في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تم إصدار نسخة جديدة من الكتاب المقدس بواسطة ويسكوت و هورت(wescott &Hort) وهي تختلف عن نسخ النص البيزنطي الشائع في مواضع كثيرة جدا ، وذلك لأنهم قد أسسوا نسختهم على أساس نمط آخر من المخطوطات وهو النمط السكندري وأشهر مخطوطاته المجلد السينائي و المجلد الفاتيكاني والتي تنتمي للقرن الرابع الميلادي وهي المخطوطات التي تحتوي أقدم النصوص شبه الكاملة للعهد الجديد ، والشكل التالي يظهر الفارق بين نمط النص البيزنطي الشائع و نمط النص السكندري، ويمكن مراجعه تفاصيل الإختلافات بين نوعي النص من خلال الموقع المبين في الشكل



مركز تحميل الصور

ثانيا : نصوص الأقلية : Minority Texts or Alexandrian Texts

المخطوط السينائي: ينتمي للقرن الرابع الميلادي (ما بين 330 و 350 ميلادي).
في عام 1844 كان العالم اللاهوتي الألماني كونستانتين فون تيشندورف في زيارة لدير سانت كاترين بسيناء في مصر فشاهد مجموعة من المخطوطات القديمة ملقاه في سلة مهملات الدير استعدادا لاستخدامها كوقود لفرن الدير فاستطاع تيشندورف أن يحتفظ بها وسلمها لمكتبة الجامعة في ليبزيج بألمانيا ، ثم انتقلت بعد ذلك للمكتبة الأهلية الروسية وبقيت هناك عدة عقود حتى باعها الأتحاد السوفيتي للمتحف البريطاني في عام 1933 .وهناك علماء يشككون في قصة وجودها في سلة المهملات وهذه ليست قضية هامة


محتويات المخطوط : العهد القديم ، العهد الجديد ويشمل أيضا من الفصول غير القانونية رسالة برنابا و الراعي لهرماس .


المخطوط الفاتيكاني:اكتشفت بواسطة البابا نيكولاس الخامس عام 1448 كمخطوط مهمل في الفاتيكان ولا يعرف أحد على وجه التحديد مكان كتابتها فقد يكون الإسكندرية أو فلسطين أو جنوب أيطاليا ، وهي كتبت غالبا في النصف الأول من القرن الرابع مثل المخطوط السينائي وهي محفوظة في مكتبة الفاتيكان . وحتى القرن التاسع عشر لم يسمح الفاتيكان لأى عالم مسيحي بالإطلاع عليها حتى وقعت في يد نابليون بونابرت عام 1809 وظلت في باريس حتى 1815 ثم رجعت لمكتبة الفاتيكان مرة أخرى.


محتويات المخطوط: تحتوي على الترجمة السبعينية للعهد القديم ولكن ينقصها بعض أجزاء المكابيين و صلاة منسي ملك يهوذا، مع فقدان بعض الأجزاء من سفر التكوين و بعض المزامير، وأما بالنسبة للعهد الجديد فينقصه رسالات بولس لطيموثاوس 1 و 2 و تيطس و فيلمون بالإضافة لرؤيا يوحنا اللاهوتي. وهناك آثار لتصحيحات أحد نساخ القرن العاشر تظهر بالمخطوط .كما أنه في صفحة 1512 يوجد تعليق مثير للإهتمام معناه :
" أيها الأحمق الماكر، ألا تترك القراءة القديمة لحالها ولا تغيرها؟


مركز تحميل الصور

الجدل المسيحي حول هذه المخطوطات:
بمقارنة نسخ الكتاب المقدس الحديثة ببعضها سوف نجد الكثير من الإختلافات ، فمثلا مقارنة نسخة الملك جيمس ( بناءا على مخطوطات الأغلبية البيزنطية) و نسخ مثل إنترناشيونال فيرجن و ريفيزد ستاندارد فيرجن (وهي بناءا على نصوص الأقلية السكندرية) السينائي و الفاتيكاني ما يقارب من خمسة آلاف فارقة بين المجموعتين وذلك بسبب نسختي القرن الرابع التي تخالف النصوص البيزنطية

Most of the over 5000 New Testament differences between the King James Bible and modern Bible versions like the NASB, NIV, RSV, Living Bible, and others, are the result of mainly two manuscripts which allegedly date to around 350 AD called Sinaiticus (Aleph) and Vaticanus (B).
http://www.ecclesia.org/truth/vaticanus.html

ومن هنا نعرف سبب الجدل بين دور نشر الكتاب المقدس حول ماهي الإصدارات التي تمثل أقرب ما يكون للنص الأصلي، فالذي يتخذ المخطوطات السكندرية مصدرا له على أساس أنها الأقدم والأكمل ينتج نصا يختلف عن الذي يتخذ من مخطوطات النص الشائع البيزنطية مصدرا له . قارن بين نسخة الملك جيمس و الإصدارات الحديثة التي ذكرناها قبلا مثل (NIV, RSV) ، والملاحظ أن رجال الدين المتحفظين يدافعون عن نمط النص الشائع والنصوص البيزنطية بحماس بالغ حيث أنها تثبت جميع العبارات والفقرات المنتازع عليها مثل قصة المرأة الزانية في انجيل يوحنا و نهاية انجيل مرقص الثانية و العبارة الداعمة للتثليث في رسالة يوحنا الأولى، ويحملون بشدة على دور النشر المصدرة للإصدارات الحديثة ومن ورائهم من علماء نقد النصوص، فنراهم يدعون أن النص الشائع يدعمه إصدارات أكثر قدما من المخطوطات السكندرية مثل النسخة اللاتينية القديمة ونسخة فالجيت لجيروم و نسخة البشيتا لأنهم ينتمون للقرن الثالث كما يقولون حتى يفوتوا الفرصة على هؤلاء المتحمسين للنصوص السكندرية باعتبارها الأقدم ومن ثم الأفضل، وحيث أنها ترجع للقرن الرابع فهي إذن ليست أفضل من المنتمي للقرن الثالث، راجع مايلي:

A vital fact to remember is that though codices Aleph and B (produced in the 4th century) are older than other Greek manuscript copies of the Scriptures, they are not older than the Peshitta, Italic, the Old Latin Vulgate and the Waldensian versions which were produced 200 years earlier in the 2nd century. All these versions, copies of which are still in existence, agree with Textus Receptus, the underlying text of the King James Bible. I repeat: these ancient versions are some 200 years older than Vaticanus and Sinaiticus: so the 'oldest is best' argument should not be used. .

http://atschool.eduweb.co.uk/sbs777/...v/part1-4.html

يريد الكاتب هنا ان يقول ان إذا كان المجلدان السينائي والفاتيكاني هما الافضل لآنهما اقدم من المخطوطات اليونانية (التي اخذ عنها النص الشائع او المستلم) ، ولكنهما ليستا اقدم من نسخة البشيتا السيريانية و اللاتينية القديمة

وهذا الكلام به كثير من التدليس لأن :
_ برغم من أن نسخ البشيتا واللاتينية القديمة و الفالجيت أقدم وجودها من النسخ السكندرية إلا أنه لا توجد مخطوطة كاملة لهذه النسخ كتبت في القرن الثاني والثالث بين أيدينا، فنحن لا نعرف على وجه الدقة محتويات هذه النسخ حيث أن التعديلات على النسخ كانت دائما مبدأ سائد في هذه العصور، وسوف نتناولها بالذكر بعد قليل.إذن فقول المعلق أن النسخ لاتزال موجودة نرد عليه بسؤال، ماهو تاريخ كتابة كل مخطوطة منها؟ ستجد الجميع بعد القرن الرابع.
_ القول بأن هذه النسخ تتفق مع النص الشائع خطأ، وسوف نثبت ذلك عند ذكر تاريخها.
_ القول بأنها تتفق مع نسخة الملك جيمس خطأ لأنه لا توجد مخطوطة كاملة تتفق تماما معها، إذ أن نسخة الملك جيمس قائمة على إصدارات إراسموس التي هي بدورها نسخة توافقية ناتجة عن التوفيق بيت ستة مخطوطات.

ولتعرف أنه لا دليل على نصوص بيزنطية قبل القرن الرابع راجع الشكل التالي، يقول أن الإدعاء بوجود نصوص بيزنطية قبل القرن الرابع لا يثبت.وأن الآباء السيريان أفراييم وأفرآتيس لم يستشهدوا بعبارات من البشيتا ومن ثم فإنها ترجع لما بعد القرن الرابع.


On the other hand, the Byzantine text-type, of which the textus receptus is a rough approximation, can boast of being presented in the vast majority of surviving manuscripts, as well as several important versions of the New Testament from the fourth century or later, and as being the text usually found in the quotations of Greek writers in the fifth century and after. The most notable version support for the Byzantine text is in the Peshitta Syriac and the fourth century Gothic version. A second-century date for the Peshitta used to be advocated, but study of the Biblical quotations in the writings of Syrian Fathers Aphraates and Ephraem has demonstrated that neither of these leaders used the Peshitta, and so it must date from after their time, i.e., to the late fourth century or after. Therefore, this chief support for a claimed second-century date for the Byzantine text-type has been shown to be invalid.



http://www.westcotthort.com/dkutilek/whvstr.html



إذن فالنصوص البيزنطية التي هي أصل النص الشائع لم تكن موجودة قبل القرن الرابع بل أن هناك مخطوطات تنتمي للفترة مابين الخامس والثامن وإن كانت بيزنطية إلا أنها توافق السكندرية(الأقلية) من حيث نمط النصوص كما بينا سابقا.

On the down side, the distinctively Alexandrian text all but disappears from the manuscripts after the 9th century. On the other hand, the Byzantine manuscripts, though very numerous, did not become the "majority" text until the ninth century, and though outnumbering Alexandrian manuscripts by more than 10:1, are also very much later in time, most being 1,000 years and more removed from the originals.

http://www.westcotthort.com/dkutilek/whvstr.html

وهكذا رأينا تمسك الغيورين والمتحفظين من رجال الدين المسيحي بنمط النص الشائع وعرفنا سبب ذلك، ولكن علماء نقد النصوص في العصر الحديث على غير هذا الرأي حيث لم يعد هؤلاء النقاد من مختلف مدارس نقد النصوص تدافع عن نصوص الأغلبية الشائعة كما في هذه المقالة التي تقول أن علماء نقد النصوص لا ترى الأولوية لهذه النصوص:

No school of textual scholarship now continues to defend the priority of the Textus Receptus;


http://textus-receptus.com/wiki/Textus_Receptus



أما من حيث نصوص الأقلية السكندرية وأهمها النص الفاتيكاني والسينائي فنوجز إشكالاتها فيما يأتي:
- يقال عنهما أنهما من أقدم النسخ الكاملة للكتاب المقدس ولكن الحقيقة أنهما ينقصهما بعض الأجزاء فمثلا:
ينقص المخطوط الفاتيكاني متى3 و رسائل تيموثاوس الأولى والثانية والرسالة لطيطس وفيلمون وبعض من العبرانيين وكل الرؤيا .
_ يحوي بعضها أسفار غير قانونية (رسالة برنابا و الراعي لهرماس) مثل المخطوط السينائي.
- بمقارنة النص الفاتيكاني بالمخطوطات الأخرى وجد السيد جون وليام بيرجن الأستاذ في أكسفورد في كتابه الذي كتبه عام 1881 باسم ذي ريفيجن ريفايزد
The Revision Revised
نجد ان :
أن النص الفاتيكاني يزيل 2877 كلمة، يضيف 536 كلمة يستبدل 935 كلمة، غير مكان 2028 كلمة، ويعدل 1132 كلمة. بينما السينائي يزيل 3455 كلمة، يضيف 839 كلمة، يستبدل 1114 كلمة، يغير مكان 2299 كلمة، يعدل 1265 كلمة، وهذا في الأناجيل فقط.
جدير بالذكر أن هذه الخلافات ليست واحدة في المخطوطتين

راجع:


Mr. Burgon states on page 11; "Singular to relate Vaticanus and Aleph have within the last 20 years established a tyrannical ascendance over the imagination of the Critics, which can only be fitly spoken of as a blind superstition. It matters nothing that they are discovered on careful scrutiny to differ essentially, not only from ninety-nine out of a hundred of the whole body of extant MSS. besides, but even from one another. In the gospels alone B (Vaticanus) is found to omit at least 2877 words: to add 536, to substitute, 935; to transpose, 2098: to modify 1132 (in all 7578): - the corresponding figures for Aleph being 3455 omitted, 839 added, 1114 substitued, 2299 transposed, 1265 modified (in all 8972). And be it remembered that the omissions, additions, substitutions, transpositions, and modifications, are by no means the same in both. It is in fact easier to find two consecutive verses in which these two mss. differ the one from the other, than two consecutive verses in which they entirely agree."

http://www.ecclesia.org/truth/vaticanus.html

- تم عمل تعديلات على المخطوط الفاتيكاني في القرن العاشر أو الحادي عشر مما جعل بعض العلماء يتسائل عن جدوى مخطوطة تم تعديلها.أما في القرن الخامس عشر فقد تم إضافة بعض الأجزاء من مخطوطات أخرى مما جعل بعض العلماء يتسائل عن قيمة مخطوطة تم العبث بها. راجع

John Burgon made a personal examination of it and found some major problems with in the manuscript. This has been confirmed by many others. Here are just a few of the problems. "The entire manuscript has had the text mutilated, every letter has been run over with a pen, making exact identification of many of the characters impossible." (Vaticanus and Sinaiticus - ww.waynejackson. freeserve. co.uk/kjv /v2.htm). Dr. W. Eugene Scott, who owns a large collection of ancient Bible manuscripts and Bibles says, "the manuscript is faded in places; scholars think it was overwritten letter by letter in the 10th or 11th century, with accents and breathing [marks] added along with corrections from the 8th, 10th and 15th centuries. All this activity makes precise paleographic analysis impossible. Missing portions were supplied in the 15th century by copying other Greek manuscripts." (Codex Vaticanus by Dr. W. Eugene Scott, 1996).
I question the "great witness" value of any manuscript has been overwritten, doctored, changed and added to for more than 10 centuries. Let me tell you more.
http://hissheep.org/kjv/the_great_uncials.html

_ المخطوط السينائي كذلك تم تحريره بواسطة أكثر من كاتب كما تم إجراء تعديلات عليه من آخرين، وقد أحصى تيشندورف أكثر من 14800 تعديل بالمخطوطة تم أكثرها في القرن السادس أو السابع عشر. راجع

Tischendorf said that he "counted 14,800 alterations and corrections in Sinaiticus
http://www.sermonaudio.com/comments_...word=Bibleworm

_ كتبت المخطوطة السينائية بإهمال واضح حيث تم تكرار كتابة عبارات بأكملها أو البدأ في كتابة عبارة ثم إلغائها كما يقول جون بيرجن

A great amount of carelessness is exhibited in the copying and correction. "Codex Sinaiticus 'abounds with errors of the eye and pen to an extent not indeed unparalleled, but happily rather unusual in documents of first-rate importance.' On many occasions 10, 20, 30, 40 words are dropped through very carelessness. Letters and words, even whole sentences, are frequently written twice over, or begun and immediately cancelled; while that gross blunder, whereby a clause is omitted because it happens to end in the same words as the clause preceding, occurs no less than 115 times in the New Testament." (John Burgon, The Revision Revised)It is clear that the scribes who copied the Codex Sinaiticus were not faithful men of God who treated the Scriptures with utmost reverence. The total number of words omitted in the Sinaiticus in the Gospels alone is 3,455 compared with the Greek Received Text (Burgon, p. 75)

http://www.1611kingjamesbible.com/co...naiticus.html/

_ هذا غير أن المخطوطتين يختلفان مع بعضهما البعض في الأناجيل أكثر من ثلاثة آلاف مرة.

The oldest manuscripts (the Vaticanus and Sinaiticus) are not reliable at all! But wait, the Vaticanus and Sinaiticus disagree with each other over 3,000 times in the gospels alone

http://www.chick.com/information/bib...jamesbible.asp

وبهذا نعرف أن مخطوطات الأقلية السكندرية مرفوضة من قطاع عريض من المسيحيين برغم أنها تعتبر المصدر المعتمد للإصدارات الحديثة للكتاب المقدس. وكما هو واضح فالخلاف لازال محتدما بين المسيحيين المعنيين بالكتاب المقدس من علماء نقد ورجال دين على أي نمط من المخطوطات يعتمد عليه في محاولة الرجوع للنص الأصلي بقدرالمستطاع.

والمشكلة أن المتحمسين لنصوص الأغلبية والنص الشائع يواجهون النقد بأن مخطوطاتهم الكثيرة ليست فقط لا تتطابق مع بعضها البعض ولكنها أيضا تنتمي للقرن التاسع وما بعده وحيث أنهم يدافعون عن خيارهم بالقول بأن إذا كان خيار علماء النقد هم نصوص الإسكندرية بزعم أنها أكثر النسخ الكاملة قدما ،مما يعني أفضليتها فإن هناك نسخ أكثر قدما من السكندرية تؤيد نمط النص الشائع مثل البشيتا السيريانية و اللاتينية القديمة
وشمال إيطاليا . حسناً، لنرى تاريخ هذه النسخ.


نهاية الحلقة الثانية