السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة والأخوات السوريون تعالوا لنتعرف على الإسلام
فتعريف الإسلام هو:
الإسلام : هو الاستسلام لله ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام لأنه المبلغ عن ربه ، ولهذا سمي إسلاماً لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ،وينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلام .
قال تعالى:
(( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تهتدون )) سورة الأعراف / 158.
فهو رسول الله إلى الجميع ، من اتبعه فله الجنة ، ومن خالف أمره فله النار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )).
يقول الله تبارك وتعالى : (( إن الدين عند الله الإسلام ، وما اختلف الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم )) آل عمران : 19
فالإسلام دين الأنبياء جميعاً ، الذي رضيه الله للبشر جميعاً منذ آدم إلى محمد ، عليهم الصلاة والسلام، فالأنبياء جميعاً جاءوا بالإسلام، لذلك نرى أن أسس رسالات الرسل ومبادئ دعوتهم واحدة ، لأنهم رسل من مرسل واحد .
ومن تعاليم الإسلام فقد ورد في حديث ابن أبي ليلى قال:حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يحل لمسلم أن يروع مسلما".سنن أبي داود و سنن الترمذي .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ ».
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر.
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن. هذا هو الإسلام؟!
وقال عليه الصلاة والسلام :الكلمة الطيبة صدقة.
وقال:تبسمك في وجهة أخيك صدقة.
لاحظ أخي المسلم هل حض الإسلام على القتل في هذه الأحاديث طبعاً ،
لا ؟! فقد حض على الحياة وتكريمها وعلى عدم قتل النفس البشرية بل القتل هو في لغة اليهود فقط .
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالسلام:
قال الإمام النووي : وأما معنى السلام ، فقيل:هو اسم الله تعالى ، فقوله :" السلام عليك " أي اسم السلام عليك ، ومعناه : اسم الله عليك ، أي أنت في حفظه ، كما يقال : الله معك ، والله يصبحك . وقيل : السلام بمعنى السلامة ، أي السلامة مُلازمة لك .
وقول المسلم ( السلام عليكم ) له عدة معان متقاربة ، فمنها أن السلام إخبار المسلِّم لأخيه المسلم بأنه سيكون سالماً من كل أذى أو مكروه يناله منه ، فهو إعلان للمسالمة والموادعة .
ومنها : أن السلام تذكير بالله السلام الذي سلم من المكروهات، وأمن من المحذورات، وأعطى الخيرات .
ومنها : أن السلام بشارة والمعنى أن المسلمين يبشر بعضهم بعضاً بالسلامة من الشرور وحصول الخير .
لقد عصفت بنا الفتن وبات الواحد فينا لا يعرف إلى أين يذهب
فهذا كله من مخالفة أمر الرسول حتى تباعدت القلوب، وكثرت الجفوة، وزادت الفرقة وقد علمنا وأمرنا في قوله وبفعل أمر : { لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم } [رواه مسلم].
وفي الأثر السلام :يذهب الغل.
فإن السلام سنة قديمة منذ عهد آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، وهي تحية أهل الجنة وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ [يونس:10] وهي من سنن الأنبياء، وطبع الأتقياء، وديدن الأصفياء وفي هذه الأيام أصبح بين المسلمين وحشة ظاهرة وفرقة واضحة! فترى أحدهم يمر بجوار أخيه المسلم ولا يلقي عليه تحية الإسلام. والبعض يلقي السلام على من يعرف فقط، وآخرون يتعجبون أن يلقى عليهم السلام من أُناس لا يعرفونهم! حتى استنكر أحدهم من ألقى إليه السلام وقال متسائلاً: هل تعرفني؟!
وفي الحديث المتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله : أي الإسلام خير؟ قال: { تطعم الطعام، وتقر السلام على من عرفت ومن لم تعرف }.
وفي هذا حثّ على إشاعة السلام بين المسلمين، وأنه ليس مقتصراً على معارفك وأصحابك فحسب! بل للمسلمين جميعاً.
والسلام يدل على تواضع المسلم ومحبته لغيره، وينبئ عن نزاهة قلبه من الحسد والحقد والبغض والكبر والاحتقار، وهو من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، ومن أسباب حصول التعارف والألفة وزيادة المودة والمحبة، وهو من أسباب تحصيل الحسنات ودخول الجنات، وفي إشاعته إحياء لسنة المصطفى .
وعلمنا الرسول في رد السلام إذا كان الابتداء من غير المسلم وهذا ورد فيه حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم، السام عليك فقل :عليك ) والمراد السام عليك: أي الموت لك، ولذا يكتفي بالجواب بذلك، وفي رواية عائشة قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، ففهمتها فقالت: وعليكم السام واللعنة ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهلاً يا عائشة ؛ فإن الله يحب الرفق في الأمر كله ، فقالت:ألم تسمع ما
قالوا ؟!، فقال لها :قد قلت لهم وعليك ) متفق عليه.
فهل علمت أخي المسلم من هم اليهود ومن سار في ركبهم من الغرب والعرب المتصهينين.
فالمسلم لا تعصف به ريح، ولا يَحطمه موج، وهذه هي حال المسلم الحقّ أمام الفتن والمتغيّرات، يرتقي من ثبات إلى ثبات، ويزداد تعلّقه بربه وبدينه كلما ازدادت الفتن، وهو إبّان ذلك كله ثابت موقن،لا يستهويه الشيطان،
ولا يلهث وراء كل ناعِق، حادِيه في هذا الثبات سلوك طريق الهدى وإن قلّ سالكوه، والنَّأي عن طريق الضلال وإن كثر الهالكون فيه.
وبمثل هذا المنهج يصبح المؤمن الغُّرّ ممن وعى
حديث النبي يحذر أمته بقوله:
لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا. رواه الترمذي وحسنه.
أخي أختي:
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الأخرين،أنت شيئ أخر لم يسبق لك في التاريخ مثيل ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه.
إن التقليد الأعمى والانصهار المسرف في شخصيات الآخرين وأد للموهبة وقتل للإرادة وإلغاء متعمد للتميز والتفرد المقصود من الخليقة..
وليكن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دستور لك فقال:
احرص على ما ينفعك وإستعن بالله ولا تعجز.
وإني أستغرب السباب والشتائم بين رواد النت بين من هو مؤيد ومعارض وقد نهى الإسلام عن ذلك بحديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال :
ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء.
*وأعلم إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم فإن من أعظم أهداف الإسلام وغايته جمع قلوب المسلمين وإتلافها وإقامة كلمة الحق بينهم وهذه الأهداف لا تتحقق إلا بالتناصر والتعاون والتكافل لذا أمر الإسلام بالإصلاح بين الناس الذي يوحد الصفوف ويجمع القلوب .
*أخي إن الشْرَ شيءٌ هَيِّن وجْـهٌ طليق ولسان ليِّـن.
*إن لم تقدم شيئاً فكُفَّ شرَّك عن الناس؛فإنها صدقةٌ منك
على نفسك.
اللهم امنا في اوطاننا وامن روعاتنا واستر عوراتنا.