإسلام ومنطقه لأنه دين لكل زمان ومكان متطور بذاته دون تدخل يد الإنسان وبدون تعديل طبعاً لأنه دستور رباني .
وقال ابن جرير رحمه الله في الآية السابقة:
أوصى ربنا جل جلاله بجميع هؤلاء عباده إحسانا إليهم ، وأمر خلقه بالمحافظة على وصيته فيهم ، فحقٌّ على عباده حفظ وصية الله فيهم ، ثم حفظ وصية رسوله .
وقال صلى الله عليه وسلم : ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه . رواه البخاري ومسلم .
بل إن كفّ الأذى عن الجيران علامة على صحة الإيمان وصدقه .
قال صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره . رواه البخاري ومسلم .
وقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على أن من لا يأمن جاره غدراته وفجراته أنه لا يؤمن .
فقال عليه الصلاة والسلام : والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قيل : ومن يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأ من جاره بوائقه . رواه البخاري .
فلا يكفي أن يُكفّ الأذى عن الجار بل يُبدأ بالإحسان ويُحسن إليه .
اللهم رحمتك وعفوك.