يحكي لنا انجيلي متى ولوقا عن حادثة تجلي يسوع على الجبل ، ولكن كعادة كاتبي الاناجيل لا يحرمونا من مواضع الاختلاف فيما بينهما :

نص متى

مت-16-28: الحق أقول لكم : إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته)).

التجلي
مت-17-1 وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين.
مت-17-2: وتغيرت هيئته قدامهم ، وأضاء وجهه كالشمس ، وصارت ثيابه بيضاء كالنور.
مت-17-3: وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه.
مت-17-4: فجعل بطرس يقول ليسوع: ((يا رب ، جيد أن نكون ههنا! فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال :لك واحدة ، ولموسى واحدة ، ولإيليا واحدة)).
مت-17-5: وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم ، وصوت من السحابة قائلا: ((هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا)).
مت-17-6: ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا.
مت-17-7: فجاء يسوع ولمسهم وقال: ((قوموا ، ولا تخافوا)).

___________________________________________

نص لوقا:

لو-9-27: حقا أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله)).

التجلي

لو-9-28: وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام ، أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلي.
لو-9-29: وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة ، ولباسه مبيضا لامعا.
لو-9-30: وإذا رجلان يتكلمان معه ، وهما موسى وإيليا ،
لو-9-31: اللذان ظهرا بمجد ، وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا أن يكمله في أورشليم.
لو-9-32: وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم. فلما استيقظوا رأوا مجده ، والرجلين الواقفين معه.
لو-9-33: وفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع ((يا معلم ، جيد أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة ، ولموسى واحدة ، ولإيليا واحدة)). وهو لا يعلم ما يقول.
لو-9-34: وفيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم. فخافوا عندما دخلوا في السحابة.
لو-9-35: وصار صوت من السحابة قائلا: ((هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا)).
لو-9-36: ولما كان الصوت وجد يسوع وحده ، وأما هم فسكتوا ولم يخبروا أحدا في تلك الأيام بشيء مما أبصروه.

مقارنة بين النصين:




تعليق:

يا عالم انتم تتكلمون عن شهادات موحى بها من الروح القدس !! وتقولون ان الروح يوحي بالحق في قلب الانجيلي ويترك لأسلوبه ان يدون هذا الوحي، صح؟ ، فنحن إذاً ، امام احد الاحتمالات:
الاحتمال الاول:
إما ان الانجيلي قد ينسى بعض ما اوحى الروح به ، هل هي (ستة ايام) ، أم
(ثمانية أيام) ؟ فيكتب كل كاتب حسب قوة ذاكرته ، وبهذا المستوى لا يمكن الاعتداد بمثل هذه الشهادات وتنتفي صفة الوحي الخالص عنه.
الاحتمال الثاني:
احد الشهادات هو الحق والباقي خطأ ، ولا يمكن معرفة هذا من ذاك فيسقط الاستدلال بالاثنين على الحق.
الاحتمال الثالث:
جميع الشهادات غير صحيحة

يعني هذا ان في جميع الحالات لا تصلح هذه الشهادات ان يعتد بها .

ثم لماذا يترك الروح المقدس الساكن في الكنيسة كل هذا التضارب؟


على الاقل كان يمكنه تصحيح الاوضاع في المجامع المقدسة مثلا، صح؟

اعتراض:

قد يعترض معترض فيقول ان الارقام لا تغير شيء من احداث القصة ولا يهم
هل حدث هذا بعد 6 ايام ام 8 ايام ، المهم ان يسوع قد تجلى.

رد الاعتراض:

نقول ان هذه الشهادات إن كانت وحي من الروح قبلناها، وإن كانت من القصص السائدة في زمن ما بعد التلاميذ (على الاقل لوقا) ، كما يؤكد لوقا نفسه
في اول انجيله أنه رسالة لصديقه ثاوفيلس ، فهي إذاً ليست وحي من الروح.

وهناك أمر هام جدا، لماذا لم يقل متى ولوقا ومرقص أنهم لا يكتبون من أنفسهم بل يدونون وحي الروح القدس؟ والله لو اوحى الروح القدس لأي انجيلي لجهر بالأمر وأكده في أكثر من مناسبة في انجيله . بل ان كتاب الاناجيل لم يعرفوا انفسهم للقراء ويقولوا من هم . ومعلوم ان هذه الاناجيل كانت تسمى اول الامر مذكرات الرسل ولم تكن مقدسة حتى منتصف القرن الثاني.

أمر أخير:

صوت من الذي يتكلم من السحابة؟
الاجابة المفترضة : إنه صوت الآب.
الآب ؟؟!! آه افتكرت ، نعم الآب الذي (لم تسمعوا صوته قط ولا رأيتم هيئته )

يو-5-37: والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتم هيئته،

ورغم انه لا انفصال بين الآب والابن إلا أننا يمكننا ان نرى يسوع واقفا امامنا
ثم نسمع صوت الآب آتي من السماء ، بل يمكننا ان نرى الروح ينزل على شكل حمامة مثل تلك التي قفزت على مكتب البابا شنودة في الكنيسة ثم نقول بعد ذلك
إله واحد في ثلاثة أقانيم متميزة بدون انفصال .

استدراك:
الحمامة في حادثة البابا لم نرها تنزل من السماء ولكن كأنها
آتية من خلف المكتب .

والحمد لله على نعمة التوحيد .